جنوب سوريا رهين التفاهمات الدولية والأردن ينفي إقامة منطقة آمنة

لقطة من فيديو بثه «مغاوير الثورة» لإطلاق صاروخ
لقطة من فيديو بثه «مغاوير الثورة» لإطلاق صاروخ
TT

جنوب سوريا رهين التفاهمات الدولية والأردن ينفي إقامة منطقة آمنة

لقطة من فيديو بثه «مغاوير الثورة» لإطلاق صاروخ
لقطة من فيديو بثه «مغاوير الثورة» لإطلاق صاروخ

في حين لا تزال تتردد في جنوب سوريا أحاديث عن نية لإنشاء «منطقة آمنة» بعمق 35 كيلومتراً من الحدود الأردنية، نقلت وكالة «عمون» الأردنية المحلية نفي عمّان هذه الأنباء. وقال مصدر مسؤول «لم يُطرح أي شيء من هذا القبيل، ولا توجد نقاشات حول إنشاء منطقة آمنة، والأردن لا يفكر بإقامة هذه المنطقة».
إلا أن مصدراً في جنوب سوريا قال لـ«الشرق الأوسط»، اليوم الخميس، إن «اجتماعات تمت مؤخراً ضمت قياديين محليين من فصائل التسويات في درعا وأعضاء من لجان التفاوض المركزية في جنوب سوريا، للوقوف على معطيات الحديث عن المنطقة الآمنة وتداعياتها على المنطقة باعتبارهم من القوات المؤثرة والتي لا تزال موجودة على الأرض، وأعدوا تفاهمات واقتراحات حول المنطقة الجنوبية، بأنها جزء من الأرض السورية ورفض المشاريع الانفصالية، وأن المنطقة الآمنة يجب أن تكون خالية من السلاح والتشكيلات والفصائلية، بما فيها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، وبإشراف دولي، وبقاء دوائر النظام الحكومية المدنية بما فيها الشرطة المدينة وإدارة معبر نصيب الحدودي (مع الأردن)، وإدارتها عسكرياً من تشكيلات مقبولة لكل الأطراف من أبناء المنطقة نفسها، إضافة إلى فتح قنوات التواصل المشتركة بين جميع الأطراف في هذه المسألة، وعدم عودة الأعمال العسكرية إلى المنطقة وتحميلها المزيد من الأعباء، وتقديم مشاريع إنمائية ومساعدات إنسانية والنهوض بواقع المنطقة وعموم سوريا التي يتشارك شعبها المعاناة ويفتقر لكل مقومات الحياة».
مصدر من لجان التفاوض في درعا تحدث لـ«الشرق الأوسط» أيضاً، قائلاً، إن «مناطق الجنوب السوري التي هي جزء لا يتجزأ من سوريا والتي لطالما طالب أبناؤها بالتغيير وقدموا لذلك الكثير من التضحيات، هي اليوم غير مؤهلة لاستقبال أي طرح عسكري، لاعتبارات عدة، أولها التخلي عن الجنوب السوري والفصائل التي كانت هناك عام 2018، وما خسرته المنطقة من أرواح وبنية تحتية ومنازل، خاصة أن الحالة الشعبية شاهدت وعاشت في تلك الفترة التخلي عن المنطقة وتركها ساحة للطيران الروسي والاقتحام البري عام 2018». واعتبر أن الدول فرضت على المنطقة الجنوبية مبدأ التفاوض والتسويات مع النظام برعاية روسيا، ومحاولة تحقيق أي مكسب لأبناء المنطقة من خلال هذا الاتفاق (التسوية). وأوضح، أن مناطق الجنوب السوري انتقلت من المرحلة العسكرية والفصائلية إلى مرحلة التفاوض المباشر مع الجانب الروسي للحفاظ على ما تبقى من شباب المنطقة ومنازلها، بعد أن فرض عليها ذلك منذ عام 2018. وشدد على أنه لا بد لأي مرحلة جديدة أن تساهم في مساعدة السورين وانعاش البلد بمشاريع اقتصادية تحسن الواقع المعيشي والأمني للأهالي، وتحافظ على ما تبقى من شباب وأرض سوريا، وعدم زجهم في صراعات غير متكافئة، بحسب تعبيره.

* رأي السويداء
وفي السويداء ذات الغالبية الدرزية، صرح مصدر من الفصائل المحلية لـ«الشرق الأوسط» أن «تكرار تجارب مشابهة، لما قبل العام 2018، في الجنوب السوري، سيؤدي حكماً إلى نتائج كارثية مشابهة. كانت السويداء أقل المحافظات تضرراً من الحرب، بسبب حالة النأي بالنفس، التي اتخذها أبناء الجبل، في ظل التجاذبات الإقليمية والدولية التي انعكست صراعات محلية دمّرت البلاد وشرّدت العباد. أما طرح تشكيل فصائل من جديد في الجنوب السوري، فيعني المزيد من الفوضى، والمزيد من الاستثمار المجاني في دماء الشباب، في وقت لا تزال المنطقة الجنوبية برمّتها تعاني من تداعيات الحالة الفصائلية والميليشياوية، والوضع الأمني المتردي، أكبر مثال على ذلك». وأضاف «هذا لا يعني قبول أبناء الجنوب السوري بالمشروع الإيراني وأجنداته؛ لأننا في جبل العرب نعتز بانتمائنا العربي، ونفتخر بقوميتنا، ونحن على ثقة أن الجنوب السوري بكل مكوناته من القنيطرة إلى درعا والسويداء، يشاطرنا الانتماء ذاته، كما نؤكد تمسكنا بهويتنا السورية. ولا بد للطروحات الجديدة أن تكون بعيدة كل البعد عن عسكرة المجتمع والصراعات، فالحل الأمثل يكمن في تحسين الحالة الاقتصادية والمعيشية للسكان، وتوفير مشاريع إنمائية في الجنوب السوري، تكون سبيلاً لتحصين المجتمع من أي مشاريع مشبوهة، وإقناع المجتمع الدولي بضرورة إلزام جميع الأطراف، بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، يستند إلى القرارات الأممية ذات الصلة». وأضاف المصدر«إذا كان الحل السياسي مستعصياً للأزمة السورية، فيمكن للدول العربية، أن تأخذ دوراً إيجابياً في الجنوب السوري، من خلال التنسيق مع الجهات المحلية الفاعلة، ودعم المجتمع المحلي اقتصادياً، وتوفير غطاء عربي حقيقي بوجه المشروع الإيراني، بعيداً عن تشكيل الفصائل والعسكرة».

* رسائل دولية
الرسائل الدولية ليست غائبة عن المشهد على طول الحدود في جنوب سوريا، بحسب الناشط مهند العبد الله من درعا. وقال إن عمليات التمشيط الأخيرة والاستنفار العسكري وتحليق الطائرات الروسية في البادية السورية مؤخراً، وتحصين مواقع عسكرية بدرعا، ورفع السواتر الترابية قرب منطقة الـ55 كم القريبة من قاعدة التنف الأميركية عند الحدود الأردنية، تحمل أكثر مما يتم الحديث عنه لملاحقة خلايا «داعش» في تلك المنطقة التي غاب فيها وجود التنظيم منذ العام 2019، وينحصر وجوده على شكل خلايا في الكراع وتلو الصفا.
https://twitter.com/MaghaweirThowra/status/1081171649284706307
مقابل ذلك، نشر فصيل «مغاوير الثورة» المدعوم من التحالف الدولي في منطقة التنف عند الحدود الأردنية - السورية، مقاطع مصوّرة لتجربة أسلحة حديثة عبر حسابه في «تويتر» الخميس. وقال في منشوره «إنها تدريبات بدعم من قوات التحالف الدولي وتمت تجربة راجمات صواريخ في منطقة الـ55 كم قرب قاعدة التنف، وهي تدريبات ناجحة تساعدهم في الدفاع عن المدنيين وأنفسهم من أي هجوم».
وتعدّ منطقة الـ55كم منطقة خفض تصعيد على الحدود السورية الأردنية، وفي يونيو (حزيران) الماضي من العام الحالي تعرّضت نقطة حوش مطرود على حدود منطقة الـ55كم التابعة لفصيل «مغاوير الثورة» لقصف من طائرات مسيرة اتهمت روسيا بتنفيذه. وتناقلت وسائل الإعلام أخباراً عن نية التحالف الدولي تشكيل مجموعات قتالية جديدة في جنوب سوريا؛ لمحاربة التمدد الإيراني على الحدود الأردنية - السورية ومكافحة تنظيم «داعش»، وليس محاربة النظام السوري، وأخرى تحدثت عن إقامة المنطقة الآمنة في جنوب سوريا.
وبالحديث عن إيران و«حزب الله» ووجودهما في جنوب سوريا، سواء في درعا أو السويداء، فهو قائم عبر عمليات تجنيد أبناء المنطقة في تنفيذ مشاريع التهريب. وإيران لا تملك حاضنة شعبية أبداً في المنطقة، لمشاركتها سابقاً بمعارك مع النظام السوري من منطلق طائفي، إضافة إلى ظهور عمليات اغتيال تستهدف الأشخاص الذين تقربوا من «حزب الله» أو الميليشيات الإيرانية، أو العمل في تجارة المخدرات وتهريبها. وقد استغلت إيران الحالة الاقتصادية والمعيشية السيئة للشعب السوري وجندت الشباب بإغراءات مادية وسلطوية.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

هوكستين يدقق في تلويح إسرائيل بتمديدها الهدنة للبقاء بجنوب لبنان

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري (يمين) يصافح المبعوث الأميركي آموس هوكستين في بيروت (رويترز)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري (يمين) يصافح المبعوث الأميركي آموس هوكستين في بيروت (رويترز)
TT

هوكستين يدقق في تلويح إسرائيل بتمديدها الهدنة للبقاء بجنوب لبنان

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري (يمين) يصافح المبعوث الأميركي آموس هوكستين في بيروت (رويترز)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري (يمين) يصافح المبعوث الأميركي آموس هوكستين في بيروت (رويترز)

يترقب لبنان الرسمي ما سيؤول إليه الاجتماع الذي تعقده الهيئة الدولية المشرفة على تثبيت وقف النار في الساعات المقبلة في مقر قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل» في الناقورة برئاسة الوسيط الأميركي آموس هوكستين، للتأكد من مدى صحة ما أخذت تروّج له إسرائيل بتمديد فترة الهدنة التي تنتهي في السابع والعشرين من الشهر الحالي بموجب الاتفاق الذي كان توصل إليه في مفاوضاته مع لبنان وإسرائيل لإنهاء الحرب بتطبيق القرار 1701، خصوصاً أن التمديد يعني أنها تؤخر انسحابها من الجنوب، ما يقلق اللبنانيين من تجدُّد اندلاع المواجهة بين تل أبيب و«حزب الله».

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر لبنانية رسمية أن زيارة هوكستين لبيروت تستمر لساعات، ويُفترض أن يتوجه فوراً إلى الناقورة لمواكبة سير تطبيق الاتفاق الذي رعاه بين لبنان وإسرائيل على أن يختتمها بلقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري للوقوف منه على مدى استعداد إسرائيل للانسحاب من جنوب لبنان التزاماً منها بما نص عليه في هذا الخصوص، بخلاف تلويحها بتمديد الفترة الزمنية من دون تحديدها موعداً جديداً لخروجها من الجنوب.

وأكدت المصادر اللبنانية أنها فوجئت بتلويح إسرائيل بتمديد الهدنة الذي يؤدي حكماً إلى تأخير انسحابها من لبنان، مع أن الجهات الرسمية لم تُبلَّغ من الهيئة المشرفة على تثبيت وقف النار، أو من واشنطن مباشرة، بعدم تقيدها بالمهلة الزمنية التي نص عليها الاتفاق لخروجها من جنوب لبنان.

وكشفت أن رئيسها الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز كان قد أبلغ بري، عندما التقاه في حضور سفيرة بلاده ليزا جونسون، بأن المهلة الزمنية المتبقية لتثبيت وقف النار تكفي لانسحاب إسرائيل بالكامل من الجنوب.

نبيه بري مستقبلاً الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون يوم الخميس (رئاسة البرلمان)

وبرغم أنها تفضل عدم حرق المراحل باستباقها الموقف النهائي لإسرائيل ريثما تكون على بيّنة بما سيحمله هوكستين لبري ليكون في وسعه أن يبني على الشيء مقتضاه، فإنها تسأل في المقابل عما إذا كانت عازمة على البقاء في الجنوب لمدة زمنية تتخطى الجدول الزمني الذي نص عليه الاتفاق لسحب جيشها من الجنوب؟ أم أنها تود جس نبض الحكومة اللبنانية في محاولة لابتزازها والتهويل عليها بذريعة عدم التزام «حزب الله» بما نص عليه الاتفاق بإخراج ما تبقى من ترسانته العسكرية من منطقة جنوب الليطاني إفساحاً في المجال أمام انتشار الجيش اللبناني بمؤازرة «يونيفيل» لتثبيت وقف النار تمهيداً لتطبيق القرار 1701، شرط أن تكون خاضعة بالكامل لسلطة الدولة وخالية من أي وجود عسكري غير شرعي؟

كما تسأل عما إذا كانت إسرائيل في حاجة إلى مزيد من الوقت، كما تدّعي، لتدمير البنى التحتية العسكرية للحزب، خصوصاً أن جيشها تمكن من وضع يده على منشآت عسكرية عائدة له، بما فيها عدد من الأنفاق لم يسبق له أن استخدمها طوال الحرب الأخيرة.

قوات إسرائيلية تتحرك في 2 ديسمبر الماضي بين منازل مدمرة في بلدة ميس الجبل بجنوب لبنان (إ.ب.أ)

وفي هذا السياق قالت مصادر دبلوماسية غربية بأن إسرائيل لن تسمح لـ«حزب الله» بأن يعيد بناء قدراته العسكرية، وهي عازمة على تدميرها في ضوء تأكيد أمينه العام، نعيم قاسم، أن المقاومة بدأت تستعيد عافيتها وستكون قريباً أقوى مما كانت عليه من قبل. وأكدت لـ«الشرق الأوسط» أن إسرائيل تدرس التروّي في اتخاذ قرارها النهائي بالانسحاب من الجنوب، ما دام جيشها بتوغله في عدد من البلدات تمكن من اكتشاف المزيد من الأنفاق والمنشآت العسكرية ويعمل على تدميرها، إضافة إلى أنه يستمر في ملاحقته وتعقبه الخلايا النائمة للحزب لمنعها من شن عمليات تستهدف دورياتها أثناء توغلها في الأحياء الضيقة لعدد من البلدات التي لا يزال يوجد فيها.

ولفتت إلى أن إسرائيل تربط انسحابها من الجنوب بمدى استعداد الجيش اللبناني للانتشار في منطقة جنوب الليطاني والسيطرة عليها بمؤازرة «يونيفيل». وقالت إنها تدقق حالياً بتشكيلاته الميدانية للتأكد من قدرته على الانتشار ومنع الحزب من الاحتفاظ بما تبقى من قدراته العسكرية، مع أن قيادة الجيش، وبشهادة الجنرال الأميركي، استكملت جهوزيته للانتشار، وهي ليست مسؤولة عن التباطؤ بتوسيعه بمقدار ما أن المسؤولية تقع على عاتق إسرائيل لأنه من غير الجائز الدخول إلى البلدات التي ما زالت تقع تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وسألت عن رد فعل واشنطن في حال أن إسرائيل أخلّت بالتزامها التقيُّد بحرفية الاتفاق بدءاً بتمديد فترة انسحابها؟ وهل أنها تتريث في استكمال خروجها من جنوب الليطاني لاختبار رد فعل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مع استعداده للدخول إلى البيت الأبيض في العشرين من الشهر الحالي، أي قبل أسبوع من سريان مفعول المهلة لانسحابها في 27 منه؟

كما سألت ما إذا كان تلويحها بتمديد الهدنة لتأخير انسحابها يأتي في سياق اضطرارها لتأجيل عودة مستوطنيها إلى المستوطنات الواقعة على تخوم حدودها مع لبنان إلى مارس (آذار) المقبل ليكون في وسعها التخلص من الترسانة العسكرية للحزب ومنع الجنوبيين من العودة إلى بلداتهم الواقعة على الخطوط الأمامية؛ لأن عودتهم ستسبب لها الإحراج بمنع سكانها من العودة إلى أماكن سكنهم في الجزء الشمالي من إسرائيل، خصوصاً أنها بدأت تتذرع بأن جيشها تمكن من اكتشاف بنى ومنشآت عسكرية للحزب لم يسبق له أن استخدمها ولا يعلم بها إلا القليل من قادته وكوادره العسكرية.

لذلك يفضّل لبنان الرسمي الترقب قبل أن يبادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومعه الرئيس بري، كونه المعني الأول بتطبيق الاتفاق بحرفيته، الذي توصل إليه مع هوكستين بتفويض من حليفه «حزب الله»، إلى تشغيل محركاتهما دولياً لعل الوسيط الأميركي يحمل معه ما يدعوهما للاطمئنان بأن لا تمديد للهدنة، وأن الانسحاب الإسرائيلي سيتم في موعده، وبالتالي فإن ما تلوّح به إسرائيل، في هذا الخصوص، يبقى تحت سقف جس النبض ليس أكثر.