وفاة محمد باركيندو أمين عام «أوبك»

قبل أسابيع من انتهاء ولايته في المنظمة

محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة «أوبك» (رويترز)
محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة «أوبك» (رويترز)
TT

وفاة محمد باركيندو أمين عام «أوبك»

محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة «أوبك» (رويترز)
محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة «أوبك» (رويترز)

توفي الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، محمد باركيندو، أمس (الأربعاء)، عن عمر يناهز 63 عاماً، وقبل أسابيع من انتهاء ولايته في «أوبك».
ظل باركيندو أميناً عاماً لـ«أوبك» لستة أعوام، وكان من المقرر أن تنتهي فترته، نهاية الشهر الحالي، ليتسلم الكويتي هيثم الغيص المنصب، في الأول من أغسطس (آب) المقبل.
وباركيندو من الخبراء المخضرمين في صناعة النفط، وقاد المنظمة خلال فترة تأسيس تحالف «أوبك بلس»، الذي لعب دوراً بارزاً في قيادة سياسة إنتاج النفط لـ«أوبك» وحلفائها خلال الفترة الماضية.
وكان من المقرر أن ينضم باركيندو، بعد تركه المنصب، إلى مركز الطاقة العالمي التابع لمجلس الأطلسي، وفقاً لما أعلنه المجلس في الفترة الأخيرة.
يتخذ القرارات الرئيسية في «أوبك» منتجو النفط، وعلى رأسهم السعودية، لكن الأمين العام يمثل المنظمة على الساحة الدولية، وله دور دبلوماسي مهم في مساعدة الوزراء على الوصول لإجماع. وأبدت الأمانة العامة لـ«أوبك»... «الأسف والامتنان الكبير لأكثر من 40 عاماً من الخدمة المتفانية»، التي قدمها باركيندو.
ساعد تكتل «أوبك بلس» في القضاء على تبديد تخمة المعروض التي تراكمت بين 2014 و2016 وفي 2020، ونسق خفضاً قياسياً للإنتاج عندما قوضت جائحة فيروس «كورونا» الطلب.
ميلي كياري الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الوطنية النيجيرية كتب على «تويتر» أمس: «فقدنا المحترم محمد سنوسي باركيندو»، مضيفاً أن الوفاة حدثت في وقت متأخر من مساء الثلاثاء. وأردف أن الوفاة «خسارة كبيرة لأسرته المباشرة، والمجلس الوطني للبترول، وبلدنا نيجيريا، و(أوبك)، ومجتمع الطاقة العالمي».
وذكر كياري أن باركيندو توفي بعد ساعات من لقائه الرئيس النيجيري محمد بخاري، وإلقائه الخطاب الرئيسي في قمة للطاقة بأبوغا.
وقال باركيندو في الخطاب إن قطاع النفط والغاز «محاصر»، بسبب ضعف الاستثمار على مدى أعوام، مضيفاً أن ما ترتب على ذلك من نقص الإمدادات يمكن أن يتحسن إذا سُمح بتدفق إنتاج إضافي من إيران وفنزويلا.
وبدأ باركيندو عمله في قطاع الطاقة في نيجيريا في أوائل الثمانينات. وشغل عدة مناصب في مؤسسة البترول الوطنية النيجيرية، ومثّل نيجيريا في اللجنة الاقتصادية لـ«أوبك».
وعمل قائماً بأعمال الأمين العام لـ«أوبك»، في 2006، ثم عاد لتولي المنصب بعد عشر سنوات، وقاد المنظمة خلال فترة اضطرابات كبيرة في أسواق النفط، بما في ذلك إدارة عملية تعزيز التعاون مع منتجين من خارج «أوبك».
وقال جوزيف مكمونيجل، الأمين العام للمنتدى الدولي للطاقة: «ستبقى ذكراه باعتباره شخصية بارزة في حوكمة الطاقة العالمية».
وأضاف: «كان دبلوماسياً استثنائياً قدم إسهامات ملموسة من أجل استقرار أسواق الطاقة العالمية».


مقالات ذات صلة

«أوبك» تخفّض مجدداً توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 و2025

الاقتصاد تتوقع «أوبك» أن يرتفع الطلب العالمي على النفط في عام 2024 بمقدار 1.61 مليون برميل يومياً (رويترز)

«أوبك» تخفّض مجدداً توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 و2025

خفّضت «أوبك» توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 و2025، يوم الأربعاء، في خامس خفض على التوالي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد منظر عام لمصفاة فيليبس 66 كما شوهدت من مدينة روديو بكاليفورنيا أقدم مدينة لتكرير النفط بالغرب الأميركي (رويترز)

النفط يرتفع بفضل توقعات ارتفاع الطلب من الصين في 2025

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، في وقت مبكر اليوم الأربعاء، مع توقع المتعاملين بالسوق ارتفاع الطلب بالصين، العام المقبل.

الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص خلال منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ (أرشيفية - رويترز)

«أوبك»: تجديد تفويض هيثم الغيص أميناً عاماً للمنظمة لولاية ثانية

قالت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إنها جدَّدت ولاية الأمين العام، هيثم الغيص، لمدة 3 سنوات أخرى في اجتماع افتراضي عقدته المنظمة، يوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد مضخة نفطية في حقل بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

تراجع طفيف للنفط... والتوتر الجيوسياسي وسياسة الصين يحدان من خسائره

تراجعت أسعار النفط قليلاً يوم الثلاثاء متمسكة بمعظم مكاسبها من الجلسة السابقة. فيما حدّ التوتر الجيوسياسي وسياسة الصين من الخسائر.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص (أ.ف.ب)

هل يعاد انتخاب الغيص أميناً عاماً لـ«أوبك» غداً؟

من المقرر أن تعيد منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» انتخاب الأمين العام الحالي هيثم الغيص لفترة ثانية مدتها ثلاث سنوات.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.