مأساة شاحنة المهاجرين في تكساس: السائق «لم يعلم» بتعطل مكيف الهواء

صور كاميرات المراقبة أظهرت هوميرو زامورانو  وهو يقود الشاحنة عبر نقطة تفتيش لدوريات الحدود الأميركية في لاريدو (رويترز)
صور كاميرات المراقبة أظهرت هوميرو زامورانو وهو يقود الشاحنة عبر نقطة تفتيش لدوريات الحدود الأميركية في لاريدو (رويترز)
TT

مأساة شاحنة المهاجرين في تكساس: السائق «لم يعلم» بتعطل مكيف الهواء

صور كاميرات المراقبة أظهرت هوميرو زامورانو  وهو يقود الشاحنة عبر نقطة تفتيش لدوريات الحدود الأميركية في لاريدو (رويترز)
صور كاميرات المراقبة أظهرت هوميرو زامورانو وهو يقود الشاحنة عبر نقطة تفتيش لدوريات الحدود الأميركية في لاريدو (رويترز)

كشفت وثائق المحكمة أن سائق الشاحنة التي توفي بداخلها 53 مهاجرا بسبب الحر في ولاية تكساس الأميركية، لم يكن يعلم بأن مكيف الهواء توقف عن العمل، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطاني «بي بي سي».
قال مسؤولون إنه تم العثور على هوميرو زامورانو (45 عاما)، مختبئا بالقرب من الشاحنة يوم الاثنين. وهو واحد من أربعة أشخاص متهمين في القضية.
زامورانو والمتآمر المزعوم كريستيان مارتينيز (28 عاما)، متهمان بإرسال رسائل نصية لبعضهما البعض قبل وبعد العثور على الشاحنة. وتعتبر هذه الحادثة إحدى أكثر محاولات الاتجار بالبشر دموية في تاريخ الولايات المتحدة.
لا يزال العديد من الأطفال الذين تم العثور عليهم في السيارة يتلقون العلاج في المستشفى. والضحايا من المكسيك وهندوراس والسلفادور وغواتيمالا.
تم العثور على زامورانو مختبئاً في الأدغال. يقول المسؤولون المكسيكيون إنه حاول في البداية تصوير نفسه كأحد الناجين.

وتم القبض عليه عندما أظهرته صور كاميرات المراقبة وهو يقود الشاحنة عبر نقطة تفتيش لدوريات الحدود الأميركية في لاريدو، تكساس.
وفقاً لوثائق المحكمة الفيدرالية، أكد مخبر حكومي سري يعمل في دائرة الهجرة والجمارك وشرطة تكساس أن زامورانو ومارتينيز تحدثا بعد الإبلاغ عن الوفيات.
ويزعم أن مارتينيز قال: «لم يكن السائق على علم بأن وحدة تكييف الهواء توقفت عن العمل وكان ذلك سبب وفاة الأفراد».
ويواجه كلا المشتبهين عقوبة الإعدام إذا أدينا بتهم التهريب والتآمر.
https://twitter.com/nypost/status/1542311018436739072?s=20&t=dDzykWfq4bHkw6e8TnOEWg
اتهم رجلان آخران بالتورط بالحادثة، وهما خوان كلاوديو ديلونا مينديز وفرانسيسكو ديلونا بيلباو، وبحيازة أسلحة نارية والتواجد في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني - وكلاهما من المكسيك.
ومن بين الضحايا 27 مكسيكيا و14 هندوراسيا وسبعة من غواتيمالا واثنان من السلفادوريين.
ومع ذلك، تقول السلطات المكسيكية إن 67 مهاجرا كانوا داخل الشاحنة، بينما قدر المدعون العامون في سان أنطونيو العدد بـ64.

وتهريب البشر صناعة رئيسية على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك. في مايو (أيار)، تم احتجاز 239 ألف مهاجر غير شرعي أثناء عبورهم إلى البلاد قادمين من المكسيك.
تم الكشف عن وفيات جماعية من هذا النوع في عدد من المناسبات حول العالم في الآونة الأخيرة. من بين أسوأ الحالات:

*النمسا، 27 أغسطس (آب) 2015: تم العثور على شاحنة مهجورة مسجلة في المجر تحتوي على جثث 71 مهاجراً عراقياً وسورياً وأفغانياً. بعد ثلاث سنوات، حكم على أربعة رجال بالسجن 25 عاماً في المجر فيما يتعلق بحالات الوفاة.
*ليبيا، 20 فبراير (شباط) 2017: عثر على عشرات المهاجرين الأفارقة محبوسين في حاوية شحن، بما في ذلك 13 شخصاً اختنقوا حتى الموت.
*المملكة المتحدة، 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2019: تم العثور على ما مجموعه 39 مهاجراً فيتنامياً ميتين في شاحنة في إسيكس. سجن أربعة رجال بتهمة القتل في يناير (كانون الثاني) عام 2021.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

صداقة غير متوقَّعة بين قندس ورجل تُهوِّن يُتمهما

الحب ليس بشرياً فقط (ناشيونال جيوغرافيك)
الحب ليس بشرياً فقط (ناشيونال جيوغرافيك)
TT

صداقة غير متوقَّعة بين قندس ورجل تُهوِّن يُتمهما

الحب ليس بشرياً فقط (ناشيونال جيوغرافيك)
الحب ليس بشرياً فقط (ناشيونال جيوغرافيك)

تغيَّرت حياة بيلي وسوزان ميل إلى الأبد بظهور شبل قندس صغيرة تتضوَّر جوعاً عند عتبة منزلهما في شيتلاند. كان ذلك في 3 مارس (آذار) 2021، عندما لمح بيلي القندس الهزيلة، التي أطلق عليها لاحقاً اسم «مولي».

في هذا السياق، تنقل عنه «بي بي سي» قوله إنّ رعايتها حتى استعادة صحّتها جعلته يعيد اكتشاف الفرحة التي فقدها بعد وفاة والديه مؤخراً. ألهم ذلك صانع أفلام الحياة البرّية تشارلي هاملتون جيمس تحويلَ صداقتهما غير المتوقَّعة فيلماً وثائقياً حاز على جوائز. بدأ كل شيء عندما كان بيلي (57 سنة) جالساً في بيته ورأى القندس الصغيرة تغوص قبالة القارب المجاور. يقول: «غلبني الفضول وقرّرت أن أرى إلى أيّ مدى يمكنني الاقتراب منها». علم بيلي أنّ ثمة أمراً ما لجلوس القندس الخجولة بجانبه لتأكل فريستها، سرطان البحر.

بين بيلي والقندس علاقة صداقة (ناشيونال جيوغرافيك)

يروي: «توقّفتْ عن تناول الطعام، ونظرتْ في عينيَّ مباشرة، ثم عادت إلى تناوله. لمحتُ الغرابة، فالقندس البرّي لا بدَّ أن يهرب في تلك اللحظة». علم بيلي أنه عُثر على أنثى القندس ميتة في المنطقة مؤخراً، لذلك افترض أنّ الشبل كانت وليدتها اليتيمة: «كانت هزيلة، لكنها لم تكن في صحّة سيئة. كانت جائعة فقط». نصحه أحد ملاجئ الحياة البرّية المحلّية بإطعامها ما دام أنه لم يدجّنها. وبعد حصوله على الموافقة من زوجته سوزان، أصبحت «مولي» جزءاً من عائلة ميل.

يقول الزوجان إنّ «مولي» جاءت إلى حياتهما في وقت مناسب، فقد انتقلا مؤخراً إلى شيتلاند، حيث ينتمي بيلي، بعد فترة قصيرة من فقدانه والديه. يعلّق: «كان ثمة كثير من الأشياء التي تحدُث في ذلك الوقت، وجاءت (مولي) في منتصفها. لقد شكَّلت مصدراً رائعاً للتحمُّل».

بدورها، تقول سوزان (59 عاماً) إنها لاحظت تغيُّراً في مزاج زوجها، لافتة إلى أنّ «مساعدة حيوان يحتاج إليه كان أمراً عاطفياً ومؤثّراً جداً». وتُعقِّب أنها عانت بداية صعبة مع «مولي»، إذ كانت تتدحرج في قدور نباتاتها وتطاردها في السقيفة عندما لم يكن بيلي في الجوار. كما كانت خائفة قليلاً لأنها لم تتفاعل قطّ مع حيوان برّي من قبل. وختمت سوزان: «كلما تعلّمتْ أكثر، رأيتُ أنها لم تكن عدوانية على الإطلاق».