النفط يرتفع في ختام أسبوع مضطرب

ليبيا ونيجيريا تعوقان «التزام أوبك»

ارتفعت أسعار النفط نحو 3% يوم الجمعة لتعوض معظم انخفاضات الجلسة السابقة (رويترز)
ارتفعت أسعار النفط نحو 3% يوم الجمعة لتعوض معظم انخفاضات الجلسة السابقة (رويترز)
TT

النفط يرتفع في ختام أسبوع مضطرب

ارتفعت أسعار النفط نحو 3% يوم الجمعة لتعوض معظم انخفاضات الجلسة السابقة (رويترز)
ارتفعت أسعار النفط نحو 3% يوم الجمعة لتعوض معظم انخفاضات الجلسة السابقة (رويترز)

في جلسة شديدة التذبذب، ارتفعت أسعار النفط نحو 3 في المائة يوم الجمعة، لتعوض معظم انخفاضات الجلسة السابقة، إذ فاق انقطاع الإمدادات في ليبيا وعمليات إغلاق متوقعة في النرويج، إثر توقعات لتراجع الطلب بفعل تباطؤ اقتصادي.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 3.03 دولار أو 2.8 في المائة إلى 112.06 دولار للبرميل بحلول الساعة 1157 بتوقيت غرينتش، بعد أن هبطت إلى 108.03 دولار للبرميل في وقت سابق من الجلسة. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.84 دولار أو 2.7 في المائة، إلى 108.60 دولار للبرميل، بعد أن تراجعت إلى 104.56 دولار للبرميل في وقت سابق. وانخفضت عقود الخامين بنحو 3 في المائة الخميس، منهية الشهر على انخفاض للمرة الأولى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وقال بنك باركليز في مذكرة: «ما زلنا نرى مخاطر على الأسعار تميل إلى الاتجاه الصعودي بسبب شح المخزونات وقدرة الإنتاج الفائضة المحدودة».
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، في بيان مساء الخميس، حالة القوة القاهرة في ميناءي السدرة وراس لانوف وحقل الفيل النفطي. وقالت إن القوة القاهرة لا تزال سارية في ميناءي البريقة والزويتينة. وذكرت أن إنتاج النفط انخفض انخفاضاً حاداً حيث تراوحت الصادرات اليومية بين 365 ألفاً و409 آلاف برميل يومياً بانخفاض 865 ألف برميل يومياً عن معدلات الإنتاج في «الظروف الطبيعية».
وفي النرويج، قالت نقابة عمال، أمس، إن 74 عامل نفط في ثلاث منصات تابعة لإكوينور أعلنوا أنهم سيبدأون إضراباً في الخامس من يوليو (تموز) الجاري، ما سيوقف على الأرجح 4 في المائة من إنتاج النفط في النرويج.
وبالتزامن، اضطرت شركة إكسون موبيل الأميركية إلى تقييد عمليات توريد بعض منتجات الوقود من واحدة من مصفاتيها الفرنسيتين بسبب إضراب، بحسب وكالة «بلومبرغ». وقالت الشركة إنها سوف توقف العمل في مصفاة «فوس» الأيام المقبلة، وأن عمليات التحميل متوقفة بالفعل.
وبناء على المخزون الحالي، أشارت الشركة إلى البند القانوني الذي يسمح للشركات بتعليق التزامات تعاقدية بسبب ظروف خارجة عن سيطرتها. وتتزامن الاضطرابات في إمدادات الوقود مع وصول أسعار الغازولين (البنزين) والديزل لمستويات قياسية في محطات البنزين بأنحاء أوروبا، وارتفاع قياسي أيضاً لهامش المنتجين.
يشار إلى أن مجمع لافيرا لمعالجة النفط، والقريب من فوس على الساحل الجنوبي الفرنسي، خضع لعمليات صيانة خلال الأسابيع الأخيرة، وهو ما قد يكون عرقل زيادة المخزون في تلك المنطقة. وعانت أوروبا أيضاً من موجة من الاضطرابات في المصافي خلال الأسابيع الأخيرة، وتركز الكثير منها حول جنوب ألمانيا، والنمسا.
واتفقت مجموعة منتجي «أوبك+»، التي تضم روسيا، الخميس، على التمسك باستراتيجيتها الإنتاجية بعد اجتماعات استمرت يومين. وتجنبت المجموعة مناقشة السياسة من سبتمبر (أيلول) فصاعداً. وفي السابق، قررت «أوبك+» زيادة الإنتاج شهرياً بمقدار 648 ألف برميل يومياً في يوليو وأغسطس (آب)، ارتفاعاً من خطة سابقة لإضافة 432 ألف برميل يومياً في الشهر.
وأظهر استطلاع، الخميس، أجرته «رويترز»، أن من المتوقع بقاء أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل هذا العام، في الوقت الذي تكافح فيه أوروبا ومناطق أخرى للتخلص من الاعتماد على الإمدادات الروسية، لكن المخاطر الاقتصادية قد تبطئ ارتفاعها.
وفرضت الهند رسوم تصدير على زيت الغاز والبنزين ووقود الطائرات يوم الجمعة للمساعدة في الحفاظ على الإمدادات المحلية، مع فرض ضريبة غير متوقعة على منتجي النفط الذين استفادوا من ارتفاع أسعار النفط الخام العالمية.
ومن جهة أخرى، أظهر مسح لـ«رويترز»، يوم الجمعة، أن «أوبك» لم تنجح في الالتزام في يونيو (حزيران) الماضي بزيادة إنتاج النفط التي تعهدت بها بموجب اتفاق مع الحلفاء، إذ محت الانخفاضات غير الطوعية في ليبيا ونيجيريا أثر زيادات في الإمدادات من جانب السعودية ومنتجين كبار آخرين.
ووجد المسح أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ضخت 28.52 مليون برميل يومياً في يونيو، بانخفاض 100 ألف برميل يوميا عن إجمالي مايو (أيار) المعدل. وكانت «أوبك» تعتزم زيادة إنتاج يونيو بنحو 275 ألف برميل يومياً.


مقالات ذات صلة

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

الاقتصاد مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا خلاله اتفاق «أوبك بلس» الخاص بإنتاج النفط.

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد شعار «وكالة الطاقة الدولية»... (رويترز)

هل تراجع إدارة ترمب دور الولايات المتحدة في تمويل «وكالة الطاقة الدولية»؟

يضع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، والجمهوريون في الكونغرس «وكالة الطاقة الدولية» في مرمى نيرانهم، حيث يخططون لمراجعة دور الولايات المتحدة فيها وتمويلها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد مشهد جوي لمصفاة تكرير نفط تابعة لشركة «إكسون موبيل» بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفاع مخزونات الخام والبنزين الأميركية بأكثر من التوقعات

قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، (الأربعاء)، إن مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة ارتفعت، بينما انخفضت مخزونات المقطرات، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.