واشنطن تندد بقرار السلطات المالية الحد من حرية حركة القوة الدولية

ضابط من قوات العمليات الخاصة البحرية الفرنسية يقوم بتدريب جنود القوات المسلحة المالية ليكونوا فرقة عمل جديدة في مهمة عسكرية متعددة الجنسيات في المنطقة المضطربة في إفريقيا جنوب الصحراء في قاعدة ميناكا العسكرية (أ.ف.ب)
ضابط من قوات العمليات الخاصة البحرية الفرنسية يقوم بتدريب جنود القوات المسلحة المالية ليكونوا فرقة عمل جديدة في مهمة عسكرية متعددة الجنسيات في المنطقة المضطربة في إفريقيا جنوب الصحراء في قاعدة ميناكا العسكرية (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تندد بقرار السلطات المالية الحد من حرية حركة القوة الدولية

ضابط من قوات العمليات الخاصة البحرية الفرنسية يقوم بتدريب جنود القوات المسلحة المالية ليكونوا فرقة عمل جديدة في مهمة عسكرية متعددة الجنسيات في المنطقة المضطربة في إفريقيا جنوب الصحراء في قاعدة ميناكا العسكرية (أ.ف.ب)
ضابط من قوات العمليات الخاصة البحرية الفرنسية يقوم بتدريب جنود القوات المسلحة المالية ليكونوا فرقة عمل جديدة في مهمة عسكرية متعددة الجنسيات في المنطقة المضطربة في إفريقيا جنوب الصحراء في قاعدة ميناكا العسكرية (أ.ف.ب)

نددت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، بشدة بإعلان الحكومة الانتقالية في مالي نيتها حرمان بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)، من حرية الحركة اللازمة للوفاء بولايتها التي جددها مجلس الأمن قبل يومين، واصفةً ذلك بأنه «انتهاك صارخ» لاتفاقية وضع القوات التي وعدت الحكومة الانتقالية بدعمها.
وبعد إقرار تمديد مهمة الأمم المتحدة لحفظ السلام لمدة عام واحد، على أن تشمل الالتزام بالتحقيق في انتهاكات مفترضة لحقوق الإنسان ارتكبتها جماعات جهادية أو الجيش المالي أو القوات شبه العسكرية الروسية الداعمة له، أكدت مالي أنها لا تستطيع ضمان حرية التنقل لجنود حفظ السلام من أجل تحقيقات من دون موافقة مسبقة من السلطات. ويقول دبلوماسيون إن قيوداً فُرضت على حركة البعثة الدولية منذ يناير (كانون الثاني) بالتزامن مع انتشار أفراد قوة «فاغنر» الروسية الخاصة.
وأوضحت السفيرة الأميركية في بيان أن مجلس الأمن منح «مينوسما»، «تفويضاً قوياً» لمواصلة دعمها الأساسي لشعب مالي، من خلال دعم تنفيذ اتفاق الجزائر العاصمة، وحماية المدنيين، والمساعدة في الاستعداد للانتخابات، وحماية وتعزيز حقوق الإنسان في مالي. وأضافت أن الولايات المتحدة «تشعر بقلق بالغ إزاء البيان الذي أصدرته الحكومة الانتقالية في مالي والذي أعربت فيه عن نيتها حرمان (مينوسما) من حرية الحركة اللازمة للوفاء بولايتها»، مؤكدة أن «القيام بذلك سيكون انتهاكاً صارخاً لاتفاقية وضع القوات التي تلتزم الحكومة الانتقالية دعمها». وكررت أن بلادها: «ملتزمة تماماً ضمان سلامة وأمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. أي محاولة من الدول المضيفة أو أفراد الأمن الأجانب أو الجهات الفاعلة الأخرى لعرقلة حرية حركة قوات حفظ السلام يمكن أن تعرّض سلامة حفظة السلام للخطر بشكل خطير وتعرّض المهمة نفسها للخطر».
ونبهت إلى أن «حرية الحركة ضرورية لبعثة (مينوسما) لتقوم بالمهام الموكلة إليها من مجلس الأمن»، مذكّرة بأنه «منذ أن فوّض مجلس الأمن (مينوسما) لأول مرة في عام 2013، كلف البعثة بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بالتحقيق والإبلاغ عن مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات».
وقالت: «يجب ألا تمنع الحكومة الانتقالية (مينوسما) من تنفيذ أي جزء من ولايتها، بما في ذلك هذا التفويض». وحضّت الحكومة الانتقالية على «تحمل مسؤوليتها على الفور وبشكل كامل كدولة مضيفة لعملية حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة والتمسك بشروط اتفاقية وضع القوات». وقام ضابط من قوات العمليات الخاصة البحرية الفرنسية بتدريب جنود القوات المسلحة المالية في مالي ليكونوا فرقة عمل جديدة في مهمة عسكرية متعددة الجنسيات من فرقة عمل «تاكوبا» في المنطقة المضطربة في أفريقيا جنوب الصحراء، في قاعدة «ميناكا» العسكرية في مالي. وحضت الحكومة الانتقالية على «تحمل مسؤوليتها على الفور وبشكل كامل كدولة مضيفة لعملية حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة والتمسك بشروط اتفاقية وضع القوات».


مقالات ذات صلة

هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

العالم هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

وسط محاولات لإنقاذ «اتفاق سلام هش» مع جماعات مسلحة انفصالية، وتصاعد الصراع على النفوذ بين تنظيمات «إرهابية» في مالي، دعا تنظيم «داعش» جميع الجماعات المسلحة المتنافسة معه في البلاد، إلى إلقاء أسلحتها والانضمام إلى صفوفه. وهي الرسالة التي يرى خبراء أنها موجهة إلى «الجماعات المسلحة المحلية التي وقعت اتفاقية السلام لعام 2015، إضافة إلى تنظيم (القاعدة) في مالي ومنطقة الساحل»، الأمر الذي «يزيد من هشاشة الأوضاع الأمنية في البلاد، ويدفع نحو مواجهات أوسع بين التنظيمات المتطرفة».

العالم العربي عودة «النصرة» إلى الواجهة في مالي تعزز خوف الجزائر على «اتفاق السلام»

عودة «النصرة» إلى الواجهة في مالي تعزز خوف الجزائر على «اتفاق السلام»

بينما تبنى تنظيم تابع لـ«القاعدة» في مالي اغتيال مسؤول بارز في البلاد، كثَفت الجزائر لقاءاتها مع الأطراف السياسية الداخلية لإنقاذ «اتفاق السلم»، الذي ترعاه منذ التوقيع عليه فوق أرضها عام 2015، من الانهيار، وتفادي إحداث فراغ بالمنطقة يتيح للجماعات المسلحة الانتشار من جديد. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، التي تتبع لـ«القاعدة» في مالي، مقتل عمر تراوري، مدير ديوان الرئيس الانتقالي، العقيد عاصمي غويتا، وثلاثة جنود وأسر اثنين آخرين من الجيش المالي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم تحطم مروحية عسكرية بحي سكني في باماكو

تحطم مروحية عسكرية بحي سكني في باماكو

تحطمت مروحية عسكرية، السبت، في حي سكني بعاصمة مالي، باماكو، أثناء عودتها من عملية لمكافحة المتشددين، بحسب ما أفادت القوات المسلحة ومصادر. وسقط عشرات الضحايا بتفجير انتحاري ثلاثي في وسط البلاد. وجاء حادث المروحية إثر تعرض مهمة إمداد للجيش لهجوم في وقت سابق في شمال البلاد المضطرب. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في بيان: «نحو الساعة الواحدة وعشر دقائق بعد الظهر، تحطمت مروحية هجومية تابعة للقوات المسلحة المالية في منطقة سكنية في باماكو أثناء عودتها من مهمة عملانية».

«الشرق الأوسط» (باماكو)
العالم جماعة تابعة لـ«القاعدة» تتبنّى اغتيال مدير مكتب رئيس مالي

جماعة تابعة لـ«القاعدة» تتبنّى اغتيال مدير مكتب رئيس مالي

تبنَّت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة الإرهابي»، هجوماً قرب الحدود الموريتانية، أدى إلى مقتل عمر تراوري مدير ديوان رئيس المجلس العسكري الحاكم الانتقالي مع 3 من مرافقيه، إضافة إلى مسؤوليتها عن هجوم في كمين آخر نفذته (الأربعاء) الماضي أسفر عن مقتل 7 جنود ماليين. وأفادت الرئاسة المالية (الخميس) بأن عمر تراوري مدير ديوان الرئيس الانتقالي العقيد عاصمي غويتا، هو أحد القتلى الأربعة الذين سقطوا في هجوم استهدفهم (الثلاثاء) بالقرب من بلدة نارا. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» أنها شنَّت هجوماً آخر (الأربعاء) أسفر عن مقتل 7 جنود في مكمن بين سوكولو وفرابوغو (وسط مالي)، فيما ق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي الجزائر تخشى انهيار «اتفاق السلام» في مالي

الجزائر تخشى انهيار «اتفاق السلام» في مالي

بعد اغتيال مسؤول بارز في مالي على يد تنظيم متشدد، تكثّف الجزائر لقاءاتها مع الأطراف السياسية الداخلية في البلد الأفريقي لإنقاذ «اتفاق السلم» - الموقّع في 2015 - من الانهيار، وتفادي إحداث فراغ في المنطقة قد يتيح للجماعات المسلحة الانتشار من جديد. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة» في مالي، اغتيال عمر تراوري مدير ديوان الرئيس الانتقالي العقيد عاصمي غويتا و3 جنود، إضافة إلى أسْر اثنين آخرين من الجيش. وذكرت الجماعة في بيان أنها نصبت «مكمناً للجيش بين نارا وغيري، الثلاثاء الماضي، وقتلت مدير الديوان و3 جنود وأسَرَت اثنين، واستحوذت على أسلحة، فيما أصيب عنصر من الجماعة»، وت

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».