الجزائر تخشى انهيار «اتفاق السلام» في مالي

بعد اغتيال مسؤول في الرئاسة الانتقالية

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يجتمع بتنظيمات الطوارق الموقّعة على «اتفاق السلام» (أرشيفية)
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يجتمع بتنظيمات الطوارق الموقّعة على «اتفاق السلام» (أرشيفية)
TT
20

الجزائر تخشى انهيار «اتفاق السلام» في مالي

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يجتمع بتنظيمات الطوارق الموقّعة على «اتفاق السلام» (أرشيفية)
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يجتمع بتنظيمات الطوارق الموقّعة على «اتفاق السلام» (أرشيفية)

بعد اغتيال مسؤول بارز في مالي على يد تنظيم متشدد، تكثّف الجزائر لقاءاتها مع الأطراف السياسية الداخلية في البلد الأفريقي لإنقاذ «اتفاق السلم» - الموقّع في 2015 - من الانهيار، وتفادي إحداث فراغ في المنطقة قد يتيح للجماعات المسلحة الانتشار من جديد.
وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة» في مالي، اغتيال عمر تراوري مدير ديوان الرئيس الانتقالي العقيد عاصمي غويتا و3 جنود، إضافة إلى أسْر اثنين آخرين من الجيش.
وذكرت الجماعة في بيان أنها نصبت «مكمناً للجيش بين نارا وغيري، الثلاثاء الماضي، وقتلت مدير الديوان و3 جنود وأسَرَت اثنين، واستحوذت على أسلحة، فيما أصيب عنصر من الجماعة»، وتقع المنطقة التي وقع فيها الهجوم قرب الحدود مع موريتانيا.
وأضاف البيان أنه في يوم (الأربعاء) قتلت الجماعة 7 جنود ماليين في «مكمن آخر بين سوكولو وفرابوغو (وسط مالي)، وفرَّ الباقون»، فيما قُتل 3 مسلحين، وفق البيان.
وأكد موقع «سايت» الأميركي المتخصص في متابعة مواقع الجماعات المتطرفة أن «البيان صادر فعلاً عن التنظيم الذي يضم في صفوفه عشرات المتطرفين، وهو مناوئ بشدة لـ(داعش)».
وكانت الرئاسة المالية قد أعلنت (الأربعاء) الماضي، مقتل 4 أشخاص على الأقل في هجوم استهدف وفداً رسمياً، من بين أفراده عمر تراوري مدير ديوان الرئيس الانتقالي في منطقة نارا على مسافة 400 كلم إلى الشمال من باماكو.
وكانت البعثة تقوم بمعاينة أعمال حفر آبار لتوفير المياه لسكان المنطقة، وهم من البدو الرحَّل الذين يعيشون على رعي الماشية.
وفي نهاية فبراير (شباط) الماضي، جمع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تنظيمات الطوارق الموقّعة على «اتفاق السلام» لإحياء الحوار مع الحكومة في باماكو، وتفعيل بنود الاتفاق المتعثر منذ سنوات، بسبب فقدان الثقة بين الأطراف المتنازعة.
وأبلغت الجزائر قادة هذه التنظيمات، بأن «حالة اللاحرب واللاسلم» السائدة في مالي حالياً، تصب في مصلحة الجماعات المتطرفة التي تستغل الوضع للانتشار من جديد.
ووفق مصادر أمنية جزائرية، يُعد مقتل مدير ديوان الرئيس الانتقالي المالي، من تبعات المماطلة في تنفيذ الاتفاق، الذي يتضمن تخلّي الطوارق المسيطرين على المناطق الحدودية مع الجزائر عن أسلحتهم في مقابل تمركز الجيش بها، على أن توفر الحكومة مناصب لممثلي الطوارق في مختلف أجهزتها.
فيما أعرب متمرّدو الشمال، خلال اللقاء، عن مخاوفهم كون العقيد عاصمي غويتا «يحاول كسب مزيد من الوقت للتملص من بعض بنود الاتفاق»، ومن أهمها توسيع الحكم الذاتي في الشمال، ودمج ممثلين عن المعارضة في البرلمان والهيئات السياسية في البلاد؛ لضمان مشاركتهم في اتخاذ القرار السياسي.
ومنذ الانقلابَيْن العسكريين اللذين شهدتهما مالي في أغسطس (آب) 2020 ومايو (أيار) 2021، أطلق العقيد غويتا الحاكم الجديد في البلاد «مساراً انتقالياً» بعد عزل الرئيس باه نداو.


مقالات ذات صلة

هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

العالم هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

هل تتسع المواجهات بين التنظيمات المتطرفة في مالي؟

وسط محاولات لإنقاذ «اتفاق سلام هش» مع جماعات مسلحة انفصالية، وتصاعد الصراع على النفوذ بين تنظيمات «إرهابية» في مالي، دعا تنظيم «داعش» جميع الجماعات المسلحة المتنافسة معه في البلاد، إلى إلقاء أسلحتها والانضمام إلى صفوفه. وهي الرسالة التي يرى خبراء أنها موجهة إلى «الجماعات المسلحة المحلية التي وقعت اتفاقية السلام لعام 2015، إضافة إلى تنظيم (القاعدة) في مالي ومنطقة الساحل»، الأمر الذي «يزيد من هشاشة الأوضاع الأمنية في البلاد، ويدفع نحو مواجهات أوسع بين التنظيمات المتطرفة».

العالم العربي عودة «النصرة» إلى الواجهة في مالي تعزز خوف الجزائر على «اتفاق السلام»

عودة «النصرة» إلى الواجهة في مالي تعزز خوف الجزائر على «اتفاق السلام»

بينما تبنى تنظيم تابع لـ«القاعدة» في مالي اغتيال مسؤول بارز في البلاد، كثَفت الجزائر لقاءاتها مع الأطراف السياسية الداخلية لإنقاذ «اتفاق السلم»، الذي ترعاه منذ التوقيع عليه فوق أرضها عام 2015، من الانهيار، وتفادي إحداث فراغ بالمنطقة يتيح للجماعات المسلحة الانتشار من جديد. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، التي تتبع لـ«القاعدة» في مالي، مقتل عمر تراوري، مدير ديوان الرئيس الانتقالي، العقيد عاصمي غويتا، وثلاثة جنود وأسر اثنين آخرين من الجيش المالي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم تحطم مروحية عسكرية بحي سكني في باماكو

تحطم مروحية عسكرية بحي سكني في باماكو

تحطمت مروحية عسكرية، السبت، في حي سكني بعاصمة مالي، باماكو، أثناء عودتها من عملية لمكافحة المتشددين، بحسب ما أفادت القوات المسلحة ومصادر. وسقط عشرات الضحايا بتفجير انتحاري ثلاثي في وسط البلاد. وجاء حادث المروحية إثر تعرض مهمة إمداد للجيش لهجوم في وقت سابق في شمال البلاد المضطرب. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في بيان: «نحو الساعة الواحدة وعشر دقائق بعد الظهر، تحطمت مروحية هجومية تابعة للقوات المسلحة المالية في منطقة سكنية في باماكو أثناء عودتها من مهمة عملانية».

«الشرق الأوسط» (باماكو)
العالم جماعة تابعة لـ«القاعدة» تتبنّى اغتيال مدير مكتب رئيس مالي

جماعة تابعة لـ«القاعدة» تتبنّى اغتيال مدير مكتب رئيس مالي

تبنَّت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لتنظيم «القاعدة الإرهابي»، هجوماً قرب الحدود الموريتانية، أدى إلى مقتل عمر تراوري مدير ديوان رئيس المجلس العسكري الحاكم الانتقالي مع 3 من مرافقيه، إضافة إلى مسؤوليتها عن هجوم في كمين آخر نفذته (الأربعاء) الماضي أسفر عن مقتل 7 جنود ماليين. وأفادت الرئاسة المالية (الخميس) بأن عمر تراوري مدير ديوان الرئيس الانتقالي العقيد عاصمي غويتا، هو أحد القتلى الأربعة الذين سقطوا في هجوم استهدفهم (الثلاثاء) بالقرب من بلدة نارا. وأعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» أنها شنَّت هجوماً آخر (الأربعاء) أسفر عن مقتل 7 جنود في مكمن بين سوكولو وفرابوغو (وسط مالي)، فيما ق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم هجوم إرهابي يودي بحياة مدير ديوان رئيس مالي الانتقالي

هجوم إرهابي يودي بحياة مدير ديوان رئيس مالي الانتقالي

أعلنت الرئاسة الانتقالية في دولة مالي، أمس (الخميس)، مقتل مدير ديوان الرئيس و3 أشخاص آخرين، كانوا ضمن وفد تابع لرئاسة الدولة، تعرض لهجوم إرهابي في منطقة نارا الواقعة على بعد 400 كيلومتر إلى الشمال من باماكو، غير بعيد من الحدود مع موريتانيا، وهي المنطقة التي ينشط فيها مسلحون تابعون لـ«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب». وقالت الرئاسة في بيان صحافي إن الهجوم أسفر عن مقتل الضابط عمر تراوري، الذي كان يشغل منصب مدير ديوان الرئيس الانتقالي العقيد آسيمي غويتا، كما قتل في الهجوم محمد سانغاري، وهو رقيب أول كان يعمل عنصر أمن في الرئاسة، وألاسان ديالو وكان سائقاً في الرئاسة، بالإضافة إلى موسى توري وهو مقاول ي

الشيخ محمد (نواكشوط)

الحوثيون يعلنون تعرض صعدة لغارات أميركية

مقاتلة أميركية تُقلع من حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تُقلع من حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)
TT
20

الحوثيون يعلنون تعرض صعدة لغارات أميركية

مقاتلة أميركية تُقلع من حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تُقلع من حاملة الطائرات «هاري ترومان» لضرب الحوثيين (أ.ف.ب)

أفاد إعلام تابع لجماعة «الحوثي» اليمنية، بوقوع غارات على معقلهم محافظة صعدة، الجمعة، وحمّلت الجماعة «العدوان الأميركي» المسؤولية.

وأورد تلفزيون «المسيرة» التابع للجماعة، نقلاً عن مراسله في صعدة بشمال اليمن، وقوع «عدوان أميركي يستهدف مديرية ساقين غرب المحافظة»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وكان ترمب أمر، السبت الماضي، بإطلاق حملة ضد الحوثيين، وتوعدهم بـ«القوة المميتة»، لإرغامهم على وقف تهديد الملاحة، بعد أن هددت الجماعة باستئناف الهجمات على خلفية منع إسرائيل المساعدات عن غزة، وذلك قبل أن يعود نتنياهو للحرب مجدداً على القطاع.

وحمّل الرئيس الأميركي، إيران، المسؤولية عن هجمات الحوثيين البحرية ضد السفن والأصول الأميركية في البحر الأحمر، في حين قالت وزارة دفاعه إن العمليات لن تتوقف حتى يتوقف الحوثيون عن هجماتهم.

وتوعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الحوثيين، بالقول إنه سيقضي عليهم، وكتب على منصته «تروث سوشيال»، الأربعاء، أن «أضراراً كبيرة لحقت بالهمجيين الحوثيين، وراقبوا كيف سيتدهور الوضع تدريجياً. هذه ليست معركة عادلة، ولن تكون أبداً على هذا النحو. سيتم القضاء عليهم تماماً».

وبثت القيادة المركزية الأميركية مشاهد لطائراتها في أثناء تدمير المسيّرات الحوثية، كانت واشنطن أكدت أن حملتها ضد الجماعة ستستمر أياماً، وحتى أسابيع، بهدف إرغام الجماعة على وقف هجماتها ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي.

وغداة إطلاق الجماعة، الأربعاء، صاروخاً باليستياً فرط صوتي باتجاه إسرائيل، اعترفت وسائل إعلامها بتلقي كثير من الغارات في صعدة، استهدفت مواقع في مديرية الصفراء، بعد يوم من استهداف مواقع في مديرية مجز.