حملة ضخمة ضد العمال الفلسطينيين من دون تصاريح

خلافات إسرائيلية داخلية حول قرار بناء الجدار شمال الضفة

عمال يضعون أجزاءً من جدار خرساني ارتفاعه 9 أمتار ليحل محل السياج الحدودي بين شمال الضفة الغربية وإسرائيل قرب قرية سالم العربية (أ.ب)
عمال يضعون أجزاءً من جدار خرساني ارتفاعه 9 أمتار ليحل محل السياج الحدودي بين شمال الضفة الغربية وإسرائيل قرب قرية سالم العربية (أ.ب)
TT

حملة ضخمة ضد العمال الفلسطينيين من دون تصاريح

عمال يضعون أجزاءً من جدار خرساني ارتفاعه 9 أمتار ليحل محل السياج الحدودي بين شمال الضفة الغربية وإسرائيل قرب قرية سالم العربية (أ.ب)
عمال يضعون أجزاءً من جدار خرساني ارتفاعه 9 أمتار ليحل محل السياج الحدودي بين شمال الضفة الغربية وإسرائيل قرب قرية سالم العربية (أ.ب)

قررت الشرطة الإسرائيلية المضي قدماً في حملة ضد العمال الفلسطينيين الذي يدخلون إلى إسرائيل من دون تصاريح قانونية، شهراً إضافياً على الأقل، فيما شرعت إسرائيل قبل يومين في بناء جدار أمني خرساني، لمنع عمليات التسلل يحل محل السياج الأمني الذي تم بناؤه قبل 20 عاماً قرب قرية سالم شمال الضفة الغربية.
وتواصل الشرطة عملية واسعة ضد العمال منذ 6 أيار مايو (أيار) الماضي، تقرر إطلاقها ضد كل فلسطيني يحاول الوصول إلى إسرائيل من دون تصريح، في أعقاب سلسلة عمليات في إسرائيل نفذها فلسطينيون أدت إلى مقتل العديد من الإسرائيليين.
ويتضح من معطيات نشرها موقع «واي نت»، أمس، أنه منذ بداية العملية التي أطلق عليها «حد أقصى» وحتى يوم الاثنين الماضي، تم التحقيق مع 280.072 «مشتبه» فيه في إسرائيل وفي الضفة الغربية؛ بينهم 174.807 في غلاف القدس، و12.645 في منطقة مركز إسرائيل. وخلال العملية جرى اعتقال 2.707 عامل من دون تصاريح؛ بينهم 894 في الضفة الغربية، و730 في غلاف القدس، و274 في مدينة القدس، والباقي في مناطق شمال وجنوب ومركز إسرائيل.
شارك في العملية 1200 شرطي من القطاعات كافة، واعتقل 439 سائقاً نقلوا فلسطينيين، و111 مشغلاً، و10 أشخاص قاموا بتوفير المأوى لهم. وقال عيران ليفي، قائد شعبة العمليات في وحدة حرس الحدود التابعة للشرطة الإسرائيلية، إن الحملة واسعة النطاق على مدار الساعة تهدف للوصول إلى أكبر عدد من العمال.
يترجم كل ذلك سياسة إسرائيلية جديدة تجاه عبور الفلسطينيين إلى إسرائيل تتسم بالعقاب. ويوجد في إسرائيل اليوم نحو 120 ألف عامل فلسطيني يحملون تصاريح رسمية، لكن لا يوجد عدد دقيق لأولئك الذين لا يحملون تصاريح، ويقدرون بالآلاف، ويصلون عبر عمليات تهريب منظمة ومكلفة، لطالما دفع العمال أثماناً غالية لها.
ويصطف يومياً عشرات آلاف العمال الفلسطينيين في طابور طويل في جنح الظلام لساعات عدة، عند بوابات حديدية في الضفة الغربية تفصلهم عن إسرائيل، في انتظار سماح الجنود الإسرائيليين لهم بالدخول إلى إسرائيل. والأحد الماضي؛ قتل الجيش الإسرائيلي عاملاً فلسطينياً لا يحمل تصريح عمل؛ على جدار الفصل جنوب قلقيلية وهو يحاول العبور، بينما كانت قواته تصيب عاملين آخرين قرب بلدة إذنا بقضاء الخليل جنوباً، عند فتحة في الجدار الفاصل كذلك.
وقال ضباط إسرائيليون إن عدد العمال الفلسطينيين الذين يحاولون الدخول إلى إسرائيل من دون تصاريح تراجع بشكل هائل، (من نحو 50 ألفاً يومياً إلى بضع مئات). وقال ليفي: «نستعد لليوم الذي نخفض فيه حجم القوات ونستبدل بها آليات خاصة»، ومن بين هذه الأدوات الخاصة وأهمها على الإطلاق «الجدار الفاصل».
وشرعت إسرائيل قبل يومين في بناء جدار أمني خرساني، طوله 45 كيلومتراً وارتفاعه 9 أمتار شمال الضفة الغربية، يحتوي على معدات حماية ووسائل تكنولوجية أخرى، لمنع عمليات التسلل، سيحل مكان السياج الأمني الذي تم بناؤه قبل 20 عاماً قرب قرية سالم شمال الضفة الغربية.
وبحسب رئيس مديرية الحدود بوزارة الدفاع الإسرائيلية، عيران أوفير، فإن العمل سيستمر نحو عام، موضحاً أن «أي جزء مغلق من الجدار سيمنع بإحكام الدخول إلى إسرائيل (...) وسنواصل في الوقت نفسه إغلاق الثغرات على طول خط التماس».
وبدأ بناء الجدار الفاصل الذي يمتد على طول 950 كيلومتراً في يونيو (حزيران) 2002، لمنع الفلسطينيين من التسلل، وفي أبريل (نيسان) الماضي، صادقت الحكومة الإسرائيلية على خطة للجيش لسد الثغرات في الجدار بين الضفة ومناطق الداخل، وصادقت كذلك على بناء جدار إضافي بطول 40 كيلومتراً، يمتد من معسكر سالم التابع للجيش الإسرائيلي، غرب جنين، شمال الضفة، حتى مستوطنة «بات حيفر»، غرب طولكرم؛ شمالاً.
ويخشى مسؤولون عسكريون من وقف بناء الجدار بسبب زيارة الرئيس الأميركي المرتقبة لإسرائيل الشهر المقبل، وكذلك الأزمة السياسية التي تعيشها إسرائيل حالياً بعد التوجه إلى حل الكنيست وإجراء انتخابات جديدة.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

واشنطن تعلن عن أول انسحاب إسرائيلي في لبنان بموجب اتفاق وقف النار

بدء انتشار الجيش اللبناني في الخيام (مديرية التوجيه)
بدء انتشار الجيش اللبناني في الخيام (مديرية التوجيه)
TT

واشنطن تعلن عن أول انسحاب إسرائيلي في لبنان بموجب اتفاق وقف النار

بدء انتشار الجيش اللبناني في الخيام (مديرية التوجيه)
بدء انتشار الجيش اللبناني في الخيام (مديرية التوجيه)

أعلنت الولايات المتّحدة الأربعاء أنّ الجيش الإسرائيلي نفّذ أول انسحاب لقواته من بلدة الخيام في جنوب لبنان، مشيرا إلى أنّ الجيش اللبناني حلّ محلّ القوة الإسرائيلية المنسحبة، وذلك تطبيقا لاتفاق واشنطن وباريس وأوقف الحرب بين الدولة العبرية وحزب الله.

وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في بيان إنّ قائدها الجنرال إريك كوريلا "كان حاضرا اليوم في مقر التنفيذ والمراقبة أثناء أول انسحاب تنفذه القوات الإسرائيلية وحلول القوات المسلّحة اللبنانية محلّها في الخيام بلبنان في إطار اتّفاق" وقف إطلاق النار. ونقل البيان عن كوريلا قوله "هذه خطوة أولى مهمة في تنفيذ وقف دائم للأعمال العدائية، وهي تضع الأساس لتقدّم مستمر". وبحسب سنتكوم فقد التقى الجنرال كوريلا في بيروت قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون وناقش وإياه "الوضع الأمني الراهن والمتغيّر في سوريا، وتأثيره على الاستقرار في المنطقة، وسبل تعزيز الشراكة العسكرية بين الجيش اللبناني والقيادة المركزية الأميركية".

من جهته، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في منشور على منصة إكس إنَّ "تمركز وحدات الجيش في منطقتي الخيام ومرجعيون اليوم يمثّل خطوة أساسية لتعزيز انتشار الجيش في الجنوب، تنفيذا لقرار وقف إطلاق النار". وطالب ميقاتي إسرائيل بوقف "خروقاتها لوقف إطلاق النار والتي أدَّت اليوم إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى"، مشدّدا أيضا على أنّ "المطلوب كذلك العمل على انسحاب إسرائيل الكامل من كلّ المناطق التي تحتلّها".

بالمقابل، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّ لواءه السابع "أنجز مهمته في الخيام في جنوب لبنان". وأضاف البيان "وفقا لتفاهمات وقف إطلاق النار وبتنسيق من الولايات المتحدة، ينتشر جنود من القوات المسلحة اللبنانية في المنطقة بالاشتراك" مع جنود من اليونيفيل، قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان.وتزامن هذا الانسحاب مع غارات جوية إسرائيلية على جنوب لبنان أوقعت خمسة قتلى، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

وجاءت الغارات رغم سريان هدنة دخلت حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) بعد مواجهة مفتوحة استمرت أكثر من شهرين بين حزب الله وإسرائيل خلفت نحو أربعة آلاف قتيل في لبنان وتسبّبت بدمار واسع في مناطق تعد معاقل للحزب المدعوم من إيران. وسُجّلت انتهاكات عديدة لوقف إطلاق النار منذ بدء سريانه.

وينص الاتفاق على انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق حدودية في جنوب لبنان خلال 60 يوما، وتعزيز الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة لانتشارها في الجنوب عند الحدود الشمالية للدولة العبرية. وبموجب الاتفاق، تتولى لجنة خماسية مراقبة الالتزام ببنوده والتعامل مع الخروقات التي يبلغ عنها كل طرف.