أصوات المعارضة اللبناية توزعت بين اللاتسمية ودعم نواف سلام

TT

أصوات المعارضة اللبناية توزعت بين اللاتسمية ودعم نواف سلام

فشلت قوى المعارضة اللبنانية في توحيد موقفها حول اسم مرشح لرئاسة الحكومة، ما شكّل مؤشراً سلبياً حول الاستحقاقات المقبلة وعلى رأسها انتخابات رئاسة الجمهورية، باعتراف الأطراف المعارضة نفسها، أبرزها حزبا «القوات اللبنانية» و«التقدمي الاشتراكي» اللذان كانا قد أعلنا عن نيتهما العمل للاتفاق على مرشح واحد وهو ما لم يحصل.
وظهر التشرذم جلياً في توزيع أصوات نواب المعارضة، بين الكتل النيابية الحزبية ونواب التغيير والمستقلين، بحيث سمّت كتلة «اللقاء الديمقراطي» التي يرأسها النائب تيمور جنبلاط، المؤلفة من أربعة نواب وحزب «الكتائب اللبنانية» (أربعة نواب) وعدد من المستقلين وعشرة نواب من التغييريين، السفير السابق نواف سلام، فيما ارتأت كتلة «القوات» عدم تسمية أي شخصية، رغم أنها كانت أول من طرحت اسم سلام في الاستشارات النيابية عام 2020.
ومع تأكيد النائب في «الاشتراكي» بلال عبد الله على احترام الديمقراطية والتنوع في الآراء، قال لـ«الشرق الأوسط»: «لا أتفهّم أي تبرير للورقة البيضاء أو لعدم التسمية من أي طرف»، مضيفاً: «إذا كان الهدف إضعاف موقع رئاسة الحكومة كما حصل في انتخابات رئاسة البرلمان، فإن الأمر نفسه قد يتكرر في انتخابات رئاسة الجمهورية».
وعبّر عبد الله عن استيائه من عدم توحد موقف المعارضة «وإن لم يكن هناك فرصة لإيصال مرشحها». وقال: «المواجهة يفترض أن تكون بين مشروعين سياسيين في البلد وكان على المعارضة أن تظهر موقفاً موحداً تمهيداً لهذا الاستحقاق، لكن هذا التشرذم اليوم مقابل صلابة الفريق الآخر، يعكس مؤشرات سلبية حول قدرتها على إيصال رئيس وسطي قادر على إنقاذ لبنان».
وبررت «القوات» عدم تسمية سلام من دون أن تطرح أي مرشّح آخر بسببين أساسيين، «الأول أن سلام لم يقدم برنامجاً واضحاً والثاني أن المرحلة ستكون محرقة لمن سيكلف بتشكيل الحكومة»، كما قال مسؤول الإعلام والتواصل شارل جبور لـ«الشرق الأوسط». وأضاف جبور: «القوات عملت منذ اللحظة الأولى للانتخابات النيابية على الدفع باتجاه وحدة موقف المعارضة وعندما اقتربنا من استحقاق التكليف فتحت اتصالات مع مختلف الأطراف في هذا الاتجاه، لكن عندما وجدت أن الموقف الموحد غير مؤمن بدليل اختلاف توجهات المعارضة ذهبت باتجاه اعتماد هذا الخيار، أي عدم تسمية أحد».
وإضافة إلى هذه الأسباب يقول جبور: «لا يجب الإغفال أن سلام وأي مرشح غيره ليس من مصلحته التكليف في هذه المرحلة لأن ذلك سيعني حرق اسمه، بحيث إنه سيكون بين السيئ والأسوأ، أي إذا لم يتمكن من التأليف، وهذا مرجح، سيحمله اللبنانيون مسؤولية الانهيار وإذا نجح بتشكيل حكومة ستكون بشروط العهد».
وكما النائب عبد الله، يرى جبور أن عدم توافق المعارضة على مرشح واحد «مؤشر سلبي بل خطير للغاية ونأمل أن يشكل كل استحقاق درساً للاستحقاقات المقبلة»، ويضيف: «التكليف اليوم مهم لكنه ليس مفصلياً ويأتي في مرحلة انتقالية ولفترة قصيرة، لكن استحقاق الرئاسة مفصلي سيعيد إنتاج سلطة لست سنوات لذلك يجعل على المعارضة أن تقف أمام نفسها وتراجع حساباتها».
وفي السياق نفسه، كان حزب الكتائب الذي رشّح سلام، قد دعا على لسان رئيسه النائب سامي الجميل، للالتفاف حول تسميته، وقال أمس بعد لقاء كتلة الكتائب رئيس الجمهورية: «انطلاقاً من نتائج الانتخابات التي كان اللبنانيون واضحين فيها برغبتهم بتغيير النهج القائم، حاولنا القيام بدورنا كحزب معارض لطريقة حكم البلد منذ أكثر من 8 سنوات، باقتراح رئيس حكومة لديه نهج مختلف ورؤية مختلفة لإخراج لبنان من الأزمة التي هو فيها، وهو السفير نواف سلام».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

تقرير: ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات بشأن أزمة غزة

تساؤلات حول نوع الضغوطات التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)
تساؤلات حول نوع الضغوطات التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

تقرير: ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات بشأن أزمة غزة

تساؤلات حول نوع الضغوطات التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)
تساؤلات حول نوع الضغوطات التي قد يمارسها ترمب على نتنياهو (أ.ف.ب)

قالت كارولين ليفيت، التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أنها ستكون متحدثةً باسم البيت الأبيض، لموقع «أكسيوس»، إن ترمب سيشرف شخصياً على المفاوضات بشأن أزمة غزة، و«سيعمل على إعادة المدنيين الأبرياء المحتجزين كرهائن إلى ديارهم».

وأضافت أنه «سيعيد فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران، ومحاربة الإرهاب، ودعم إسرائيل».

ووفقاً لما نقله الموقع عن مصادر، فإن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ عندما اتصل بترمب لتهنئته على فوزه في الانتخابات، أخبره هرتسوغ أن إطلاق سراح الرهائن الـ101 «قضية ملحة» وقال لترمب: «عليك إنقاذ الرهائن»، الذي قال رداً على ذلك إن جميع الرهائن تقريباً ماتوا على الأرجح، ولكن الرئيس الإسرائيلي ذكر أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن نصفهم ما زالوا على قيد الحياة.

وقال أحد المصادر: «لقد فوجئ ترمب، وقال إنه لم يكن على علم بذلك»، وأكد مصدران آخران أن ترمب قال إنه يعتقد أن معظم الرهائن ماتوا.

وعندما التقى هرتسوغ بايدن في البيت الأبيض في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، طلب منه العمل مع ترمب بشأن هذه القضية حتى يتولى ترمب منصبه.

وبعد يومين، عندما استضاف ترمب في اجتماع لمدة ساعتين في المكتب البيضاوي، أثار بايدن مسألة الرهائن واقترح عليه العمل معاً للدفع نحو التوصل إلى اتفاق.

وقال بايدن لعائلات الرهائن الأميركيين، في اجتماع عقد بعد ساعات قليلة من لقاء ترمب: «لا يهمني إن كان ترمب يحصل على كل الفضل ما دام أنهم سيعودون إلى الوطن».

ولفت الموقع إلى أن المفاوضات بشأن صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار عالقة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وفي اجتماع عُقد في وقت سابق من هذا الأسبوع، أخبر قادة الجيش الإسرائيلي والموساد والشين بيت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنهم يعتقدون أن حركة «حماس» من غير المرجح أن تتخلى عن شروطها للانسحاب الإسرائيلي من غزة وإنهاء الحرب.

وأخبروه أنه إذا كانت الحكومة الإسرائيلية مهتمة بالتوصل إلى صفقة، فيجب عليها تخفيف مواقفها الحالية.

وتضع عائلات الرهائن والمسؤولون الإسرائيليون الآن آمالهم في نجاح ترمب، حيث فشل بايدن حتى الآن في إقناع نتنياهو بإنهاء الحرب في غزة مقابل تحرير الرهائن المحتجزين لدى «حماس».

وقبل أقل من شهرين من تنصيب ترمب، يبدو من غير المرجح أن يحدث اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في أي وقت قريب.

وبدلاً من ذلك، من المرجح جداً أن يرث ترمب الأزمة والمسؤولية عن الأميركيين السبعة المحتجزين لدى «حماس»، والذين يُعتقد أن أربعة منهم على قيد الحياة.