الأزمة السياسية في إسرائيل منذ أربعة أعوام

TT

الأزمة السياسية في إسرائيل منذ أربعة أعوام

تعيش إسرائيل منذ عام 2019 أزمة سياسية مستمرة، جسدها مؤخراً، إعلان الائتلاف الحكومي عزمه حل البرلمان والتوجه إلى صناديق الاقتراع في انتخابات هي الخامسة في أقل من أربع سنوات. وقد وثقت وكالة الصحافة الفرنسية، مسار الانتخابات الأربعة كالتالي:
- انتخابات أولى في التاسع من أبريل (نيسان) 2019: كان بنيامين نتنياهو يأمل بالفوز من جديد رغم شبهات الفساد التي تلاحقه، وفي مواجهته رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس زعيم التحالف الوسطي «كاحول لفان». وحقق كل من حزب الليكود اليميني والتحالف الوسطي لغانتس، نتائج متقاربة للغاية بحصول كل منهما على 35 مقعداً.
في 17 أبريل، كلف الرئيس رؤوفين ريفلين، نتنياهو المدعوم من أحزاب يمينية أصغر، بتشكيل حكومة، لكن بعد أسابيع من المفاوضات، لم يتمكن من ضمان غالبية في البرلمان الذي يضم 120 مقعداً. في نهاية مايو (أيار)، وفي مواجهة عجز نتنياهو عن تشكيل ائتلاف، وافق الكنيست على إجراء انتخابات جديدة بعد أن فضل نتنياهو البقاء في السلطة، والدعوة إلى اقتراع جديد بدلاً من تكليف رئيس آخر بمهمة تشكيل الحكومة.
- تقارب جديد بين نتنياهو وغانتس في 17 سبتمبر (أيلول): عندما حقق حزبا الليكود و«كاحول لفان»، مجدداً، نتائج متقاربة في الانتخابات. وقد كُلف نتنياهو بالمهمة واقترح على غانتس «حكومة وحدة» لكن غانتس رفض بسبب احتمال اتهام نتنياهو بالفساد. ولم يكن بوسع أي منهما الحصول على الأغلبية المطلوبة.
وأمام فشل نتنياهو، كلف الرئيس رؤوفين ريفلين في 20 أكتوبر (تشرين الأول) غانتس، بالمهمة، لكنه فشل في ذلك بعد شهر. وفي 21 نوفمبر (تشرين الثاني)، وجه المدعي العام أفيخاي ماندلبليت، اتهامات إلى نتنياهو بالفساد والاحتيال وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا منفصلة. في 11 ديسمبر (كانون الأول)، صوّت النواب على حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات جديدة، مع انتهاء مهلة تشكيل الحكومة.
- انتخابات ثالثة وفشل جديد: في 2 مارس (آذار) 2020، فاز الليكود بالعدد الأكبر من المقاعد، بحصوله على 36 مقعداً مقابل 33 لتحالف غانتس. ورغم ذلك، في 16 مارس، كلف الرئيس، غانتس، بتشكيل حكومة لأنه حصل على دعم أحزاب أخرى.
- في 20 أبريل، ومع تفشي (كوفيد - 19) وفرض الإغلاق وفي ظل أزمة اقتصادية، أعلن نتنياهو وغانتس، حكومة وحدة طارئة لمواجهة الجائحة. ونص الاتفاق بينهما، على استمرار هذه الحكومة ثلاث سنوات يتقاسم الرجلان خلالها السلطة، على أن يسلم نتنياهو منصب رئيس الوزراء إلى غانتس، بعد 18 شهراً.
- في 7 مايو، أقرت المحكمة العليا الإسرائيلية اتفاق الائتلاف الذي أيده النواب في 17 من الشهر ذاته. لكن بعد فشل البرلمان في اعتماد ميزانية عام 2021 حُل الكنيست في 23 ديسمبر 2020 وتمت الدعوة إلى انتخابات جديدة في مارس.
- انتخابات رابعة: في مارس 2021، عاد الإسرائيليون إلى مراكز الاقتراع في رابع انتخابات خلال عامين. وتصدر الليكود النتائج بحصوله على 30 مقعداً، تلاه حزب يش عتيد برئاسة زعيم المعارضة، يائير لبيد الوسطي، مع 17 مقعداً. وفي 6 أبريل، كُلف نتنياهو بتشكيل فريق حكومي جديد، وأعطي مهلة حتى 4 مايو، لكنه فشل في مهمته، ما دفع بريفلين إلى الطلب من لبيد محاولة تشكيل الحكومة.
- بنيت رئيساً للوزراء: في 30 مايو 2021، أعلن زعيم حزب «يمينا» اليميني المتشدد المليونير نفتالي بنيت، دعمه لزعيم المعارضة يائير لبيد. وفي 2 يونيو (حزيران) أعلن لبيد أنه أبرم اتفاقاً مع بنيت لتشكيل ائتلاف حكومي يتناوبان بموجبه على منصب رئيس الوزراء، على أن يكون بنيت الأول. وفي 13 يونيو، منح البرلمان الإسرائيلي ثقته للائتلاف الحكومي الجديد برئاسة بنيت الذي خلف نتنياهو بعد 12 عاماً متواصلة في السلطة. وتولى لبيد وفق ائتلاف التناوب بين الرجلين ملف الخارجية.
من جهته، قال نتنياهو قبيل التصويت على الثقة: «إذا قُدر لنا أن نكون في المعارضة، فسوف نفعل ذلك ورؤوسنا مرفوعة حتى نسقط هذه الحكومة السيئة ونعود لقيادة البلاد على طريقتنا. (...) سنعود قريباً».
في 4 نوفمبر من ذلك العام، أقر الكنيست ميزانية عام 2021 هي الأولى منذ ثلاث سنوات، وتم في اليوم التالي اعتماد ميزانية عام 2022 وهو إنجاز مهم للائتلاف.
- تجدد التوتر: في 6 أبريل 2022، خسر تحالف بنيت الأغلبية بعد انسحاب أحد أعضاء حزب رئيس الوزراء، كما هدد عضو الكنيست نير أوروباخ بالانسحاب والتراجع عن دعم الحكومة. وفي 6 يونيو، واجه التحالف عثرة جديدة بسبب قانون يسمح بتطبيق القوانين الإسرائيلية على أكثر من 475 ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون في الضفة الغربية المحتلة. وتمكنت المعارضة من الحصول على أغلبية الأصوات ضد مشروع القانون، ما تسبب بتجدد التوترات داخل الائتلاف.
- حل جديد: في 20 يونيو، أعلن بنيت ولبيد، عزمهما تقديم مشروع قانون لحل البرلمان، والدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة ستكون الخامسة خلال أقل من أربع سنوات. وفي حال أقر القانون، ستنتقل دفة رئاسة الوزراء إلى لبيد إلى حين تشكيل حكومة جديدة.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

إسرائيل ترفض اتهامات إيران حول مسؤوليتها عن سقوط الأسد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
TT

إسرائيل ترفض اتهامات إيران حول مسؤوليتها عن سقوط الأسد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم (الأربعاء)، رفض الدولة العبرية الاتهامات الإيرانية بوجود «مؤامرة أميركية - إسرائيلية مشتركة» للإطاحة بنظام الأسد في سوريا، متهماً إيران بمحاولة إقامة «جبهة شرقية» على الحدود مع الأردن، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال كاتس خلال جولة مع قادة عسكريين على الحدود الأردنية، إن المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، «اتهم اليوم إسرائيل بسقوط الأسد... على خامنئي أن يلوم نفسه» بدلاً من ذلك، ويكف عن تمويل المجموعات المسلحة «في سوريا ولبنان وغزة لبناء الأذرع التي يوجهها في محاولة لهزيمة دولة إسرائيل».

وأضاف وزير الدفاع: «جئت اليوم إلى هنا لأضمن أن إيران لن تنجح في بناء ذراع الأخطبوط التي تخطط لها، وتعمل على إنشائها هنا من أجل إقامة جبهة شرقية ضد دولة إسرائيل».

وأشار كاتس إلى أن إيران تقف وراء «محاولات تهريب الأسلحة وتمويل وتعزيز الإرهاب (في الضفة الغربية المحتلة) عبر الأردن».

وقال إنه أصدر تعليمات للجيش «بزيادة العمليات الهجومية ضد أي نشاط إرهابي» في الضفة الغربية و«تسريع بناء السياج على الحدود الإسرائيلية - الأردنية».

في خطابه الأول منذ سقوط نظام الأسد، الأحد، اتهم خامنئي الولايات المتحدة و«الكيان الصهيوني» بالتخطيط للإطاحة بالأسد.

وأوضح: «لا يجب أن يشكك أحد في أن ما حدث في سوريا هو نتاج مخطط أميركي صهيوني مشترك».

وكان للأسد دور استراتيجي في «محور المقاومة» الإيراني المناهض لإسرائيل.