صاروخ على عسقلان وغارات على غزة

تقديرات إسرائيلية بنية «الجهاد» التصعيد

ألسنة دخان تتصاعد عقب غارة إسرائيلية جنوب مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)
ألسنة دخان تتصاعد عقب غارة إسرائيلية جنوب مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

صاروخ على عسقلان وغارات على غزة

ألسنة دخان تتصاعد عقب غارة إسرائيلية جنوب مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)
ألسنة دخان تتصاعد عقب غارة إسرائيلية جنوب مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)

بدد صاروخ أطلق من قطاع غزة تجاه عسقلان، جنوب إسرائيل، هدوءاً استمر فترة طويلة، وعزز تقديرات إسرائيلية بأن حركة «الجهاد الإسلامي» في القطاع تبحث عن تصعيد.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا الليلة الماضية صاروخاً باتجاه مدينة عسقلان جنوب إسرائيل، وأنه رد بشن غارات داخل قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن الجيش الإسرائيلي «شن غارات داخل قطاع غزة رداً على إطلاق صاروخ نحو منطقة أشكلون» تسبب في إطلاق صفارات الإنذار قبل أن تعترضه منظومة القبة الحديدية.
وشنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات طالت عدداً من مواقع تابعة للفصائل الفلسطينية على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي، «الطائرات المقاتلة هاجمت عدداً من أهداف حركة (حماس) في قطاع غزة، من بينها ورش إنتاج أسلحة في موقع عسكري تابع للحركة».
وحمل الجيش الإسرائيلي «حماس» مسؤولية ما يحدث في قطاع غزة.
ورد الناطق باسم «حماس» حازم قاسم، بقوله إن قصف جيش الاحتلال على قطاع غزة «هو امتداد للعدوان الذي يستهدف كل الأرض الفلسطينية في القدس والداخل المحتل والضفة، التي كان آخرها اغتيال ثلاثة مقاومين من مدينة جنين».
وأكد في تصريح أن الاحتلال يحاول بائساً وفاشلاً عبر هذا العدوان أن يوقف تصاعد الفعل الثوري على امتداد فلسطين. أضاف: «رغم العدوان سنواصل نضالنا وقتالنا المشروع ضد المحتل حتى تحرير أهداف شعبنا بالحرية والاستقلال».
وتحميل «حماس» المسؤولية جاء على الرغم من أن إسرائيل تفحص ما إذا كانت حركة «الجهاد الإسلامي» هي التي تقف خلف الصاروخ.
وإطلاق الصاروخ جاء بعد ساعات على اغتيال إسرائيل 3 مسلحين في جنين، شمال الضفة الغربية، وهي منطقة تستهدف فيها إسرائيل عشرات المسلحين الفلسطينيين.
ولم يفاجئ الصاروخ الذي أطلق تجاه عسقلان، للمرة الأولى منذ المواجهة الأخيرة في مايو (أيار) العام الماضي، إسرائيل، التي كانت تستعد سلفاً لتصعيد محتمل من قبل «الجهاد» في قطاع غزة، وهي تقديرات تعززت الأسبوع الماضي بعد تحركات للحركة شملت تصريحات لأمينها العام هدد فيها بأن حركته لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التصعيد الإسرائيلي في الضفة، ودعوة الحركة باقي الفصائل لاجتماعات تحت عنوان «الوقوف بمسؤولية وطنية حيال كل القضايا».
وتقول إسرائيل إن «الجهاد» غير راضية عن التزام الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة الصمت، وقريبة من التصعيد، لأنها قلقة من استمرار عمليات الجيش في شمال الضفة الغربية، خصوصاً في جنين، ولن تتمكن من التزام الصمت إذا استمرت الأحداث كما هي، خصوصاً أنها مقتنعة أن إسرائيل تعمل بشكل ممنهج على القضاء على بنيتها العسكرية في شمال الضفة، وضرب قوة وحيوية التنظيم هناك، وأن لدى الحركة رغبة بالانتقام لدماء عناصرها الذين قتلتهم إسرائيل في الضفة، إلى جانب أن الحركة تعتقد أن ثمة غضباً شعبياً منها ومن «حماس» لعدم الرد على الأحداث في القدس والضفة.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، إن عملية الاغتيال الأخيرة في جنين ستدفع «الجهاد» التي أعلنت في وقت سابق قرارها عدم السكوت عما يجري، إلى الرد.
ونشرت مواقع تابعة لـ«الجهاد» مفاخرة بالتصعيد من غزة تحت عناوين «توحيد الجبهات» و«معادلة المقاومة» و«انتهاء هدنة هشة».
ولاحقاً للقصف الإسرائيلي على غزة، أطلقت النيران من رشاشات من القطاع باتجاه مستوطنة «نتيف هعسرا» المحاذية للقطاع.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أنه بعد إطلاق النار أصدر الجيش تعليمات لسكان «نتيف هعسرا» بعدم التحرك على الطرق أو الممرات المكشوفة للقطاع خوفاً من نيران القناصة.
ولم يتسبب القصف المتبادل بأي إصابات، في مؤشر بأن التصعيد الحالي قد يظل محدوداً، لكنه قد يتطور إلى مواجهة إذا ما تواصل التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
TT

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

تعهدت إيران بعدم «عرقلة» مهمة ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لتفتيش مواقعها النووية. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، السبت، إن إيران لن تعرقل دخول ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى مواقعها وتفتيشها. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن إسلامي قوله: «لم ولن نضع أي عقبات أمام عمليات التفتيش والمراقبة التي تنفذها الوكالة (الدولية للطاقة الذرية)».

وأضاف: «نعمل في إطار الضمانات كما تعمل الوكالة وفقاً لضوابط، لا أكثر ولا أقل».

ووفقاً لتقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس الماضي، قبلت إيران تشديد الرقابة على منشأة فوردو النووية بعدما سرّعت طهران بشكل كبير من تخصيب اليورانيوم ليقترب من مستوى صنع الأسلحة. وقبل أيام ذكرت الوكالة أن إيران ضاعفت وتيرة تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمائة، أي قريباً من نسبة 90 بالمائة اللازمة لإنتاج أسلحة.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لـ«فوردو» الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.