شهدت مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) وخطوط التماس بينها وبين القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة تعزيزات من جانب كل من تركيا وروسيا والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش»، في ظل استمرار الحديث عن عملية عسكرية تركية مرتقبة باتجاه منبج وتل رفعت بريف حلب، شمال سوريا، بحسب ما كرر الرئيس رجب طيب إردوغان في أكثر من تصريح أخيراً.
ودفع الجيش التركي أمس (الجمعة) برتل جديد من التعزيزات يضم شاحنات محملة بالدبابات ومدرعات مختلفة وناقلات جند من معبر باب السلامة إلى مناطق نفوذ قواته والفصائل الموالية لها في ريف حلب.
وكانت القوات التركية قد قصفت ليل الخميس - الجمعة أهدافاً في بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي والتي تضم قاعدة عسكرية روسية، لكن القذائف سقطت في محيطها، كما طال القصف مناطق انتشار «قسد» في محيط مارع ومرعناز شمال حلب. وشهد محور شيخ عيسى استهدافات متبادلة بالرشاشات المتوسطة والثقيلة من دون الإبلاغ عن إصابات في الأرواح.
وقبل يومين، قصفت القوات التركية والفصائل الموالية لها، بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، محيط قرية المحسنلي شمال منبج، ضمن ريف حلب الشمالي الشرقي. وطال القصف قرى بناحية شيراوا ومحيط قرى كفر أنطون ومطار منغ العسكري ومحيط قرية تل قراح بريف حلب الشمالي، ضمن مناطق انتشار «قسد».
في الوقت ذاته، استقدمت القوات الروسية تعزيزات عسكرية إلى قاعدتها في «المباقر» قرب خطوط التماس في ريف تل تمر شمال غربي الحسكة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، بأن التعزيزات اشتملت على أسلحة رشاشة وذخائر.
وهذه هي المرة الثانية التي ترسل فيها القوات الروسية تعزيزات إلى القاعدة منذ 7 يونيو (حزيران) الحالي، حيث أرسلت ناقلات جند ومدرعات وعربات عسكرية مغلقة، بالإضافة إلى رادارات وأسلحة ثقيلة ومتوسطة بينها مضادات للطيران.
وأعلنت روسيا أن العملية العسكرية التركية المحتملة التي أعلن الرئيس إردوغان في مايو (أيار) الماضي أنها ستنفذ من أجل استكمال إقامة مناطق آمنة بعمق 30 كيلومتراً في الأراضي السورية لحماية حدود تركيا الجنوبية، لن تكون «عملاً حكيماً» وستهز استقرار المنطقة.
وقال مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، إن روسيا لن تزيد قواتها في سوريا على خلفية تخطيط تركيا لتنفيذ عملية عسكرية، مشيراً إلى أن «العملية التركية المرتقبة لن تحل أي مشكلات وإنما ستخلق تهديدات جديدة لأمن تركيا». وأوضح أن عملية تركيا في شمال سوريا «قد تدفع الأكراد نحو إقامة دولة، وسيكون لذلك عواقب بعيدة المدى على دول الجوار». وأعلن في حديث لوكالة «نوفوستي» أمس: «قلنا لزملائنا الأتراك إن هذا قد يؤدي إلى زيادة المشاعر الانفصالية بين الأكراد وتحفيزهم على إقامة دولة، وهذا ليس في مصلحة سوريا أو تركيا أو إيران أو العراق».
ولفت إلى أن الوفد الروسي في مفاوضات آستانة التي اختتمت في نور سلطان عاصمة كازاخستان الأربعاء الماضي، بذل قصارى جهده لمحاولة إقناع الجانب التركي بالنتائج المضادة لهذه الخطوة، وأن موسكو تحاول في الوقت ذاته إقناع الأكراد بالتسوية مع دمشق وإعادة وحدة الأراضي السورية ودمج «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في صفوف الجيش السوري، الأمر الذي سيمنع التطور السلبي للوضع في سوريا. وأضاف المبعوث الروسي أن تركيا ترى أنه من المستحيل التفاوض مع الأكراد السوريين وبالتالي لا تشارك في حوار معهم. وأعرب عن أمله في أن يمتنع الرئيس إردوغان عن تنفيذ العملية، محذراً من أنها «قد تتسبب في مواجهة مباشرة بين الجيشين السوري والتركي».
وفي ظل التحذيرات من العملية العسكرية التي اعتبرت واشنطن أنها ستشكل «تهديداً خطيراً على جهود محاربة تنظيم داعش الإرهابي وعلى قواتها المشاركة في هذه العملية»، تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن دخول قافلة عسكرية تابعة للتحالف الدولي إلى مناطق شمال وشرق سوريا، آتية من إقليم كردستان العراق.
وضمت القافلة 76 آلية محملة بمواد لوجيستية وعسكرية، واتجهت نحو القواعد الموجودة في محافظة الحسكة، ليتم توزيعها لاحقاً على قواعد التحالف الدولي في شمال وشرق سوريا.
تعزيزات تركية إلى حلب وروسية إلى الحسكة
موسكو تحذّر أنقرة من أن عملياتها العسكرية قد تؤدي إلى قيام دولة كردية
تعزيزات تركية إلى حلب وروسية إلى الحسكة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة