أميركا تؤكد التزامها إيقاع «الهزيمة بداعش»

القيادي المعتقل في جرابلس «خبير طيران مسيّر»

منزل في قرية الحميرة التي نفّذت القوات الأميركية فيها إنزالاً لاعتقال قيادي في تنظيم «داعش» ليلة الأربعاء - الخميس (أ.ف.ب)
منزل في قرية الحميرة التي نفّذت القوات الأميركية فيها إنزالاً لاعتقال قيادي في تنظيم «داعش» ليلة الأربعاء - الخميس (أ.ف.ب)
TT

أميركا تؤكد التزامها إيقاع «الهزيمة بداعش»

منزل في قرية الحميرة التي نفّذت القوات الأميركية فيها إنزالاً لاعتقال قيادي في تنظيم «داعش» ليلة الأربعاء - الخميس (أ.ف.ب)
منزل في قرية الحميرة التي نفّذت القوات الأميركية فيها إنزالاً لاعتقال قيادي في تنظيم «داعش» ليلة الأربعاء - الخميس (أ.ف.ب)

كُشفت أمس معلومات جديدة عن القيادي البارز في تنظيم «داعش» الذي اعتقلته قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن فجر الخميس خلال عملية إنزال جوي بريف حلب الشمالي الشرقي في شمال سوريا. ففي وقت قال مسؤولون أميركيون إن القيادي الموقوف، هاني الكردي، هو «والي الرقة»، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا) أنه ليس الوالي بل «ابن شرعي بارز في التنظيم ضمن ولاية الرقة سابقاً ويدعى فواز الكردي».
وأوضح «المرصد» أن الكردي الأب قُتل بضربة جوية للتحالف الدولي قبل سنوات، بينما الابن الذي جرى اعتقاله هو من قيادات الصف الأول بتنظيم «داعش» وهو خبير متفجرات وطيران مسيّر، ويتحدر من منطقة الكرامة بريف الرقة. وأشار إلى أنه كان موجوداً في منطقة الحميرة بريف جرابلس ضمن مناطق نفوذ الفصائل الموالية لتركيا شمال شرقي حلب منذ أشهر طويلة، ويمتلك صهاريج نفط تعد واجهة له هناك.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن قائد «القيادة المركزية» الأميركية الجنرال مايل أريك كوريلا، قوله خلال زيارة لدوشانبه (طاجيكستان) قوله إن اعتقال القيادي «الداعشي» في عملية الإنزال التي نفّذتها القوات الأميركية «يدل على التزامنا بأمن المنطقة وبالهزيمة المستدامة لداعش».
وكان «المرصد السوري» قد أفاد أول من أمس بأن التحالف الدولي اعتقل خلال العملية 3 أشخاص، هم قيادي من الصف الأول خبير متفجرات وطيران مسيّر في التنظيم، واثنان من مرافقيه، وسط معلومات عن اعتقال 3 آخرين أيضاً. وأشار إلى أن العملية الأميركية كانت تستهدف عدداً كبيراً من قيادات وعناصر التنظيم في تلك المنطقة بريف جرابلس، إلا أن وصول خبر تحليق طيران التحالف في الأجواء دفع كثيرين منهم إلى تغيير أماكنهم والانتشار بشكل كبير، وهو ما شكّل عائقاً للتحالف لمتابعة العملية. وأضاف «المرصد» أن المعلومات الاستخباراتية حول وجود عدد كبير من قيادات وعناصر «داعش» في تلك المنطقة حصلت عليها «قوات سوريا الديمقراطية» بالتعاون مع عملاء لها هناك، مشيراً إلى أن فصيلاً إسلامياً يقوم بـ«التستر على القيادات والعناصر» التابعة لـ«داعش». وتحدث «المرصد» أيضاً عن تعرض مروحيات التحالف لإطلاق نار من سلاح «دوشكا» فيف أثناء تنفيذها العملية بمنطقة الحميرة بريف جرابلس شمال شرقي حلب، بالإضافة لحدوث اشتباكات بين القوة المنفذة للعملية وعناصر التنظيم على الأرض.
من جهتها، أوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن مروحيات تابعة للتحالف الدولي حطّت لبضع دقائق في قرية الحميرة في منطقة واقعة تحت سيطرة القوات التركية وفصائل سورية موالية لأنقرة بريف حلب الشمالي الغربي. ونقلت عن بيان للتحالف أن قواته أسرت خلال «عملية ناجحة» شخصاً لم تُفصح عن اسمه وهو «صانع قنابل متمرس وميسِّر عمليات وقد أصبح أحد كبار قادة فرع (داعش في سوريا)»، مشيراً إلى أنه «تم التخطيط للمهمة بدقة لتقليل مخاطر الأضرار الجانبية أو الإضرار بالمدنيين». ولم تقع أي إصابات في صفوف المدنيين أو قوات التحالف، وفق البيان.
وأوضحت مسؤولة في التحالف للوكالة الفرنسية لاحقاً أن اسم القيادي المعتقل هو هاني أحمد الكردي، ويُعرف بأنه «والي الرقة»، التي كانت تعد معقل «داعش» الأبرز في سوريا.
وفي بلدة الحميرة، على بُعد أربعة كيلومترات فقط من الحدود مع تركيا، أفاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية بأن القوات التركية فرضت طوقاً أمنياً على المنطقة التي وقع فيها الإنزال. وقال إن مروحيات عدة حلّقت في أجواء القرية بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس قبل أن تعود أدراجها.
وقال محمد يوسف، أحد سكان المنطقة ممن توجهوا إلى المنزل المستهدف بعد الإنزال، للوكالة الفرنسية: «عند نحو الساعة 00:30 (21:30 ت غ)، حصل إنزال جوي على بيت عند أطراف القرية يعود لنازح من حلب»، وأضاف: «حلّقت قرابة ثماني طائرات لأكثر من ساعة ونصف (...) عندما غادرت الأجواء، توجهنا إلى المنزل، وجدنا النساء مقيدات وأطفالاً في الكرم». ونقل عن السيدات قولهنّ إن قوات التحالف اعتقلت «شاباً اسمه فواز».
وقال سكان آخرون في القرية إن قرابة ست سيدات وثلاثة شبان كانوا يقطنون في المنزل برفقة رجل عجوز، من دون أن يعلموا صلة القرابة فيما بينهم. وقالوا إنهم لم يعتادوا الاختلاط مع سكان القرية.
وحسب شهود عيان، فقد اعتقل فصيل سوري موالٍ لأنقرة الشابين الآخرين بعد عملية الإنزال.
ومنذ عام 2014 يشن التحالف الدولي في العراق وسوريا حملة ضد تنظيم «داعش» تُوجت في مارس (آذار) 2019 بإعلان «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة أميركياً وعلى رأسها المقاتلون الأكراد، القضاء على «داعش» بعد انتهاء آخر المعارك ضد التنظيم في قرية الباغوز بريف دير الزور شرق سوريا.
ومنذ ذلك الحين، انكفأ مقاتلو التنظيم في سوريا بشكل رئيسي إلى البادية السورية خصوصاً تلك الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور عند الحدود مع العراق، كما يتوارى كثر في قرى ومناطق مختلفة.
ومنذ إعلان القضاء على «داعش»، يلاحق التحالف الدولي قياديي التنظيم وينفذ عمليات لاعتقالهم إن كان في دير الزور شرقاً أو في مناطق أخرى في شمال سوريا وشمال غربها.
ونجحت القوات الأميركية في اعتقال قادة في عمليات عدة، قُتل في أبرزهما زعيما تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 ثم أبو إبراهيم القرشي في فبراير (شباط) الماضي في مخبئيهما في محافظة إدلب (شمال غربي سوريا). وفجّر القياديان نفسيهما خلال العمليتين اللتين وقعتا في مناطق قريبة من الحدود مع تركيا.
وبعد مقتل أبو إبراهيم القرشي، أعلن التنظيم المتطرف عن زعيمه الجديد أبو الحسن الهاشمي القرشي، ليكون الزعيم الثالث للتنظيم منذ عام 2014، حين أعلن «دولة خلافة» مزعومة وسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق المجاور.
وتوعد التنظيم بـ«الثأر» لمقتل زعيمه خصوصاً في أوروبا المنشغلة بالحرب الدائرة في أوكرانيا، والتي تبنى فيها خلال السنوات الماضية اعتداءات عدة إن كانت تفجيرات أو هجمات بالسكين أو دهساً أو إطلاق نار.
وفي سوريا، لا يزال مقاتلو التنظيم المتوارون يشنون هجمات ضد المقاتلين الأكراد أو قوات النظام السوري غالباً عبر عبوات ناسفة أو اغتيالات.
وبالإضافة إلى ملاحقة التحالف الدولي لقياديي التنظيم، تشن الطائرات الروسية الداعمة لقوات النظام غارات جوية ضد عناصر التنظيم في البادية.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
TT

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)

قرب ركام مبنى ما زال الدخان يتصاعد منه في مدينة صور، تحمل عائلة حقائب وتصعد على سلم مظلم إلى شقة خُلعت أبوابها ونوافذها، ولا يوجد فيها ماء ولا كهرباء، بعد أن استهدف القصف الإسرائيلي البنى التحتية والطرق، إضافة إلى الأبنية والمنازل.

في اليوم الثاني من سريان وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، كانت مئات العائلات صباح الخميس تتفقّد منازلها في أحياء استهدفتها الغارات الإسرائيلية، وحوّلتها إلى منطقة منكوبة.

لم تسلم سوى غرفة الجلوس في شقة عائلة نجدة. تقول ربّة المنزل دنيا نجدة (33 عاماً)، وهي أم لطفلين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بينما تقف على شرفتها المطلة على دمار واسع: «لم نتوقّع دماراً إلى هذا الحدّ. رأينا الصور لكن وجدنا الواقع مغايراً وصعباً».

وغطّى الزجاج أسرّة أطفالها وألعابهم، في حين تناثرت قطع من إطارات النوافذ الحديدية في كل مكان. وتضيف دنيا نجدة: «عندما وصلنا، وجدنا الدخان يتصاعد من المكان، وبالكاد استطعنا معاينة المنزل».

على الشرفة ذاتها، يقف والد زوجها سليمان نجدة (60 عاماً)، ويقول: «نشكو من انقطاع المياه والكهرباء... حتى المولدات الخاصة لا تعمل بعد انقطاع خطوط الشبكات».

ويقول الرجل، الذي يملك استراحة على شاطئ صور، الوجهة السياحية التي تجذب السكان والأجانب: «صور ولبنان لا يستحقان ما حصل... لكن الله سيعوضنا، وستعود المدينة أفضل مما كانت عليه».

وتعرّضت صور خلال الشهرين الماضيين لضربات عدّة؛ دمّرت أو ألحقت أضراراً بمئات الوحدات السكنية والبنى التحتية، وقطعت أوصال المدينة.

وأنذرت إسرائيل، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مراراً سكان أحياء بأكملها بإخلائها، ما أثار الرعب وجعل المدينة تفرغ من قاطنيها، الذين كان عددهم يتجاوز 120 ألفاً.

لن يحصل بنقرة

خلال جولة في المدينة؛ حيث تعمل آليات على رفع الردم من الطرق الرئيسة، يحصي رئيس بلدية صور واتحاد بلدياتها، حسن دبوق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أكثر من 50 مبنى، مؤلفة من 3 إلى 12 طابقاً دُمّرت كلياً جراء الغارات الإسرائيلية»، غير تضرّر عشرات الأبنية في محيطها، بنسبة تصل إلى 60 في المائة. ويضيف: «يمكن القول إنه يكاد لم يبقَ أي منزل بمنأى عن الضرر».

وشهدت شوارع المدينة زحمة سير مع عودة المئات من السكان إلى أحيائهم، في حين أبقت المؤسسات والمحال التجارية والمطاعم أبوابها موصدة.

ويوضح دبوق: «يتفقّد السكان منازلهم خلال النهار، ثم يغادرون ليلاً بسبب انقطاع الماء عن أنحاء المدينة والكهرباء عن الأحياء التي تعرّضت لضربات إسرائيلية قاسية».

ويقول إن الأولوية اليوم «للإسراع في إعادة الخدمات إلى المدينة، وتأمين سُبل الحياة للمواطنين»، مقرّاً بأن ذلك «لن يحصل بنقرة، ويحتاج إلى تعاون» بين المؤسسات المعنية.

ويضيف: «من المهم أيضاً إزالة الردم لفتح الشوارع حتى يتمكّن الناس من العودة».

واستهدفت غارة إسرائيلية في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) شركة مياه صور، ما أسفر عن تدميرها، ومقتل موظفيْن، وانقطاع المياه عن 30 ألف مشترك في المدينة ومحيطها، وفق ما قال رئيس مصلحة مياه صور وليد بركات.

ودمّرت الغارة مضخّات المياه وشبكة الأنابيب المتفرّعة منها، وفق ما شاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس، في إطار جولة نظمها «حزب الله» للصحافيين في عدد من أحياء المدينة.

وتحتاج إعادة بنائها إلى فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، وفق بركات، الذي قال إن العمل جارٍ لتوفير خيار مؤقت يزوّد السكان العائدين بالمياه.

ويقول بركات: «لا صواريخ هنا، ولا منصات لإطلاقها، إنها منشأة عامة حيوية استهدفها العدوان الإسرائيلي».

قهر ومسكّنات

بحزن شديد، يعاين أنس مدللي (40 عاماً)، الخيّاط السوري المُقيم في صور منذ 10 سنوات، الأضرار التي لحقت بمنزله جراء استهداف مبنى مجاور قبل ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار. كانت أكوام من الركام تقفل مدخل المبنى الذي تقع فيه الشقة.

ويقول بأسى: «بكيت من القهر... منذ يوم أمس، وأنا أتناول المسكنات جراء الصدمة. أنظر إلى ألعاب أولادي والدمار وأبكي».

وغابت الزحمة، الخميس، عن سوق السمك في ميناء المدينة القديمة، الذي كان يعجّ بالزبائن قبل الحرب، بينما المراكب راسية في المكان منذ أكثر من شهرين، وينتظر الصيادون معجزة تعيدهم إلى البحر لتوفير قوتهم.

بين هؤلاء مهدي إسطنبولي (37 عاماً)، الذي يروي أنه ورفاقه لم يبحروا للصيد منذ أن حظر الجيش اللبناني في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حركة القوارب في المنطقة البحرية جنوب لبنان.

ويقول: «لم يسمح الجيش لنا بعد بالخروج إلى البحر حفاظاً على سلامتنا» باعتبار المنطقة «حدودية» مع إسرائيل.

ويقول إسطنبولي: «نراقب الوضع... وننتظر»، مضيفاً: «نحن خرجنا من أزمة، لكن الناس سيعانون الآن من أزمات نفسية» بعد توقف الحرب.

ويقول أب لأربعة أطفال: «أحياناً وأنا أجلس عند البحر، أسمع صوت الموج وأجفل... يتهيّأ لي أن الطيران يقصف. نعاني من الصدمة».