تونس تستقبل وفد {النقد الدولي} بإضراب جوي

تخوف من عدم قدرة البلاد على تنفيذ الإصلاحات

فيما تتأهب تونس لاستقبال وفد صندوق النقد الدولي... تتزايد الإضرابات لتصل إلى قطاع النقل الجوي (أ.ب)
فيما تتأهب تونس لاستقبال وفد صندوق النقد الدولي... تتزايد الإضرابات لتصل إلى قطاع النقل الجوي (أ.ب)
TT

تونس تستقبل وفد {النقد الدولي} بإضراب جوي

فيما تتأهب تونس لاستقبال وفد صندوق النقد الدولي... تتزايد الإضرابات لتصل إلى قطاع النقل الجوي (أ.ب)
فيما تتأهب تونس لاستقبال وفد صندوق النقد الدولي... تتزايد الإضرابات لتصل إلى قطاع النقل الجوي (أ.ب)

فيما تستعد تونس لاستقبال وفد من صندوق النقد الدولي يومي 20 و21 يونيو (حزيران) الحالي في ظل شعور عام بمدى المخاطر الاقتصادية والمالية المنجرة عن اتفاق بين الطرفين حول برنامج الإصلاحات الاقتصادية على المستقبل المالي لتونس؛ قال مسؤول نقابي لـ«رويترز» يوم الأربعاء إن كل الرحلات الدولية من وإلى تونس ستلغى اليوم الخميس بسبب إضراب عام دعا إليه الاتحاد العام للشغل في الشركات العامة احتجاجاً على سياسات الحكومة الاقتصادية والاجتماعية.
وكان الاتحاد دعا إلى إضراب عام بعد قرار حكومي بتجميد الأجور ضمن حزمة إصلاحات لا تحظى بشعبية تهدف إلى الوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي بخصوص قرض بقيمة أربعة مليارات دولار.
وقال وجيه الزيدي الكاتب العام لجامعة النقل باتحاد الشغل: «كل الرحلات الدولية والمحلية أيضاً ستتوقف ابتداءً من الساعة صفر هذه الليلة... الإضراب سيشمل كل الرحلات البحرية أيضاً».
في غضون ذلك، وبينما أكد جيري رايس، المتحدث باسم صندوق النقد الدولي في 9 يونيو الحالي على التقدم المحرز للمناقشات الفنية التي يجريها الصندوق مع تونس، وعبر عن أمله في انطلاق مفاوضات جديدة مع السلطات التونسية قريباً دون أن يحدد أي توقيت للمناقشات على مستوى الخبراء، فإن وزيرة المالية التونسية سهام نمسية أكدت استعداد البلاد لتعديل منظومة الدعم وتوجيهها نحو مستحقيها. وأشارت إلى أن الحكومة لن ترفع الدعم بالكامل وستوفره للأشخاص عوضاً عن المنتجات. واستبقت هذه الزيارة بالإشارة إلى أن هذه التعويضات سيتم صرفها سنة 2023.
وكانت رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن قد التقت، في شهر مايو (أيار) الماضي المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، على هامش مشاركتها في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، واتفق الطرفان خلال هذا الاجتماع على مواصلة المشاورات «تمهيداً لبدء المفاوضات الرسمية في أسرع وقت ممكن».
ويتابع صندوق النقد تطور الوضع السياسي والاقتصادي في تونس، وأكد على أهميّة أن تبني برنامج للإصلاح الداخلي، على غرار ما تمّ تقديمه من قبل الحكومة الحالية، ومن قبل كل الأطراف الاجتماعية لتتوفر له أوفر حظوظ النجاح.
وفي هذا الشأن، قال معز العبيدي الخبير الاقتصادي التونسي في تصريح إذاعي، إن صندوق النقد متخوف من عدم قدرة البلاد على تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية على أرض الواقع، وتحدث عن ربط الصندوق بين الاتفاق المالي والتنفيذ المسبق للبرنامج الإصلاحي على حد تعبيره.
ويشير عدة متابعين لتطورات العلاقة بين السلطات التونسية وصندوق النقد، إلى حدوث تغييرات في طريقة التفاوض بين الطرفين؛ إذ إن الصندوق لا يوافق على اعتماد نفس طريقة التفاوض التي اعتمدها مع تونس سنة 2016. أي الحصول على أقساط من القرض مع تقدم الإصلاحات الاقتصادية غير أن الكثير منها لم ينجز. واعتبروا أنه بات يفرض الانطلاق في تطبيق الكثير من الإجراءات والخيارات الاقتصادية والمالية قبل منح تونس على القروض المالية.
ويطالب الصندوق بعدة شروط، من بينها تقليص عجز الميزانيّة من خلال نظام جبائي عادل، والتحكم في كتلة الأجور وتخفيضها من 15 إلى 12 في المائة، واستهداف أفضل للفئات المستحقّة للدعم وإصلاح معمق للمؤسسات العمومية، علاوة على امتصاص عدم التوازن على مستوى الاقتصاد الكلّي وتحسين نجاعة المؤسسات العمومية واسترجاع تنافسية الاقتصاد التونسي.


مقالات ذات صلة

الرئيس التونسي يعول على الفوسفات لتفادي «إملاءات النقد الدولي»

الاقتصاد الرئيس التونسي يعول على الفوسفات  لتفادي «إملاءات النقد الدولي»

الرئيس التونسي يعول على الفوسفات لتفادي «إملاءات النقد الدولي»

حضّ الرئيس التونسي قيس سعيّد، على ضرورة تنشيط قطاع إنتاج الفوسفات، معتبراً أن من شأن ذلك تمكين اقتصاد بلاده من التعافي من دون اللجوء إلى الاقتراض من المؤسسات المالية الدولية. وقال سعيّد، خلال إشرافه على مجلس الأمن القومي في مقطع فيديو نشرته الرئاسة ليل الأربعاء الخميس، إن تنشيط إنتاج الفوسفات في منطقة الحوض المنجمي في محافظة قفصة (وسط البلاد الغربي) «يمكن أن يمثل جزءاً كبيراً من ميزانية الدولة حتى لا نقترض من الخارج، وتتعافى الدولة التونسية والاقتصاد». واعتبر الرئيس التونسي أن تراجع عجلة الإنتاج في هذا القطاع الحيوي «وضع غير مقبول، خصوصاً أن نوعية الفوسفات بتونس من أفضل ما يوجد في العالم، ويجب

«الشرق الأوسط» (تونس)
العالم العربي الاتحاد الأوروبي يناقش توجيه مساعدات مالية عاجلة لتونس

الاتحاد الأوروبي يناقش توجيه مساعدات مالية عاجلة لتونس

تناقش دول الاتحاد الأوروبي في اجتماع لمجلس الشؤون الخارجية، ملف توجيه مساعدات مالية عاجلة لتونس، في ظل تفاقم موجات تدفق المهاجرين غير الشرعيين؛ ولمنع الانهيار المالي الذي سيزيد في تفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في تونس. وتتقدم كل من إيطاليا وفرنسا قائمة الدول الأوروبية الداعمة للملف التونسي، في حين تعمل دول أخرى على ربط المساعدات المالية «بالعودة إلى المسار الديمقراطي، واحترام الحقوق والحريات، وإيقاف موجة الاعتقالات» التي طالت كثيراً من رموز المعارضة للمسار السياسي الذي يقوده الرئيس التونسي قيس سعيّد. وتدافع رئيسة الوزراء الإيطالية بحماس، عن الدعم العاجل للملف التونسي لمنع تفاقم الأزمة ا

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا مصرع 4 مهاجرين وفقدان 23 في حادثي غرق قبالة سواحل تونس

مصرع 4 مهاجرين وفقدان 23 في حادثي غرق قبالة سواحل تونس

لقي أربعة مهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء مصرعهم وفُقد ثلاثة وعشرون في حادثي غرق، يومي (الجمعة) و(السبت) قبالة سواحل تونس، فيما تم إنقاذ 53 آخرين، وفق ما أفاد متحدث باسم محكمة صفاقس (وسط شرق) وكالة الصحافة الفرنسية. بذلك ترتفع حصيلة حوادث الغرق إلى سبعة منذ بداية مارس (آذار)، وفق تعداد للوكالة الفرنسية. وأسفرت هذه الحوادث قبالة السواحل التونسية عن مصرع أو فقدان أكثر من 100 شخص.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا مفوض أوروبا للشؤون الاقتصادية يبحث في تونس حل الأزمة المتفاقمة

مفوض أوروبا للشؤون الاقتصادية يبحث في تونس حل الأزمة المتفاقمة

قال باولو جنتيلوني، المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية، خلال زيارته إلى تونس أمس (الاثنين) إن المفوضية الأوروبية «لا تزال مصممة على دعم الشعب التونسي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة» التي تمر بها البلاد، مؤكداً أن زيارته شكلت أيضاً فرصة لإعادة التأكيد على «التزام الاتحاد الأوروبي بقيم الديمقراطية وسيادة القانون». في المقابل، ورداً على تصريحات بوريل وبعض قادة أوروبا الذين حذروا من حالة الانهيار التي باتت تتهدد الاقتصاد التونسي، دعت وزارة الخارجية التونسية الاتحاد الأوروبي إلى «تفهم خصوصية الوضع ودقته، واعتماد خطاب مسؤول وبنّاء، يعكس حقيقة الواقع في تونس»، كما دعت إلى تثمين ما تم تحقيقه في إطار ال

المنجي السعيداني (تونس)
الاقتصاد البنك الدولي يعلق التعاون مع تونس «حتى إشعار آخر»

البنك الدولي يعلق التعاون مع تونس «حتى إشعار آخر»

علّق البنك الدولي «حتى إشعار آخر» محادثاته بشأن التعاون المستقبلي مع تونس، بعد الاعتداءات التي شهدتها ضد مهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، في أعقاب خطاب ندّد فيه الرئيس قيس سعيّد بـ«جحافل المهاجرين غير النظاميين». وقال رئيس البنك ديفيد مالباس، في مذكرة بعثها إلى الموظفين، واطّلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية مساء الاثنين، إنّ خطاب سعيّد تسبّب في «مضايقات بدوافع عنصرية وحتى حوادث عنف»، وإنّ المؤسسة أرجأت اجتماعاً كان مبرمجاً مع تونس حتى تنتهي من تقييم الوضع. وعاد مئات المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء إلى بلدانهم من تونس؛ خوفاً من موجة عنف إثر تصريحات الرئيس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مسؤولون في بنك اليابان: تأخير رفع الفائدة لن يتسبب في تكاليف كبيرة

العلم الوطني يرفرف أمام مبنى بنك اليابان في طوكيو (رويترز)
العلم الوطني يرفرف أمام مبنى بنك اليابان في طوكيو (رويترز)
TT

مسؤولون في بنك اليابان: تأخير رفع الفائدة لن يتسبب في تكاليف كبيرة

العلم الوطني يرفرف أمام مبنى بنك اليابان في طوكيو (رويترز)
العلم الوطني يرفرف أمام مبنى بنك اليابان في طوكيو (رويترز)

قال مسؤولون في بنك اليابان إن التأخير في رفع أسعار الفائدة لن يتسبب في تكاليف كبيرة وإن البنك يظل منفتحاً على رفع أسعار الفائدة في اجتماعه الأسبوع المقبل، استناداً إلى البيانات وتطورات السوق، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

وأفادت «بلومبرغ» بأن البنك المركزي الياباني لا يعتبر أن هناك تكلفة كبيرة للتأجيل حتى رفع أسعار الفائدة التالي. وأشار التقرير إلى أن بعض صناع السياسات لا يعارضون رفع الفائدة في ديسمبر (كانون الأول) إذا تم طرح الفكرة. وأضاف أن المسؤولين ينظرون إلى الزيادة المقبلة في أسعار الفائدة باعتبارها مسألة «متى» وليس «ما إذا كانت ستحدث»، معتبرين أنها مجرد «مسألة وقت».

وحتى إذا قرر بنك اليابان الانتظار حتى يناير (كانون الثاني) أو لفترة أطول قليلاً، فإن المسؤولين يرون أن هذا التأجيل لن يشكل عبئاً كبيراً، إذ تشير المؤشرات إلى أن هناك خطراً ضئيلاً من تجاوز التضخم المستهدف، وفقاً للمصادر. في الوقت نفسه، لا يعارض بعض المسؤولين رفع أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل إذا تم اقتراح ذلك.

وأشار صناع السياسة أيضاً إلى أن تأثير ضعف الين على زيادة الضغوط التضخمية أصبح محدوداً في هذه المرحلة.

وفي الأسواق، تُسعر التداولات احتمالية رفع بنك اليابان أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه المقبل بنسبة تقارب 26 في المائة، ما يعكس ترقباً حذراً من المستثمرين لخطوة البنك المقبلة.