الرئيس التونسي يعول على الفوسفات لتفادي «إملاءات النقد الدولي»

سائحان يستمتعان بركوب جمل عقب وصولهما إلى ميناء لا غوليت (حلق الوادي) في تونس (أ.ف.ب)
سائحان يستمتعان بركوب جمل عقب وصولهما إلى ميناء لا غوليت (حلق الوادي) في تونس (أ.ف.ب)
TT

الرئيس التونسي يعول على الفوسفات لتفادي «إملاءات النقد الدولي»

سائحان يستمتعان بركوب جمل عقب وصولهما إلى ميناء لا غوليت (حلق الوادي) في تونس (أ.ف.ب)
سائحان يستمتعان بركوب جمل عقب وصولهما إلى ميناء لا غوليت (حلق الوادي) في تونس (أ.ف.ب)

حضّ الرئيس التونسي قيس سعيّد، على ضرورة تنشيط قطاع إنتاج الفوسفات، معتبراً أن من شأن ذلك تمكين اقتصاد بلاده من التعافي من دون اللجوء إلى الاقتراض من المؤسسات المالية الدولية.
وقال سعيّد، خلال إشرافه على مجلس الأمن القومي في مقطع فيديو نشرته الرئاسة ليل الأربعاء الخميس، إن تنشيط إنتاج الفوسفات في منطقة الحوض المنجمي في محافظة قفصة (وسط البلاد الغربي) «يمكن أن يمثل جزءاً كبيراً من ميزانية الدولة حتى لا نقترض من الخارج، وتتعافى الدولة التونسية والاقتصاد».
واعتبر الرئيس التونسي أن تراجع عجلة الإنتاج في هذا القطاع الحيوي «وضع غير مقبول، خصوصاً أن نوعية الفوسفات بتونس من أفضل ما يوجد في العالم، ويجب إيجاد حلّ سريع».
وعجزت شركة «فسفاط قفصة» (بحسب اسمها الرسمي) المتخصصة في استخراج الفوسفات وتحويله وتصديره، عن بلوغ مستويات الإنتاج التي كانت تحققها قبل 2011، التي ناهزت 8.2 مليون طن في عام 2010، ولم تتجاوز كمية الإنتاج منذ ذلك التاريخ إلى حدود 2022، 4 ملايين طن. ويعود سبب التراجع أساساً إلى توقف عمليات استخراج الفوسفات في منطقة الحوض المنجمي؛ بسبب الاحتجاجات والاعتصامات المطالبة بالتشغيل.
وأدى هذا الوضع إلى تكبد الدولة خسائر مالية مهمة، ودفعها أيضاً في سابقة، إلى اللجوء إلى استيراد هذه المادة من الجزائر في عام 2020؛ لأنها تستخدم سماداً أساسياً في الزراعة.
وعلّل سعيّد تراجع عمليات الإنتاج بالفساد، وقال: «تم استجلاب جملة من العربات، ثم قيل إنها ليست ملائمة للسكك الحديدية» التي تنقل الفوسفات المستخرج إلى الموانئ لتصديره. وأضاف: «يجب وضع حد لهذا الإرث وهذه الوضعية التي لا يمكن أن تتواصل».
ووصف سعيّد الفوسفات «بالتبر في التراب، في حين أن الدولة تشكو وضعاً مالياً صعباً»، داعياً إلى إنتاج نحو عشرة ملايين طن سنوياً.
وتواجه تونس أزمة سياسية اشتدت حدتها منذ قرّر سعيّد احتكار السلطات في البلاد في عام 2021، فضلاً عن تدهور الوضع الاقتصادي والمالي للبلاد، وارتفاع مستوى المعيشة.
وتونس في مفاوضات متعثرة مع صندوق النقد الدولي من أجل الحصول على تمويل جديد بقيمة ملياري دولار. وكان الصندوق منح موافقة مبدئية نهاية عام 2022 في مقابل التعهد بالقيام بجملة من الإصلاحات الاقتصادية، من أهمها مراجعة سياسة الدعم، وإصلاح المؤسسات الحكومية، ومن بينها شركة «فسفاط قفصة»... لكن سعيّد يرفض «إملاءات الصندوق»، ويرى أنّ البديل هو «أن نعوّل على أنفسنا».


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يناقش توجيه مساعدات مالية عاجلة لتونس

العالم العربي الاتحاد الأوروبي يناقش توجيه مساعدات مالية عاجلة لتونس

الاتحاد الأوروبي يناقش توجيه مساعدات مالية عاجلة لتونس

تناقش دول الاتحاد الأوروبي في اجتماع لمجلس الشؤون الخارجية، ملف توجيه مساعدات مالية عاجلة لتونس، في ظل تفاقم موجات تدفق المهاجرين غير الشرعيين؛ ولمنع الانهيار المالي الذي سيزيد في تفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في تونس. وتتقدم كل من إيطاليا وفرنسا قائمة الدول الأوروبية الداعمة للملف التونسي، في حين تعمل دول أخرى على ربط المساعدات المالية «بالعودة إلى المسار الديمقراطي، واحترام الحقوق والحريات، وإيقاف موجة الاعتقالات» التي طالت كثيراً من رموز المعارضة للمسار السياسي الذي يقوده الرئيس التونسي قيس سعيّد. وتدافع رئيسة الوزراء الإيطالية بحماس، عن الدعم العاجل للملف التونسي لمنع تفاقم الأزمة ا

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا مصرع 4 مهاجرين وفقدان 23 في حادثي غرق قبالة سواحل تونس

مصرع 4 مهاجرين وفقدان 23 في حادثي غرق قبالة سواحل تونس

لقي أربعة مهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء مصرعهم وفُقد ثلاثة وعشرون في حادثي غرق، يومي (الجمعة) و(السبت) قبالة سواحل تونس، فيما تم إنقاذ 53 آخرين، وفق ما أفاد متحدث باسم محكمة صفاقس (وسط شرق) وكالة الصحافة الفرنسية. بذلك ترتفع حصيلة حوادث الغرق إلى سبعة منذ بداية مارس (آذار)، وفق تعداد للوكالة الفرنسية. وأسفرت هذه الحوادث قبالة السواحل التونسية عن مصرع أو فقدان أكثر من 100 شخص.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا مفوض أوروبا للشؤون الاقتصادية يبحث في تونس حل الأزمة المتفاقمة

مفوض أوروبا للشؤون الاقتصادية يبحث في تونس حل الأزمة المتفاقمة

قال باولو جنتيلوني، المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية، خلال زيارته إلى تونس أمس (الاثنين) إن المفوضية الأوروبية «لا تزال مصممة على دعم الشعب التونسي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة» التي تمر بها البلاد، مؤكداً أن زيارته شكلت أيضاً فرصة لإعادة التأكيد على «التزام الاتحاد الأوروبي بقيم الديمقراطية وسيادة القانون». في المقابل، ورداً على تصريحات بوريل وبعض قادة أوروبا الذين حذروا من حالة الانهيار التي باتت تتهدد الاقتصاد التونسي، دعت وزارة الخارجية التونسية الاتحاد الأوروبي إلى «تفهم خصوصية الوضع ودقته، واعتماد خطاب مسؤول وبنّاء، يعكس حقيقة الواقع في تونس»، كما دعت إلى تثمين ما تم تحقيقه في إطار ال

المنجي السعيداني (تونس)
الاقتصاد البنك الدولي يعلق التعاون مع تونس «حتى إشعار آخر»

البنك الدولي يعلق التعاون مع تونس «حتى إشعار آخر»

علّق البنك الدولي «حتى إشعار آخر» محادثاته بشأن التعاون المستقبلي مع تونس، بعد الاعتداءات التي شهدتها ضد مهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، في أعقاب خطاب ندّد فيه الرئيس قيس سعيّد بـ«جحافل المهاجرين غير النظاميين». وقال رئيس البنك ديفيد مالباس، في مذكرة بعثها إلى الموظفين، واطّلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية مساء الاثنين، إنّ خطاب سعيّد تسبّب في «مضايقات بدوافع عنصرية وحتى حوادث عنف»، وإنّ المؤسسة أرجأت اجتماعاً كان مبرمجاً مع تونس حتى تنتهي من تقييم الوضع. وعاد مئات المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء إلى بلدانهم من تونس؛ خوفاً من موجة عنف إثر تصريحات الرئيس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم نجيب الشابي رئيس «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة التي دعت لتظاهرة يوم الأحد ورفضتها السلطات (إ.ب.أ)

إضراب يشل قطارات تونس احتجاجاً على «مماطلة» الحكومة

توقفت حركة القطارات في تونس، صباح اليوم (الخميس) بسبب إضراب شنه العمال في شركة سكك الحديد المملوكة للدولة. وشمل الإضراب خطوط نقل البضائع والمسافرين والخطوط البعيدة والضواحي، واستمر طوال يوم أمس. ويطالب عمال الشركة التي تواجه صعوبات مالية، بتطبيق اتفاقات سابقة موقعة مع الحكومة منذ سنوات، وتسوية وضعيات مهنية تشمل الترقيات وظروف العمل.

المنجي السعيداني (تونس)

الدولار يتراجع والأسواق تتأهب قبل قرارات ترمب الأولى

ورقة نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
ورقة نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
TT

الدولار يتراجع والأسواق تتأهب قبل قرارات ترمب الأولى

ورقة نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
ورقة نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

انخفض الدولار وصعدت الأسهم بحذر يوم الاثنين وسط ترقب المستثمرين للإعلانات السياسية المتوقعة في الساعات الأولى من رئاسة دونالد ترمب الثانية، مع انتظار أيضاً لقرار رفع أسعار الفائدة في اليابان نهاية هذا الأسبوع.

وأدى ترمب اليمين الدستورية في الساعة 17:00 (بتوقيت غرينتش)، ووعد بـ«يوم جديد تماماً من القوة الأميركية» خلال تجمع حاشد يوم الأحد. وقد عزز هذا التصريح من التوقعات حول إمكانية إصدار سلسلة من الأوامر التنفيذية فوراً. وفي تذكير آخر بعدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته، أطلق عملة رقمية تحمل اسمه يوم الجمعة، حيث قفزت إلى أكثر من 70 دولاراً قبل أن تتراجع إلى نحو 50 دولاراً مع تزايد القلق بين المتداولين، وفق «رويترز».

وبالنظر إلى أن يوم الاثنين هو عطلة في الولايات المتحدة، فإن الاستجابات الأولى لتنصيب ترمب في الأسواق المالية التقليدية قد تكون محسوسة في سوق الصرف الأجنبي، ثم في التعاملات الآسيوية يوم الثلاثاء. كما كانت العقود الآجلة للأسهم الأميركية أضعف قليلاً في جلسة آسيا، بينما تراجع الدولار الذي شهد ارتفاعاً منذ سبتمبر (أيلول) بفضل بيانات أميركية قوية، ومع اكتساب الحملة السياسية الناجحة لترمب زخماً. في المقابل، كانت العقود الآجلة الأوروبية ومؤشر «فوتسي» مستقرة بشكل عام. وارتفع مؤشر «نيكي» الياباني بنسبة 1.2 في المائة.

وقال نيك فيريس، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة «فانتاج بوينت» لإدارة الأصول في سنغافورة: «أشعر أن الكثير من الأشياء تم تسعيرها بالفعل. لا يزال لدينا تعرض صافٍ منخفض للأسواق بشكل عام لأننا نشعر أن سرعة وارتفاع العائدات والدولار يشكلان الآن تحدياً لتقييمات الأسهم».

وشهد الدولار ارتفاعاً بأكثر من 8 في المائة مقابل اليورو منذ سبتمبر (أيلول)، حيث سجل 1.0306 دولار، ليقترب من أعلى مستوى له في عامين الأسبوع الماضي. ومع ذلك، يشعر بعض المحللين أن العديد من هذه التوقعات قد تكون مفرطة، وأن بداية تدريجية لزيادات التعريفات الجمركية الأميركية قد تجذب بعض البائعين. وهدد ترمب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 10 في المائة على الواردات العالمية و60 في المائة على السلع الصينية، بالإضافة إلى رسوم استيراد إضافية بنسبة 25 في المائة على المنتجات الكندية والمكسيكية، وهي الرسوم التي يرى خبراء التجارة أنها ستؤثر سلباً على تدفقات التجارة وتزيد التكاليف.

ولامس الدولار الكندي أدنى مستوى له في خمس سنوات عند 1.4486 دولار كندي للدولار يوم الاثنين، بينما سجل البيزو المكسيكي أدنى مستوى له في عامين ونصف عند 20.94 للدولار يوم الجمعة. وأغلقت عائدات سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات يوم الجمعة عند 4.61 في المائة، بارتفاع يقارب 100 نقطة أساس في أربعة أشهر.

التركيز على الصين

وتتركز الأنظار على الصين باعتبارها المستهدف الرئيسي من الرسوم التجارية المحتملة، وقد رحب المستثمرون مؤخراً ببيانات النمو الصينية التي جاءت أفضل من المتوقع. كما عقد ترمب مكالمة هاتفية يوم الجمعة مع الرئيس الصيني شي جينبينج حول قضايا التجارة و«تيك توك» وتايوان، مما ترك كلاً من الرئيسين متفائلين.

وارتفع مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 2.4 في المائة، في حين صعد اليوان الصيني إلى أعلى مستوى له في أسبوعين، حيث بلغ 7.3088 مقابل الدولار. وقال كين بينغ، رئيس استراتيجية الاستثمار في آسيا في «سيتي ويلث»، في إفادة صحافية في سنغافورة: «الجميع في انتظار بدء مفاوضات التجارة، ويرغبون في رؤية الموقف الذي سيتخذه شي جينبينج مع ترمب». وأضاف: «لقد أصبحت العلاقة بين الرجلين أمراً بالغ الأهمية كمؤشر رئيسي للسياسات».

كما تحسن الدولار الأسترالي بعد أن تخلى عن أدنى مستوياته في خمس سنوات، ومن المتوقع أن يختبر مقاومة عند 0.6322 دولار إذا كانت تغييرات سياسة ترمب أقل من توقعات السوق، حيث وصل آخر سعر له إلى 0.6214 دولار.

أما بالنسبة للين الياباني، فقد شهد ارتفاعاً الأسبوع الماضي بعد أن تم تفسير تصريحات صانعي السياسات في بنك اليابان على أنها تلميحات إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة في المستقبل. وفي الوقت الحالي، وصل الين إلى 155.97 مقابل الدولار، مع احتمالات بنسبة 80 في المائة لرفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. وفيما يخص السلع الأساسية، تماسك الذهب عند 2706 دولارات للأوقية، بينما انخفضت العقود الآجلة لخام برنت وسط توقعات بأن يخفف ترمب القيود على قطاع الطاقة الروسي مقابل هدنة في أوكرانيا.