إسرائيل تستعد لتصعيد محتمل من «الجهاد الإسلامي»

قيادة الحركة دعت باقي الفصائل الفلسطينية إلى اجتماع

مظاهرة في مدينة غزة أمس تضامناً مع خليل عواودة المضرب عن الطعام في سجون إسرائيل (رويترز)
مظاهرة في مدينة غزة أمس تضامناً مع خليل عواودة المضرب عن الطعام في سجون إسرائيل (رويترز)
TT

إسرائيل تستعد لتصعيد محتمل من «الجهاد الإسلامي»

مظاهرة في مدينة غزة أمس تضامناً مع خليل عواودة المضرب عن الطعام في سجون إسرائيل (رويترز)
مظاهرة في مدينة غزة أمس تضامناً مع خليل عواودة المضرب عن الطعام في سجون إسرائيل (رويترز)

تستعد إسرائيل لتصعيد محتمل من قبل «الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة، وهي تقديرات تعززت بعد تحركات لـ«الجهاد» شملت تصريحات لأمين العام الحركة، هدد فيها بأن حركته لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التصعيد الإسرائيلي ودعوة الحركة باقي الفصائل لاجتماعات تحت عنوان «الوقوف بمسؤولية وطنية حيال كل القضايا».
والتقت قيادة «الجهاد»، أمس، باقي الفصائل الفلسطينية في اجتماع متأخر دعت له الحركة «لمناقشة القضايا المطروحة، والوقوف بمسؤولية وطنية حيال كل القضايا التي يعاني منها أبناء شعبنا الفلسطيني بفعل تصاعد العدوان الصهيوني».
ووجهت الدعوة للفصائل «بناء على تصريح الأمين العام» للحركة زياد النخالة، الذي رفع سقف التوقعات بشأن مواجهة محتملة. وقالت الحركة إنها تحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن كل التداعيات التي ستنتج عن استمرار الاحتلال في عدوانه على الشعب الفلسطيني.
وكان النخالة، قد رفع سقف التهديدات، الأحد، في بيان مقتضب، قال فيه: «إن ما يجري في القدس والمسجد الأقصى المبارك من انتهاكات يومية من قبل العدو، وعمليات القتل اليومية لأبناء الشعب الفلسطيني في مدن الضفة الغربية، وهدم البيوت وكذلك استهداف المعتقلين في السجون الصهيونية والاعتداء المستمر عليهم، وتجاهل إضراب الأسرى، وعلى رأسهم المجاهد خليل العواودة، كل ذلك يستدعي وقفة جدية من القوى الوطنية والإسلامية، ومن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته». وأكد النخالة أن «حركة الجهاد الإسلامي تقف بكل جدية عند هذه العناوين الكبيرة، ولن تقبل بهذا الإذلال المستمر».
تصريح النخالة عزز تقديرات إسرائيلية بأن «الجهاد» غير راضية عن التزام الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، الصمت، وتنوي التصعيد، وهو أمر كانت تريده خلال الشهرين الماضيين مع تصعيد تل أبيب حملتها المعروفة باسم «كاسر الأمواج» في الضفة، واغتيالها عناصر من الحركة، ولاحقاً ما جرى في المسجد الأقصى من مواجهات واقتحامات ومسيرة الأعلام.
وبذلت «حماس» الحركة الحاكمة في قطاع غزة جهوداً كبيرة مع «الجهاد الإسلامي» التي كانت قريبة من التصعيد، وأقنعتها بأن الوقت والوضع السياسي لا يسمح الآن بمواجهة جديدة في القطاع. وخلال أسابيع طويلة اتصل مسؤولو «حماس» بمسؤولي «الجهاد» أكثر من مرة، وتم ترتيب لقاءات أوسع مع القواعد، على أساس أنه «لا يمكن التورط بحرب في هذه الفترة»، لكن «الجهاد» لم تكن راضية تماماً.
وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الاثنين، إن حركة «الجهاد الإسلامي»، قريبة من التصعيد، وهي قلقة من استمرار عمليات الجيش في شمال الضفة الغربية، خصوصاً في جنين، ولن تتمكن من التزام الصمت إذا استمرت الأحداث كما هي. ورصدت الصحيفة مجموعة من الأسباب التي تحفز «الجهاد» على التصعيد، من بينها، أن الحركة مقتنعة بأن إسرائيل تعمل بشكل ممنهج على القضاء على بنيتها العسكرية في شمال الضفة وضرب حيوية التنظيم هناك، وأن لدى الحركة رغبة بالانتقام لدماء عناصرها التي قتلتهم إسرائيل في الضفة، إلى جانب أن الحركة تعتقد أن ثمة غضباً شعبياً منها ومن «حماس» لعدم الرد على الأحداث في القدس والضفة. سبب آخر مهم أوردته الصحيفة، أن قصف مطار دمشق وتصاعد وتيرة الهجوم على المحور الذي تنتمي له «الجهاد»، «يغذي رغبة الحركة في التصعيد».
ويواصل الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن العام (الشاباك)، عملية طويلة في الضفة منذ نهاية مارس (آذار) الماضي، وأعلن بالأمس، عن اعتقال 12 فلسطينياً يشتبه في قيامهم بأنشطة «متطرفة»، في عدة قرى ومدن بالضفة الغربية. وجاءت هذه الاعتقالات خلال مداهمات واسعة قام بها الجيش في الضفة، ضمن حملة «كاسر الأمواج» وتخلل ذلك اشتباكات مسلحة.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

حرب غزة في شوارع أمستردام

مؤيدون للفلسطينيين أمام عناصر الشرطة الهولندية خلال مواجهات مع مشجعي فريق مكابي الإسرائيلي في أمستردام الليلة قبل الماضية ( أ.ف.ب)
مؤيدون للفلسطينيين أمام عناصر الشرطة الهولندية خلال مواجهات مع مشجعي فريق مكابي الإسرائيلي في أمستردام الليلة قبل الماضية ( أ.ف.ب)
TT

حرب غزة في شوارع أمستردام

مؤيدون للفلسطينيين أمام عناصر الشرطة الهولندية خلال مواجهات مع مشجعي فريق مكابي الإسرائيلي في أمستردام الليلة قبل الماضية ( أ.ف.ب)
مؤيدون للفلسطينيين أمام عناصر الشرطة الهولندية خلال مواجهات مع مشجعي فريق مكابي الإسرائيلي في أمستردام الليلة قبل الماضية ( أ.ف.ب)

شهدت مدينة أمستردام الهولندية مواجهات شوارع ليلة الخميس بين مشجعي كرة قدم إسرائيليين ومجموعات من الشبان العرب والمسلمين المؤيدين للفلسطينيين، وُصفت بأنها تندرج ضمن «معاداة السامية». وكان واضحاً أن ما حصل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتداعيات حرب غزة. وأشارت رئيسة بلدية أمستردام، في مؤتمر صحافي، إلى أن أشخاصاً اعتدوا على مشجعي فريق مكابي تل أبيب قبل أن يفروا، مضيفة أن «مثيري شغب على متن دراجات (سكوتر)» لاحقوا الإسرائيليين الذين تحدّث بعضهم عن مطاردتهم بالسكاكين «انتقاماً لغزة».

وندد رئيس الوزراء الهولندي، ديك شوف، بما وصفه بـ«اعتداء مروّع معادٍ للسامية»، وهو الوصف نفسه الذي استخدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأكدت الشرطة الهولندية، أن مشجعين للفريق الإسرائيلي أشعلوا علماً فلسطينياً، ودمّروا سيارة أجرة قبل 24 ساعة من موعد المباراة ضد فريق أياكس.