مستويات تاريخية للاستثمار الأجنبي المباشر في الاقتصادات النامية

يضم العالم نحو 69 ألف شخص فائق الثراء يمتلكون 15 بالمائة من إجمالي الأصول المالية (رويترز)
يضم العالم نحو 69 ألف شخص فائق الثراء يمتلكون 15 بالمائة من إجمالي الأصول المالية (رويترز)
TT

مستويات تاريخية للاستثمار الأجنبي المباشر في الاقتصادات النامية

يضم العالم نحو 69 ألف شخص فائق الثراء يمتلكون 15 بالمائة من إجمالي الأصول المالية (رويترز)
يضم العالم نحو 69 ألف شخص فائق الثراء يمتلكون 15 بالمائة من إجمالي الأصول المالية (رويترز)

كشف تقرير الاستثمار العالمي عن تعافي الاستثمار الأجنبي المباشر واستعادته لمستويات ما قبل جائحة «كورونا»، بزيادة 64% مقارنةً بعام 2020 لتصل تدفقاته إلى 1.6 تريليون دولار في 2021 مدفوعاً بالزخم الناتج عن نشاط الاندماج والاستحواذ والنمو السريع في تمويل المشاريع الدولية، بسبب التمويل الفضفاض وحزم تحفيز البنية التحتية الرئيسية.
وأشار التقرير إلى أنه بينما استفادت جميع المناطق من الانتعاش، تَركز ثلاثة أرباع النمو في الاقتصادات المتقدمة، حيث ارتفعت تدفقات الاستثمار الأجنبي فيها بنسبة 134%، وحققت الشركات متعددة الجنسية أرباحاً قياسية، وكانت أكبر 10 اقتصادات تلقياً للاستثمار الأجنبي المباشر في 2021 هي الولايات المتحدة والصين وهونغ كونغ وسنغافورة وكندا والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا وروسيا والمكسيك.
وارتفعت التدفقات إلى الاقتصادات النامية 30%، لتصل إلى 837 مليار دولار، وهو أعلى مستوى تم تسجيله على الإطلاق، ويرجع ذلك إلى القوة في آسيا والانتعاش الجزئي في أميركا اللاتينية والكاريبي والانتعاش في أفريقيا.
لكن التوقعات للعام الجاري جاءت أكثر كآبة وفقاً للتقرير الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) ويحمل عنوان «إصلاحات ضريبية دولية واستثمارات مستدامة»، وتوقع انخفاض الاستثمار الأجنبي أو في أحسن الأحوال ثباته، بسبب تغير مناخ الأعمال والاستثمار بشكل كبير، حيث أدت الحرب الأوكرانية إلى أزمة ثلاثية الأبعاد من ارتفاع أسعار الغذاء والوقود وتشديد التمويل، إضافة إلى عوامل أخرى أدت إلى قتامة أفق الاستثمار الأجنبي المباشر، كالآثار الوبائية المتجددة واحتمال حدوث المزيد من ارتفاع أسعار الفائدة في الاقتصادات الكبرى والمشاعر السلبية في الأسواق المالية والركود المحتمل. ودعا التقرير المجتمع الدولي لتقديم مساعدات كبيرة للبلدان النامية لتتمكن من التعامل مع بيئة يسودها عدم اليقين والخوف من المخاطرة. وقالت الأمينة العامة لـ«أونكتاد» ريبيكا غرينسبان، إن هناك حاجة هائلة للاستثمار في القدرات الإنتاجية وفِي أهداف التنمية المستدامة، داعيةً إلى التحرك الآن رغم مواجهة البلدان للأزمة الآنية المتمثلة في ارتفاع تكلفة المعيشة، مشيرةً إلى أهمية الاستثمار طويل المدى. وفي شأن منفصل، أظهر تقرير اقتصادي نُشر أمس (الخميس)، ارتفاع إجمالي الثروات في العالم خلال العام الماضي بنسبة 10.3% إلى 473 تريليون دولار، وبخاصة بفضل ازدهار أسواق الأسهم.
وحسب الدراسة التي أجرتها مجموعة «بوسطن كونسالتنغ غروب»، فإن النمو في إجمالي ثروة العالم خلال العام الماضي كان الأكبر منذ عشر سنوات. وارتفع عدد الأثرياء الذين لا تقل ثروة الواحد منهم عن 100 مليون دولار بمقدار 300 شخص تقريباً.
وسجّلت الولايات المتحدة أكبر عدد من الأثرياء حيث ضمت 25.8 ألف من شديدي الثراء، تلتها الصين وتضم 8500 شخص، وفي المركز الثالث جاءت ألمانيا. ويضم العالم نحو 69 ألف شخص فائق الثراء يمتلكون 15% من إجمالي الأصول المالية للعالم.
كما زادت قيمة الأصول المادية بما في ذلك العقارات والأعمال الفنية والذهب بنسبة 11% إلى 13 تريليون دولار خلال العام الماضي. وزادت قيمة الأصول العقارية بشكل خاص بقوة في بعض الأوقات.
ورغم التداعيات الاقتصادية للحرب في أوكرانيا، تتوقع مجموعة «بوسطن كونسالتنغ غروب» استمرار نمو الثروات في العالم، مع توقع نمو قوي في آسيا بشكل خاص. وإذا انتهى الهجوم الروسي على أوكرانيا خلال العام الحالي، فإنه من المتوقع نمو الثروة العالمية بنسبة 5.3% سنوياً حتى 2026.


مقالات ذات صلة

ارتفاع الأسهم العالمية بفضل فوز ترمب وآمال التحفيز الاقتصادي

الاقتصاد علم عليه صورة ترمب معلق على سياج عند جسر إل كورتولا في كاليفورنيا (أ.ب)

ارتفاع الأسهم العالمية بفضل فوز ترمب وآمال التحفيز الاقتصادي

ارتفعت الأسهم العالمية يوم الخميس عقب الارتفاع القياسي الذي شهدته الأسهم الأميركية في ليل الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد دونالد ترمب خلال تجمع في هيندرسون بنيفادا يوم 31 أكتوبر 2024 (رويترز)

«ترمب» يدفع بالدولار لأكبر قفزة في يوم واحد منذ 2016

دفع التأكيد السريع على فوز دونالد ترمب برئاسة الولايات المتحدة بالدولار نحو الصعود الحاد، وضغط على اليورو؛ إذ يراهن المستثمرون على تداعيات سياسات ترمب التجارية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ترمب يتحدث على شاشة بقاعة تداول بورصة «دويتشه» في فرانكفورت بألمانيا (أ.ب)

بعد فوز ترمب... مطالب عربية بميزات تنافسية بسبب توترات المنطقة

«الشرق الأوسط» استطلعت آراء خبراء اقتصاديين من عدة دول عربية حول رؤيتهم لأهم الإجراءات التي تجب مراعاتها من رئيس الولايات المتحدة للمنطقة العربية.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد رجل يمشي أمام شاشة إلكترونية تعرض سعر صرف الين الياباني الحالي مقابل الدولار والرسم البياني الذي يوضح حركته في طوكيو (رويترز)

الانتخابات الأميركية وتأثيرها الاقتصادي... بين رؤية ترمب وسياسات هاريس

تتجاوز آثار نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الحدود الأميركية، لتؤثر في الاقتصاد العالمي، وتحديداً أوروبا والصين.

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«الفيدرالي» يُخفّض الفائدة مجدداً... وعودة ترمب ترفع الضغوط عليه

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» يُخفّض الفائدة مجدداً... وعودة ترمب ترفع الضغوط عليه

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)

خفّض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس؛ استجابةً للتباطؤ المستمر في ضغوط التضخم، التي أثارت استياء كثير من الأميركيين، وأسهمت في فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية.

وكعادته، يكتسب اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» أهمية؛ حيث يترقبه المستثمرون والأسواق لمعرفة مقدار الخفض الذي سيطال الفائدة لما تبقى هذا العام والعام المقبل، لكن أهميته هذه المرة كانت مضاعفة، كونها تأتي غداة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة التي أفضت إلى فوز الجمهوري دونالد ترمب، المعروف بانتقاداته للسياسة النقدية المتبعة عموماً، ولرئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خصوصاً.

ونقلت «سي أن أن» عن مستشار كبير لترمب أنه من المرجح أن يسمح الأخير لباول بقضاء بقية فترة ولايته التي تنتهي في مايو (أيار) 2026، بينما يواصل سياسته في خفض أسعار الفائدة.

وجاء خفض 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.5 في المائة - 4.75 في المائة، بعدما خفّض في سبتمبر (أيلول) الماضي سعر الفائدة بمقدار بواقع 50 نقطة أساس.

وبعد نتائج الانتخابات، عزز المستثمرون رهاناتهم على الأصول التي تستفيد من فوز المرشح الجمهوري، أو ما يعرف باسم «تجارة ترمب»، التي تستند إلى توقعات بنمو اقتصادي أسرع، لكنها قد تؤدي أيضاً إلى تضخم أعلى.

وقفزت عوائد السندات الأميركية طويلة الأجل بنحو 20 نقطة أساس، في حين سجلت الأسهم الأميركية مستويات قياسية، وارتفع الدولار.

وقد باتت تحركات «الاحتياطي الفيدرالي» المستقبلية غامضةً بعد الانتخابات؛ نظراً لأن مقترحات ترمب الاقتصادية يُنظر إليها، على نطاق واسع، على أنها قد تسهم في زيادة التضخم.

كما أن انتخابه أثار احتمالية تدخل البيت الأبيض في قرارات السياسة النقدية لـ«الاحتياطي الفيدرالي»؛ حيث صرّح سابقاً بأنه يجب أن يكون له صوت في اتخاذ قرارات البنك المركزي المتعلقة بسعر الفائدة.

ويُضيف الوضع الاقتصادي بدوره مزيداً من الغموض؛ حيث تظهر مؤشرات متضاربة؛ فالنمو لا يزال مستمراً، لكن التوظيف بدأ يضعف.

على الرغم من ذلك، استمرّ إنفاق المستهلكين في النمو بشكل صحي، ما يُثير المخاوف من أن خفض سعر الفائدة قد لا يكون ضرورياً، وأن القيام به قد يؤدي إلى تحفيز الاقتصاد بشكل مفرط، وربما إلى تسارع التضخم من جديد.

وفي هذا الوقت، ارتفع عدد الأميركيين الذين قدّموا طلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل طفيف الأسبوع الماضي، ما يشير إلى عدم وجود تغييرات ملموسة في ظروف سوق العمل، ويعزز الآراء التي تشير إلى أن الأعاصير والإضرابات تسببت في توقف نمو الوظائف تقريباً في أكتوبر (تشرين الأول).

وقالت وزارة العمل الأميركية، يوم الخميس، إن الطلبات الأولية للحصول على إعانات البطالة الحكومية ارتفعت 3 آلاف طلب لتصل إلى 221 ألف طلب، معدَّلة موسمياً، للأسبوع المنتهي في 2 نوفمبر (تشرين الثاني).

وكان الاقتصاديون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 221 ألف طلب للأسبوع الأخير، وفق «رويترز».

وتباطأ نمو الوظائف بشكل حاد في الشهر الماضي؛ إذ ارتفعت الوظائف غير الزراعية بواقع 12 ألف وظيفة فقط، وهو أقل عدد منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020.