إسرائيل تقيد سفر مواطنيها للخارج تحسباً لعمليات «ثأرية» إيرانية

ركاب  في مطار بن غوريون الإسرائيلي في 19 مايو 2022 (أ.ف.ب)
ركاب في مطار بن غوريون الإسرائيلي في 19 مايو 2022 (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تقيد سفر مواطنيها للخارج تحسباً لعمليات «ثأرية» إيرانية

ركاب  في مطار بن غوريون الإسرائيلي في 19 مايو 2022 (أ.ف.ب)
ركاب في مطار بن غوريون الإسرائيلي في 19 مايو 2022 (أ.ف.ب)

كشفت مصادر أمنية عليمة في تل أبيب، أن قادة أجهزة المخابرات والجيش في إسرائيل تدرس توسيع التحذير المشدد للمواطنين من السفر إلى الخارج، ليشمل عدداً كبيراً من دول الشرق الأوسط وغيرها من دول العالم، وذلك تحسباً لمحاولات إيرانية لاستهدافهم انتقاماً لاغتيال العقيد الإيراني صياد خدائي، وحالات الوفاة «المشبوهة» لشخصيات إيرانية مرتبطة بـ«الحرس الثوري» وبرنامج إيران النووي.
وقالت هذه المصادر، وفقاً للقناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي، في نشراتها الإخبارية، إن «عمليات الاغتيال الدراماتيكية التي شهدتها إيران ووصلت إلى ثلاث حالات خلال الأسبوع الأخير وحده، وسبع حالات خلال الشهر الماضي، هزّت النظام في طهران وأحدثت ارتباكاً وإحراجاً شديدين له. وقد حمّل الإيرانيون إسرائيل مسؤولية مباشرة عن حالة واحدة منها على الأقل (اغتيال خدائي) ومسؤولية غير مباشرة عن البقية. لذلك، فإنها ستبحث عن طريقة للرد».
وأشار التقرير إلى أن «إسرائيل ترصد مساعي إيرانية للانتقام من سلسلة الاغتيالات وتتهم إسرائيل بالمسؤولية عنها»، معتبراً إلى أن «الطرفين يخططان للخطوات المقبلة»؛ وقال إن «التحدي الكبير للحرس الثوري الإيراني يتمثل بسد الثغرات (التي تتيح لإسرائيل تنفيذ عمليات على الأراضي الإيرانية) وإفشال هذه العمليات. ولكنه معني بالقيام بعمل ينقذ كرامته».
وأضاف التقرير، الذي يستند إلى مصادر رفيعة في هذه الأجهزة، أنه «طالما أن الأعمال المنسوبة إلى إسرائيل تتم في السر يكون الوضع معقولاً. لكن الشهر الماضي شكّل حالة إشكالية خاصة، مع ما لا يقل عن 3 اغتيالات منسوبة إلى إسرائيل وحالة اختطاف أخرى نفذتها جهات إسرائيلية على الأراضي الإيرانية نفسها وحتى داخل العاصمة طهران، استهدفت جميعها شخصيات مهمة ورفيعة المستوى. والإيرانيون يدركون أن مثل هذه العمليات وتكرارها بهذه الوتيرة يضع علامات استفهام كبيرة على القدرات الإيرانية، ويمس هيبتها حتى في نظر حلفائها».
وأكد التقرير أن «المعركة بين إسرائيل وإيران لم تعد مقصورة على سوريا وانتقلت إلى الأراضي الإيرانية. وفي إسرائيل يرصدون اعتراف إيران بتراجع الردع لديهم في مواجهة إسرائيل، ويحاولون بذل جهوداً خارقة لاستعادته وتعزيزه. لذلك يوجهون تهديدات صريحة للانتقام منها. وقد نفذوا بعض المحاولات، لكن إسرائيل تمكنت من إحباطها، وكان آخرها قبل نحو شهر في إسطنبول. والتقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن الدوافع الإيرانية للانتقام باتت مرتفعة للغاية. والسؤال هو هل تمتلك طهران قدرات للانتقام؟».
ومن هنا جاء تأكيد قادة الأجهزة الأمنية على ضرورة اتخاذ إجراءات حذر تجهض المحاولات الإيرانية، وبينها تقييد سفر المواطنين الإسرائيليين إلى الخارج، خصوصاً إلى تركيا وغيرها من الدول المجاورة لإيران والدول التي يوجد فيها نفوذ لإيران. وجاء في التقرير أن «المؤسسة الأمنية تدرس إمكانية توسيع تحذيرات السفر لتشمل دولاً أخرى لم تكن تقيد السفر إليها، خصوصاً في ظل اقتراب عطلة الصيف التي يسافر خلالها أعداد كبيرة من الإسرائيليين لقضاء العطلة في الخارج». وقال إن «السلطات في طهران باتت ترى أن الإسرائيليين هدف محتمل لأعمال إرهابية في الخارج».
وأشار التقرير إلى وفاة عالم طيران إيراني رفيع المستوى بعد تعرضه للتسميم في ظروف غامضة، بالإضافة إلى «وفاة غامضة» تعرض لها عالم نووي إيراني عمل في منشأة التخصيب في نطنز، كما أشار إلى اغتيال خدائي وإلى ضابط آخر في «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» يشتبه بأنه «متورط» في اغتيال خدائي.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

إسرائيل ترفض اتهامات إيران حول مسؤوليتها عن سقوط الأسد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
TT

إسرائيل ترفض اتهامات إيران حول مسؤوليتها عن سقوط الأسد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم (الأربعاء)، رفض الدولة العبرية الاتهامات الإيرانية بوجود «مؤامرة أميركية - إسرائيلية مشتركة» للإطاحة بنظام الأسد في سوريا، متهماً إيران بمحاولة إقامة «جبهة شرقية» على الحدود مع الأردن، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال كاتس خلال جولة مع قادة عسكريين على الحدود الأردنية، إن المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، «اتهم اليوم إسرائيل بسقوط الأسد... على خامنئي أن يلوم نفسه» بدلاً من ذلك، ويكف عن تمويل المجموعات المسلحة «في سوريا ولبنان وغزة لبناء الأذرع التي يوجهها في محاولة لهزيمة دولة إسرائيل».

وأضاف وزير الدفاع: «جئت اليوم إلى هنا لأضمن أن إيران لن تنجح في بناء ذراع الأخطبوط التي تخطط لها، وتعمل على إنشائها هنا من أجل إقامة جبهة شرقية ضد دولة إسرائيل».

وأشار كاتس إلى أن إيران تقف وراء «محاولات تهريب الأسلحة وتمويل وتعزيز الإرهاب (في الضفة الغربية المحتلة) عبر الأردن».

وقال إنه أصدر تعليمات للجيش «بزيادة العمليات الهجومية ضد أي نشاط إرهابي» في الضفة الغربية و«تسريع بناء السياج على الحدود الإسرائيلية - الأردنية».

في خطابه الأول منذ سقوط نظام الأسد، الأحد، اتهم خامنئي الولايات المتحدة و«الكيان الصهيوني» بالتخطيط للإطاحة بالأسد.

وأوضح: «لا يجب أن يشكك أحد في أن ما حدث في سوريا هو نتاج مخطط أميركي صهيوني مشترك».

وكان للأسد دور استراتيجي في «محور المقاومة» الإيراني المناهض لإسرائيل.