مع تصعيد تركيا بشن عملية عسكرية مرتقبة ضد مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) العربية الكردية، اشتعلت ثلاث جبهات ساخنة على طول نقاط التماس الفاصلة بين الجهات السورية المتحاربة شمال شرقي البلاد، في وقت دفعت قوات النظام السوري التابعة للرئيس بشار الأسد، بحماية وتغطية جوية من الطيران الروسي، مزيداً من التعزيزات إلى بلدة تل رفعت الاستراتيجية في ريف محافظة حلب الشمالي، والتي صرح عنها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أول من أمس (الأربعاء) بشن هجوم ضدها، فيما حذر القائد العام لـ«قسد» مظلوم عبدي من الهجوم الذي سيؤثر سلباً على حرب التحالف الدولي والجيش الأميركي في ملاحقة وتعقب الخلايا الموالية لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وقال المتحدث الرسمي لقوات «مجلس منبج العسكري» التابعة لـ«قسد» شرفان درويش في حديث إلى «الشرق الأوسط»، بأنهم أفشلوا محاولة تسلل عناصر من الفصائل السورية الموالية لتركيا، شمال مدينة منبج في ريف محافظة حلب الشرقي. وقال «حاول عناصر من فصيل (درع الفرات) التسلل عدة مرات إلى قرية المحسنلي فاشتبكت قواتنا معهم ودارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة وباءت محاولتهم بالفشل». وأشار إلى أن حدة الاشتباكات ألحقت أضراراً بإحدى القواعد التركية في قرية حلونجي المقابلة للمنطقة. وأضاف درويش: «كما استمرت القوات التركية بقصف قرية المحسنلي بمدافع الهاون وبلغت الحصيلة الأولية للاستهداف نحو 15 قذيفة».
واستمرت القوات التركية قصف قريتي عون الدادات والمحسنلي بالأسلحة الثقيلة. وأكد المسؤول في «المجلس» أن عدد قذائف الهاون الصاروخية التي سقطت على مناطق نفوذها خلال الأيام الثلاثة الماضية بلغ 41 قذيفة.
وفي ريف حلب الشمالي، عززت قوات النظام مواقعها في بلدة تل رفعت الاستراتيجية، ووصل مزيد من الحشود والقوافل العسكرية بحماية وتغطية جوية من المقاتلات الروسية، بعد مرور يوم من إرسال مزيد من التعزيزات إلى مطار «منغ» العسكري المحيط بالبلدة. وذكر سكان محليون ومصدر مسؤول مدني يتبع الإدارة المدنية للمنطقة، بأن القوات السورية استقدمت تعزيزات ضمت دبابات ومدرعات وذخيرة وجنود بينها نحو 20 دبابة وخمس مدرعات (BMB) إضافة إلى ناقلات جند وذخيرة وسط تحليق للطائرات الروسية في سماء المنطقة.بدوره، علق القائد العام للقوات مظلوم عبدي على الهجمات العنيفة على مناطق نفوذ القوات، ونشر تغريده على حسابه الشخصي بموقع تويتر: «أي عدوان تركي جديد يعد استكمالاً لمخطط تقسيم سوريا الوطن وتجزئة الشمال، كما ستؤثر سلباً على الحرب ضد تنظيم داعش»، محذراً من تداعيات التصعيد التركي التي ستؤدي لأزمة إنسانية بحق مئات آلاف السوريين: «من الكرد والعرب ممن لجأوا لمناطقنا هرباً من المرتزقة، ندعو جميع الأطراف الفاعلة بالملف السوري للعمل بجدية والحيلولة دون وقوع مآسٍ جديدة لأهلنا».وفيما نفت قوات «قسد» قصفها أول من أمس (الأربعاء) بلدة تل أبيض بريف محافظة الرقة الشمالي الخاضعة لسيطرة فصائل سورية موالية لتركيا، قال المركز الإعلامي لـ«قسد» أمس في بيان رسمي: «نشرت صفحات تابعة للاحتلال التركي وفصائلها أنباء كاذبة عن تنفيذ قواتنا قصفاً صاروخياً استهدف مدينة تل أبيض الحدودية، قواتنا لم تنفذ أي عمليات في تلك المنطقة خلال الساعات الماضية». وقال فرهاد شامي، مدير المركز لـ«الشرق الأوسط»: «الاحتلال التركي أطلق عشرات القذائف المدفعية باتجاه مركز بلدة عين عيسى ومحيطها وقرى دبس وهوشان وصيدا ومحيط الطريق الدولي (إم 4)، تسببت بأضرار مادية جسيمة بمملكات المدنيين»، لافتاً إلى أن تصاعد الهجمات التركية على مناطق نفوذ القوات المدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن. وتابع: «أنقرة تستقوي بالصمت الدولي في مواصلة جرائمها، حيث لا يخدم تغاضي المجتمع الدولي عن الاعتداءات أي مشروع لحفظ الأمن والاستقرار بسوريا، أو مواصلة مكافحة الإرهاب في المنطقة».
وفي محور ريف محافظة الحسكة الشمالي حيث ثالث جبهة ساخنة مشتعلة من إطلاق التهديدات التركية؛ استهدفت القوات التركية والسورية الموالية 13 قرية ونقطة على طول خطوط التماس الفاصلة بين مناطق «قسد» ومنطقة عمليات «نبع السلام»، بينها قرى العبوش والدادرة وتل شنان وقصر (توما يلدا) وتل جمعة والغيبش والطويلة وتقع بريف بلدة تل تمر الشمالي الغربي، كما طال القصف محيط القاعدة الروسية في منطقة المقابر ومحطة كهرباء البلدة إلى جانب قريتي محرملة وخضراوي.
-- دوريات روسية - تركية
وذكرت مصادر طبية أن القصف التركي خلال اليومين الماضيين أسفر عنه إصابة خمسة مدنيين بينهم طفلين اثنين وسيدتان ومواطن مدني من سكان تلك المناطق ونقلوا إلى المشافي لتلقي العلاج، بينما شهدت خطوط الجبهة والقرى والمواقع المحيطة بها تحليق للمروحيات الروسية في الأجواء وحركة نشطة من نزوح الأهالي خشيةً من القصف المكثف. وتابعت ذات المصادر: «استهدف القصف كل من كوثر حاج خليل ومزكين حاج خليل وهما شقيقان، وطفل من أبو راسين وطفل ثاني من (كوباني) فضلاً عن تضرر مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية ومنازل المدنيين».
وقالت قوات «قسد» في بيان رسمي نشر على موقعها أمس أن القصف التركي الأخير استهدف عشرات القرى والبلدات الآهلة بالسكان في مناطق شمال شرقي سوريا، «أكثر من 30 قرية وعشرات التجمعات السكنية تعرضت لاستهداف تركي بأكثر من 370 قذيفة مدفعية وصاروخية، فالقصف الشامل والعشوائي الذي تنفذه تركيا وصلت إلى مستويات خطيرة».
شمال شرقي سوريا جبهات ساخنة مع تصاعد التهديدات التركية
قائد «قسد» حذر من تجزئة سوريا والحرب ضد «داعش»
شمال شرقي سوريا جبهات ساخنة مع تصاعد التهديدات التركية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة