«تحولات»... البحث عن الذات في لوحات فنية

يحكي عن السعي الذاتي إلى التطور والجنوح نحو تدميره

معرض «تحولات» يترجم تجارب شخصية (الشرق الأوسط)
معرض «تحولات» يترجم تجارب شخصية (الشرق الأوسط)
TT

«تحولات»... البحث عن الذات في لوحات فنية

معرض «تحولات» يترجم تجارب شخصية (الشرق الأوسط)
معرض «تحولات» يترجم تجارب شخصية (الشرق الأوسط)

أفرزت السنوات الثلاث الأخيرة، عنواناً كبيراً، هو البحث عن الذات. في ظل انتشار الجائحة وتطبيق الحجر المنزلي ووقوعهم في فخ الوحدة، توجه الناس إلى البحث عن ذواتهم وتحليل شخصياتهم ليخرجوا منها النور والعتمة.
الوقفة مع الذات نتجت عنها تطورات كثيرة، طالت العلاقات الإنسانية والشخصية وتلك المتصلة بالنواحي الفنية.
يأتي معرض «تحولات» للفنان التشكيلي سركيس سيسليان، ليترجم هذه الحالات المتأتية عن اختباراته الشخصية. ومن واقع حاله بدأ مشواره مع ريشته، ولدت لوحات فنية تحمل على أكتافها مشاعر متضاربة. فغالبية أعماله التي يعرضها في غاليري «أرنيلي» بالتعاون مع «زيكو هاوس» هي كناية عن بورتريهات بأحجام مختلفة. وكل منها يحكي عن إحساس غمره وهو يرسمها، فنقل من خلالها مشاعر اللحظة ووثقها في ملامح وجه معين.

                                           صور منمنمة ضمن لوحة واحدة لسركيس سيسليان (الشرق الأوسط)
يقول الفنان لـ«الشرق الأوسط»، «الفكرة راودتني قبل وصول الجائحة، لكنها تطورت وتعمقت أكثر بفضل هذا الوقت الذي قضيته كغيري مع نفسي. لطالما كنت أسمع بعضهم ينتقد عدم قدرتي على التعبير. فبرأيهم أن ملامح وجهي تبقى نفسها ولا تتغير مهما اختلفت مشاعري. قررت أن أبحث عن تعابيري هذه وأترجمها بريشتي».
رويداً رويدا بدأ سركيس يغوص أكثر فأكثر بتعابير الوجه، وبأي وجه يلتقي به. حتى أنه صار بمقدوره أن يتفهم مشاعر الآخر، بمجرد وضعهم الأقنعة. يدعون السعادة ولكنهم في الواقع يخبئون من تحته مشاعرهم الحقيقية.
في لوحات سركيس يلفتك الوجه الصارم والغاضب والخائف والمتجهم والمفكر وإلى ما هنالك من تعابير يمكنك قراءتها بسهولة. ركن في أعماله إلى مادة الأكليريك والحبر، لأنها تجف بسرعة وتتيح له إضافة أي حركة مشاعر جديدة تنتابه. ويوضح في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «جميع أعمالي التي ترينها هنا هي وليدة اللحظة وتنقل الحالة الروحية التي كنت أعيشها في وقت تنفيذها. أحياناً كنت أرسم بسرعة فائقة أكثر من وجه، لأن مشاعري كانت تتدفق ورغبت في نقلها عبر ريشتي». وعن سبب إطلاقه عنوان «تحولات» على معرضه يقول: «قصدت بذلك تحولات الوجه المتأثر بالحياة. فهذه الوجوه لا أعرفها ولا تمت لي بصلة، ولكني خزنتها بفعل تجاربي اليومية. وكذلك لرؤيتي عدداً كبيراً من الناس بفعل عملي في أحد المقاهي». بعض الوجوه يجمعها سركيس منمنمة في لوحة واحدة، فتبحلق فيها كي تفك ألغاز تعابيرها. والبعض الآخر منها يطبعك بحالة من العنف والرعب تصل أحياناً إلى حد الهلع، كونها مغطاة بطبقة حمراء تذكرك بلون الدماء. ويعلق: «أنا انطوائي بطبيعتي، وأراقب أكثر مما أتكلم، وهناك أشياء كثيرة كانت تمر في ذهني أصل فيها إلى حد العنف فكرياً. وأحياناً تتمزق اللوحة بفعل هذه المشاعر التي تجتاحني، وأتركها على حالها لأنها حقيقية. فكل ما رغبت في قوله عبر هذه اللوحات هو أنه علينا الانتماء إلى عالم واضح وصادق، فلا نلجأ إلى الأقنعة كي نظهر عكس ما نحن عليه. فمن البديهي أن نحزن ونكتئب في حياتنا، لماذا علينا أن نقنع أنفسنا بالعكس؟». هذه التجربة انعكست إيجاباً على الفنان التشكيلي سركيس سيسليان، ويعترف لـ«الشرق الأوسط» بأنها بدلت فيه أموراً كثيرة.
«صرت أعرف كيف عليّ أن أتغير كي تعكس تعابير وجهي ما في داخلي. فهذه الوجوه أسهمت في تعريفي على الناس بوضوح وشفافية. ويمكن لزائر المعرض أن يكتشف أيضاً بعضاً من هذه المشاعر التي يحاول لجمها أو إخفاءها عن الآخر، فيتصالح مع نفسه وتكون رسالتي قد وصلته». ويختم بأن مشواره لا يزال طويلاً مع ذاته ومع هذه التحولات، التي هي جزء من مواجهات يومية يقوم بها كغيره من الناس. والمطلوب منا إيجاد حل لها».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

إقرار أممي لخطة ترمب حول غزة بغالبية واسعة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست يوم 13 أكتوبر 2025 (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست يوم 13 أكتوبر 2025 (أ.ب)
TT

إقرار أممي لخطة ترمب حول غزة بغالبية واسعة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست يوم 13 أكتوبر 2025 (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست يوم 13 أكتوبر 2025 (أ.ب)

أقر مجلس الأمن الدولي، بأغلبية واسعة، خريطة الطريق التي أعدها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بشأن غزة، ليضفي مشروعية دولية على خطته المؤلفة من 20 نقطة.

وعلى الرغم من امتناع روسيا والصين عن التصويت، جاء تأييد مشروع القرار بغالبية 13 صوتاً من أصل 15 في مجلس الأمن، مساء الاثنين، بمثابة انتصار دبلوماسي كبير لإدارة ترمب.

وفي حين رحبت السلطة الفلسطينية بالخطوة، أصدرت حركة «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى بيانات مشتركة ومنفصلة تعرب فيها عن رفضها لقرار مجلس الأمن الذي رأت فيه «إطاراً يُمهد لإيجاد ترتيبات ميدانية خارج الإرادة الوطنية الفلسطينية»، وقالت إن أي قوة دولية يراد نشرها في غزة بصيغتها المطروحة ستَتحول إلى «شكل من أشكال الوصاية أو الإدارة المفروضة». كما عبَّرت مصادر من الفصائل لـ«الشرق الأوسط» عن تخوفات من دور هذه القوة الدولية، ومن استغلالها لملاحقة النشطاء واعتقالهم.

وفي إسرائيل، كتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تدوينة بالإنجليزية تشيد بترمب وخطته، فيما التزم أعضاء حكومته الصمت، في وضع يشير إلى أزمة حقيقية في الداخل الإسرائيلي المشتت بين عدم الرضا عن خطة ترمب، والرغبة في تجنب إغضابه. وقال المراسل السياسي لـ«القناة 12» الإسرائيلية، باراك رافيد: «يمكن القول إن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني لن يعود كما كان».


قائد الجيش اللبناني يرجئ زيارته إلى واشنطن


جنود لبنانيون يتجمعون في موقع استُهدف بغارة إسرائيلية ببلدة العباسية جنوب لبنان (رويترز)
جنود لبنانيون يتجمعون في موقع استُهدف بغارة إسرائيلية ببلدة العباسية جنوب لبنان (رويترز)
TT

قائد الجيش اللبناني يرجئ زيارته إلى واشنطن


جنود لبنانيون يتجمعون في موقع استُهدف بغارة إسرائيلية ببلدة العباسية جنوب لبنان (رويترز)
جنود لبنانيون يتجمعون في موقع استُهدف بغارة إسرائيلية ببلدة العباسية جنوب لبنان (رويترز)

أرجأ قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، الزيارة التي كان مقرراً أن يؤديها إلى الولايات المتحدة أمس، وذلك بعدما شنّت إسرائيل وشخصيات في الكونغرس الأميركي حملتين على الجيش، مما أدى إلى إلغاء عدد من اللقاءات المدرجة على جدول لقاءاته.

وقالت مصادر عسكرية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن «قيادة الجيش رصدت في الأسبوعين الأخيرين هجمة إسرائيلية على الجيش ودوره الوطني، لم تخلُ من تجنٍّ واستهداف للجيش اللبناني»، مضيفة أن الحملة تزامنت مع «حملة أخرى مفاجئة» بدأها عضوا مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي غراهام وجوني إرنست.

وقبل توجه هيكل لإجراء محادثاته مع مسؤولين في البيت الأبيض والكونغرس ووزارة الدفاع، أكدت قيادة الجيش اللبناني إلغاء عدد من اللقاءات التي كانت على جدول أعماله في واشنطن. وقالت المصادر: «إزاء هذا، ارتأى قائد الجيش تأجيل الزيارة، ريثما تتضح الصورة، حرصاً منه على عدم إفشال الزيارة».


«الإطار» يعلن نفسه «الكتلة الأكبر» في العراق


اجتماع بين الزعيم الكردي مسعود بارزاني ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس مجلس القضاء فائق زيدان أمس (رئاسة الوزراء العراقية)
اجتماع بين الزعيم الكردي مسعود بارزاني ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس مجلس القضاء فائق زيدان أمس (رئاسة الوزراء العراقية)
TT

«الإطار» يعلن نفسه «الكتلة الأكبر» في العراق


اجتماع بين الزعيم الكردي مسعود بارزاني ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس مجلس القضاء فائق زيدان أمس (رئاسة الوزراء العراقية)
اجتماع بين الزعيم الكردي مسعود بارزاني ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس مجلس القضاء فائق زيدان أمس (رئاسة الوزراء العراقية)

اتفق ممثلو «الإطار التنسيقي» الذي يضم معظم الأحزاب والقوى السياسية الشيعية، الفائزة بأكثر من 175 من أصل 329 مقعداً في البرلمان الاتحادي العراقي خلال الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي، على أن يقدموا أنفسهم بوصفهم «الكتلة البرلمانية الأكبر» المؤهلة لتشكيل الحكومة المقبلة.

وفازت قائمة «الإعمار والتنمية»، التي يتزعمها رئيس الوزراء المنتهية ولايته محمد شياع السوداني، بـ 46 مقعداً، تلتها قائمة «دولة القانون» بـ 29 مقعداً، ثم «عصائب أهل الحقّ» بـ27 مقعداً.

وجاء اتفاق القوى الإطارية عقب الاجتماع الذي عقدوه، يوم الاثنين، ووقّعوا ما يشبه «المرسوم» من خلال اعتبار أنهم «الكتلة النيابية الأكبر»، والمضيّ بترشيح رئيس الوزراء المقبل. كما قرّروا تشكيل لجنتين قياديتين؛ الأولى تُعنى بمناقشة الاستحقاقات الوطنية للمرحلة المقبلة، والثانية تتولى مقابلة المرشحين لمنصب رئيس الوزراء «وفق معايير مهنية ووطنية».