المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تؤيد الاتفاق النووي تبعاً لموقف واشنطن

الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان) الجنرال تمير هايمن (فيسبوك)
الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان) الجنرال تمير هايمن (فيسبوك)
TT

المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تؤيد الاتفاق النووي تبعاً لموقف واشنطن

الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان) الجنرال تمير هايمن (فيسبوك)
الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان) الجنرال تمير هايمن (فيسبوك)

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، عن أن قادة المؤسسات العسكرية والأمنية في إسرائيل، يخالفون رأي حكومة نفتالي بنيت، ويؤيدون السياسة الأميركية التي يقودها الرئيس جو بايدن والجنرالات في البنتاغون والجيش والمخابرات في واشنطن تجاه إيران، ويفضلون التوصل إلى اتفاق نووي على فشل المفاوضات الجارية في فيينا.
وقالت هذه المصادر، إن الجنرالات الإسرائيليين لا يستطيعون الدخول في نقاش علني مع الحكومة؛ ولذلك فإنهم لا يعبّرون عن مواقفهم هذه ويواصلون الإعداد لمواجهات حربية مع طهران، ويجرون مناورات ذات هدف واضح هو شن غارات على منشآت نووية هناك. ولكنهم في الوقت نفسه يسعون لأن يتسرب موقفهم إلى الإعلام حتى يؤثروا على موقف الحكومة. والطريقة التقليدية التي يتبعونها لذلك هي إرسال جنرالات متقاعدين من ذوي الاطلاع للحديث إلى الإعلام، بصفتهم خبراء. وحسب عدد من هؤلاء الجنرالات، فإن كلاً منهم يحافظ على صلة مع جهازه الأمني رغم التقاعد.
وفي هذا الإطار، خرج الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان)، الجنرال تمير هايمن، بتصريحات إلى صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، أمس (الأربعاء)، قال فيها، إن العودة إلى اتفاق نووي مع إيران هو خطوة جيدة بالنسبة لإسرائيل في المرحلة الحالية. وأوضح هايمن «يجب دراسة الأمور في أي نقطة زمنية وبموجب المعطيات فيها. ففي الواقع الحالي، الاتفاق هو الأمر الصائب».
وقال هايمن، إنه يدرك تماماً أن موقفه هذا مخالف تماماً لموقف حكومة بنيت، الذي يكافح ضد الاتفاق ومخالف بشكل أكثر حدة لموقف رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو. وأشار هايمن إلى تجاوز إيران المادة الانشطارية التي تزود صنع قنبلة أولى. وهذا يعني أن «الوضع الذي كان يفترض أن يكون في نهاية فترة الاتفاق النووي أقل سوءاً من الوضع الحاصل الآن».
وأكد هايمن، أن التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران سيمنح إسرائيل وقتاً، وسيؤدي إلى خفض كمية المادة المخصبة بحوزة إيران، ويعيدها إلى الوراء؟ وقال «خلال هذا الوقت سيكون بالإمكان تنفيذ أمور كثيرة أخرى: التهديد، تحسين القدرات العسكرية، إقامة تحالف دولي أو إنشاء بنية تحتية لاتفاق لفترة ما بعد الاتفاق الحالي».
وأنهى هايمان ولايته رئيساً لـ«أمان» في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفي الأسبوع الماضي تم تعيينه مديراً لمعهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب.
ويعدّ رئيس «أمان» أبرز واضعي تقديرات الأمن القومي في إسرائيل. وفي يوم أمس أيضاً نشر الرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، عوفر شلح، موقفاً شبيهاً في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، قائلاً إن «الحكومة الإسرائيلية ترتكب خطأً فاحشاً في اعتراضها على الاتفاق النووي، ليس فقط بسبب علاقاتها مع الإدارة الأميركية، بل أيضاً لأن هذه مصلحة إسرائيل».
وقال شلح، إن الموقف الإسرائيلي في الموضوع الإيراني «يتسم بالغرور والغطرسة والتهديد العسكري يدفع إيران إلى التشدد والإصرار على التحول إلى دولة نووية». وحذر «التجربة التاريخية تعلمنا أن من يريد أن يتحول إلى دولة نووية يستطيع تحقيق مرامه. لكن إيران لم تقرر بعد أن تصبح دولة نووية، وهذه فرصة لفرض قيود عليها أو شروط بالاتفاق معها للالتزام بعدم تغيير موقفها».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت عبر «تويتر» الثلاثاء، إن الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغه الشهر الماضي بأن «الحرس الثوري» الإيراني سيظل على القائمة السوداء الأميركية للإرهاب.
وشكر بنيت بايدن على «تويتر» على هذا القرار، وذلك غداة تقرير نشره موقع «بولتيكو» الأميركي يؤكد تقارير سابقة بشأن عدم نية بايدن تلبية الطلب الإيراني في مفاوضات فيينا. وقال «أرحب بقرار الإدارة الأميركية إبقاء الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وهو المكان الذي ينتمي إليه». ونقل موقع «أكسيوس» عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أن المجلس «لا يكشف عن محتويات محادثاتنا الدبلوماسية الخاصة». وتابع «سيفعل الرئيس ما هو في مصلحة الأمن القومي الأميركي».


مقالات ذات صلة

«الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

شؤون إقليمية «الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

«الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التقارير بشأن إعادة وضع كاميرات مراقبة في إيران، في سياق الاتفاق الأخير بين مدير الوكالة التابعة للأمم المتحدة والمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية. وقال فريدريك دال، المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، أمس، إن «العمل جار» دون تحديد عدد الكاميرات أو المواقع التي وصلتها الوكالة الدولية. وأفادت «جمعية الحد من التسلح» التي تراقب امتثال لدول لمعاهدة حظر الانتشار النووي ومقرها واشنطن، بأن الوكالة الدولية بدأت في إعادة تركيب كاميرات المراقبة في بعض منشآت إيران التي تقترب من عتبة الأسلحة النووية. وتوصل غروسي في طهران بداية مارس

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية أنباء عن إعادة كاميرات المراقبة «الأممية» في منشآت نووية إيرانية

أنباء عن إعادة كاميرات المراقبة «الأممية» في منشآت نووية إيرانية

أفادت «جمعية الحد من التسلح» بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدأت في إعادة تركيب كاميرات المراقبة في بعض المنشآت النووية الإيرانية بموجب الاتفاق الأخير بين مدير الوكالة رافائيل غروسي، وإيران التي تقترب من عتبة الأسلحة النووية. وتوصل غروسي طهران في بداية مارس (آذار) إلى اتفاق مع المسؤولين الإيرانيين بشأن إعادة تشغيل كاميرات المراقبة في مواقع نووية عدة وزيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو. وتسبب الاتفاق في تفادي مجلس محافظي التابع للوكالة الدولية إصداراً جديداً يدين طهران بسبب عدم تجاوبها مع مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خصوصاً تلك المتعقلة بالتحقيق في ثلاثة مواقع سرية، عثر فيها على آثا

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية الكشف عن «فوردو»... أبرز تسريبات مسؤول أعدمته إيران بتهمة التجسس

الكشف عن «فوردو»... أبرز تسريبات مسؤول أعدمته إيران بتهمة التجسس

بعد نحو 5 أشهر على إعدام علي رضا أكبري، النائب السابق لوزير الدفاع الإيراني، على خلفية اتهامه بالتجسس لصالح بريطانيا، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصادر إسرائيلية وإيرانية أن المسؤول السابق «كان جاسوساً غير متوقع» بسبب ولائه الشديد للنظام، لكنه لعب دوراً رئيسياً في الكشف عن منشأة فوردو التي ضمت أنشطة سرية لإيران قبل أن تعترف طهران بوجود موقع تخصيب اليورانيوم الواقع تحت الأرض في عام 2009. وأعدم أكبري (62 عاماً)، الذي يحمل الجنسية البريطانية، فجر 14 يناير (كانون الثاني)، بعد ثلاثة أيام من تسريب قضية اعتقاله لوسائل الإعلام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية موسكو تُحمل الغرب تعثر إحياء «الاتفاق النووي»

موسكو تُحمل الغرب تعثر إحياء «الاتفاق النووي»

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس من ضياع فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وحمّل الغرب مسؤولية تعثر المفاوضات. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في نيويورك أمس: «سيكون من الخطأ الفادح تفويت فرصة استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن برنامج إيران النووي»، وحمّل «تصرفات الغرب» المسؤولية إذ قال «في هذه المرحلة، لا يعتمد استئناف الاتفاق، على إيران أو روسيا أو الصين... الذين دمروه يجب عليهم إعادته إلى الحياة الآن». وانتقد لافروف «متطلبات جديدة لم يتم ذكرها في المسودة الأولى للاتفاق». وأضاف «لنفترض أنه تم التوصل إلى اتفاق لاستئنافه منذ فترة طويلة.

شؤون إقليمية عبداللهيان يتحدث عن «مبادرات» لاستئناف مفاوضات «النووي»

عبداللهيان يتحدث عن «مبادرات» لاستئناف مفاوضات «النووي»

أعلن وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان، أمس أن بلاده تلقت أفكاراً بشأن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 عن إيران، معرباً عن امتنانه للدور البناء لسلطان عمان ونواياه الصادقة في هذا الصدد. وفي اليوم الثاني لزيارته إلى عمان التي اختتمها أمس متوجهاً إلى بيروت، قال عبداللهيان عقب لقائه مع نظيره العماني إن مسقط «تلعب دائماً دوراً بناء» في محادثات النووية، وأضاف «قد أجرينا المشاورات اللازمة في هذا الصدد». وفي وقت لاحق، نقلت وكالة الأنباء العمانية عن عبداللهيان القول إن سلطنة عُمان لديها «مبادرات جدية» فيما يخص الملف النووي الإيراني «ستسهم» في عودة المفاوضات. وذكرت وزارة الخارجية العما

ميرزا الخويلدي (مسقط)

نتنياهو: الضربات الإسرائيلية أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو: الضربات الإسرائيلية أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الخميس)، أن الضربات التي وجّهتها إسرائيل إلى إيران وحلفائها في الشرق الأوسط أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة برمتها في المستقبل، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال نتنياهو، في كلمة موجهة إلى الشعب الإيراني، إن «الأحداث التاريخية التي نشهدها اليوم هي ردود فعل متسلسلة».

وتابع: «ردود فعل متسلسلة على قصف (حركة) حماس والقضاء على (حزب الله) واستهداف (أمينه العام السابق حسن) نصر الله، والضربات التي سدّدناها لمحور الرعب الذي أقامه النظام الإيراني».

واتهم نتنياهو إيران بإنفاق عشرات مليارات الدولارات لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، الذي أطاحه هجوم شنّته فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام»، ودعم حركة «حماس» في قطاع غزة و «حزب الله» في لبنان.

وأكد أن «كل ما تسعى إليه إسرائيل هو الدفاع عن دولتها، لكننا من خلال ذلك ندافع عن الحضارة بوجه الوحشية».

وقال للإيرانيين: «إنكم تعانون تحت حكم نظام يسخركم ويهددنا. سيأتي يوم يتغير هذا. سيأتي يوم تكون فيه إيران حرة». وتابع: «لا شك لديّ في أننا سنحقق هذا المستقبل معاً أبكر مما يظن البعض. أعرف وأؤمن بأننا سنحول الشرق الأوسط إلى منارة للازدهار والتقدم والسلام».

ومع سقوط الأسد، خسرت إيران في سوريا حلقة رئيسية في «محور المقاومة» الذي تقوده ضد إسرائيل، بعد أن خرج حليفها الآخر «حزب الله» ضعيفاً من الحرب مع إسرائيل.

ولطالما أدّت سوريا، التي تتشارك مع لبنان حدوداً طويلة سهلة الاختراق، دوراً استراتيجياً في إمداد «حزب الله» اللبناني المدعوم عسكرياً ومالياً من إيران، بالأسلحة.