فصائل فلسطينية تلوح بالحرب لمنع «مسيرة الأعلام»

جدل في الحكومة الإسرائيلية حول مسارها داخل القدس

رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير خارجيته في اجتماع لمجلس الوزراء أمس (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير خارجيته في اجتماع لمجلس الوزراء أمس (أ.ف.ب)
TT

فصائل فلسطينية تلوح بالحرب لمنع «مسيرة الأعلام»

رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير خارجيته في اجتماع لمجلس الوزراء أمس (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير خارجيته في اجتماع لمجلس الوزراء أمس (أ.ف.ب)

حذر إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، وزياد النخالة الأمين العام لحركة «الجهاد»، وفصائل مسلحة فلسطينية أخرى، من أن تسمح السلطات الإسرائيلية لمسيرة الأعلام المقررة نهاية الشهر الحالي في القدس، بالمضي قدماً. وقال هنية والنخالة وناطق عسكري باسم الفصائل الفلسطينية، في مهرجان دعت له حركة «حماس» في الذكرى الأولى للحرب التي وقعت في مايو (أيار) العام الماضي، واستمرت 11 يوماً، إنهم لن يسمحوا بتمرير المسيرة واستباحة القدس والمسجد الأقصى.
وأضاف هنية: «هناك دعوات استيطانية لاقتحام المسجد الأقصى وتنظيم (مسيرة الأعلام)، وأقول بكل وضوح وأحذر العدو من الإقدام على مثل هذه الجرائم، لا ولن تسمح ولن نقبل بتمرير هذه الخزعبلات اليهودية في المسجد الأقصى المبارك. قرارنا واضح لا تردد ولا تلعثم فيه، سنواجه بكل الإمكانات ولن نسمح مطلقاً باستباحة المسجد الأقصى، أو بالعربدة في شوارع القدس، وضد أهلنا في القدس وفي الضفة وفي الداخل». ودعا هنية، الجماهير الفلسطينية، لأن «تكون على كامل الجهوزية والاستعداد لحماية المسجد الأقصى ولعدم السماح بالعربدة داخله».
من جانبه، أكد النخالة على الموقف نفسه، قائلاً إن «المسؤولية تزداد على المقاومة بالدفاع عن المسجد الأقصى، وعلينا أن نكون في كامل جهوزيتنا واستعدادنا للقيام بواجباتنا ولنعلن للعالم أجمع أن القدس دونها أرواحنا».
وجاءت تهديدات «حماس» و«الجهاد» في ظل قرار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومير بارليف، والمفتش العام للشرطة يعقوب شبتاي، السماح لـ«مسيرة الأعلام»، التي ينظمها المستوطنون سنوياً بالمرور في باب العامود والحي الإسلامي في البلدة القديمة، يومي السبت والأحد 28 و29 من الشهر الحالي. وكان وزير الداخلية قد اجتمع مع عدد من المسؤولين يوم الثلاثاء الماضي، في مقدمتهم شبتاي وقائد «منطقة القدس» دورون تورجمان، وخلص في نهاية الجلسة إلى قبول توصية الشرطة بإقامة «مسيرة الأعلام» في مخطط تم اعتماده خلال السنوات الماضية، يبدأ من باب العامود.
ورحب منظمو الحدث بالقرار، قائلين «ليس هناك ما هو أنسب من السير في يوم (عيد القدس) في جميع أنحاء المدينة. فرقصة العلم التقليدية ترمز أكثر من أي شيء آخر إلى تحرير القدس وربط المدينة من الغرب إلى الشرق، باشتراك عشرات آلاف السائرين بفرح في شوارع البلدة القديمة». وقرار السماح للمسيرة بالمرور من باب العامود من شأنه أن يصب الزيت على النار المشتعلة في المدينة والضفة الغربية.
وتشهد المنطقة تصعيداً منذ نهاية مارس (آذار) الماضي بعد سلسلة هجمات فلسطينية خلفت 18 قتيلاً إسرائيلياً، ثم هجوم إسرائيلي واسع على الضفة والقدس خلف أضعافاً من القتلى والمصابين والمعتقلين. ولم تكتمل هذه المسيرة العام الماضي بعدما قطعتها صواريخ من غزة سقطت في القدس، وكانت بداية حرب استمرت 11 يوماً. وقال متحدث عسكري باسم غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة، يوم الأحد، إنهم لن يسمحوا للاحتلال بكسر قواعد الاشتباك والعودة لمربع الاستفزازات مجدداً. وأضاف: «ممارسات العدو في كافة المدن المحتلة والقدس على وجه الخصوص، وما يجري فيها من انتهاكات مستمرة، فضلاً عن الدعوات الساقطة لاقتحام المسجد الأقصى عبر (مسيرة الأعلام) بعد أسبوع، كلها أسباب تدفعنا للوقوف عندها بحزم».
وحذر الناطق، الاحتلال الإسرائيلي، من مغبة الاستمرار في انتهاكاته. وفي إسرائيل يوجد خلاف حتى الآن حول خط المسيرة، وليس إقامتها. وعارض وزراء حزب «ميرتس» اليساري الإسرائيلي، «مسيرة الأعلام»، ما تسبب في جدل أثناء جلسة الحكومة الإسرائيلية. وقالت «إذاعة الجيش الإسرائيلي»، إن عيساوي فريج وزير التعاون الإقليمي من «ميرتس» تساءل خلال جلسة الحكومة عن سبب مرور المسيرة من باب العامود.
ورد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بنيت على فريج بالقول، «دائماً هكذا تمر المسيرة عبر باب العامود. رئيس الوزراء السابق استجاب لضغوط (حماس) العام الماضي ومنعها من المرور، لكن هذه المرة سنسمح لها بذلك». وردت وزيرة البيئة تمارا زاندبيرغ، بقولها إن المسيرة نشاط سياسي استفزازي، وهو ما استفز وزراء اعتبروا مجرد النقاش حولها سخيفاً ومستفزاً. وقال وزير شؤون القدس زئيف إلكين، «لماذا نسميه استفزازاً... هكذا يتم الاحتفال بيوم القدس». وكان فريج تعهد بالعمل على منع وصول «مسيرة الأعلام» إلى منطقة باب العامود في البلدة القديمة في القدس.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
TT

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن قائداً كبيراً في «حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية، خلال حرب العراق، قُتل في غارة إسرائيلية على سوريا.

واعتقلت القوات الأميركية علي موسى دقدوق، بعد مداهمة عام 2007، عقب عملية قتل فيها عناصرُ يتنكرون في صورة فريق أمن أميركي، خمسة جنود أميركيين. ووفقاً لموقع «إن بي سي» الأميركي، أطلقت السلطات العراقية سراحه لاحقاً.

وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي، وفق ما نقل عنه موقع «إن بي سي»، أن تفاصيل الضربة الجوية الإسرائيلية غير معروفة، متى حدثت، وأين وقعت في سوريا، وهل كان هدفها دقدوق تحديداً.

الغارة المعقدة، التي ساعد دقدوق في التخطيط لها، حدثت في مجمع عسكري مشترك أميركي-عراقي في كربلاء، في 20 يناير (كانون الثاني) 2007.

تنكَّر مجموعة من الرجال في زي فريق أمن عسكري أميركي، وحملوا أسلحة أميركية، وبعضهم كان يتحدث الإنجليزية، ما جعلهم يَعبرون من عدة نقاط تفتيش حتى وصلوا قرب مبنى كان يأوي جنوداً أميركيين وعراقيين.

كانت المنشأة جزءاً من مجموعة من المنشآت المعروفة باسم «محطات الأمن المشترك» في العراق، حيث كانت القوات الأميركية تعيش وتعمل مع الشرطة والجنود العراقيين. كان هناك أكثر من عشرين جندياً أميركياً في المكان عندما وصل المسلّحون.

حاصرت العناصر المسلّحة المبنى، واستخدموا القنابل اليدوية والمتفجرات لاختراق المدخل. قُتل جندي أميركي في انفجار قنبلة يدوية. بعد دخولهم، أَسَر المسلّحون جندين أميركيين داخل المبنى، واثنين آخرين خارج المبنى، قبل أن يهربوا بسرعة في سيارات دفع رباعي كانت في انتظارهم.

طاردت مروحيات هجومية أميركية القافلة، ما دفع المسلّحين لترك سياراتهم والهروب سيراً على الأقدام، وخلال عملية الهرب أطلقوا النار على الجنود الأميركيين الأربعة.

وفي أعقاب الهجوم، اشتبه المسؤولون الأميركيون بأن المسلّحين تلقّوا دعماً مباشراً من إيران، بناءً على مستوى التنسيق والتدريب والاستخبارات اللازمة لتنفيذ العملية.

وألقت القوات الأميركية القبض على دقدوق في مارس (آذار) 2007. وكما يذكر موقع «إن بي سي»، أثبتت أن «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني»، كان متورطاً في التخطيط لهجوم كربلاء. واعترف دقدوق، خلال التحقيق، بأن العملية جاءت نتيجة دعم وتدريب مباشر من «فيلق القدس».

واحتجز الجيش الأميركي دقدوق في العراق لعدة سنوات، ثم سلَّمه إلى السلطات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

وقال المسؤول الأميركي: «قالت السلطات العراقية إنها ستحاكم دقدوق، لكن جرى إطلاق سراحه خلال أشهر، مما أثار غضب المسؤولين الأميركيين. وعاد للعمل مع (حزب الله) مرة أخرى بعد فترة وجيزة».