إردوغان يدعو «الناتو» إلى دعم إقامة «منطقة آمنة» على الحدود التركية ـ السورية

تحالف كردي يرفض «تغيير ديموغرافية» المنطقة

شاحنة مساعدات من برنامج الأغذية العالمي خلال عبورها بلدة حزانو بريف إدلب الاثنين (أ.ف.ب)
شاحنة مساعدات من برنامج الأغذية العالمي خلال عبورها بلدة حزانو بريف إدلب الاثنين (أ.ف.ب)
TT

إردوغان يدعو «الناتو» إلى دعم إقامة «منطقة آمنة» على الحدود التركية ـ السورية

شاحنة مساعدات من برنامج الأغذية العالمي خلال عبورها بلدة حزانو بريف إدلب الاثنين (أ.ف.ب)
شاحنة مساعدات من برنامج الأغذية العالمي خلال عبورها بلدة حزانو بريف إدلب الاثنين (أ.ف.ب)

دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي (الناتو) الحليفة لبلاده إلى دعم جهودها الرامية لإقامة منطقة آمنة على الحدود مع سوريا، لاستيعاب اللاجئين وضمان أمن حدود تركيا الجنوبية.
وقال إردوغان أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم بالبرلمان التركي، أمس (الأربعاء): «لدينا أمور لها حساسيتها مثل حماية حدودنا من هجمات المنظمات الإرهابية». وأضاف أن «الدول الأعضاء بـ(الناتو) لم تدعم تركيا قط في حربها» ضد الجماعات الكردية المسلحة، بما في ذلك وحدات حماية الشعب الكردية السورية، أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية لها صلة وثيقة بـ«حزب العمال الكردستاني»، الذي تصنفه منظمة إرهابية.
وأضاف إردوغان: «الآن بدأ توطين الناس في المناطق الآمنة داخل سوريا. معظم المناطق الآمنة التي تحدثنا عنها اكتملت، وبدأ الناس يسكنون فيها، وبدأ العمل فيها من جديد».
وتابع: «علينا أن نخاطب كل الحلفاء في المنطقة، وأيضاً الحلفاء في حلف (الناتو)... فلتقفوا مع تركيا أمام هذه التحديات، ولا تمنعوها من السير قدماً في إنشاء هذه المنطقة الآمنة، وإكمالها وتأمين الرفاهية فيها».
وأعلن الرئيس التركي، قبل أسبوعين، مشروعاً لإعادة توطين مليون لاجئ سوري من الموجودين في تركيا في 13 تجمعاً سكنياً، داخل الأراضي السورية المحاذية لحدود بلاده الجنوبية، بدءاً من أعزاز غرباً إلى رأس العين شرقاً. وقال إن هناك 13 منطقة تم تخصيصها للسكن، ويتم الآن تزويدها بالبنى التحتية، ويتم إعداد مدن تستطيع أن تستقبل مليون شخص، بالتعاون مع منظمات محلية ودولية، و«نقوم بتوقيع على كل الاتفاقيات، ونجري المحادثات اللازمة مع دول المنطقة، من أجل حماية كل هذه المناطق وتأمينها وتأمين عودة اللاجئين بشكل طوعي».
وقال إردوغان: «نحن، بشكل مختلف عن حلفائنا، نعمل على تأمين السلام والاستقرار في المنطقة... نقوم بالعمليات العسكرية دون إيذاء أي مدني في هذه المناطق، حتى لو كان العكس، لكن العالم وقف في وجهنا أليس كذلك؟».
وهاجم الرئيس التركي بعض أحزاب المعارضة التركية التي تطالب بإعادة السوريين إلى بلادهم، قائلاً إن إثارة الجدل حول اللاجئين السوريين في تركيا، والحرص على إبقاء موضوعهم على رأس جدول الأعمال إعلامياً وسياسياً هو جزء مما سماها «خطة قذرة» تحيكها المعارضة. وأضاف: «نعلم جيداً السبب الذي يدفع السياسيين الذين هم من مخلفات الاستخبارات، عديمي القيمة (في إشارة إلى رئيس حزب النصر أوميت أوزداغ الذي قاد حملة في الفترة الأخيرة لإعادة السوريين إلى بلادهم) للتحدث باستمرار عن قضية السوريين، وأنا أقول لهم من مكاني هذا إن حزبنا يرى الدفاع عن المظلومين الذين لجأوا إليه مسؤولية تاريخية وإنسانية».
إلى ذلك، أعلنت الأمانة العامة لـ«المجلس الوطني الكردي» في سوريا موقفاً معارضاً للخطة التركية الرامية إلى توطين مليون لاجئ سوري في مناطق العمليات العسكرية الخاضعة لنفوذ تركيا شمال سوريا، وبناء 13 قرية وتجمعاً سكنياً في بلدات الباب وأعزاز وعفرين وجرابلس بريف حلب الشمالي والشرقي، ومدينة إدلب وبلدة تل أبيض بريف الرقة الشمالي. وأصدرت الأمانة بياناً لـ«الرأي العام» من القامشلي عبرت فيه عن موقفها الرافض لعمليات «التغيير الديموغرافي» في أي بقعة من الجغرافيا السورية، ومن أي جهة كانت.
وقال البيان: «يرى (المجلس) في هذا المشروع تعارضاً مع القرار الدولي (2254)، وتفريطاً بحقوق اللاجئين وممتلكاتهم الأصلية، إضافة لما يؤسسه من نزاعات وفتن بين أبناء الشعب السوري الواحد»، منوهاً إلى الحاجة الماسة لتهيئة الظروف المواتية للعودة الآمنة والطوعية للاجئين والنازحين داخلياً شرط أن تكون إلى مناطقهم الأصلية.
كما دعا المجلس عبر بيانه تركيا إلى العدول عن هذا المشروع، داعياً «الدول المعنية بالشأن السوري إلى اتخاذ موقف واضح وصريح منه، والإسراع بتفعيل العملية السياسية لإيجاد حل نهائي للأزمة لضمان عودة آمنة للاجئين والنازحين إلى ديارهم في أماكن سكناهم الأصلية».
ميدانياً، نفذت القوات التركية والفصائل السورية المسلحة الموالية لها قصفاً صاروخياً استهدف مناطق في قريتي زور مغار وشيوخ تحتاني، ضمن مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية في ريف مدينة عين العرب (كوباني) الغربي، بريف حلب الشرقي، أمس.
ومن ناحية أخرى، تبادلت قوات «قسد»، والقوات التركية القصف، في محيط بلدة عين عيسى، عاصمة الإدارة الذاتية الكردية في شمال الرقة، حيث استهدفت القوات التركية من موقع تمركزها في قاعدة صيدا، الليلة قبل الماضية، صوامع مشيرفة ومناطق أخرى، وذلك في إطار التصعيد الذي تشهده المنطقة والقصف شبه اليومي.
في الوقت ذاته، استهدفت فصائل ما يسمى بـ«الجيش الوطني» الموالي لتركيا، بقذيفة مدفعية، نقطة عسكرية تابعة لقوات النظام في قرية الربيعات بريف أبو راسين شمال غربي الحسكة.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.