مسؤول روسي رفيع يبحث بالجزائر التعاون العسكري

قبل أشهر من إجراء تمارين لمحاكاة عمليات ضد الإرهاب

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لدى استقباله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأسبوع الماضي (رويترز)
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لدى استقباله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

مسؤول روسي رفيع يبحث بالجزائر التعاون العسكري

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لدى استقباله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأسبوع الماضي (رويترز)
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لدى استقباله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأسبوع الماضي (رويترز)

بحث مسؤول رفيع بـ«مجلس الاتحاد الروسي»، أمس، بالجزائر مع المسؤولين المحليين، الحرب الجارية في أوكرانيا وتطوير التعاون العسكري بين البلدين، والتمارين العسكرية المشتركة، المعلن عنها في وقت سابق، المقررة بصحراء الجزائر في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
والتقى فيكتور بونداييف رئيس «لجنة الدفاع» بـ«مجلس الاتحاد الروسي»، رئيس «مجلس الأمة» (الغرفة البرلمانية الثانية) صالح قوجيل، وأعضاء «لجنة الدفاع» به، في بداية زيارته إلى الجزائر التي تدوم 3 أيام، بحسب بيان لـ«مجلس الأمة»، الذي أكد أن الزيارة «تندرج في إطار تفعيل بروتوكول التعاون البرلماني الثنائي، الموقع بين مجلس الأمة والمجلس الفيدرالي للجمعية الفيدرالية لروسيا، بتاريخ 13 مايو (أيار) 2014؛ ناهيك بمذكرة التفاهم المبرمة بين إدارتي المجلسين، بتاريخ 11 ديسمبر (كانون الأول) من عام 2010».
وأوضح البيان أن أجندة نشاط بونداريف، تتضمن أيضاً محادثات مع إبراهيم بوغالي رئيس «المجلس الشعبي الوطني» (الغرفة البرلمانية الأولى)، إلى جانب تنظيم لقاءات مع مسؤولين سامين في الدولة. وأشار البيان إلى أن السيناتور بونداريف، زار الجزائر في خريف عام 2018. وكان المسؤول الروسي في هذا العام، قائد العملية العسكرية الروسية في سوريا.
وأفادت مصادر جزائرية متابعة للزيارة بأن محدثي بونداريف مهتمون بالاطلاع على تطورات الحرب في أوكرانيا، ومنها مساعي فنلندا والسويد للانضمام لحلف شمال الأطلسي، وتهديد موسكو بنشر قواتها على حدودها مع فنلندا، في حال تم ذلك. وذكرت المصادر ذاتها، أن التعاون العسكري الثنائي في مقدمة مباحثات المسؤول الروسي. ورجحت تنظيم لقاء له مع الرئيس عبد المجيد تبون، العائد أمس من زيارة رسمية بتركيا.
والأحد، صرَح بونداريف، على قناته في تطبيق «تليغرام»، بأن رغبة فنلندا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي «تمثل خبراً مقلقاً، ليس من الناحية العسكرية بل من الناحية الجيوسياسية». وحمَل الولايات المتحدة المسؤولية عن «الضغط» على هلسنكي واستوكهولم، لدفعهما إلى الالتحاق بالناتو.
وبين الجزائر وروسيا، علاقات قوية في مجالات الدفاع والصناعة الحربية، وهذا منذ عهد الاتحاد السوفياتي. والجيش الجزائري مجهَز أساساً، بالعتاد الحربي الروسي. ومعظم صفقات السلاح التي أبرمتها الجزائر، منذ استقلالها عام 1962، كانت مع روسيا.
وتأتي زيارة بونداريف، بعد أسبوع من لقاءات جمعت وزير الخارجية سيرغي لافروف بالجزائر، مع كبار مسؤوليها. وقال في مؤتمر صحافي إنه بلَغ الرئيس تبون ووزير الخارجية رمطان لعمامرة «آخر التطورات العسكرية في دونباس، وحول حلفائنا المقاتلين». كما بحث معهما حسبه، «مختلف القضايا الدولية وملف الغاز في إطار أوبك»، مشيراً إلى «أننا نتفق مع الجزائر بشأن الوفاء بعقود الإمداد بالغاز». وباتت الجزائر محط اهتمام كثير من الدول الأوروبية، بعد انقطاع إمداداها بالغاز الروسي في بداية الحرب. وتم إبرام اتفاق بين الجزائر وإيطاليا، مطلع الشهر، لرفع كمية الغاز المصدَر إلى الشريك الأورومتوسطي.
وشكر لافروف الجزائر على «موقفها من الأزمة الأوكرانية وتفهمها»، ووصف الموقف العربي من الحرب بـ«المتزن والموضوعي». وتقول الجزائر إنها «تتمسك بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وعدم الانحياز إلى أي طرف في النزاعات المسلحة، وهي حريصة على تغليب لغة الحوار على لغة السلاح».
ويرتقب إجراء مناورات مشتركة للقوات البرية الروسية والجزائرية، في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، تخص مكافحة الارهاب، وذلك بالقاعدة العسكرية بشار، جنوب غربي الجزائر. ونقلت وكالة «تاس» عن مسؤولين روس، أن المناورات «ستكون عبارة عن تحركات تكتيكية للبحث عن الجماعات المسلحة غير الشرعية وكشفها وتدميرها. ومن المقرر أن يشارك في التدريبات، من الجانب الروسي، نحو 80 عسكرياً من المنطقة العسكرية الجنوبية».


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.