الشرطة الإسرائيلية تطالب بمحاكمة عضوين من «القائمة المشتركة» في الكنيست

عضو الكنيست أحمد الطيبي بمواجهة قوات الأمن الإسرائيلية في عزاء الصحفية شيرين أبو عقلة (إ.ف.ب)
عضو الكنيست أحمد الطيبي بمواجهة قوات الأمن الإسرائيلية في عزاء الصحفية شيرين أبو عقلة (إ.ف.ب)
TT

الشرطة الإسرائيلية تطالب بمحاكمة عضوين من «القائمة المشتركة» في الكنيست

عضو الكنيست أحمد الطيبي بمواجهة قوات الأمن الإسرائيلية في عزاء الصحفية شيرين أبو عقلة (إ.ف.ب)
عضو الكنيست أحمد الطيبي بمواجهة قوات الأمن الإسرائيلية في عزاء الصحفية شيرين أبو عقلة (إ.ف.ب)

أعلنت الشرطة الإسرائيلية، أمس (الاثنين)، أنها تقدمت بطلب إلى المستشارة القضائية للحكومة، غالي باهراف ميارا، بفتح تحقيق جنائي ضد النائبين أحمد الطيبي وعوفر كسيف من «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية، بادعاء أنهما قاما في حادثتين منفردتين، بعرقلة عمل رجال الشرطة وحتى الاعتداء عليهم ومنعهم من القيام بواجباتهم، والتدخل بعمل ضابط شرطة في أداء واجباته. وتتعلق التهمة ضد الطيبي بالاعتداء البوليسي على بيت عزاء الصحافية شيرين أبو عاقلة، في بيت حنينا، مساء الخميس الماضي. ففي ذلك المساء، قررت الشرطة الإسرائيلية إنزال كل علم فلسطيني، وراحت تطارد كل شاب يحمل العلم. ونشر في الشبكات الاجتماعية مقطع فيديو يظهر فيه النائب الطيبي وهو ينقذ شاباً مقدسياً من بين أيدي أفراد الشرطة. وسُمع الطيبي يقول لرجال الشرطة: «لقد كان يقف إلى جانبي... أنتم تفتعلون المشاكل». ويشاهد بعد ذلك الشاب وهو يهرب من المكان، فيما قالت مصادر صحافية: «إنه تم اعتقاله بعد مطاردته».
وقال وزير الأمن الداخلي، عومر بار ليف، في حينها، إنه ينظر بخطورة كبيرة إلى تصرف عضو الكنيست أحمد الطيبي، مضيفاً أن «رجال ونساء شرطة إسرائيل يعملون وسط ظروف معقدة، ومحاولة التشويش على عملهم أمر لا يطاق، وبالذات حينما يكون الحديث عن عضو كنيست يستغل الحصانة التي يمتلكها بشكل سيئ». ويتضح من الملابسات أن «د. أحمد الطيبي كان قد وصل إلى كنيسة اللقاء في بيت حنينا، حيث توجد عائلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة وجمهور المعزين، كما وجدت في المكان سيارات شرطة إسرائيلية وحرس حدود. وعندما قام رجال الشرطة باعتقال شابين فلسطينيين، تدخل لمنع اعتقال أحدهما وقال لهم إن هذا الشاب لم يفعل شيئاً فلماذا تعتقلونه؟».
وسارع عضو الكنيست اليميني إيتمار بن غفير، إلى إصدار بيان وصف فيه النائب الطيبي بأنه «مخرب»، مطالباً المستشار القضائي برفع الحصانة عن الطيبي وتقديمه للمحاكمة. في حين تقدم محامٍ إسرائيلي بشكوى للشرطة ضد الطّيبي بتهمة «إعاقة عمل الشرطة ومنع اعتقال متهم بالإخلال بالنظام». ورد الطيبي قائلاً: «شرطة الاحتلال تستفز مشاعر الناس من خلال مداهمة منزل الشهيدة شيرين أبو عاقلة، أولاً بإنزال علم فلسطين، ثم وجودها أمام كنيسة اللقاء واعتقال الشباب تعسفياً، ولذلك فإنني قمت بواجبي لمنع الظلم والاستفزاز بحق جمهور المعزين». وفي اليوم التالي (الجمعة الماضي)، نشر مقطع مصور للنائب عوفر كسيف يتصدى لجندي في الجيش الإسرائيلي حاول منعه من التقدم نحو مظاهرة تضامنية مناهضة لمخطط الاقتلاع في مسافر يطا، وقد عممته وسائل الإعلام التحريضية، متهمة كسيف بالاعتداء على جنود الاحتلال. وانضم رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، إلى التحريض، وكتب في تغريدة عبر «تويتر»: «سلوك النائب كسيف يشجع على العنف وهو يستغل حصانته البرلمانية للإضرار بالدولة». كما حرّض وزير الأمن الداخلي، بار ليف، على كسيف، متهماً إياه بضرب جندي بالجيش، واستغلال حصانته من أجل أهدافه السياسية. وقد رد كسيف، وهو النائب اليهودي في القائمة المشتركة، قائلاً، إنه توجه للمشاركة في مظاهرة تضامنية مناهضة لمخطط الاقتلاع في مسافر يطا، وقد قمعت قوات الاحتلال المظاهرة، مطلقة قنابل الصوت وحمت المستوطنين الإرهابيين الذين حاولوا الاعتداء على المتظاهرين. «وقد حاولت صد المعتدين بالتوجه الكلامي، فراحوا يدفعون بي جسدياً مع أنني أبلغتهم بأنني عضو كنيست». والمعروف أنه في حال قبول النيابة طلب الشرطة، سيكون على النائبين أن يتنازلا عن الحصانة أو يقرر الكنيست نزع حصانتهما البرلمانية.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

كردستان يرد على صهر صدام: إيران لم تقصف حلبجة بالكيماوي

معرض عن ذكرى قصف حلبجة بالسلاح الكيماوي عام 1988 (أ.ف.ب)
معرض عن ذكرى قصف حلبجة بالسلاح الكيماوي عام 1988 (أ.ف.ب)
TT

كردستان يرد على صهر صدام: إيران لم تقصف حلبجة بالكيماوي

معرض عن ذكرى قصف حلبجة بالسلاح الكيماوي عام 1988 (أ.ف.ب)
معرض عن ذكرى قصف حلبجة بالسلاح الكيماوي عام 1988 (أ.ف.ب)

تفاعلت أوساط عراقية مع المقابلة التي أجرتها «الشرق الأوسط» مع جمال مصطفى، صهر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وسكرتيره الثاني.

وردّاً على قوله إن إيران قصفت مدينة حلبجة (شمال العراق) بالسلاح الكيماوي نهاية الثمانينات، أصدرت حكومة إقليم كردستان بيان تكذيب، شدّدت فيه على أن «ما قاله صهر الديكتاتور العراقي السابق (صدام حسين) ملفق، وعارٍ عن الصحة».

رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني (إعلام حكومي)

وجاء في بيان لمكتب رئيس حكومة كردستان، مسرور بارزاني، أنه «في مقابلة مع صحيفة (الشرق الأوسط) أطلق شخص يُدعى جمال مصطفى التكريتي، صهر الديكتاتور العراقي السابق، ادعاءً يُنكر فيه الهجوم الكيماوي الذي اقترفه النظام البعثي السابق على حلبجة، وتمادى في ادعائه، ناسباً تصريحاً باطلاً لرئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، بأن (طائرتين إيرانيتين قصفتا حلبجة)».

وقال مكتب بارزاني: «إن رئيس حكومة الإقليم لم يسبق أن أدلى بمثل هذا التصريح»، وشدد البيان على أن «مرتكبي الهجوم الكيماوي على حلبجة هو النظام العراقي السابق نفسه، وكل الأدلة تُثبت قطعاً أنه مَن اقترف هذه الجريمة».

وكان جمال مصطفى قد قال في المقابلة التي أجراها مع رئيس تحرير «الشرق الأوسط»، غسان شربل، إن «إيران هي مَن قصفت حلبجة»، والشاهد على ذلك قبل فترة غير بعيدة، مسرور بارزاني، رئيس وزراء كردستان الذي أعلن «أن طائرتين إيرانيتين قصفتا حلبجة قبل دخول الإيرانيين إليها».

وتعرضت حلبجة في 16 مارس (آذار) 1988، إلى القصف بالأسلحة الكيماوية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 5 آلاف من مواطنيها، وإصابة ضعف هذا العدد، كثير منهم يعاني حتى اليوم من تأثيرات الغازات السامة، وفقاً لمؤسسات حكومية ومدنية في كردستان.

وفي يناير (كانون الثاني) 2010 حُكم بالإعدام على علي حسن المجيد، الملقب بـ«علي الكيماوي»، ابن عم صدام حسين، ونفذ فيه الحكم لمسؤوليته عن «مجزرة» حلبجة.

جمال مصطفى مع رئيس التحرير غسان شربل خلال المقابلة

وتفاعل مدونون في مواقع التواصل الاجتماعي مع تصريحات صهر صدام عن زعيم حزب «السيادة»، خميس الخنجر.

وقال مصطفى، إن المحققين (خلال فترة احتجازه) حاولوا تلفيق تهمة، مفادها أنه «أعطى قبل الاحتلال، خميس الخنجر، مائتين وخمسين مليون دولار، وقالوا له: إذا لم تعترف بذلك ستبقى في السجن طيلة عمرك».

وأكد صهر صدام، أن هذا «الادعاء لا أساس له من الصحة، رغم أنه كان على علاقة بالخنجر» بحكم «اهتمامه بملف العشائر».

واستعاد مدونون الجدل حول محاكمة أركان النظام السابق، في حين شكك عدد منهم في تصريحات جمال مصطفى حول تلك الحقبة.

وجمال مصطفى التكريتي، ضابط برتبة مقدم في الجيش العراقي، وعُيّن في جهاز حماية صدام، ومسؤول عن ملف شؤون القبائل والعشائر، وهو زوج «حلا»، الابنة الصغرى لصدام حسين.