ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء، أمس (الجمعة)، أن هجوماً صاروخياً استهدف حافلة عسكرية أسفر عن مقتل 10 جنود وإصابة تسعة آخرين في شمال غربي سوريا قرب الأراضي التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة على الحدود التركية. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن هذه هي الحصيلة الأكثر دموية منذ عامين في صفوف القوات الحكومية السورية في هذه المنطقة.
وقالت الوكالة الرسمية السورية (سانا)، «حوالي الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم (06.30 بتوقيت غرينتش) قام إرهابيون باستهداف حافلة مبيت عسكري بصاروخ في منطقة عنجارة بريف حلب الغربي»، حسب ما جاء في تقرير لوكالة «رويترز». وأضافت أن مسلحين استهدفوا السيارة بصاروخ مضاد للدبابات. ولم تذكر تفاصيل أخرى.
كان مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن، أفاد وكالة الصحافة الفرنسية في وقت سابق، بأن «فصائل متمركزة في ريف حلب الغربي» استهدفت الحافلة التي كانت «تقل مسلحين موالين لدمشق يتحدرون من بلدتي نبل والزهراء» ذات الغالبية الشيعية، مورداً حصيلة القتلى ذاتها.
ولم تتضح، وفق «المرصد»، هوية الفصائل التي أطلقت الصاروخ، علماً بأن «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) تسيطر على المنطقة، حيث توجد كذلك فصائل أخرى معارضة. لكن مواقع سورية معارضة أشارت إلى أن «الجيش الوطني» المدعوم من تركيا يقف وراء الهجوم. وذكرت معلومات لاحقاً أن طائرات روسية نفذت ضربة جوية في ريف عفرين غرب محافظة حلب رداً على الهجوم الذي نفذته المعارضة ضد قوات الحكومة السورية.
ويمثل شمال غربي سوريا، بالقرب من الحدود مع تركيا، آخر معقل رئيسي لمقاتلي المعارضة الذين يقاتلون الحكومة السورية في الحرب المستمرة منذ 11 عاماً. وتنتشر القوات التركية التي تدعم بعض جماعات المعارضة في المنطقة. ويسود الجمود منذ عدة سنوات خطوط المواجهة الرئيسية في الصراع الذي تفجر بعد احتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد عام 2011.
على صعيد آخر، أفاد تقرير لـ«المرصد السوري» بأن ميليشيات تابعة لإيران عمدت خلال الساعات الفائتة إلى استقدام تعزيزات جديدة إلى قاعدتها العسكرية التي جرى إنشاؤها مؤخراً في قرية حبوبة بين الخفسة ومسكنة بريف حلب الشرقي، قبالة مناطق نفوذ «قوات سوريا الديمقراطية» على الضفة الأخرى من نهر الفرات. وأوضح أن التعزيزات ضمت أسلحة وذخائر وصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى إيرانية الصنع، وصلت على متن شاحنة وآليات دفع رباعي قادمة من مناطق نفوذ الميليشيات الإيرانية في منطقة غرب الفرات بدير الزور.
كذلك أشار «المرصد» إلى أن الميليشيات الإيرانية، تحديداً ميليشيا «فاطميون» الأفغانية، تواصل استقطاب السوريين في ريف حلب الشرقي «عبر العزف على وتر الأوضاع المعيشية الكارثية ضمن عموم مناطق نفوذ النظام السوري». وتابع أن تعداد المجندين لصالح تلك الميليشيات ارتفع إلى نحو 2810 منذ تصاعد عمليات التجنيد في فبراير (شباط) 2021، وتتركز عمليات التجنيد في مناطق مسكنة والسفيرة ودير حافر وبلدات وقرى أخرى شرق حلب. وتتم هذه العمليات «عبر عرابين ومكاتب تقدم سخاءً مادياً»، حسب «المرصد».
على صعيد آخر، بدأت في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي أعمال المرحلة الأولى من مشروع ترميم قوس النصر الأثري الشهير الذي تم تدميره جراء هجمات تنظيم «داعش» عام 2015، حسب ما أوردت وكالة «سانا». وتنفذ عملية الترميم بالتعاون بين وزارة الثقافة السورية (المديرية العامة للآثار والمتاحف) والأمانة السورية للتنمية ومركز إنقاذ ترميم الآثار التابع لمعهد تاريخ الثقافة المادية لأكاديمية العلوم الروسية.
وقال معاون مدير الآثار والمتاحف الدكتور همام سعد لـ«سانا»، إن هذه المرحلة تشمل «توثيق كل ركام الأحجار الأساسية الموجودة بموقع القوس المنهار، ثم إزاحة تلك الحجارة إلى موقع قريب وتوزيعها إلى قطاعات وترقيمها وفق تسلسل علمي ومنهجي حسب وجودها على المخططات القديمة». وكشف سعد «عن مشاريع أثرية أخرى بمدينة تدمر سيتم البدء بها بعد الانتهاء من مشروع ترميم قوس النصر، أبرزها ترميم معبد بعل شمين وموقع المصلبة (التترابيل) وواجهة مسرح تدمر الأثري ومعبد بل الشهير».
وتنتشر قوات روسية في مدينة تدمر بعد مساعدتها قوات الحكومة السورية في طرد «داعش» من هذه المدينة الأثرية، علماً بأن التنظيم أجرى عمليات إعدام جماعي في مسرح المدينة التي خضعت لسيطرته في أوج قوته عام 2015، وتنتشر أيضاً قوات مرتبطة بإيران في نقاط في المدينة وحولها. لكن تنظيم «داعش» ما زال يشن هجمات في المنطقة انطلاقاً من مخابئه المنتشرة في عمق البادية السورية.