دراسة: طريقتان لعلاج آلام الحبل الشوكي وتقلص العضلات

دراسة: طريقتان لعلاج آلام الحبل الشوكي وتقلص العضلات
TT

دراسة: طريقتان لعلاج آلام الحبل الشوكي وتقلص العضلات

دراسة: طريقتان لعلاج آلام الحبل الشوكي وتقلص العضلات

قلة النوم وصعوبة الحركة والإصابات الناتجة عن الاصطدام بشيء ما عن طريق الخطأ ليست سوى بعض التحديات التي يواجهها الذين يعانون من تشنجات عضلية لا إرادية مؤلمة في كثير من الأحيان.
ومع ذلك، كشفت دراسة أجرتها جامعة إديث كوان (ECU) عن الخلايا العصبية الحركية في العمود الفقري نشرت بمجلة «علم وظائف الأعضاء» أن هناك طريقتين يمكن أن تجعل الحبال الشوكية أقل «استثارة» ويمكن استخدامها في علاج التشنجات العضلية، وذلك حسبما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.
وحسب الموقع، فانه لتحريك أجسادنا، يرسل الدماغ رسائل إلى العضلات عبر هذه العصبونات الحركية في العمود الفقري والتي، بفضل «التيارات الداخلية المستمرة»، يمكنها تضخيم الإشارات العصبية حتى لا يحتاج الدماغ إلى العمل بجد لشد عضلاتنا.
ولتوضيح الأمر أكثر، قال الدكتور ريكاردو ميسكيتا الباحث الرئيسي للدراسة «إن هذا التضخيم مهم للغاية، ولكنه قد يكون أيضًا مشكلة بعد أي إصابة في الحبل الشوكي... فان قوى التضخيم هذه عظيمة، لكن في بعض الأحيان يمكن أن تكون أكثر من اللازم... فعندما تريد الجري بسرعة للحافلة، فأنت تريد هذا التضخيم؛ وتظهر الدراسات أنه بدونها لن نكون قادرين على إنتاج أكثر من 40 في المائة من القوة القصوى المعتادة. لكن في الوقت نفسه، نعلم أن بعض الحالات السريرية تتميز بفرط الاستثارة في العصبونات الحركية الشوكية، ومع استمرار هذا التضخيم دون أي تثبيط لإيقافه يمكن أن يؤدي إلى تقلصات عضلية لا إرادية قد تكون مؤلمة وتسبب إصابات عندما يصطدم الناس بشيء عرضي فتقيد حركتهم وتوقظهم من النوم في الليل».

- حاول أن تستريح
يحدد الدكتور ميسكيتا نوعين من الأساليب المتعارضة على ما يبدو والتي يمكن أن تقلل من هذا التضخيم العصبي، والتي يمكن أن تخضع لمزيد من البحث لجعل الحياة أسهل للأشخاص الذين يعانون من تشنجات عضلية لا إرادية؛ الأول يتضمن التحفيز الكهربائي لأعصاب معينة، والذي وجد البحث أنه يمكن أن يقلل من تضخم الحبل الشوكي، ويوضح «إذا ثبت أن هذه الطريقة فعالة سريريًا، فيمكننا وضع ضمادة بشكل استراتيجي وإرسال تحفيز كهربائي حيثما يكون ضروريًا لتثبيط العضلات بالتشنجات. كما يمكن أن تكون هذه المحفزات تلقائية، بسبب النشاط الكهربائي للعضلة أو قوة التشنج نفسها، أو يمكن أن تكون يدوية حيث يضغط الناس على زر عندما يكون لديهم تشنج».

- حاول أن تسترخي
كما يحدد ميسكيتا اسلوبا آخر يقلل من التضخيم العصبي هو «الاسترخاء» قائلا «يتم تعزيز التضخيم بواسطة مواد كيميائية خاصة مثل السيروتونين والنورادرينالين التي نطلقها عندما نتحرك. لذا يجب تقليل هذه المواد الكيميائية عندما نشعر بالاسترخاء أكثر مما نشعر به عندما نقلص العضلات أو نشعر بالتوتر. لذلك، في بعض الحالات مثل إصابة الدماغ أو التصلب المتعدد، قد يكون لدى علاجات الاسترخاء القدرة على تقليل هذا التضخيم وشدة التشنجات».
ويؤكد ميسكيتا أن خيارات العلاج الحالية مثل الأدوية والعمليات الجراحية باهظة الثمن وغالباً ما تكون لها آثار جانبية. مبينا «ان تقنيات التحفيز والاسترخاء الكهربائية يمكن أن تكون بدائل غير دوائية أو تستخدم مع علاجات أخرى.. الآن وقد أظهرنا كيف يمكننا تقليل هذا التضخيم العصبي لدى الأشخاص الذين لا يعانون من اضطرابات عصبية، فإن الخطوة التالية ستكون تطوير بروتوكولات علاجية لمعرفة ما إذا كانت فعالة في الأشخاص الذين يعانون من هذه الأعراض، فاذا كانت كذلك، يمكن أن تبدأ التجارب السريرية بعد ذلك بفحص الفعالية السريرية طويلة المدى».


مقالات ذات صلة

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».