السيسي: الدولة المصرية تسير في طريقها الصحيح نحو العمل والبناء رغم المصاعب

افتتح أعمال تطوير عدد من مصانع الجيش وأجرى مشاورات هاتفية مع كاميرون

ضابطة مصرية تتحدث إلى سيدات في عربة مخصصة للنساء في المترو بمحطة الشهداء التي كانت تعرف باسم محطة حسني مبارك قبل ثورة يناير (أ.ب)
ضابطة مصرية تتحدث إلى سيدات في عربة مخصصة للنساء في المترو بمحطة الشهداء التي كانت تعرف باسم محطة حسني مبارك قبل ثورة يناير (أ.ب)
TT

السيسي: الدولة المصرية تسير في طريقها الصحيح نحو العمل والبناء رغم المصاعب

ضابطة مصرية تتحدث إلى سيدات في عربة مخصصة للنساء في المترو بمحطة الشهداء التي كانت تعرف باسم محطة حسني مبارك قبل ثورة يناير (أ.ب)
ضابطة مصرية تتحدث إلى سيدات في عربة مخصصة للنساء في المترو بمحطة الشهداء التي كانت تعرف باسم محطة حسني مبارك قبل ثورة يناير (أ.ب)

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس إن «الدولة المصرية تسير في طريقها الصحيح نحو العمل والبناء، رغم كافة التحديات والمصاعب التي تواجهها»، مشيرا إلى أنه «لن يستطيع الشر أن ينال من مصر وشعبها طالما كان هناك يقظة من الجميع».
وافتتح السيسي أمس أعمال تطوير عدد من مصانع القوات المسلحة لإنتاج أحدث أنواع السيارات والمركبات والعربات المدرعة، كما أجرى مشاورات هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون هنأه فيها بفوزه بالانتخابات، والتقى مدير عام منظمة اليونيسكو إيرينا بوكوفا في القاهرة.
وأكد السيسي أن «مصر لن تتقدم إلا بالعمل والتحام كل مسؤول في مؤسسات الدولة كبيرا أو صغيرا، وفي كافة القطاعات مع مرؤسيه وعدم ترك شبابنا دون تواصل وحوار من أجل مستقبل بلدهم»، موضحا أن «الهدف من زيارته وافتتاحه عددا من المصانع ليس المعدات، وإنما إيصال رسالة للجميع في الدولة، وخاصة المسؤول أيا كان بضرورة التواصل».
وتابع: «الشر لن يستطيع أن ينال من مصر وشعبها طالما كان هناك يقظة من الجميع.. إننا قادرون بعددنا ومؤسساتنا أن نفعل الكثير الذي نؤمن به أولادنا وأسرنا وبلادنا ومستقبلنا، وأن نشكل وعيا حقيقيا بالعمل الجاد وإعلاء المصالح العليا للوطن».
وشاهد السيسي فيلما تسجيليا تضمن مراحل تطوير المنظومة الفنية لسلاح المركبات، وإنشاء الورش الرئيسية التي تضم مركزين تخصصين وعشرة مصانع لإنتاج قطع الغيار والمعدات الثقيلة باستخدام أحدث النظم المتطورة. كما تفقد عددا من المصانع التي تم تطويرها وفقا لأحدث النظم العالمية ومعرضا للعربات المدرعة.
وقد قام السيسي بالتوقيع على أول بطارية مصنعة بالكامل بأيد ومكونات مصرية خالصة تحمل شعار «صنع في مصر» ليتم تدشين أول مصانع البطاريات ذات المواصفات القياسية العالمية. وأشاد بالمستوى المتميز والروح المعنوية العالية لرجال القوات المسلحة.
وأكد أن الدولة المصرية تسير في طريقها الصحيح نحو العمل والبناء رغم كافه التحديات والمصاعب التي تواجهها، مطالبا الشعب المصري باستكمال مسيرته لبناء المستقبل والنهوض بمصر إلى المكانة التي تستحقها بين الأمم والشعوب، مؤكدا أنه لا يوجد مستحيل طالما كان المصريون على قلب رجل واحد.
من جهة أخرى، أجرى السيسي اتصالا هاتفيا أمس برئيس الوزراء البريطاني، وجه له فيه التهنئة على فوز حزب المحافظين الذي يترأسه بالانتخابات البرلمانية، وتناول تطور الأوضاع الداخلية في مصر، حيث أكد الرئيس الحرص على إرساء دولة القانون في مواجهة الإرهاب والتطرف، وكذلك الفصل بين السلطات، فضلا عن العمل على تحقيق التوازن بين استتباب الأمن والاستقرار من جانب، وتعزيز الحقوق والحريات من جانب آخر.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أعرب عن تطلع مصر للعمل مع الجانب البريطاني في إطار من التعاون والتنسيق المشترك من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، ولا سيما في مجال مكافحة الإرهاب، كما وجه دعوة لكاميرون لحضور الاحتفال الذي تقيمه مصر بافتتاح قناة السويس الجديدة في أغسطس (آب) المقبل.
وأضاف المتحدث أن كاميرون أكد تطلع الجانب البريطاني لتعزيز علاقات التعاون مع مصر في الفترة القادمة، خاصة على صعيد الاستثمارات المباشرة في مصر، منوهاً إلى أنه سيهتم بتشجيع وتنمية هذه الاستثمارات خلال المرحلة المقبلة.
في السياق ذاته، التقى السيسي أمس إيرينا بوكوفا، مدير عام منظمة اليونيسكو. وقد أعربت مدير عام اليونيسكو عن سعادتها بزيارة مصر، مؤكدة على دورها الرائد في العالم العربي والإسلامي، فضلاً عن ثقافتها متعددة الروافد وتراثها الحضاري الثري.
ونوهت بوكوفا لاستعداد المنظمة لتطوير تعاونها ودعمها لمصر في مختلف المجالات استنادا لتاريخ التعاون الوثيق بين مصر والمنظمة، وعرضت جهود المنظمة في الكثير من المجالات ومن بينها التنمية البشرية وتدريب الكوادر.
ووجه السيسي الشكر للمنظمة على جهودها ومساهمتها في ترميم مقتنيات متحف الفن الإسلامي بعد الحادث الإرهابي الذي تعرض له في يناير (كانون الثاني) 2014. كما نوه إلى الأهمية المضاعفة التي يكتسبها عمل المنظمة في المرحلة الراهنة، لا سيما بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط التي تواجه الكثير من التحديات، مؤكدا أهمية الأبعاد الثقافية والفكرية ودورها الأساسي في جهود مكافحة الإرهاب بحيث تتم بشكل شامل لا يقتصر فقط على الجوانب العسكرية والأمنية.
وأعرب السيسي عن أسفه لتزايد أعمال التدمير المتعمد من قبل الجماعات الإرهابية للتراث الثقافي، وكذلك الاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية، الأمر الذي يمثل ضررا بالغا للتراث الثقافي للإنسانية بأكملها.
وقد أكد الرئيس أهمية إنشاء مركز إقليمي لأفريقيا يتبع منظمة اليونيسكو من أجل تدريب الكوادر الأفريقية على مختلف الأعمال المتحفية، والحفاظ على الممتلكات الثقافية وتخزينها وترميمها بالشكل العلمي الجيد، وأهمية التعاون مع اليونيسكو للاستفادة من البرامج المقدمة من المنظمة في مجال دعم قدرات الشباب وتوعيتهم.



سباق بين سلالات حاكمة تاريخية على عرش إيران

أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
TT

سباق بين سلالات حاكمة تاريخية على عرش إيران

أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)
أنصار شاه إيران السابق يرفعون صورته وصورة نجله خلال مشاركتهم في مظاهرة للمعارضة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأسبوع الماضي (أ.ب)

وسط غابة خضراء في مكان مجهول، وقف رجل سبعيني ليخاطب الإيرانيين بالفيديو باقتباسات من كبار الشعراء الفارسيين، معلناً أنه «شاه عباس سلجوقي، ملك الملوك وإمبراطور إيران، آخر المتبقين من سلالة السلاجقة، ومن الأتراك الإيرانيين».
قد تبدو مزاعم الرجل في حكم إيران مثار تندر، نظراً إلى أن إمبراطورية السلالة السلجوقية التي يدعي التحدر منها أفلت قبل أكثر من ثمانية قرون. لكنه مجرد متسابق بين كثيرين يحاولون طرح أنفسهم بديلاً للنظام الحالي، في ظل تزايد السخط الشعبي على أدائه.

وتداولت فيديوهات لأشخاص يزعمون انتسابهم إلى السلاسات التي حكمت إيران بعد سقوط الصفوية في القرن الثامن عشر، وبعضهم يرشح نفسه لاستعادة عرش أجداده.
وأصبح الشغل الشاغل للإيرانيين على شبكات التواصل الاجتماعي تتبع أخبار من يتحدرون من السلالات التاريخية التي حكمت بلادهم قبل قرون، عبر فيديوهات مزاعم حق العرش التي تثير دهشتهم أو منشورات ساخرة.

صراع على تركة القاجار

ونشر شخص يدعي بابك ميرزا قاجار يقول إنه يتحدر من السلالة القاجارية التي حكمت البلاد من 1794 حتى 1925، قبل إطاحة آخر ملوكها أحمد شاه قاجار، على يد رئيس وزرائه رضا خان بهلوي الذي جلس على العرش وأسس الحكم البهلوي.
وقبل أيام، أعادت قناة «تي آرتي» التركية في خدمتها الفارسية التذكير بتقرير نشر في عام 2016 يزعم وجود أحد أحفاد السلسلة القاجارية في إسطنبول. ونقلت عمن وصفته بأنه «بابك ميرزا أحد الباقين من سلالة القاجار الإيرانية»: «في هذا التوقيت المضطرب، أرى تقارباً في العلاقة بين تركيا وإيران... أنا قادم من إيران وأتحدث التركية، وأكثر من نصف الإيرانيين قادرون على فهم اللغة التركية».

وتداول مغردون بياناً لـ«رابطة قاجار»، ومقرها جنيف وتقول إنها تمثل أبناء السلالة القاجارية، نفى أي صلة بين بابك ميرزا والقاجار. وقالت الرابطة: «اطلعنا على مزاعم شخص يدعى بابك بيتر بادار ويدعي وراثة العرش والتاج الملكي للقاجاريين، وينوي بهذه الأوهام القيام بأنشطة سياسية. هذا الشخص غير معروف للرابطة وأطلعت على وجوده عبر وسائل الإعلام».
وأضاف بيان الرابطة: «نحن كأسرة القاجار نقف إلى جانب الشعب الإيراني، ونطرد أي شخص يحاول انتحال هوية مزيفة للوصول إلى مصالح شخصية واستغلال الأوضاع الصعبة».

«دار المجانين»

وبينما انشغل الإيرانيون بمتابعة صور وفيديوهات بابك ميرزا، ظهر فيديو الرجل السبعيني الذي وقف في الغابة معلناً أنه «شاه عباس سلجوقي ملك الملوك وإمبراطور إيران».
وكتب مغرد يدعى فريد خان: «بعد بابك ميرزا قاجار، ظهر أمير سلجوقي هو الأمير عباس سلجوقي كبير أسرة السلاجقة ومن دعاة إعادة تأسيس النظام الشاهي في إيران... البلاد تحولت إلى دار المجانين».
وقال مغرد آخر: «الأمير عباس سلجوقي مستعد للتنافس مع أربعة مرشحين من السلالة الصفوية والأفشارية والقاجارية والبلهوية الذين أعلنوا استعدادهم مسبقاً لإعادة تأسيس النظام الشاهي».
وكتبت مغردة تدعى شرارة: «في سباق العودة التاريخي، ظهر أمير سلجوقي... على أمراء السلاسات الأخرى الإسراع لأن الغفلة تؤدي إلى الندم، على رضا بهلوي الانتحار لأن منافسيه يزدادون».
ورضا بهلوي هو نجل شاه إيران السابق الذي يلتف حوله أنصار والده وبعض المشاهير، لطرح بديل لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران. لكن نجل الشاه يواجه معارضة من شريحة واسعة بين أبناء الشعوب غير الفارسية، مثل الأكراد والعرب والأتراك والبلوش.
وتأتي الظاهرة الجديدة بينما تحاول السلطات الإيرانية إخماد الاحتجاجات بأساليب من بينها التوسع في عقوبة الإعدام وتنفيذها حتى الآن في أربعة متظاهرين.
وكان لافتاً خلال الأيام الأخيرة نشر فيديوهات من قنوات «الحرس الثوري» تشبه النظام الحالي بالحكم الصفوي الذي حاول منافسة العثمانيين على حكم العالم الإسلامي.