«مربوحة» مفاجأة الجزء السادس من «الكبير أوي»

المسلسل المصري ينتزع الضحكات بخلطة كوميدية مضمونة النجاح

{الكبير أوي} يلقى تفاعلاً جماهرياً (الشرق الأوسط)
{الكبير أوي} يلقى تفاعلاً جماهرياً (الشرق الأوسط)
TT

«مربوحة» مفاجأة الجزء السادس من «الكبير أوي»

{الكبير أوي} يلقى تفاعلاً جماهرياً (الشرق الأوسط)
{الكبير أوي} يلقى تفاعلاً جماهرياً (الشرق الأوسط)

كانت الدراما المصرية في أغسطس (آب) من عام 2010. على موعد مع تجربة مختلفة بطلها النجم الشاب - آنذاك - أحمد مكي الذي اشتهر بأسلوب جديد في عالم الضحك، مستوحى من مفردات شباب العصر، وأغاني الراب لا سيما في فيلميه «إتش دبور» و«طير أنت»، تمثلت التجربة الجديدة في مسلسل «الكبير أوي»، الذي يمزج مفردات الصعيد بكل ما يحمله من جاذبية للمشاهد مع عالم «السوشيال ميديا» وقاموس العصر في قالب كوميدي ساخر قادر على توليد الضحك الناتج عن المفارقات الدرامية والتناقضات بين الشخصيات.
تفاعل الجمهور بشكل كبير مع تلك «التركيبة» الجديدة التي تدور في قرية بعيدة منسية تسمى «الأزاريطة» يحكمها عمدة مستبد يلجأ للقسوة حفاظاً على هيبته هو «الكبير أوي»، الذي يجسد شخصيته أحمد مكي، إنه عمدة يبحث كذلك عن مسايرة العصر ويلم بقشور الثقافة الحديثة، لكنه محاط بحفنة من الأتباع مدعي الذكاء، والسذج خفيفي الظل أبرزهم «هجرس»، الذي جسد شخصيته الفنان محمد سلام، و«فزاع» الذي جسد شخصيته الفنان هشام إسماعيل، والحارس الشخصي العملاق «أشرف» الذي جسد شخصيته الفنان حسين أبو حجاج.


                                       رحمة أحمد -  النجم أحمد مكي (الشرق الأوسط)

المفارقة الكبرى كانت في ظهور أخ له ينازعه منصب العمدة هو «جوني» الذي تربى في الولايات المتحدة وجاء بثقافة وافدة متحررة مخالفة تماماً لقيم المجتمع المحافظ في قرى ونجوع جنوب مصر، ثم ظهر «حزلقوم» الأخ الثالث للكبير وجوني كشخصية محدودة الذكاء، متواضعة الوعي، طفولية الاهتمامات، ساذجة في أحلامها.
وجسد مكي كلاً من الشخصيتين الوافدتين ببراعة، وفق نقاد ومتابعين، نظراً للتناقض الرهيب والمضحك بين الشخصيات الثلاث في القاموس اللغوي وطريقة النطق الملابس والإكسسوارات وطريقة التفكير.
بعد سلسلة من التجارب السينمائية والتلفزيونية تراوحت بين النجاح والإخفاق، يعود مكي، لينافس في دراما رمضان لهذا العام بأيقونته المجربة، في الجزء السادس من «الكبير أوي»، يحافظ المؤلف أحمد صقر والمخرج أحمد الجندي على الحبكة العامة ومعظم الشخصيات الأساسية مع إضافة عدد من الخطوط الدرامية التي قد تحمل بعض المفاجآت. وعلى سبيل المثال، يفقد الكبير زوجته «هدية»، التي جسدت شخصيتها بكفاءة النجمة دنيا سمير غانم، ويتكفل بتربية ابنيه منها «جوني» و«العترة» لكنه يفاجأ بالأخير وقد تحول فجأة من طفل بملامح بريئة لا يتجاوز عمره سبع سنوات إلى شاب ضخم الجثة بشارب كث وبدانة واضحة نتيجة تناوله بعض الحليب الذي يحمل تركيبة كيمائية خاصة وضعها د. ربيع، «الطبيب الفاشل»، الذي يجسد شخصيته النجم بيومي فؤاد.
هناك أيضاً تحول دراماتيكي في شخصية «جوني» حيث يتعرض لحالة من الاكتئاب الشديد فيدمن الطعام ويصاب بالبدانة المفرطة ويصبح كسولاً للغاية لا يكاد يغادر مكانه بعد أن كان معروفاً بالحيوية والنشاط ومصدر إلهام في الحفاظ على الرشاقة.
وتعد مفاجأة المسلسل الكبرى، هي الوجه الجديد، الفنانة الشابة رحمة أحمد، التي جسدت دور «مربوحة»، زوجة الكبير الجديدة التي صنعت معه «ثنائياً» كوميدياً بتلقائيتها وقدرتها على إضحاك الجمهور دون افتعال عبر تجسيد شخصية الفتاة الساذجة، عديمة الخبرة، لكنها تتمتع بطيبة القلب ويقظة الضمير.
وتصدرت «مربوحة» الترند لعدة أيام لكن جمهور مواقع التواصل انقسم في تقييمها إلى فريق يراها تمثل مستقبل الضحك في مصر بموهبتها، وما تملكه من حضور آسر على الشاشة، بينما رأى آخرون أن الاحتفاء المبالغ فيه يعد «خيانة» لدنيا سمير غانم التي كانت أحد الأسباب الرئيسية لنجاح العمل طوال خمسة أجزاء وتعرضت لفقد والديها النجمين سمير غانم ودلال عبد العزيز في مدة تقل عن ثلاثة أشهر.
المقارنة بدنيا سمير غانم، يبدو أنها أزعجت رحمة أحمد، التي سارعت إلى التوضيح أنها ترفض هذه المقارنة لأنها أصلاً إحدى معجبات دنيا، وتعشق أداءها، موجهة في منشور عبر صفحتها على «فيسبوك» الشكر إلى النجم أحمد مكي الذي منحها هو والمخرج أحمد الجندي «فرصة عمرها» كي تعبر عن نفسها وتظهر ما لديها من إمكانات.
ويعتبر الناقد الفني محمد عبد الرحمن، أن أحمد مكي يعود إلى «المنطقة الآمنة» في علاقته بالجمهور وهي الكوميديا رغم نجاحه في دور ضابط الشرطة في مسلسل «الاختيار 2» لكن مسلسله السابق «خلصانة بشياكة» لم يحقق النجاح المنشود، مشيراً إلى أن ميزة «الكبير أوي» تكمن في أنه مسلسل يجمع بين الشخصيات التي أحبها الجمهور وارتبط بها وهي الثلاثي «الكبير وجوني وحزلقوم».
ويضيف عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «يشهد الجزء السادس من المسلسل رهاناً ناجحاً على تجديد دماء العمل من خلال الاستعانة بوجوه جديدة تتمثل في رحمة أحمد، وحاتم صلاح، ومصطفى غريب، جنباً إلى جنب مع الأسماء القديمة الناجحة».


مقالات ذات صلة

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
TT

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)

سادت أجواء البهجة منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر في مصر، حيث احتشد المصلون من مختلف الأعمار في ساحات المساجد، وسط تكبيرات العيد التي ترددت أصداؤها في المحافظات المختلفة.
وشهدت ساحات المساجد زحاماً لافتاً، مما أدى إلى تكدس المرور في كثير من الميادين، والمناطق المحيطة بالمساجد الكبرى بالقاهرة مثل مسجد الإمام الحسين، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة زينب، وكذلك شهدت ميادين عدد من المحافظات الأخرى زحاماً لافتاً مع صباح يوم العيد مثل ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وتبدأ مع صلاة العيد أولى مباهج الاحتفالات عبر «إسعاد الأطفال»، وفق ما تقول ياسمين مدحت (32 عاماً) من سكان محافظة الجيزة (غرب القاهرة). مضيفةً أن «صلاة العيد في حد ذاتها تعد احتفالاً يشارك الأهالي في صناعة بهجته، وفي كل عام تزداد مساحة مشاركة المصلين بشكل تطوعي في توزيع البالونات على الأطفال، وكذلك توزيع أكياس صغيرة تضم قطع حلوى أو عيدية رمزية تعادل خمسة جنيهات، وهي تفاصيل كانت منتشرة في صلاة العيد هذا العام بشكل لافت»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

بالونات ومشاهد احتفالية في صباح عيد الفطر (وزارة الأوقاف المصرية) 
ويتحدث أحمد عبد المحسن (36 عاماً) من محافظة القاهرة، عن تمرير الميكروفون في صلاة العيد بين المُصلين والأطفال لترديد تكبيرات العيد، في طقس يصفه بـ«المبهج»، ويقول في حديثه مع «الشرق الأوسط» إن «الزحام والأعداد الغفيرة من المصلين امتدت إلى الشوارع الجانبية حول مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة (مصر الجديدة)، ورغم أن الزحام الشديد أعاق البعض عند مغادرة الساحة بعد الصلاة بشكل كبير، فإن أجواء العيد لها بهجتها الخاصة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة لا سيما في سنوات (كورونا)».
ولم تغب المزارات المعتادة عن قائمة اهتمام المصريين خلال العيد، إذ استقطبت الحدائق العامة، ولعل أبرزها حديقة الحيوان بالجيزة (الأكبر في البلاد)، التي وصل عدد الزائرين بها خلال الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد إلى ما يتجاوز 20 ألف زائر، حسبما أفاد، محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، في تصريحات صحافية.
ويبلغ سعر تذكرة حديقة الحيوان خمسة جنيهات، وهو مبلغ رمزي يجعل منها نزهة ميسورة لعدد كبير من العائلات في مصر. ومن المنتظر أن ترتفع قيمة التذكرة مع الانتهاء من عملية التطوير التي ستشهدها الحديقة خلال الفترة المقبلة، التي يعود تأسيسها إلى عام 1891، وتعد من بين أكبر حدائق الحيوان في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة، حيث تقع على نحو 80 فداناً.