«المركزي» الروسي يخفف قيود بيع الدولار للأفراد

روس يسيرون أمام مكتب صرافة في موسكو فبراير الماضي (أ.ب)
روس يسيرون أمام مكتب صرافة في موسكو فبراير الماضي (أ.ب)
TT
20

«المركزي» الروسي يخفف قيود بيع الدولار للأفراد

روس يسيرون أمام مكتب صرافة في موسكو فبراير الماضي (أ.ب)
روس يسيرون أمام مكتب صرافة في موسكو فبراير الماضي (أ.ب)

سمح البنك المركزي الروسي ابتداء من اليوم (الاثنين) للبنوك، ببيع الدولار «نقداً» للأفراد، وذلك بعد أن حظره في مارس (آذار) الماضي، جراء الضغوط التي تعرضت لها العملة الروسية.
وبناء على بيان نشره المركزي الروسي في وقت سابق من الشهر الجاري، يمكن للبنوك في روسيا بيع الدولارات التي اشترتها البنوك منذ 9 أبريل (نيسان) الحالي تحديداً، أي أنه يمكن للبنوك بيع الدولارات التي تم شراؤها بعد هذا التاريخ للأفراد، وفقاً لما ذكرته قناة «آر تي عربية» اليوم.
وبعد انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فرضت الدول الغربية، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، عقوبات اقتصادية على موسكو.
وفي ظل ذلك، أعلن البنك المركزي الروسي في 9 مارس الماضي، مجموعة من الإجراءات لضمان الاستقرار المالي في البلاد، منها حظر بيع العملات الأجنبية (الدولار) نقداً للأفراد.
كذلك قرر المركزي الروسي أن يكون حد السحب من الودائع القائمة بعملات أجنبية عند عشرة آلاف دولار، وكان من المفترض أن تطبق القيود للفترة من 9 مارس 2022 حتى 9 سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، إلا أن المركزي قرر الأسبوع الماضي استئناف بيع الدولار للأفراد بدءاً من اليوم (الاثنين).
وفي سوق العملات، ارتفع سعر صرف الدولار صباح اليوم (الاثنين)، بنحو طفيف بواقع 2 كوبيك (الروبل = 100 كوبيك) إلى 80.04 روبل، فيما صعد اليورو بواقع 9 كوبيكات إلى 85.44 روبل، وفقاً لبيانات بورصة موسكو.


مقالات ذات صلة

أضخم هجوم أوكراني في العمق الروسي يواكب مفاوضات كييف وواشنطن

أوروبا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (رويترز) play-circle

أضخم هجوم أوكراني في العمق الروسي يواكب مفاوضات كييف وواشنطن

أوكرانيا تقصف منشآت في روسيا وتهاجم بـ337 مسيّرة، وموسكو تحذر من «تفاؤل مفرط» بخطوات ترمب، وترفض نشر قوات سلام في أوكرانيا.

رائد جبر (موسكو) «الشرق الأوسط» (كييف) «الشرق الأوسط» (باريس)
تحليل إخباري ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في جدة... مايو 2023 (واس) play-circle 00:21

تحليل إخباري بتوجيه من ولي العهد... التزام سعودي بدعم جهود حل الأزمة الأوكرانية - الروسية

منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية - الروسية، كثّف ولي العهد السعودي، اتصالاته لدعم الجهود والمساعي الدولية الهادفة إلى حل للأزمة الأوكرانية - الروسية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
الخليج من اليسار: مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الدولة السعودي مساعد العيبان، ورئيس مكتب الرئاسة الأوكراني أندريي يرماك، ووزير الدفاع الأوكراني روستم عمروف خلال المباحثات في جدة اليوم (أ.ف.ب) play-circle

كييف تشيد ببداية «بنّاءة» للمباحثات الأميركية - الأوكرانية في جدة

انطلقت في مدينة جدة السعودية قبل قليل محادثات أميركية - أوكرانية وُصفت بـ«الحاسمة» لترميم العلاقات وإنهاء الحرب الروسية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
آسيا منزل سكني اشتعلت فيه النيران بعد هجوم بطائرة مسيرة شنته أوكرانيا مؤخراً وفقاً للسلطات المحلية (رويترز)

بكين تأمل في «حل عادل ودائم» للحرب بأوكرانيا

أعربت الصين اليوم (الثلاثاء)، عن أملها في التوصل إلى «حل عادل ودائم» للحرب في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (بكين)
أوروبا جنود أوكرانيون يقفون بالقرب من مركبة عسكرية على الحدود الروسية بمنطقة سومي بأوكرانيا 16 أغسطس 2024 (رويترز)

تقرير: أوكرانيا ستقترح وقف إطلاق نار محدوداً خلال محادثات مع الولايات المتحدة في السعودية

قال مسؤولان أوكرانيان كبيران، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لوكالة أسوشييتد برس للأنباء، إن وفداً أوكرانياً من المقرر أن يجتمع مع وزير الخارجية الأميركي.

«الشرق الأوسط» (كييف)

ترمب يخلق حالة من عدم اليقين الاقتصادي ويثير مخاوف الركود

متداول في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداول في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
TT
20

ترمب يخلق حالة من عدم اليقين الاقتصادي ويثير مخاوف الركود

متداول في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداول في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

شهدت الجلسة الافتتاحية لسوق الأسهم الأميركية، يوم الثلاثاء، ارتفاعاً ضعيفاً بعد خسائر حادة، يوم الاثنين، مع تنامي المخاوف من تباطؤ الاقتصاد وإمكانية الدخول في حالة ركود بسبب حرب الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، وهو ما قال محللون إنه قد يؤدي إلى ضغوط تضخمية وتباطؤ اقتصادي.

هذا الانخفاض الكبير في «وول ستريت» دفع ترمب إلى اتخاذ قرار بلقاء رؤساء أكبر الشركات الأميركية التي تراجعت قيمتها السوقية في الأيام الأخيرة، في محاولة لتهدئة المخاوف من ارتفاع معدلات التضخم ودخول الاقتصاد الأميركي في حالة ركود بسبب حالة عدم اليقين بشأن سياسة فرض الرسوم الجمركية.

ومن المقرر أن يحضر نحو 100 من الرؤساء التنفيذيين اجتماع المائدة المستديرة للأعمال في واشنطن، وهي مجموعة مؤثرة من الرؤساء التنفيذيين من شركة «أبل» إلى «جيه بي مورغان تشيس وشركاه» إلى «وول مارت»، بالإضافة إلى الرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا الكبرى التي التقى بها ترمب مساء الاثنين في البيت الأبيض.

وقد أصيبت الأسواق المالية بحالة من الفزع بعد تصريحات ترمب لشبكة «فوكس نيوز» يوم الأحد التي اعترف فيها بأنه سيكون هناك بعض الألم الاقتصادي الناجم عن سياساته لفرض الرسوم الجمركية، وأشار إلى أنه ستكون هناك فترة انتقالية قد تستغرق بعض الوقت وتعود الأسواق مرة أخرى إلى الانتعاش. ورفض الإجابة عما إذا كانت سياساته الاقتصادية ستتسبب في الركود، قائلاً إنه لا يستطيع التنبؤ. وكان ترمب في خطابه أمام الكونغرس الأسبوع الماضي قد أشار إلى ضرورة الاستعداد لاضطراب اقتصادي قصير الأجل.

وحافظ ترمب على موقفه بشأن فرض الرسوم الجمركية قائلا للصحافيين يوم الأحد: «إن الرسوم الجمركية ستكون أعظم شيء قمنا به على الاطلاق كدولة وستجعل بلادنا غنية مرة أخرى».

وحاول البيت الأبيض تهدئة المخاوف بعد تصريحات ترمب. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض كوش ديساي للصحافيين إنه منذ انتخاب ترمب، استفاد قادة الصناعة من أجندته الاقتصادية «أميركا أولا» التي تتضمن الرسوم الجمركية وإلغاء القيود التنظيمية وإطلاق العنان لمشاريع الطاقة التي ستخلق آلاف الوظائف الجديدة. وحقق الرئيس ترمب نمواً تاريخياً في الوظائف والأجور والاستثمار في ولايته الأولى، ومن المقرر أن يفعل ذلك مرة أخرى في ولايته الثانية.

متداول في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداول في بورصة نيويورك (أ.ب)

الاثنين الأحمر

لكن أسواق الأسهم التي كانت تبحث عن الاطمئنان وتترقب خطوات البيت الأبيض لتجنب الركود، أصيبت بالارتباك بسبب حالة عدم اليقين، وبدأت الأسهم الأميركية تتجه نحو الهبوط خلال الأسبوع الماضي وسط مخاوف من حدوث ركود نتيجة إصرار ترمب على فرض هذه الرسوم وإشعال حرب تجارية. وتزايدت موجة القلق مع حرب إدارة ترمب على البيروقراطية الفيدرالية، وطرد الآلاف من الموظفين الفيدراليين وتجميد المنح للمقاولين.

وشهد يوم الاثنين أكبر هبوط أدى إلى محو كل المكاسب التي حققتها سوق الأسهم على وقع التفاؤل بانتخاب ترمب، وسجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» أسوأ يوم له منذ سبتمبر (أيلول) الماضي وانخفض بنسبة 2.7 في المائة. وخسر مؤشر «داو جونز» الصناعي حوالي 2.08 في المائة. وكانت أسهم شركات التكنولوجيا هي الأكثر تضرراً، حيث سجل مؤشر «ناسداك» أكبر انخفاض له في يوم واحد منذ عام 2022 وأدى إلى محو تريليون دولار في قيمته السوقية. وتحولت المؤشرات إلى اللون الأحمر في إشارة إلى الانخفاض، ما أدى إلى زيادة المخاوف.

وأظهر انخفاض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات حالة عدم اليقين والقلق بشأن معدلات النمو الاقتصادي. وينتظر المستثمرون صدور بيانات التضخم من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي لمعرفة ما إذا كان التضخم سيظل عنيداً.

وهبطت أسهم «إنفيديا» 5 في المائة، وهبطت عملة «البتكوين» إلى 87 ألف دولار، وهو أدنى مستوى لها منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، كما ارتفع مؤشر التقلب (فيكس) وهو مقياس الخوف في وول ستريت - إلى أعلى مستوياته، وكان الخوف الشديد هو المحرك وراء الانخفاضات في الأسواق.

شعار «تسلا» في إحدى وكالات بيع السيارات في برلين (د.ب.أ)
شعار «تسلا» في إحدى وكالات بيع السيارات في برلين (د.ب.أ)

إيلون ماسك يخسر

شهدت أسهم شركة «تسلا» للسيارات الكهربائية أسوأ يوم تداول لها منذ سبتمبر 2020 وانخفضت بنسبة 15 في المائة بعد سبعة أسابيع متتالية من الخسائر منذ تولي الرئيس التنفيذي لـ«تسلا» إيلون ماسك دوراً رئيسياً في الأبيض مع الرئيس ترمب. ومنذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي خسرت أسهم «تسلا» أكثر من 50 في المائة من قيمتها منذ ذلك الحين وبلغت خسائرها نحو 800 مليار دولار من قيمتها السوقية.

وطالما تفاخر الرئيس ترمب في ولايته الأولى بالإنجازات الاقتصادية واستخدم الاقتصاد والأوضاع الاقتصادية كسلاح في حملته الانتخابية العام الماضي لإقناع الناخبين أن ولاية وسياسات جو بايدن تسببت في خسائر للاقتصاد، وأنه سيكون الأقدر على قيادة البلاد لخفض التضخم وخفض الأسعار وخفض الضرائب وتحقيق «انتعاشه اقتصادية» غير مسبوقة في الأسواق المالية.

وتفاعلت أسواق المال مع هذه الوعود الانتخابات، وتفاءل المستثمرون بأن سياسات الرئيس الجمهوري الجديد ستميل إلى تحفيز النمو وتخفيف الضغوط التضخمية، وعلى إثر هذا التفاؤل، ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» عشية تنصيب الرئيس ترمب بنحو 3 في المائة وارتفع تفاؤل الشركات الصغيرة إلى مستوى قياسي بلغ 41 نقطة وحطمت عملة «البتكوين» التوقعات وارتفعت إلى مستوى قياسي، كما تحسنت مؤشرات أخرى اقتصادية، وهو ما سماه المحللون «تأثير ترمب». وقبل عشرين يوماً فقط كانت سوق الأسهم الأميركي في أعلى مستوياتها على الإطلاق وبدا أن الاقتصاد الأميركي ينمو بوتيرة ثابت ولم يكن هناك مخاوف من ركود اقتصادي.

لكن بعد مرور 50 يوماً فقط من ولاية ترمب، تبدّد تفاؤل المستثمرين، وارتجفت الأسواق تحت وطأة قراراته الاقتصادية، إذ تسارعت وتيرة الانحدار في أسواق المال بمجرد شروعه في تنفيذ تهديداته بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السلع المستوردة من كندا والمكسيك، رغم كونهما من أقرب الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. كما فرض رسوماً إضافية بنسبة 10 في المائة على الواردات الصينية، مؤكداً أن مزيداً من الرسوم الجمركية ستدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الثاني من أبريل (نيسان) المقبل. وكرر ترمب في تصريحاته أن هذه الرسوم يمكن أن تكون أداة تفاوض فعالة، مشيراً إلى أنها ستضمن تحقيق التوازن التجاري مع الدول التي تفرض رسوماً أعلى على المنتجات الأميركية.