أزمة أوكرانيا تخفض هوامش مناورة الدول الفقيرة

دعت منظمة أممية لتحرك عاجل حيال ديون الدول الفقيرة التي أضعفتها الحرب في أوكرانيا (رويترز)
دعت منظمة أممية لتحرك عاجل حيال ديون الدول الفقيرة التي أضعفتها الحرب في أوكرانيا (رويترز)
TT

أزمة أوكرانيا تخفض هوامش مناورة الدول الفقيرة

دعت منظمة أممية لتحرك عاجل حيال ديون الدول الفقيرة التي أضعفتها الحرب في أوكرانيا (رويترز)
دعت منظمة أممية لتحرك عاجل حيال ديون الدول الفقيرة التي أضعفتها الحرب في أوكرانيا (رويترز)

دعت رئيسة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية إلى تحرك عاجل حيال ديون الدول الفقيرة التي أضعفتها الحرب في أوكرانيا، وما واكبها من ارتفاع في أسعار المواد الغذائية والوقود والأسمدة.
وقالت ريبيكا غرينسبان الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية الذي يهدف إلى دمج الدول النامية في الاقتصاد العالمي بشكل أفضل، لوكالة الصحافة الفرنسية إن وباء (كوفيد - 19) سبق أن خفض هامش المناورة لدى الدول النامية فيما يتعلق بالموازنة وزاد من ديونها. وتساءلت: «بالتالي كيف نواجه من الآن فصاعداً ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية والأسمدة؟» المرتبط بالغزو الروسي لأوكرانيا.
وارتفعت كلفة الشحن بنسبة 34 في المائة منذ بدء الحرب في 24 فبراير (شباط) الماضي، بحسب المنظمة التي تديرها. وتؤدي مشاكل النقل والاضطراب في سلاسل التوريد العالمية، أيضاً إلى ارتفاع الكلفة والأسعار.
وحذرت غرينسبان من أن الدول الفقيرة لن تكون قادرة على مواجهة ذلك بدون مساعدة، مطالبة بآليات لحل مشكلات السيولة والديون لديها. وقالت نائبة رئيس كوستاريكا السابقة: «نحن بحاجة إلى آلية أفضل لإعادة هيكلة الديون وتخفيفها. هذا أمر يجب أن يبحث ضمن مجموعة العشرين وأيضاً خلال اجتماعات الربيع التي سنعقدها في أبريل (نيسان) في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي». وبحسب مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية فإن الدول النامية قد تكون بحاجة إلى 310 مليارات دولار لخدمة الدين العام الخارجي في 2022 أي ما يعادل 9.2 في المائة من الدين العام الخارجي حتى نهاية 2020.
الدول التي تبدو عرضة لصدمة مفاجئة بسبب مزيج من ضغوط إعادة التمويل الكبيرة ونسبة خدمة الديون المرتفعة إلى الصادرات، هي باكستان ومنغوليا وسريلانكا ومصر وأنغولا. وستطلب مصر أيضاً دعماً مالياً من صندوق النقد الدولي كما أعلنت المؤسسة هذا الأسبوع.
ونددت غرينسبان بالضغط الكبير الذي تشكله خدمة الدين في الدول النامية. وقالت: «بعد الحرب العالمية الثانية، حين تم تقديم الدعم لألمانيا، ثبت أن ألمانيا لن تكون قادرة على سداد خدمة الديون بأكثر من 5 في المائة من عائدات صادراتها. هل تعلمون كم يبلغ حجم خدمة الدين حالياً في الدول الأقل تطوراً؟ 15 في المائة من عائدات التصدير لديها».
وطالبت غرينسبان، وهي أول امرأة وأول شخصية من أميركا الوسطى تصل إلى هذا المنصب، بتعليق خدمة الديون لصالح الدول المنخفضة الدخل، كما حصل خلال وباء (كوفيد - 19) حتى نهاية 2021. وأضافت: «علينا بالتالي تجديد مبادرة تعليق خدمة الديون للدول ذات الدخل المنخفض. يجب أن نقوم بذلك سريعاً، وإلا فستكون غير قادرة على سداد ديونها».
من جانب آخر، طالبت بزيادة التمويل الممنوح لبنوك التنمية المتعددة الأطراف بما يشمل المؤسسات المحلية، لكي تتمكن من تقديم المزيد من الدعم للدول النامية. وشددت غرينسبان على ضرورة العمل المنسق بشكل عاجل لتجنب «تأثير الدومينو» للحرب في أوكرانيا على الدول النامية و«تأثير الدومينو على أزمة الديون وعلى أزمة الجوع وعلى الهندسة المالية العالمية». وقال مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية إن مستوردي السلع الغذائية هم من سيعانون من أشد التداعيات الاقتصادية للحرب في أوكرانيا مشيراً إلى لائحة تضم 36 دولة تعتمد كثيراً على واردات القمح من أوكرانيا وروسيا. وأوضحت غرينسبان أنه «من المناسب متابعتهم بشكل عاجل. غالبيتهم يتواجدون في أفريقيا والشرق الأوسط».


مقالات ذات صلة

ارتفاع الأسهم العالمية بفضل فوز ترمب وآمال التحفيز الاقتصادي

الاقتصاد علم عليه صورة ترمب معلق على سياج عند جسر إل كورتولا في كاليفورنيا (أ.ب)

ارتفاع الأسهم العالمية بفضل فوز ترمب وآمال التحفيز الاقتصادي

ارتفعت الأسهم العالمية يوم الخميس عقب الارتفاع القياسي الذي شهدته الأسهم الأميركية في ليل الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد دونالد ترمب خلال تجمع في هيندرسون بنيفادا يوم 31 أكتوبر 2024 (رويترز)

«ترمب» يدفع بالدولار لأكبر قفزة في يوم واحد منذ 2016

دفع التأكيد السريع على فوز دونالد ترمب برئاسة الولايات المتحدة بالدولار نحو الصعود الحاد، وضغط على اليورو؛ إذ يراهن المستثمرون على تداعيات سياسات ترمب التجارية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ترمب يتحدث على شاشة بقاعة تداول بورصة «دويتشه» في فرانكفورت بألمانيا (أ.ب)

بعد فوز ترمب... مطالب عربية بميزات تنافسية بسبب توترات المنطقة

«الشرق الأوسط» استطلعت آراء خبراء اقتصاديين من عدة دول عربية حول رؤيتهم لأهم الإجراءات التي تجب مراعاتها من رئيس الولايات المتحدة للمنطقة العربية.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد رجل يمشي أمام شاشة إلكترونية تعرض سعر صرف الين الياباني الحالي مقابل الدولار والرسم البياني الذي يوضح حركته في طوكيو (رويترز)

الانتخابات الأميركية وتأثيرها الاقتصادي... بين رؤية ترمب وسياسات هاريس

تتجاوز آثار نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الحدود الأميركية، لتؤثر في الاقتصاد العالمي، وتحديداً أوروبا والصين.

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

باول بعد قرار خفض الفائدة: جاهزون للتعامل مع المخاطر

باول في مؤتمره الصحافي بعد قرار لجنة السياسة النقدية (أ.ف.ب)
باول في مؤتمره الصحافي بعد قرار لجنة السياسة النقدية (أ.ف.ب)
TT

باول بعد قرار خفض الفائدة: جاهزون للتعامل مع المخاطر

باول في مؤتمره الصحافي بعد قرار لجنة السياسة النقدية (أ.ف.ب)
باول في مؤتمره الصحافي بعد قرار لجنة السياسة النقدية (أ.ف.ب)

قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن التضخم الأساسي لا يزال مرتفعاً نوعاً ما، موضحاً أن «سوق العمل ليست مصدراً للضغوط التضخمية».

كلام باول جاء في مؤتمر صحافي عقده عقب قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة خفض سعر الفائدة الرئيسي بواقع 25 نقطة أساس إلى 4.50 في المائة - 4.75 في المائة.

وقال باول: «جاهزون للتعامل مع المخاطر»، مضيفاً أنه «من الممكن أن يكون لأي إدارة أو سياسات في الكونغرس تأثير مهم، وسيتم أخذ هذه التأثيرات في الاعتبار بين أمور أخرى».

وإذ أوضح أن خفض الفائدة سوف يساعد في الحفاظ على قوة الاقتصاد، قال: «إذا ظل الاقتصاد قوياً، ولم يتحرك التضخم إلى 2 في المائة، فعندها يمكننا تقليص السياسة بشكل أبطأ».