«الدفع بالروبل» يهدد بوقف صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا

مجموعة السبع ترفض وموسكو تلجأ لآسيا

تعتمد دول الاتحاد الأوروبي على 40% من وارداتها الغازية من روسيا عبر شركة غازبروم (رويترز)
تعتمد دول الاتحاد الأوروبي على 40% من وارداتها الغازية من روسيا عبر شركة غازبروم (رويترز)
TT
20

«الدفع بالروبل» يهدد بوقف صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا

تعتمد دول الاتحاد الأوروبي على 40% من وارداتها الغازية من روسيا عبر شركة غازبروم (رويترز)
تعتمد دول الاتحاد الأوروبي على 40% من وارداتها الغازية من روسيا عبر شركة غازبروم (رويترز)

تتصاعد معضلة «الدفع بالروبل» بين روسيا ودول الاتحاد الأوروبي، والتي ترقى إلى حد الأزمة بين الطرفين، بمرور الوقت، خصوصاً بعد المهلة التي حددها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بإيجاد آلية لتحويل مدفوعات الغاز إلى العملة الروسية، بحلول الخميس المقبل.
ورغم أن هذه المهلة تم مدها من اليوم الثلاثاء إلى الخميس، فإنها قوبلت بالرفض من مجموعة السبع، وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، عقب اجتماع عبر الإنترنت مع وزراء الطاقة في مجموعة السبع، إن الاقتصادات الرائدة في العالم ترفض مطالب روسيا بدفع ثمن الغاز المستورد منها بالروبل.
وأضاف هابيك، الذي ترأست بلاده اجتماع أمس، أن الوزراء اتفقوا على أن مطالب الدفع بالروبل هي «انتهاك أحادي الجانب وواضح للعقود القائمة». كما قال إن العقود المبرمة لا تزال سارية، «هذا يعني أن الدفع بالروبل غير مقبول».
كان بوتين قد قال إنه سيتعين على «الدول غير الصديقة» دفع ثمن الغاز بالروبل الروسي، في خطوة تهدف لدعم العملة المحلية المتعثرة، والرد على العقوبات الغربية. وأعقب القرار تعويض الروبل 20 في المائة من خسائره أمام الدولار.
ورداً على رفض مجموعة السبع، قال المشرع الروسي إيفان أبراموف، إن رفض مجموعة السبع دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل سيؤدي إلى توقف الإمدادات بدون شك. وأبراموف عضو في لجنة السياسات الاقتصادية لمجلس اتحاد الغرفة العليا بالبرلمان الروسي.
وفي الوقت الذي تزداد فيه المخاوف حول أمن إمدادات الطاقة في أوروبا بعد المطلب الروسي، أوضح الكرملين أمس، أن روسيا في طريقها للتوصل إلى وسائل وسبل تقبل من خلالها قيمة صادراتها من الغاز بعملتها المحلية، وأنها ستتخذ قراراتها في اللحظة المناسبة في حالة امتناع الدول الأوروبية عن الدفع بالروبل.
ويتعين على البنك المركزي الروسي والحكومة وشركة غازبروم التي تمثل إمداداتها 40 في المائة من واردات الغاز الأوروبية تقديم مقترحاتها بخصوص مدفوعات الغاز بالروبل إلى الرئيس فلاديمير بوتين بحلول يوم الخميس. وقُدرت صادرات الغاز الروسي للاتحاد الأوروبي بنحو 155 مليار متر مكعب العام الماضي.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحافي عبر الهاتف أمس: «لن نقدم الغاز بالمجان... هذا شيء واضح... في وضعنا الراهن، من غير الممكن ولا المناسب أن نقوم بأعمال خيرية (مع العملاء الأوروبيين)».
غير أن كبير المستشارين الاقتصاديين للحكومة الإيطالية، قال إن إيطاليا سوف تظل تدفع الثمن باليورو لروسيا. وقال كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لمجموعة الطاقة الإيطالية «إيني»: «القضية الكبيرة الوحيدة في أوروبا هي الغاز، وروسيا تطلب منا الدفع بالروبل وهو ما لسنا نملكه وغير وارد في العقد».
وقالت شركة بي جي نيج البولندية التي أبرمت عقداً مع غازبروم حتى نهاية العام إنها لا تستطيع ببساطة التحول لنظام الدفع بالروبل.
ويضع الاتحاد الأوروبي هدفاً يتمثل في خفض اعتماده على الغاز الروسي بمقدار الثلثين هذا العام ووقف واردات الوقود الأحفوري الروسي بحلول 2027، وقالت الولايات المتحدة يوم الجمعة إنها ستعمل على توريد 15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي هذا العام.
وتسعى موسكو إلى زيادة صادراتها النفطية لآسيا للتعويض، ولو عن جزء من صادراتها، في ظل العزوف الأوروبي عن إمدادات الطاقة الروسية. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف القول أمس، إن هناك سوقاً «في جنوب شرقي آسيا، وفي الشرق»، ولكنه استدرك بالقول إن «السوق الأوروبية بالطبع مميزة».
وتواصل روسيا حتى الآن ضخ غازها إلى أوروبا بصورة اعتيادية، رغم حربها في أوكرانيا والعقوبات التي فرضها الغرب.
وأظهرت بيانات اقتصادية، استقرار إمدادات الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب الرئيسية عند مستوى مرتفع. ونقلت وكالة بلومبرغ عن شركة تشغيل خطوط أنابيب الغاز في أوكرانيا القول أمس، إنه من المتوقع وصول تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب المارة بأراضي أوكرانيا إلى 5.‏109 مليون متر مكعب/يومياً، وهو ما يتفق مع عقود النقل الموقعة بين غازبروم الروسية لتصدير الغاز الطبيعي والسلطات الأوكرانية.



ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
TT
20

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب المخاوف التجارية بشأن حالة عدم اليقين الناجمة عن التعريفات الجمركية المخطط لها على مجموعة من الشركاء التجاريين الأميركيين، واحتمال ارتفاع الأسعار، دون أن يستبعد احتمال حدوث ركود، هذا العام.

بعد فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة على الواردات من المكسيك وكندا، والتي دفعت الأسواق إلى الانهيار بسبب مخاوف من حرب تجارية، قال ترمب إن خططه لفرض تعريفات «متبادلة» أوسع نطاقاً ستدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل (نيسان) المقبل، وترفعها لتتناسب مع ما تُقدره الدول الأخرى.

وقال، في مقابلة مسجلة مع قناة «فوكس نيوز»: «في 2 أبريل، يصبح كل شيء متبادلاً. ما يفرضونه علينا، نفرضه عليهم».

وعندما سُئل عن تحذير بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا من انكماش اقتصادي، في الربع الأول من العام، أقرّ ترمب، على ما يبدو، بأن خططه قد تؤثر على النمو في الولايات المتحدة. ومع ذلك، زعم أنها ستكون في النهاية «رائعة بالنسبة لنا».

وعندما سُئل عما إذا كان يتوقع ركوداً في عام 2025، ردَّ ترمب: «أكره التنبؤ بأشياء من هذا القبيل. هناك فترة انتقالية لأن ما نقوم به كبير جداً. نحن نعيد الثروة إلى أميركا. هذا شيء كبير». ثم أضاف: «يستغرق الأمر بعض الوقت».

في «وول ستريت»، كان أسبوعاً صعباً مع تقلبات جامحة تهيمن عليها المخاوف بشأن الاقتصاد وعدم اليقين بشأن تعريفات ترمب.

وقد تجاهل ترمب المخاوف من جانب الشركات التي تسعى إلى الاستقرار، أثناء اتخاذ قرارات الاستثمار. وقال إن «العولميين، العولميين الكبار، كانوا، لسنوات، ينهبون الولايات المتحدة، والآن كل ما نفعله هو استعادة بعضٍ منها، وسنعامل بلدنا بشكل عادل... كما تعلمون، يمكن أن ترتفع التعريفات الجمركية مع مرور الوقت، وقد ترتفع، كما تعلمون، لا أعرف ما إذا كان ذلك قابلاً للتنبؤ».

وكان ترمب قد رفع، الأسبوع الماضي، التعريفات الجمركية على المكسيك وكندا على شركات تصنيع السيارات الأميركية، ثم جميع الواردات إلى الولايات المتحدة تقريباً، لكنه أبقاها على السلع من الصين.

وهناك مزيد من التعريفات الجمركية، هذا الأسبوع، حيث قال وزير التجارة هوارد لوتنيك، لقناة «إن بي سي»، إن التعريفات الجمركية بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم ستدخل حيز التنفيذ، يوم الأربعاء. وأوضح لوتنيك أن التعريفات الجمركية التي هدّد بها ترمب على منتجات الألبان والأخشاب الكندية ستنتظر حتى أبريل.

وقال: «هل ستكون هناك تشوهات؟ بالطبع... قد تصبح السلع الأجنبية أكثر تكلفة قليلاً. لكن السلع الأميركية ستصبح أرخص، وسوف نضطر إلى خفض أسعارها. إنك ستساعد الأميركيين من خلال شراء المنتجات الأميركية».