اللحظات المحورية في تاريخ العلاقات بين أوكرانيا وروسيا

علما روسيا وأوكرانيا على طاولة قبل محادثات بين مسؤولي البلدين في بيلاروسيا (رويترز)
علما روسيا وأوكرانيا على طاولة قبل محادثات بين مسؤولي البلدين في بيلاروسيا (رويترز)
TT

اللحظات المحورية في تاريخ العلاقات بين أوكرانيا وروسيا

علما روسيا وأوكرانيا على طاولة قبل محادثات بين مسؤولي البلدين في بيلاروسيا (رويترز)
علما روسيا وأوكرانيا على طاولة قبل محادثات بين مسؤولي البلدين في بيلاروسيا (رويترز)

يمتد تاريخ التوترات بين روسيا وأوكرانيا لأوائل القرن العشرين، إلا أنه اشتد بشكل خاص في عام 1991، حيث حصلت أوكرانيا على استقلالها تزامناً مع انهيار الاتحاد السوفياتي، وعام 2022 حيث اتخذت روسيا قرارها بغزو جارتها سعياً لإجبارها على تنفيذ عدة شروط من بينها عدم الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وفي هذا السياق، قدمت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية نظرة فاحصة على اللحظات المحورية بين موسكو وكييف في السنوات التي سبقت الغزو الروسي، وهي كما يلي:
- عام 1918:
في هذا العام، أعلنت أوكرانيا استقلالها عن روسيا بعد انتهاء الحرب الأهلية التي تلت الثورة البلشفية. وقد حظي استقلالها وسيادتها باعتراف دولي في معاهدة «بريست ليتوفسك»، وهي معاهدة سلام وُقِّعت بين الحكومة البلشفية الجديدة في روسيا ودول المحور.

- عام 1945:
ضم الاتحاد السوفياتي أراضي غرب أوكرانيا بشكل نهائي بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.
- عام 1991:
في الوقت الذي كان فيه الاتحاد السوفياتي في طريقه إلى التفكك، أعلنت أوكرانيا استقلالها، وهي خطوة أقرها 92% من الناخبين في استفتاء.

وفي هذا العام أيضاً، وقّعت روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا اتفاقية تعترف بحل الاتحاد السوفياتي. واحتفظت أوكرانيا وقتها بمخزون كبير من الأسلحة النووية التي كانت تنتمي إلى الاتحاد السوفياتي.
- عام 1994:
في هذا العام وقّع زعماء كل من أوكرانيا، وروسيا الاتحادية، وبريطانيا، والولايات المتحدة، مذكرة بودابست، والتي بموجبها وافقت أوكرانيا على التخلي عن ترسانتها النووية مقابل التزام من موسكو «باحترام استقلال وسيادة أوكرانيا وحدودها الحالية».
- فبراير (شباط) 2014:
أطاح المتظاهرون في أوكرانيا بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش، بعد احتجاجات حاشدة على تقاربه مع موسكو وقراره التراجع عن اتفاقية تجارية مع الاتحاد الأوروبي، يُنظر إليها على أنها خطوة أولى نحو عضوية أوكرانيا في الاتحاد.

ولجأ يانوكوفيتش إلى روسيا نتيجة لذلك، ورفضت موسكو تسليمه لأوكرانيا لمحاكمته.
- أبريل (نيسان) 2014:
في هذا الشهر، غزت روسيا شبه جزيرة القرم ودعمت متمردين موالين لها لاحتلال أجزاء من شرق البلاد.

- منتصف عام 2014 حتى عام 2015:
وقّعت روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا سلسلة من الاتفاقيات المعروفة باسم اتفاقيات «مينسك».
وتهدف اتفاقيات «مينسك» إلى تأمين وقف إطلاق النار بين الحكومة الأوكرانية والانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا، حيث اشتعلت النزاعات في مدينتي لوهانسك ودونيتسك في منطقة دونباس.
كما وضعت الاتفاقيات خريطة طريق للانتخابات في لوهانسك ودونيتسك وخطة لإعادة دمج هذه المناطق في بقية أوكرانيا.
المشكلة الأساسية في اتفاقيات «مينسك» هي أن تفسير الاتفاقيات من كييف وموسكو يختلف اختلافاً جوهرياً.
فالحكومة الأوكرانية تعدّها وسيلة لإعادة توحيد أوكرانيا واستعادة السيادة الأوكرانية بالكامل على لوهانسك ودونيتسك رغم منح سلطات معينة للمنطقتين.
وعلى النقيض من ذلك، يعتقد الكرملين أن الاتفاقيات من شأنها أن تساعد في إنشاء إدارة متحالفة مع روسيا في لوهانسك ودونيتسك، ومنحها «وضعاً خاصاً» قبل لمّ شملها مع بقية أوكرانيا. وهذا من شأنه أن يضمن أن تحتفظ روسيا بنفوذها على هذه المناطق وأن تفقد أوكرانيا سيادتها الحقيقية.
- عام 2019:
انتُخب الممثل الكوميدي السابق، فولوديمير زيلينسكي، بأغلبية كبيرة رئيساً لأوكرانيا على وعد بإحلال السلام مع روسيا وإعادة دونباس إلى البلاد.

- بين عامي 2021 و2022:
يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منع انجراف أوكرانيا نحو الولايات المتحدة وحلفائها. ويطالب بوتين بـ«ضمانات أمنية»، بما في ذلك تأكيد من حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأن أوكرانيا لن تنضم إليه.


مقالات ذات صلة

13 قتيلاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

أوروبا رجال الإطفاء يعملون في موقع مبنى إداري تضرر جراء الغارات الجوية والصاروخية الروسية في زابوريجيا (رويترز) play-circle 00:36

13 قتيلاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 13 شخصاً اليوم (الأربعاء) في ضربة روسية على مدينة زابوريجيا الأوكرانية، وفق ما أعلن حاكم المنطقة، في حصيلة تعد من الأعلى منذ أسابيع لضربة جوية واحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الخليج الأمير محمد بن سلمان والرئيس فولوديمير زيلينسكي (الخارجية السعودية)

محمد بن سلمان وزيلينسكي يبحثان جهود حل الأزمة الأوكرانية - الروسية

بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، جهود حل الأزمة الأوكرانية - الروسية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية- رويترز)

ترمب عن الـ«ناتو»: يدفعون أقل مما ينبغي لكي تحميهم الولايات المتحدة

حضّ ترمب أعضاء حلف «الناتو» على زيادة إنفاقهم الدفاعي إلى 5 % من إجمالي ناتجهم المحلي، مقابل «حماية الولايات المتحدة».

«الشرق الأوسط» (مارالاغو (الولايات المتحدة))
أوروبا رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)

روسيا: وجّهنا ضربات مكثفة للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك

قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها وجّهت ضربات مكثفة لوحدات أوكرانية في منطقة كورسك غرب روسيا، وأفاد الجيش الأوكراني بتصعيد القتال خلال اﻟ24 ساعة الماضية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا دبابة روسية مدمرة في منطقة كورسك (أ.ب)

زيلينسكي: مقتل 15 ألف جندي روسي خلال القتال في كورسك

أكد مسؤول عسكري أوكراني، الاثنين، أن قواته تكبّد قوات موسكو «خسائر» في كورسك بجنوب روسيا، غداة إعلان الأخيرة أن أوكرانيا بدأت هجوماً مضاداً في هذه المنطقة.

«الشرق الأوسط» (كييف)

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.