ألمانيا تزيد مشترياتها من الغاز خشية قطع الإمدادات الروسية... وتدرس العودة للفحم

TT

ألمانيا تزيد مشترياتها من الغاز خشية قطع الإمدادات الروسية... وتدرس العودة للفحم

أعلنت وزارة الاقتصاد والمناخ الألمانية، الأربعاء، أن ألمانيا ستخصص مبلغاً استثنائياً بقيمة 1.5 مليار يورو لشراء الغاز الطبيعي المسال في أقرب وقت بهدف ضمان إمداداتها من الطاقة في إطار الحرب في أوكرانيا.
وقال ناطق باسم الوزارة، إن الحكومة فوضت شركة خاصة إنجاز هذه الصفقة، مضيفاً «يعود الآن إلى هذه الشركة أن تقرر من أين سيتم شراء هذا الغاز، لكن هذا سيتم على المدى القصير جداً».
تستورد ألمانيا حالياً من روسيا أكثر من نصف الغاز الذي تستخدمه (55 في المائة)، وهو وضع اعتماد تؤكد أنها تريد خفضه في أسرع وقت ممكن. في الوقت الذي قالت فيه الحكومة المنادية بالتحول الطاقوي، إنها تدرس العودة للفحم لتحقيق الاستقلال الطاقوي.
تؤدي العقوبات الدولية المختلفة التي فرضت على روسيا رداً على اجتياحها أوكرانيا، إلى عزلة البلاد بشكل متزايد عن التجارة الدولية، لكن الغربيين استثنوا في هذه المرحلة إمدادات الغاز الروسي من هذه الإجراءات العقابية بهدف عدم الإضرار باقتصاداتهم.
بفضل هذه الاستثناءات، ليس لدى روسيا «أي عذر لوقف تأمين الغاز والكربون والنفط» كما أعلن وزير المالية الألماني كريستيان ليندنت الثلاثاء، محذراً في الوقت نفسه من أنه يجب «الاستعداد لهذا السيناريو» بحصول نقص في الإمداد.
في حين هبط الاحتياطي الألماني من الغاز هذا الشتاء إلى مستوى مقلق، بحسب الحكومة، اضطرت البلاد إلى تسريع خططها لتنويع مصادر إمداداتها بالطاقة وانتقالها إلى الطاقات المتجددة.
وتعتزم البلاد خصوصاً بناء محطات لاستيراد الغاز الطبيعي المسال عبر البحر، وهي بنى تحتية لا تملكها حالياً، وستستغرق سنوات لكي تنجز.
من جانبه، قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، أمس، إن بلاده مستعدة للتعامل مع أي توقف لصادرات الغاز من روسيا.
ورداً على سؤال من إذاعة «دويتشلاندفونك» عما ستفعله الحكومة إذا أوقفت روسيا تصدير الغاز، قال هابيك «نحن مستعدون لذلك. أستطيع أن‭‭‬‬ ‬‬أؤكد أن لدينا ما يكفي تماماً بالنسبة للشتاء الحالي والصيف».‬‬
وأضاف «فيما يتعلق بالشتاء المقبل فسوف نتخذ المزيد من الإجراءات»، مشيراً إلى تشريع جديد مزمع بخصوص تخزين الغاز بكامل السعة المتاحة من أجل فصل الشتاء.
وقال «سنتخذ أيضا الاحتياطات لأسوأ وضع ممكن، وهو ما لم يحدث بعد لأن الروس لم يتوقفوا (عن إمدادنا بالغاز)».
ولا يستبعد وزير الاقتصاد الألماني تمديد فترة عمل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في ألمانيا من أجل جعل البلاد أكثر استقلالية عن روسيا فيما يتعلق بسياسة الطاقة.
وقال «هنا يجب أن تتغلب البراغماتية على أي قرار سياسي. يجب ضمان أمن الإمدادات»، موضحاً أن هذا الأمن أكثر أهمية من حماية المناخ، مشيراً في المقابل إلى أنه على المدى المتوسط تتساوى الأهمية بين الاستقلال في سياسة الطاقة وإنتاج الطاقة على نحو محايد مناخياً.


مقالات ذات صلة

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)

الذهب يتحرك في نطاق ضيق قبيل بيانات التضخم الأميركية

بائع مجوهرات «تشاو تاي فوك» يقوم بترتيب سبائك الذهب في هونغ كونغ (رويترز)
بائع مجوهرات «تشاو تاي فوك» يقوم بترتيب سبائك الذهب في هونغ كونغ (رويترز)
TT

الذهب يتحرك في نطاق ضيق قبيل بيانات التضخم الأميركية

بائع مجوهرات «تشاو تاي فوك» يقوم بترتيب سبائك الذهب في هونغ كونغ (رويترز)
بائع مجوهرات «تشاو تاي فوك» يقوم بترتيب سبائك الذهب في هونغ كونغ (رويترز)

تحركت أسعار الذهب في نطاق ضيق يوم الأربعاء، مع انتظار المستثمرين بيانات تضخم رئيسية في الولايات المتحدة، سعياً إلى مؤشرات على المدى المحتمل لخفض مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة الشهر المقبل.

واستقر الذهب في المعاملات الفورية عند 2635.56 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 02:22 بتوقيت غرينتش، وتحرك بالأساس ضمن نطاق ضيق يبلغ 9 دولارات خلال الجلسة.

وسجل الذهب أدنى مستوى في أكثر من أسبوع، الثلاثاء. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.6 في المائة إلى 2635.80 دولار.

وقال كايل رودا، محلل الأسواق المالية لدى «كابيتال دوت كوم»: «هناك العامل الجيوسياسي في كل هذا، إذ نشأت بعض ضغوط البيع بسبب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان».

وأضاف رودا: «على المدى الطويل، أعتقد أن الحرب التجارية التي سيشنها (الرئيس الأميركي المنتخب دونالد) ترمب قد تكون إيجابية للذهب، بسبب أعباء الديون المرتفعة، وبعض التخلي عن الدولار».

وانقسم مسؤولو مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» بشأن خفض أسعار الفائدة مجدداً، في اجتماعهم بوقت سابق من الشهر؛ لكنهم اتفقوا على تجنب تقديم كثير من التوجيهات بشأن الاتجاه المستقبلي للسياسة النقدية.

ووفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي»، تتوقع الأسواق حالياً بنسبة 63 في المائة خفض أسعار الفائدة الأميركية بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر (كانون الأول). وسوف يراقب المتداولون من كثب بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، وطلبات إعانة البطالة، والمراجعة الأولى للناتج المحلي الإجمالي، المقرر صدورها في وقت لاحق يوم الأربعاء.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 30.39 دولار للأوقية، واستقر البلاتين عند 927.45 دولار، وهبط البلاديوم 0.4 في المائة إلى 973.50 دولار.