أسعار النفط والغاز ستدعم استثمارات الطاقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

«أبيكورب» تقدرها بـ805 مليارات دولار خلال السنوات الخمس المقبلة

ترى أبيكورب الزيادة الملحوظة المتوقعة في أسعار النفط والغاز في 2022 تمثل فرصة سانحة لعودة النشاط
ترى أبيكورب الزيادة الملحوظة المتوقعة في أسعار النفط والغاز في 2022 تمثل فرصة سانحة لعودة النشاط
TT

أسعار النفط والغاز ستدعم استثمارات الطاقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

ترى أبيكورب الزيادة الملحوظة المتوقعة في أسعار النفط والغاز في 2022 تمثل فرصة سانحة لعودة النشاط
ترى أبيكورب الزيادة الملحوظة المتوقعة في أسعار النفط والغاز في 2022 تمثل فرصة سانحة لعودة النشاط

قال تقرير اقتصادي حديث إن أسعار النفط والغاز المرتفعة ستدعم استثمارات الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالنظر إلى تطلعات الاستثمارات في قطاع الطاقة، مشيراً إلى أن الزيادة الملحوظة المتوقعة في أسعار النفط والغاز في عام 2022، تمثل فرصة سانحة لعودة نشاط القطاع إلى سابق عهده ما قبل الجائحة.
ورجحت تقديرات الشركة العربية للاستثمارات البترولية «أبيكورب» تخطي حجم استثمارات الطاقة في المنطقة العربية خلال العام الجاري، لاستثمارات الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للأعوام 2021 وحتى 2025، والتي تبلغ 805 مليارات دولار، لافتة في الوقت ذاته إلى إمكانية استمرار هذا النمو خلال السنوات الخمس القادمة بناءً على عوامل عدة، أهمها محافظة أسعار النفط والغاز على مستوياتها المرتفعة، والاستثمارات المخطط لها في مشاريع الغاز غير التقليدي وصناعات المنبع.
وتوقعت «أبيكورب» أن تكون أسعار الطاقة أكثر استقراراً نسبياً خلال العام، لا سيما مع رفع معدلات الإنتاج من قبل تحالف «أوبك بلس» والمنتجين المستقلين غير الأعضاء في منظمة «أوبك»، وارتفاع معدلات إنتاج الغاز وحجم إمدادات الغاز الطبيعي المسال.
وأضاف تقرير أبيكورب: «بناءً على المعطيات الحالية، يُتوقع لمتوسط سعر نفط برنت أن يتراوح بين 65 و75 دولاراً للبرميل، بينما ستتراجع أسعار الغاز سواء المُستقدم عبر المحور الياباني الكوري في آسيا أو عبر المحورين البريطاني والهولندي في أوروبا إلى أقل من مستوياتها القياسية التي سجلتها خلال عام 2021 في آسيا وأوروبا، لا سيما بعد انتهاء فصل الشتاء».
وتطرق التقرير الذي صدر أمس أن يكون لأسعار النفط والغاز أثر على الاستثمارات في قطاع الطاقة في المنطقة، متوقعاً استمرار نمو الاستثمارات على المدى المتوسط، وذلك بعد تسجيلها ارتفاعاً متواضعاً نسبياً مقداره 13 مليار دولار فقط بحسب تقرير توقعات استثمارات الطاقة في المنطقة للأعوام 2021، وحتى 2025 الذي أصدرته أبيكورب في الربع الثاني من العام المنصرم.
وأوضح الدكتور أحمد عتيقة الرئيس التنفيذي لأبيكورب: «رغم أن التوقعات تشير إلى استمرار التقلبات في أسعار السلع الأساسية طوال عام 2022، فإن الجانب الإيجابي على المدى القصير هو أن هذا الأمر سيتزامن مع محافظة أسعار النفط والغاز على مستواها المرتفع، ما سيدعم بدوره حجم الاستثمارات في قطاع الطاقة، بما فيها مشاريع الطاقة المتجددة والمشاريع التي تتماشى مع مبادئ السياسات البيئية والاجتماعية والحوكمة. كما يُتوقع للاستثمارات في قطاع الكهرباء في المنطقة العربية أن تواصل زخمها المتزايد، لا سيما الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة، حيث تشير الأرقام إلى أن المنطقة ستضيف نحو 20 غيغاواط من الطاقة الشمسية خلال السنوات الخمس المقبلة».
وبحسب التقرير، فإنه من المنتظر أن يكون لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا دور محوري في عملية تحول الطاقة عالمياً، خصوصاً مع توجه أنظار العالم إلى كل من مصر التي ستستضيف قمة مؤتمر المناخ «كوب 27» في نوفمبر (تشرين الثاني) من هذا العام، والإمارات لقمة «كوب 28» في عام 2023.
وتابع التقرير: «رغم تنامي الاهتمام بهذا التحول، يشير التقرير إلى احتمال تأثره بالتضارب الناجم عن السياسات التنظيمية للقطاع، حيث تواجه الحكومات معضلة موازنة عدة عوامل يصعُب التوفيق بينها، كالحد من الانبعاثات الضارة، والقدرة على تحمل تكاليف الطاقة البديلة، وتوفير أمن الطاقة. هذه المعضلة تستدعي وضع سياسات شاملة ومستدامة توجد التوازن الصحيح وتتفادى العواقب غير المقصودة التي قد تنجم عن التركيز على عامل واحد فقط دون غيره، مثل الإخلال بتوازن السوق، وتفاقم حدة تقلبات الأسعار، وحدوث نقص في إمدادات الطاقة».
ويتوقع التقرير ازدياد الضغوط على صناع القرار مع استمرار تقلبات أسواق السلع الأساسية في عام 2022 في ظل الجائحة، وضبابية الرؤى المتعلقة بسياسات الاقتصاد الكلي، وحالات التعطل التي قد تصيب سلاسل التوريد. ورغم أن أسعار السلع الأساسية قد شهدت تصحيحاً متواضعاً وغير منتظم خلال عام 2021، فإن تحسن الأسعار هذا سيستغرق وقتاً طويلاً حتى ينعكس أثره بشكل كامل.
كما يُتوقع لقطاع البتروكيماويات أن يتوجه إلى تعزيز التكامل وترشيد الاستثمارات، خصوصاً مع تحول مصانع عدة إلى المنتجات ذات الهوامش الربحية العالية أثناء الجائحة، كأغشية البلاستيك المستخدمة في التغليف والتوضيب، ومنتجات الرعاية الصحية والنظافة.


مقالات ذات صلة

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

الاقتصاد مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

«الشرق الأوسط» (بلغراد)
الاقتصاد شعار «إينيوس» في المقر الرئيس للشركة (رويترز)

«سينوك» الصينية للنفط تبيع أصولها في الولايات المتحدة لـ«إينيوس» البريطانية

باعت شركة «سينوك» الصينية المحدودة شركتها التابعة في الولايات المتحدة إلى مجموعة الكيميائيات البريطانية «إينيوس».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد منظر عام لمقر شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في أبوظبي (رويترز)

رئيس الإمارات يوافق على تشكيل مجلس إدارة ذراع الاستثمار العالمية لـ«أدنوك»

وافق رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تشكيل مجلس إدارة شركة «إكس آر جي (XRG)»، الذراع الاستثمارية الدولية الجديدة لشركة «أدنوك».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد لوحة عليها شعار شركة «روسنفت» الروسية في المنتدى الاقتصادي في سانت بطرسبرغ (رويترز)

«روسنفت» و«ريلاينس» تتفقان على أكبر صفقة بين الهند وروسيا لتوريد النفط

قالت 3 مصادر إن شركة النفط الحكومية الروسية «روسنفت» وافقت على توريد ما يقرب من 500 ألف برميل يومياً من النفط الخام إلى شركة التكرير الهندية الخاصة «ريلاينس».

«الشرق الأوسط» (موسكو - نيودلهي)

ترمب يدرس خصخصة خدمة البريد وسط خسائر مالية ضخمة

يقوم أحد عمال البريد الأميركي بتفريغ الطرود من شاحنته في مانهاتن أثناء تفشي فيروس كورونا (رويترز)
يقوم أحد عمال البريد الأميركي بتفريغ الطرود من شاحنته في مانهاتن أثناء تفشي فيروس كورونا (رويترز)
TT

ترمب يدرس خصخصة خدمة البريد وسط خسائر مالية ضخمة

يقوم أحد عمال البريد الأميركي بتفريغ الطرود من شاحنته في مانهاتن أثناء تفشي فيروس كورونا (رويترز)
يقوم أحد عمال البريد الأميركي بتفريغ الطرود من شاحنته في مانهاتن أثناء تفشي فيروس كورونا (رويترز)

يبدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب اهتماماً بالغاً بخصخصة خدمة البريد الأميركية في الأسابيع الأخيرة، وهي خطوة قد تُحْدث تغييرات جذرية في سلاسل الشحن الاستهلاكي وتوريد الأعمال، وربما تؤدي إلى مغادرة مئات الآلاف من العمال الفيدراليين للحكومة.

ووفقاً لثلاثة مصادر مطلعة، ناقش ترمب رغبته في إصلاح الخدمة البريدية خلال اجتماعاته مع هاوارد لوتنيك، مرشحه لمنصب وزير التجارة والرئيس المشارك لفريق انتقاله الرئاسي. كما أشار أحد المصادر إلى أن ترمب جمع، في وقت سابق من هذا الشهر، مجموعة من مسؤولي الانتقال للاستماع إلى آرائهم بشأن خصخصة مكتب البريد، وفق ما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست».

وأكد الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم نظراً للطبيعة الحساسة للمحادثات، أن ترمب أشار إلى الخسائر المالية السنوية لمكتب البريد، مشدداً على أن الحكومة لا ينبغي أن تتحمل عبء دعمه. ورغم أن خطط ترمب المحددة لإصلاح الخدمة البريدية لم تكن واضحة في البداية، فإن علاقته المتوترة مع وكالة البريد الوطنية تعود إلى عام 2019، حيث حاول حينها إجبار الوكالة على تسليم كثير من الوظائف الحيوية، بما في ذلك تحديد الأسعار، وقرارات الموظفين، والعلاقات العمالية، وإدارة العلاقات مع أكبر عملائها، إلى وزارة الخزانة.

وقال كيسي موليغان، الذي شغل منصب كبير الاقتصاديين في إدارة ترمب الأولى: «الحكومة بطيئة جداً في تبنِّي أساليب جديدة، حيث لا تزال الأمور مرتبطة بعقود من الزمن في تنفيذ المهام. هناك كثير من خدمات البريد الأخرى التي نشأت في السبعينات والتي تؤدي وظائفها بشكل أفضل بكثير مع زيادة الأحجام، وخفض التكاليف. لم نتمكن من إتمام المهمة في فترتنا الأولى، ولكن يجب أن نتممها الآن».

وتُعد خدمة البريد الأميركية واحدة من أقدم الوكالات الحكومية، حيث تأسست عام 1775 في عهد بنيامين فرنكلين، وتم تعزيزها من خلال التسليم المجاني للمناطق الريفية في أوائل القرن العشرين، ثم أصبحت وكالة مكتفية ذاتياً مالياً في عام 1970 بهدف «ربط الأمة معاً» عبر البريد. وعلى الرغم من التحديات المالية التي يفرضها صعود الإنترنت، فإن الخدمة البريدية تظل واحدة من أكثر الوكالات الفيدرالية شعبية لدى الأميركيين، وفقاً لدراسة أجراها مركز «بيو» للأبحاث عام 2024.

ومع مطالبات الجمهوريين في الكونغرس وآخرين في فلك ترمب بخفض التكاليف الفيدرالية، أصبحت الخدمة البريدية هدفاً رئيسياً. وأفاد شخصان آخران مطلعان على الأمر بأن أعضاء «وزارة كفاءة الحكومة»، وهي لجنة غير حكومية يقودها رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي، أجروا أيضاً محادثات أولية بشأن تغييرات كبيرة في الخدمة البريدية.

وفي العام المالي المنتهي في 30 سبتمبر (أيلول)، تكبدت الخدمة البريدية خسائر بلغت 9.5 مليار دولار، بسبب انخفاض حجم البريد وتباطؤ أعمال شحن الطرود، على الرغم من الاستثمارات الكبيرة في المرافق والمعدات الحديثة. وتواجه الوكالة التزامات تقدّر بنحو 80 مليار دولار، وفقاً لتقريرها المالي السنوي.

من شأن تقليص الخدمات البريدية أن يغير بشكل جذري صناعة التجارة الإلكترونية التي تقدر قيمتها بتريليون دولار، ما يؤثر في الشركات الصغيرة والمستهلكين في المناطق الريفية الذين يعتمدون على الوكالة بشكل كبير. وتُعد «أمازون»، أكبر عميل للخدمة البريدية، من بين أكبر المستفيدين، حيث تستخدم الخدمة البريدية لتوصيل «الميل الأخير» بين مراكز التوزيع الضخمة والمنازل والشركات. كما أن «التزام الخدمة الشاملة» للوكالة، الذي يتطلب منها تسليم البريد أو الطرود بغض النظر عن المسافة أو الجوانب المالية، يجعلها غالباً الناقل الوحيد الذي يخدم المناطق النائية في البلاد.

وقد تؤدي محاولة خصخصة هذه الوكالة الفيدرالية البارزة إلى رد فعل سياسي عنيف، خصوصاً من قبل الجمهوريين الذين يمثلون المناطق الريفية التي تخدمها الوكالة بشكل غير متناسب. على سبيل المثال، غالباً ما يستدعي المسؤولون الفيدراليون من ولاية ألاسكا المسؤولين التنفيذيين في البريد للوقوف على أهمية الخدمة البريدية لاقتصاد الولاية.

وفي رده على الاستفسارات حول خصخصة الوكالة، قال متحدث باسم الخدمة البريدية إن خطة التحديث التي وضعتها الوكالة على مدى 10 سنوات أدت إلى خفض 45 مليون ساعة عمل في السنوات الثلاث الماضية، كما قللت من الإنفاق على النقل بمقدار 2 مليار دولار. وأضاف المتحدث في بيان أن الوكالة تسعى أيضاً للحصول على موافقة تنظيمية لتعديل جداول معالجة البريد، وتسليمه لتتوافق بشكل أكبر مع ممارسات القطاع الخاص.

كثيراً ما كانت علاقة ترمب مع وكالة البريد الأميركية متوترة، فقد سخر منها في مناسبات عدة، واصفاً إياها في المكتب البيضاوي بأنها «مزحة»، وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وصفها بأنها «صبي التوصيل» لشركة «أمازون».

وفي الأيام الأولى لجائحة فيروس «كورونا»، هدد ترمب بحرمان الخدمة البريدية من المساعدات الطارئة ما لم توافق على مضاعفة أسعار الطرود 4 مرات. كما أذن وزير خزانته، ستيفن منوشين، بمنح قرض للوكالة فقط مقابل الحصول على وصول إلى عقودها السرية مع كبار عملائها.

وقبيل انتخابات عام 2020، ادعى ترمب أن الخدمة البريدية غير قادرة على تسهيل التصويت بالبريد، في وقت كانت فيه الوكالة قد مُنعت من الوصول إلى التمويل الطارئ الذي كان يحظره. ومع ذلك، في النهاية، تمكنت الخدمة البريدية من تسليم 97.9 في المائة من بطاقات الاقتراع إلى مسؤولي الانتخابات في غضون 3 أيام فقط.

وعند عودته إلى منصبه، قد يكون لدى ترمب خيارات عدة لممارسة السيطرة على وكالة البريد، رغم أنه قد لا يمتلك السلطة لخصخصتها بشكل أحادي. حالياً، هناك 3 مقاعد شاغرة في مجلس إدارة الوكالة المكون من 9 أعضاء. ومن بين الأعضاء الحاليين، هناك 3 جمهوريين، اثنان منهم تم تعيينهما من قبل ترمب. ولدى بايدن 3 مرشحين معلقين، لكن من غير المرجح أن يتم تأكيدهم من قبل مجلس الشيوخ قبل تنصيب ترمب.

ومن المحتمل أن يتطلب تقليص «التزام الخدمة الشاملة» بشكل كبير - وهو التوجيه الذي أوصى به المسؤولون خلال فترة ولاية ترمب الأولى - قانوناً من الكونغرس. وإذا تم إقرار هذا التشريع، فإن الخدمة البريدية ستكون ملزمة على الفور تقريباً بتقليص خدمات التوصيل إلى المناطق غير المربحة وتقليص عدد موظفيها، الذين يقدَّر عددهم بنحو 650 ألف موظف.

وقد تؤدي محاولات قطع وصول الوكالة إلى القروض من وزارة الخزانة، كما حاولت إدارة ترمب في السابق، إلى خنق الخدمة البريدية بسرعة، ما يعوق قدرتها على دفع رواتب موظفيها بشكل دوري وتمويل صيانة مرافقها ومعداتها. وقال بول ستيدلر، الذي يدرس الخدمة البريدية وسلاسل التوريد في معهد ليكسينغتون اليميني الوسطي: «في النهاية، ستحتاج الخدمة البريدية إلى المال والمساعدة، أو ستضطر إلى اتخاذ تدابير قاسية وجذرية لتحقيق التوازن المالي في الأمد القريب. وهذا يمنح البيت الأبيض والكونغرس قوة هائلة وحرية كبيرة في هذا السياق».

وقد حذر الديمقراطيون بالفعل من التخفيضات المحتملة في خدمة البريد. وقال النائب جيري كونولي (ديمقراطي من فرجينيا)، أحد الداعمين الرئيسيين للوكالة: «مع مزيد من الفرص أمامهم، قد يركزون على خصخصة الوكالة، وأعتقد أن هذا هو الخوف الأكبر. قد يكون لذلك عواقب وخيمة، لأن القطاع الخاص يعتمد على الربحية في المقام الأول».

كما انتقدت النائبة مارغوري تايلور غرين (جمهورية من جورجيا)، رئيسة اللجنة الفرعية للرقابة في مجلس النواب، الخدمة البريدية في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وكتبت: «هذا ما يحدث عندما تصبح الكيانات الحكومية ضخمة، وسوء الإدارة، وغير خاضعة للمساءلة».

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تعرضت الوكالة لانتقادات شديدة، حيث خضع المدير العام للبريد، لويس ديغوي، لاستجواب حاد من الجمهوريين في جلسة استماع يوم الثلاثاء. وحذر رئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب، جيمس كومر (جمهوري من كنتاكي)، ديغوي من أن الكونغرس في العام المقبل قد يسعى لإصلاح الخدمة البريدية.

وسأل الجمهوريون مراراً وتكراراً عن استعادة التمويل لأسطول الشاحنات الكهربائية الجديد للوكالة، والخسائر المالية المتزايدة، وعن الإجراءات التنفيذية التي قد يتخذها ترمب لإخضاع الخدمة.

وقال كومر: «انتهت أيام عمليات الإنقاذ والمساعدات. الشعب الأميركي تحدث بصوت عالٍ وواضح. أنا قلق بشأن الأموال التي تم تخصيصها للمركبات الكهربائية، والتي قد يجري استردادها. أعتقد أن هناك كثيراً من المجالات التي ستشهد إصلاحات كبيرة في السنوات الأربع المقبلة... هناك كثير من الأفكار التي قد تشهد تغييرات كبيرة، وإن لم تكن مفيدة بالضرورة لخدمة البريد».