سميرة أحمد: اشتقت للوقوف أمام الكاميرا

قالت لـ«الشرق الأوسط» إن ابنتها تكتب لها مسلسلاً جديداً

الفنانة المصرية سميرة أحمد  -  مع ابنتها جليلة
الفنانة المصرية سميرة أحمد - مع ابنتها جليلة
TT

سميرة أحمد: اشتقت للوقوف أمام الكاميرا

الفنانة المصرية سميرة أحمد  -  مع ابنتها جليلة
الفنانة المصرية سميرة أحمد - مع ابنتها جليلة

قالت الفنانة المصرية، سميرة أحمد، إن أكثر ما أزعجها في شائعة وفاتها الأخيرة، حالة الذعر التي أحدثتها لأهلها وأصدقائها وجمهورها. وكشفت أحمد، في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها طلبت من نقيب المهن التمثيلية، تقديم بلاغ للنائب العام ضد مروجي هذه الشائعات، لوقف هذا الأمر الذي تحول لظاهرة طالت كبار الفنانين، ونفت سميرة أن يكون غيابها عن الساحة الفنية أخيراً، سبباً في إطلاق شائعات حولها.
وبينما كانت الفنانة المصرية تقضي بعض الوقت بين أصدقائها بنادي الجزيرة الرياضي، المواجه لبيتها بحي الزمالك، فوجئت باتصالات متتالية حول سلامتها، حتى أدهشها كم الاتصالات، لتكتشف لاحقاً تداول شائعة وفاتها عبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وتؤكد أن الأمر صدمها وآلمها.
تتحدث أحمد بنبرة حزينة قائلة: «حينما قرأت عنوان (وداعاً سميرة أحمد) بأحد المواقع، تألمت في نفسي، وتساءلت: لماذا ينشرون هذه الشائعات التي تمس حياتنا؟ ولماذا لا يتحرون عنها قبل النشر؟ حيث ضايقني بشدة ما تسببوا فيه من ذعر، وشعرت بالخوف على ابنتي وإخوتي، واتصلت بشقيقي الذي يقيم بكندا لأطمئنه، فهناك من اتصلوا ليسلِّموا عليَّ من دون أن يخبروني بالشائعة، وقد رفضوا أن يخبروني».
وتلفت: «لقد كنت دائماً بعيدة عن الشائعات؛ لكن الزمن تغير، كانت الناس أكثر مصداقية في أقوالها وأفعالها، بالتأكيد هذه شائعات سخيفة أطلقها أناس لا ضمير لهم، وليست لديهم ذرة إنسانية؛ لأن كل ما يعنيهم (الترند)، أنا شخصياً لا أهتم بمواقع التواصل، وليس لي أي حسابات عليها».
وعن غيابها الفني، تقول إنها لم تغب بإرادتها؛ بل انتظرت طويلاً حتى يظهر للنور مسلسل «بالحب هنعدي» الذي كتبه يوسف معاطي، وينتجه زوجها المنتج صفوت غطاس، مؤكدة تمسكها بهذا العمل المهم الذي يعرض مشكلات حالية مطروحة في المجتمع، ويشير إلى أن حلها يكون بالحب بين الناس: «أنا أتمسك بهذا العمل حتى آخر يوم بعمري؛ لكنني لم أجلس وأضع يدي على خدي، فابنتي جليلة -وهي مهتمة بالكتابة منذ سنوات- تكتب لي حالياً مسلسلاً اتفقنا على فكرته، وسوف أبدأ تصويره بمجرد أن يكون جاهزاً، فقد اشتقت للوقوف أمام الكاميرا».
وترفض سميرة أحمد تقديم أعمال تعتمد على عدد محدود من الحلقات، مثل ما تعرضه بعض القنوات والمنصات، وتبرر ذلك قائلة: «أشاهد هذه الأعمال التي لا تتجاوز 5 أو 7 حلقات وأنساها بمجرد انتهائها، ولا تبقى في الذاكرة؛ لأنها تقدم من دون عمق في الطرح، ومن خلال شخصيات محدودة، بينما كنا نقدم مسلسلات 13 حلقة، وتلقى تجاوباً كبيراً من الجمهور، مثل مسلسل (غداً تتفتح الزهور) الذي شاركني بطولته النجم محمود ياسين، وحتى مسلسلات الثلاثين حلقة تظل مرهونة بسيناريو متكامل، ورسم دقيق لكافة الشخصيات، مثل أعمال الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، الذي كتب لي (أميرة في عابدين)، و(امرأة من زمن الحب)، وغيرها من إبداعاته الأخرى».
لا تحب أحمد مشاهدة الأعمال التي تنطوي على «إهانة للمرأة»، ومشاهد ضرب وشتائم وألفاظ غير لائقة: «لقد كثرت جداً مسلسلات البلطجة، وانعكست على سلوك الناس في الشارع، وهو ما أراه إساءة للفن وللمجتمع. هناك أشياء جميلة في مجتمعنا، لماذا لا نظهرها؟ لماذا نركز على البلطجة والجرائم باسم الواقعية؟ نحن قدمنا قصصاً واقعية تمس الناس، دون تجاوز، لذا أرى أن الرقابة دورها مهم جداً، وأندهش كيف سمحت بهذه التجاوزات. ليس معنى ذلك أنه لا توجد أعمال جيدة، فقد أعجبني مسلسل (الاختيار) بجزأيه الأول والثاني، وكان كريم عبد العزيز موفقاً في تقديم شخصيته».
تؤمن سميرة أحمد بأن الفنان قدوة، وبأن الجمهور يتأثر به، مؤكدة: «حرصتُ دوماً على الحفاظ على صورتي، فقد عشت ملتزمة في حياتي وفي أعمالي، عبر اختيار الشخصية والموضوع الذي يخاطب الناس، والممثلين الذين لن أنجح من دونهم».
تلتقط أنفاسها قبل أن تضيف: «لم تغب أعمالي عن القنوات المصرية والعربية. قبل أيام كنت أشاهد إحدى حلقات مسلسل (ماما في القسم) الذي يعاد عرضه حالياً، ويتضمن مشهداً أضع فيه الكمامة، وأمسك بالمطهر خوفاً من إنفلونزا الخنازير التي كانت منتشرة وقتها، وأصرخ في المشهد قائلة: (ممنوع خلع الكمامة) التي ظهر بها في المشهد كل الممثلين، وكأن هذا العمل كان يستشرف ما يحدث اليوم، مع أنه أُنتج قبل أكثر من عشرين عاماً. هذه الأعمال تبقى خالدة في وجدان المشاهد؛ لأننا أخلصنا جميعاً لها. كنا نجري بروفات عديدة قبل بدء التصوير، وكان الجميع يلتزمون في مواعيدهم معي؛ لأنني كنت ولا زلت شخصية قوية في العمل، وأحب الالتزام وأحترم مواعيد التصوير».
تقفز المقارنة بين الماضي والحاضر بشكل عفوي في حديث الفنانة الكبيرة، وهي تتطرق لبعض أفلامها التي تسعد بمشاهدتها: «فيلم (الشيماء) يُعرض في مناسبات دينية عديدة، وهناك مشاهد به تجعلني أبكي حينما أتذكر كواليس تصويرها، وفيلم (البنات والصيف) أمام عبد الحليم حافظ الذي جسدت فيه شخصية (فتحية الشغالة)، وفي فيلم (الخرساء) ظهرت من دون ماكياج، لذا أكاد أجن وأنا أرى ممثلة في أحد المشاهد التي ترقد فيها بالمستشفى، وقد وضعت رموشاً صناعية وماكياجاً كاملاً! وأتساءل: أين المخرج؟ لماذا تركها على هذا النحو؟ وأين هي المصداقية؟ لقد كان المخرج دائماً صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في أفلامنا».


مقالات ذات صلة

«سينما 70» تطلق عروضاً في «مهرجان التلال العجيبة» شرق السعودية

يوميات الشرق تتيح العروض للزوار مشاهدة الأفلام تحت السماء المفتوحة (الشرق الأوسط)

«سينما 70» تطلق عروضاً في «مهرجان التلال العجيبة» شرق السعودية

أطلقت «سينما 70» عروضها السينمائية المفتوحة في الهواء الطلق ضمن فعاليات «مهرجان التلال العجيبة» في مدينة الجبيل الصناعية (شرق السعودية).

«الشرق الأوسط» (الجبيل الصناعية)
يوميات الشرق جانب من العرض الخاص للفيلم بالقاهرة (الشركة المنتجة)

فيلم «الحريفة 2» يراهن على نجاح الجزء الأول بشباك التذاكر

احتفل صناع فيلم «الحريفة 2» بالعرض الخاص للفيلم في القاهرة مساء الثلاثاء، قبل أن يغادروا لمشاهدة الفيلم مع الجمهور السعودي في جدة مساء الأربعاء.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق فيصل الأحمري يرى أن التمثيل في السينما أكثر صعوبة من المنصات (الشرق الأوسط)

فيصل الأحمري لـ«الشرق الأوسط»: لا أضع لنفسي قيوداً

أكد الممثل السعودي فيصل الأحمري أنه لا يضع لنفسه قيوداً في الأدوار التي يسعى لتقديمها.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق يتيح الفرصة لتبادل الأفكار وإجراء حواراتٍ مُلهمة تتناول حاضر ومستقبل صناعة السينما العربية والأفريقية والآسيوية والعالمية (واس)

«البحر الأحمر السينمائي» يربط 142 عارضاً بصناع الأفلام حول العالم

يربط مهرجان البحر الأحمر 142 عارضاً من 32 دولة هذا العام بصناع الأفلام حول العالم عبر برنامج «سوق البحر الأحمر» مقدماً مجموعة استثنائية من الأنشطة.

لقطة من فيلم «عيد الميلاد» (أ.ب)

فيلم «لاف أكتشلي» من أجواء عيد الميلاد أول عمل لريتشارد كيرتس

بعد عقدين على النجاح العالمي الذي حققه الفيلم الكوميدي الرومانسي «لاف أكتشلي» المتمحور حول عيد الميلاد، يحاول المخرج البريطاني ريتشارد كورتس تكرار هذا الإنجاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».