اتهمت أسر ضحايا إسقاط طائرة أوكرانية في عام 2020 على يد «الحرس الثوري» الإيراني، في تقرير جديد، مسؤولين إيرانيين «رفيعي المستوى» بالوقوف وراء الواقعة، رافضة ما سمتها «مزاعم طهران» أن الحادث نتج عن خطأ تسبب فيه مشغل نظام الصواريخ.
وأعدت رابطة مؤلفة من عائلات معظمها كندية لضحايا الرحلة «بي إس752» التقرير الذي يثير تساؤلات جدية بشأن مسار التحقيق الرسمي التي تقوده السلطات الإيرانية. ويستند التقرير إلى معلومات معلنة وتسجيلات «لمسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى». وشارك في إعداده خبراء قانونيون وخبراء في الطيران.
وتصر السلطات الإيرانية والإعلام الرسمي على إلقاء اللوم على خطأ في توجيه رادار وخطأ ارتكبه مشغل نظام الدفاع الجوي في إسقاط الطائرة بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار طهران.
وأودت المأساة بحياة كل من كان على متن الطائرة، وعددهم 176 شخصاً؛ من بينهم 55 مواطناً كندياً، و30 شخصاً آخر يقيمون بصورة دائمة في هذا البلد.
وحين وقعت المأساة كانت الدفاعات الجوية الإيرانية في حالة تأهب قصوى في أعقاب قصف صاروخي إيراني استهدف قاعدة للجيش الأميركي في العراق وذلك ردّاً على ضربة جوية أمر بها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، قبل ذلك بخمسة أيام في بغداد، وقضت على قاسم سليماني قائد «فيلق القدس»؛ الذراع الخارجية في «الحرس الثوري».
وقالت «منظمة الطيران المدني الإيرانية»، التي كانت مسؤولة عن التحقيق في التحطيم، إن المشغل ظن خطأً أن الطائرة كانت صاروخاً، وهي الرواية التي قدمها «الحرس الثوري».
وأدان تحقيق كندي في يونيو (حزيران) المسؤولين عن الحادث؛ لكنه لم يتوصل إلى أدلة على أن المأساة كانت متعمدة.
وقال تقرير «الرابطة» إنها تعتقد أن «مسؤولين رفيعي المستوى في إيران مسؤولون عن إسقاط الرحلة (بي إس752)، وليس مجرد قلة من أعضاء بمستويات متدنية... كما جاء في مزاعم حكومة إيران».
وبدأت في طهران الأحد محاكمة 10 عسكريين في قضية إسقاط الطائرة. وينوه التقرير: «مع أعلى مستويات الاستنفار العسكري؛ استخدمت حكومة إيران رحلات ركاب درعاً بشرية في مواجهة هجمات أميركية محتملة، عن طريق تعمد عدم إغلاق المجال الجوي أمام الرحلات المدنية»، لافتاً إلى أن «مشغل نظام الصواريخ خبير وينبغي أن يكون قادراً على التفريق بين طائرة وصاروخ (كروز)». وقال رئيس «الرابطة»، حامد إسماعيليون، في مؤتمر صحافي افتراضي مساء الأربعاء: «نعتقد أن إسقاط (طائرة الرحلة) (بي إس752) كان فعلاً متعمداً».
ويكرر التقرير مطالب أسر الضحايا بإجراء تحقيق دولي. وقالت متحدثة باسم الحكومة الكندية إن بلادها تحلل التقرير. وكثير من ضحايا الحادث كنديون أو مقيمون دائمون في كندا.
واستنكرت كندا وبريطانيا والسويد وأوكرانيا، الأربعاء، رفض إيران التفاوض معها بشأن تقديم تعويضات كاملة عن إسقاط الطائرة، مشيرة إلى أن طهران لم توافق على طلبات في الآونة الأخيرة للقاء والتفاوض.
وقال بيان مشترك لهذه الدول: «إننا نبدي خيبة أملنا العميقة لأن جمهورية إيران الإسلامية لم تقبل طلباتنا المتعددة لعقد اجتماع في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2021»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وكانت وزيرة الخارجية الكندية الجديدة، ميلاني جولي، قد بحثت مع نظيرتها البريطانية، ليز تروس، الجمعة، التزام بلديهما «السعي لتحقيق العدالة وفي الوقت نفسه محاسبة إيران». وحذرت الدول الأربع بأنه «لن يكون أمامنا خيار آخر سوى التفكير بجدية في الإجراءات والتدابير الأخرى لحل هذه القضية» إذا ما أصرت طهران على موقعها الرافض التفاوض.
أسر ضحايا «الطائرة الأوكرانية» يتهمون مسؤولين إيرانيين كباراً
أسر ضحايا «الطائرة الأوكرانية» يتهمون مسؤولين إيرانيين كباراً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة