السعودية تتيح فرصاً تصديرية للاستحواذ على حصص أكبر في الأسواق العالمية

السعودية توسع فرص التصدير السلعي للصناعات المحلية (الشرق الأوسط)
السعودية توسع فرص التصدير السلعي للصناعات المحلية (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تتيح فرصاً تصديرية للاستحواذ على حصص أكبر في الأسواق العالمية

السعودية توسع فرص التصدير السلعي للصناعات المحلية (الشرق الأوسط)
السعودية توسع فرص التصدير السلعي للصناعات المحلية (الشرق الأوسط)

أتاحت السعودية، ممثلة في هيئة تنمية الصادرات السعودية، أكثر من 190 فرصة تصديرية للمصانع والشركات العاملة في الدولة، التي اختيرت وفقاً لأداء البلاد الصناعي والتصديري واللوجستي وامتلاكها ميزة تنافسية تمكنها من استحواذ حصص أكبر في الأسواق العالمية.
وتوظف الهيئة إمكاناتها كافة للمساهمة في زيادة نسبة الصادرات غير النفطية من 16 إلى 50 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بما يتماشى مع «رؤية المملكة 2030». لتقدم مجموعة من الحوافز والخدمات أبرزها دراسات الأسواق والسلع التخصصية لمجموعة من الفرص التصديرية التي اختيرت استناداً لأداء السعودية.
وكان مجلس إدارة هيئة تنمية الصادرات السعودية قد عقد اجتماعه الثالث والعشرين برئاسة وزير الصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس الإدارة بندر الخريّف، وتضمن مستجدات عدد من المشروعات القائمة والخدمات مثل المناقصات الدولية ومكاتب تمثيل الشركات السعودية في العراق ومشروع دراسات الأسواق وفرص التصدير، بالإضافة إلى أبرز ما حققه برنامج «صُنع في السعودية» منذ إطلاقه في مارس (آذار) الماضي، واتخذ المجلس عدداً من القرارات والتوصيات وفق الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، أهمها اعتماد استراتيجية التحوّل المؤسسي وإقرار الهيكل التنظيمي الجديد، بالإضافة إلى تشكيل لجنة منبثقة من مجلس الإدارة برئاسة نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية المهندس أسامة الزامل تضم عدداً من رجال الأعمال المصدرين أعضاء مجلس الإدارة تُعنى بتمكين المصدرين وتطوير الصادرات غير النفطية من خلال تحسين وتعظيم تجربة المصدرين السعوديين على مختلف الأصعدة.
إلى ذلك، يطلق صندوق التنمية الصناعية السعودي غداً عدداً من البرامج والمبادرات وذلك ضمن لقائه السنوي لتمكين القطاع الخاص، وتتضمن حزمة من المزايا والخدمات النوعية التي يقدمها الصندوق لعملائه في قطاع الأعمال برعاية وزير الصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس الإدارة.
ويهدف الصندوق الصناعي من تنظيم هذا اللقاء إلى التعريف بمنتجات وبرامج الصندوق الجديدة وجمع قادة القطاع الحكومي والخاص في مجالات الصناعة والتعدين والطاقة والخدمات اللوجستية، كما يهدف الصندوق إلى الإعلان عن عدد من الشراكات واستعراض آخر التطورات والخدمات المقدمة للقطاع الخاص، بالإضافة إلى عقد ورش عمل ولقاءات مع عملاء الصندوق.
وتأتي المنتجات والشراكات الجديدة امتداداً لدور الصندوق الصناعي كممكن مالي رئيس لقطاعات الصناعة والتعدين والطاقة والخدمات اللوجستية التي تندرج تحت برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية «ندلب»، أحد برامج «رؤية 2030» الذي يهدف لتحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة ومنصة لوجستية عالمية.
من جانب آخر، أعلنت هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية عن طرح 5 منافسات محدودة من قبل الشركة الوطنية للشراء الموحد للأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية (نوبكو)، بوصفها إحدى ثمرات تفعيل أسلوب التعاقد على توطين الصناعة ونقل المعرفة؛ وذلك لتوطين 5 منتجات تندرج تحت تصنيف منتجات الحماية الطبية، وهي الكمامات الطبية، والقناع الطبي، والنظارات الطبية، ومريول العزل الطبي، والقفازات الطبية.
ويُعَد طرح منافسات التوطين إحدى الخطوات المهمة لتفعيل الأسلوب بوصفه أحد أساليب الشراء الحكومية المستحدثة في نظام المنافسات والمشتريات الحكومية.
وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية عبد الرحمن السماري، على أن الأسلوب المستحدث سيسهم في توطين عدد من الصناعات الواعدة وتنمية المحتوى المحلي؛ حيث أوضحت دراسات الجدوى التي نُفِّذت على المنتجات المراد توطينها، والتي تتراوح مدة اتفاقياتها بين 3 سنوات و5 سنوات أنه من المتوقع إسهامها في زيادة الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 244 مليون ريال سعودي.وأضاف السماري أن الهيئة تعمل على توطين عدة منتجات سيُعلَن عنها قريباً في مسار تفعيل الأسلوب المستحدث، ستسهم في زيادة نسبة المحتوى المحلي في الناتج المحلي الإجمالي وفقاً للمستهدفات التي حددتها «رؤية المملكة 2030»، إضافة إلى دورها في تقليل العوائق في سلاسل التوريد والتأثير الإيجابي على الواردات والصادرات، علاوة على أهميتها في تحقيق الأمن الصحي والاكتفاء الذاتي من منتجات الحماية الطبية.



اليابان تناشد بايدن الموافقة على صفقة «نيبون - يو إس ستيل»

رجل يمر أمام لوحة تحمل شعار «نيبون ستيل» على مقرها في العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
رجل يمر أمام لوحة تحمل شعار «نيبون ستيل» على مقرها في العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
TT

اليابان تناشد بايدن الموافقة على صفقة «نيبون - يو إس ستيل»

رجل يمر أمام لوحة تحمل شعار «نيبون ستيل» على مقرها في العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
رجل يمر أمام لوحة تحمل شعار «نيبون ستيل» على مقرها في العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

أرسل رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، رسالةً إلى الرئيس الأميركي جو بايدن يطلب منه الموافقة على استحواذ «نيبون ستيل» على «يو إس ستيل»؛ لتجنب إفساد الجهود الأخيرة لتعزيز العلاقات بين البلدين، وفقاً لمصدرَين مطلعَين على الأمر.

وانضم بايدن إلى نقابة عمالية أميركية قوية في معارضة استحواذ أكبر شركة يابانية لصناعة الصلب على الشركة الأميركية العريقة مقابل 15 مليار دولار، وأحال الأمر إلى لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، وهي لجنة حكومية سرية تراجع الاستثمارات الأجنبية؛ بحثاً عن مخاطر الأمن القومي. والموعد النهائي لمراجعة لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة هو الشهر المقبل، قبل أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترمب - الذي تعهَّد بعرقلة الصفقة - منصبه في 20 يناير (كانون الثاني).

وقد توافق لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة على الصفقة، ربما مع اتخاذ تدابير لمعالجة المخاوف المتعلقة بالأمن القومي، أو توصي الرئيس بعرقلتها. وقد تُمدِّد المراجعة أيضاً.

وقال إيشيبا في الرسالة، وفقاً لنسخة من النص اطلعت عليها «رويترز»: «تقف اليابان بوصفها أكبر مستثمر في الولايات المتحدة، حيث تظهر استثماراتها اتجاهاً تصاعدياً ثابتاً. إن استمرار هذا الاتجاه التصاعدي للاستثمار الياباني في الولايات المتحدة يعود بالنفع على بلدَينا، ويبرز قوة التحالف الياباني - الأميركي للعالم». وأكدت المصادر أنه تم إرسالها إلى بايدن في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وتابع إيشيبا: «في ظل رئاستك، وصل هذا التحالف إلى قوة غير مسبوقة. نطلب باحترام من الحكومة الأميركية الموافقة على الاستحواذ المخطط له من قبل شركة (نيبون ستيل) حتى لا نلقي بظلالنا على الإنجازات التي تحقَّقت على مدى السنوات الأربع الماضية»، كما جاء في الرسالة.

ورفضت السفارة الأميركية في اليابان التعليق. وأحال مكتب إيشيبا الأسئلة إلى وزارة الخارجية التي لم يكن لديها تعليق فوري. ورفضت شركة «نيبون ستيل» التعليق، ولم ترد شركة «يو إس ستيل» على الفور على طلب التعليق خارج ساعات العمل في الولايات المتحدة.

ويبدو أن نهج إيشيبا المباشر يمثل تحولاً في موقف الحكومة اليابانية بشأن الصفقة، التي أصبحت قضيةً سياسيةً ساخنةً، في ولاية أميركية متأرجحة رئيسة في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر.

وكان سلف إيشيبا، فوميو كيشيدا، قد سعى إلى إبعاد إدارته عن عملية الاستحواذ المثيرة للجدل، ووصفها بأنها مسألة تجارية خاصة حتى مع تصاعد المعارضة السياسية في الولايات المتحدة.

وبدا أن عملية الاستحواذ على وشك أن تُعرقَل عندما زعمت لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة في رسالة أرسلتها إلى الشركات في 31 أغسطس (آب) أن الصفقة تُشكِّل خطراً على الأمن القومي من خلال تهديد سلسلة توريد الصلب للصناعات الأميركية الحيوية.

ولكن تم تمديد عملية المراجعة في النهاية إلى ما بعد الانتخابات؛ لإعطاء اللجنة مزيداً من الوقت لفهم تأثير الصفقة على الأمن القومي والتواصل مع الأطراف، وفقاً لما قاله شخص مطلع على الأمر.

وقبل تولي إيشيبا منصبه في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، قال إن أي تحرك أميركي لمنع الصفقة لأسباب تتعلق بالأمن القومي سيكون «مقلقاً للغاية» نظراً للعلاقات الوثيقة بين الحلفاء.

والتقى إيشيبا وبايدن لأول مرة بصفتهما زعيمَين، على هامش قمة دولية في بيرو في وقت سابق من هذا الشهر. وقال إيشيبا في خطابه إن الرجلين لم يتمكّنا من الخوض في مناقشات بشأن العلاقة الاقتصادية في ذلك الاجتماع؛ بسبب قيود الوقت، وإنه يريد متابعة الأمر لجذب انتباهه إلى الصفقة في «منعطف حرج».

وقدَّمت شركة «نيبون ستيل» ضمانات وتعهدات استثمارية مختلفة من أجل الفوز بالموافقة. وأكد إيشيبا في خطابه إلى بايدن أن الصفقة ستفيد كلا البلدين، وقال: «إن شركة (نيبون ستيل) ملتزمة بشدة بحماية عمال الصلب في الولايات المتحدة، وفتح مستقبل مزدهر مع شركة الصلب الأميركية وعمالها. وستُمكِّن عملية الاستحواذ المقترحة شركات الصلب اليابانية والأميركية من الجمع بين التقنيات المتقدمة وزيادة القدرة التنافسية، وستسهم في تعزيز قدرة إنتاج الصلب وتشغيل العمالة في الولايات المتحدة»... ولم يتضح ما إذا كان بايدن قد ردَّ على الرسالة.