في وقت يتخبط فيه الديمقراطيون في صراعاتهم الداخلية، كثّف الرئيس السابق دونالد ترمب من أنشطته الانتخابية وتصريحاته العلنية، فيما بدا أنه تمهيد لخوض السباق الرئاسي مجدداً، لكن من دون التعهد رسمياً بذلك بعد. ففي مقابلة جديدة أجراها ترمب مع موقع «ياهو فينانس»، قال الرئيس السابق إن «معظم الجمهوريين الذين يفكرون في خوض السباق الرئاسي سوف يتراجعون»، في حال قرر الترشح مجدداً. وخصّ ترمب بالذكر حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتس الذي غازل فكرة الترشح أكثر من مرة، فوجه له رسالة حاسمة: «إذا ترشحنا معاً سوف أهزمه، كما سأهزم أي مرشح آخر». لكن ترمب، الذي أثبت مهارته في جس نبض الشارع الجمهوري، لوّح في الوقت نفسه بأن ديسانتس يتصدر لائحة المرشحين لمنصب نائبه، فقال في المقابلة نفسها: «من المؤكد أنني سأنظر في احتمال ترشيح رون، فقد كنت أول من دعمه في سباقه كنائب وثم كحاكم، ودعمي له أدى إلى نجاحه بشكل كبير. وأنا أعرفه جيداً فهو رجل رائع».
ويعتمد ترمب في تقييمه هذا إلى أرقام استطلاعات الرأي التي أظهرت تقدماً كبيراً لكل من حاكم فلوريدا ونائبه السابق مايك بنس في صفوف الناخبين الجمهوريين، إلا أن الرئيس السابق لا يزال المفضل بالنسبة للجمهوريين، بحسب الأرقام. وهو تحدث عنها فقال: «إذا نظرت الى استطلاعات الرأي، فأنا أتمتع بأكثر من 90 في المائة من الدعم وفي بعض الأحيان تصل شعبيتي إلى 98 في المائة بالحزب الجمهوري. لأني قمت بعمل رائع كرئيس رغم كل حملات مطاردة الساحرات».
وعلى الرغم من أن الأرقام تشير إلى شعبية نائبه السابق مايك بنس في صفوف الحزب، فإن الرئيس السابق لم يذكر اسم بنس أبداً في سير حديثه عن خياره المفضل لنائب في السباق الرئاسي المقبل، فعلاقة الرجلين توترت بشكل كبير منذ رفض بنس عرقلة المصادقة على نتيجة الانتخابات واقتحام الكونغرس من قبل مناصري ترمب الذين هتفوا شعارات تدعو إلى «شنق بنس».
واللافت للاهتمام أن 78 في المائة من الجمهوريين يعتقدون حتى اليوم بأن الانتخابات مزورة، بحسب استطلاع لشبكة «سي إن إن» أظهر في الوقت نفسه أن أكثر من نصف الجمهوريين يعتقدون أن هناك دلائل قاطعة، تشير إلى أن الرئيس الحالي جو بايدن لم يفز بالانتخابات، رغم دحض هذه الادعاءات من قبل المحاكم وغالبية القيادات الجمهورية.
ويزور الرئيس السابق الأسبوع المقبل، ولاية أيوا التي تعدّ من الولايات المهمة في الانتخابات الرئاسية، وذلك في دلالة أخرى على ازدياد احتمالات ترشحه. وكان ترمب كرر في أكثر من مناسبة أنه «ليس لديه خيار» سوى الترشح مجدداً بسبب «الأزمات التي تمر بها البلاد»، مشيراً إلى أزمة الدين العام الحالية والتجاذب الداخلي بين الديمقراطيين لإقرار مشاريع تمويلية ضخمة.
كما هاجم الرئيس السابق سياسات خلفه الخارجية خصوصاً فيما يتعلق بالانسحاب من أفغانستان، مدافعاً عن قرار إدارته التفاوض مع حركة «طالبان». فقال في المقابلة مع «ياهو فاينانس»: «لقد كنت من الداعمين الكبار للانسحاب من أفغانستان. لكن الانسحاب بكرامة، والانسحاب من دون سقوط قتلى. لو كنت أنا من نفذ الانسحاب لكنت بدأت بسحب المدنيين الأميركيين أولاً والذين يستحقون الإجلاء ثم القوات الأميركية». وانتقد ترمب قرار سحب القوات الأميركية قبل المدنيين، فقال: «إن إخراج القوات أولاً بدأ هذا الوضع المؤسف. لقد كان قراراً تشوبه الأخطاء. فقد خسرنا 13 عنصراً من شبابنا… كما تركنا وراءنا 85 مليار دولار من المعدات».
ترمب يمهّد لخوض السباق الرئاسي
ترمب يمهّد لخوض السباق الرئاسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة