تحديثات جديدة في «غوغل»... كيف سيتغير البحث؟https://aawsat.com/home/article/3218406/%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB%D8%A7%D8%AA-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%C2%AB%D8%BA%D9%88%D8%BA%D9%84%C2%BB-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%B3%D9%8A%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB%D8%9F
الصفحة الرئيسية لـ«غوغل» تظهر على شاشة هاتف ذكي (أرشيفية - رويترز)
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
تحديثات جديدة في «غوغل»... كيف سيتغير البحث؟
الصفحة الرئيسية لـ«غوغل» تظهر على شاشة هاتف ذكي (أرشيفية - رويترز)
أعلنت شركة «غوغل» عن تصميم جديد لمحرك البحث الخاص بها، مما يجعله أكثر وضوحاً مع إضافة معلومات «سياقية» جديدة حول النتائج. وفي حدث «سيرش أون»، أعلن عملاق الويب أيضاً عن ميزات جديدة لـمحرك البحث «غوغل كروم» وبرنامج «غوغل لانس» الذكي للصور، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
وتقول «غوغل» إن التغيير الرئيسي يتمثل بنتائج قابلة للتصفح بصرياً، «لعمليات البحث التي تحتاج فيها إلى الإلهام» مثل «أفكار ترتبط بالرسم»، والتي ستعرض سلسلة من الصور أعلى نتائج البحث دون الحاجة إلى الانتقال إلى علامة التبويب «الصور».
وسيجلب التصميم أيضاً المزيد من المعلومات السياقية، التي سيتم طرحها على مدار الأشهر المقبلة، مع قسم «أشياء يجب معرفتها» الجديد الذي يتضمن «أبعاداً مختلفة يبحث عنها الأشخاص عادة».
وبالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن كيفية الرسم باستخدام الأكريليك، على سبيل المثال، أسفل النتيجة العليا ستظهر سلسلة من النتائج المنسدلة التي تتضمن دليلاً خطوة بخطوة أو نصائح أو خيارات معينة. سيكون لدى «غوغل» أيضاً خيارات جديدة مثل «تحسين هذا البحث» و«توسيع هذا البحث»، بحيث يمكن للمستخدمين التنقل بسرعة بين صفحات مختلفة من المعلومات السياقية.
وتضيف «غوغل» المزيد من المعلومات إلى البحث بطرق أخرى من خلال توسيع لوحة «حول هذه النتائج»، والتي يمكن الوصول إليها عبر رمز النقاط الثلاث على الجانب الأيمن من نتائج البحث.
وستسمح «غوغل» الآن للمواقع بأن تصف نفسها «بكلماتهم الخاصة» أيضاً. سيتمكن المستخدمون من رؤية ما قاله الآخرون عن موقع الويب، بما في ذلك «الأخبار والمراجعات»، حيث تقول الشركة إن ذلك سيساعد المستخدمين على تقييم المصادر بشكل أفضل.
وستتيح تحديثات «غوغل» لـ«لانس» البحث عن معلومات استناداً إلى المحتوى الموجود في صورة - مثل التقاط صورة لنمط ومطالبة «غوغل» بالبحث عن «جوارب بهذا النمط»، أو تحميل صورة لدراجة مكسورة وسؤال «غوغل» عن «كيفية إصلاحها». سيتعرف التعلم الآلي من «غوغل» الآن على محتويات الصورة، ويبدأ بالبحث وفقاً لذلك، باستخدام تقنية يطلق عليها اسم النموذج الموحد متعدد المهام (إم يو إم) الذي يمكنه فهم السياق والمقارنات بشكل أفضل.
باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
أمَّنت الإقامة في باريس للفنانة اللبنانية تانيا صالح «راحة بال» تُحرِّض على العطاء. تُصرُّ على المزدوجَين «...» لدى وصف الحالة، فـ«اللبناني» و«راحة البال» بمعناها الكلّي، نقيضان. تحطّ على أراضي بلادها لتُطلق ألبومها الجديد الموجَّه إلى الأطفال. موعد التوقيع الأول؛ الجمعة 6 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. والأحد (8 منه) تخصّصه لاستضافة أولاد للغناء والرسم. تريد من الفنّ أن يُهدّئ أنين أطفال الصدمة ويرأف بالبراءة المشلَّعة.
وطَّد كونها أُماً علاقتها بأوجاع الطفولة تحت النار؛ من فلسطين إلى لبنان. تُخبر «الشرق الأوسط» أنها اعتادت اختراع الأغنيات من أجل أن ينام أطفالها وهم يستدعون إلى مخيّلاتهم حلاوة الحلم. لطالما تمنّت الغناء للصغار، تشبُّعاً بأمومتها وإحساسها بالرغبة في مَنْح صوتها لمَن تُركوا في البرد واشتهوا دفء الأحضان. تقول: «أصبح الأمر مُلحّاً منذ تعرُّض أطفال غزة لاستباحة العصر. لمحتُ في عيون أهاليهم عدم القدرة على فعل شيء. منذ توحُّش الحرب هناك، وتمدُّد وحشيتها إلى لبنان، شعرتُ بأنّ المسألة طارئة. عليَّ أداء دوري. لن تنفع ذرائع من نوع (غداً سأبدأ)».
وفَّر الحبُّ القديم لأغنية الطفل، عليها، الكتابةَ من الصفر. ما في الألبوم، المؤلَّف من 11 أغنية، كُتب من قبل، أو على الأقل حَضَرت فكرته. تُكمل: «لملمتُ المجموع، فشكَّل ألبوماً. وكنتُ قد أنقذتُ بعض أموالي خشية أنْ تتطاير في المهبّ، كما هي الأقدار اللبنانية، فأمّنتُ الإنتاج. عملتُ على رسومه ودخلتُ الاستوديو مع الموسيقيين. بدل الـ(CD)؛ وقد لا يصل إلى أطفال في خيامهم وآخرين في الشوارع، فضَّلتُ دفتر التلوين وفي خلفيته رمز استجابة سريعة يخوّلهم مسحه الاستماع المجاني إلى الأغنيات ومشاهدتها مرسومة، فتنتشل خيالاتهم من الأيام الصعبة».
تُخطّط تانيا صالح لجولة في بعلبك وجنوب لبنان؛ «إنْ لم تحدُث مفاجآت تُبدِّل الخطط». وتشمل الجولة مناطق حيث الأغنية قد لا يطولها الأولاد، والرسوم ليست أولوية أمام جوع المعدة. تقول: «أتطلّع إلى الأطفال فأرى تلك السنّ التي تستحقّ الأفضل. لا تهمّ الجنسية ولا الانتماءات الأخرى. أريد لموسيقاي ورسومي الوصول إلى اللبناني وغيره. على هذا المستوى من العطف، لا فارق بين أصناف الألم. ليس للأطفال ذنب. ضآلة مدّهم بالعِلم والموسيقى والرسوم، تُوجِّه مساراتهم نحو احتمالات مُظلمة. الطفل اللبناني، كما السوري والفلسطيني، جدير بالحياة».
باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال، تشعر أنها تستريح: «الآن أدّيتُ دوري». الفعل الفنّي هنا، تُحرّكه مشهديات الذاكرة. تتساءل: «كم حرباً أمضينا وكم منزلاً استعرنا لننجو؟». ترى أولاداً يعيشون ما عاشت، فيتضاعف إحساس الأسى. تذكُر أنها كانت في نحو سنتها العشرين حين توقّفت معارك الحرب الأهلية، بعد أُلفة مريرة مع أصوات الرصاص والقذائف منذ سنّ السادسة. أصابها هدوء «اليوم التالي» بوجع: «آلمني أنني لستُ أتخبَّط بالأصوات الرهيبة! لقد اعتدْتُها. أصبحتُ كمَن يُدمن مخدِّراً. تطلَّب الأمر وقتاً لاستعادة إيقاعي الطبيعي. اليوم أتساءل: ماذا عن هؤلاء الأطفال؛ في غزة وفي لبنان، القابعين تحت النار... مَن يرمِّم ما تهشَّم؟».
سهَّلت إقامُتها الباريسية ولادةَ الألبوم المُحتفَى به في «دار المنى» بمنطقة البترون الساحلية، الجمعة والأحد، بالتعاون مع شباب «مسرح تحفة»، وهم خلف نشاطات تُبهج المكان وزواره. تقول إنّ المسافة الفاصلة عن الوطن تُعمِّق حبَّه والشعور بالمسؤولية حياله. فمَن يحترق قد يغضب ويعتب. لذا؛ تحلَّت بشيء من «راحة البال» المحرِّضة على الإبداع، فصقلت ما كتبت، ورسمت، وسجَّلت الموسيقى؛ وإنْ أمضت الليالي تُشاهد الأخبار العاجلة وهي تفِد من أرضها النازفة.
في الألبوم المُسمَّى «لعب ولاد زغار»، تغنّي لزوال «الوحش الكبير»، مُختَزِل الحروب ومآسيها. إنها حكاية طفل يشاء التخلُّص من الحرب ليكون له وطن أحلى. تقول: «أريد للأطفال أن يعلموا ماذا تعني الحروب، عوض التعتيم عليها. في طفولتي، لم يُجب أحد عن أسئلتي. لم يُخبروني شيئاً. قالوا لي أنْ أُبقي ما أراه سراً، فلا أخبره للمسلِّح إنْ طرق بابنا. هنا أفعل العكس. أُخبر الأولاد بأنّ الحروب تتطلّب شجاعة لإنهائها من دون خضوع. وأُخبرهم أنّ الأرض تستحق التمسُّك بها».
وتُعلِّم الصغار الأبجدية العربية على ألحان مألوفة، فيسهُل تقبُّل لغتهم والتغنّي بها. وفي الألبوم، حكاية عن الزراعة وأخرى عن النوم، وثالثة عن اختراع طفل فكرة الإضاءة من عمق خيمته المُظلمة. تقول إنّ الأخيرة «حقيقية؛ وقد شاهدتُ عبر (تيك توك) طفلاً من غزة يُفكّر في كيفية دحض العتمة لاستدعاء النور، فألهمني الكتابة. هذه بطولة».
من القصص، تبرُز «الشختورة» (المركب)، فتروي تانيا صالح تاريخ لبنان بسلاسة الكلمة والصورة. تشاء من هذه الحديقة أن يدوم العطر: «الألبوم ليس لتحقيق ثروة، وربما ليس لاكتساح أرقام المشاهدة. إنه شعوري بتأدية الدور. أغنياته حُرّة من زمانها. لم أعدّها لليوم فقط. أريدها على نسق (هالصيصان شو حلوين)؛ لكلّ الأيام».