كايلي جينر... مالٌ يجرّ المال

أعلنت حملها للمرة الثانية وحماستها للأمومة

نجمة تلفزيون الواقع الأميركية كايلي جينر
نجمة تلفزيون الواقع الأميركية كايلي جينر
TT

كايلي جينر... مالٌ يجرّ المال

نجمة تلفزيون الواقع الأميركية كايلي جينر
نجمة تلفزيون الواقع الأميركية كايلي جينر

الأخت الصغرى في عائلة كارداشيان - جينر، الجذابة كايلي، تستعد للأمومة مرة ثانية. 24 عاماً، هو عمر صاخب، لشابة حصدت لقب «أصغر مليارديرة عصامية في التاريخ»، بعد الإطاحة بالحالم الكبير: مؤسس «فيسبوك» مارك زوكربيرغ. لم تتوقّع هذه المكانة في عالم الثروات والرفاهية، فإذا ببلوغها يمنحها شعوراً جميلاً. رباعية نسائية جدلية، تهز «السوشيال ميديا» والملايين على الأرض: الأختان غير الشقيقتين كيم (1980) وكلوي كارداشيان (1984)؛ كيندال (1995) وكايلي جينر (1997). رباعية في صيحات الموضة والأزياء ومستحضرات التجميل، تضاف إليهن أخت خامسة هي كورتني كارداشيان (1979). تتفوق عليهن كيم بالشهرة، لكن كايلي تتفوق بـ«البيزنس» الضخم.
تظهر طفلتها ستورمي في فيديو إعلان حملها الثاني، وهي تسلّم جدتها كريس جينر صور الموجات الصوتية للجنين المُنتظر، لتتفاجأ وتتساءل: «ما هذا؟ مهلاً! هل أنتِ حامل؟». تبلغ ستورمي نحو الثلاث سنوات؛ طفلة تحت الضوء، تحمل بعض ملامح أمها وسمرة بشرة والدها. هنا الحياة مسلسل شغّال في فضاءات تلفزيون الواقع الطافح بالتلصص والفضول والأنوف التي تطارد روائح لا تخصّها. تنتظر كايلي طفلاً ثانياً من حبيبها مغني الراب ترافيس سكوت (30 عاماً)، فتتولى طفلتهما الأولى تبشير الجماهير. المسرح هو «إنستغرام»، والعرض متواصل أمام 268 مليون متابع. «هل أنتِ مستعدة للذهاب إلى طبيب أمك؟»، تخاطب الوالدة صغيرتها السائرة على دربها، والحبيب ترافيس في السيارة يقود الحبيبة إلى الفحص.
مختلف عالم آل كارداشيان وآل جينر. الطفولة مختلفة، والحياة والوجوه. لم يجد الأب بروس جينر نفسه في جسد رجل، ليصبح كاتلين جينر بعد عملية تحوّل جنسي كامل أُعلن عنها في العام 2015. صنع ذلك العام فورة مهنية لكايلي كريستين جينر، المولودة في 10 أغسطس (آب) 1997 بمدينة كالاباساس، لوس أنجليس، كاليفورنيا. فقد أصدرت بمفردها مجموعتها من وصلات الشعر «Kylie Hair Kouture»، وحققت أحد أحلامها بأن تصبح وجهاً إعلانياً لعدد من شركات مستحضرات التجميل وشريكة في بعضها. راح الحظ يضحك، والباب يفتح باباً. وكايلي في عشريناتها تطلق خط مستحضرات التجميل الخاص بها: «Kylie Lips Kits»، وتعدّل تسميته إلى «Kylie Cosmetics»، فإذا بالشركة تحقق نحو 900 مليون دولار. أصغر المليارديرات.
تعد بالمزيد من الإنجازات. شعور ساحر يمنحه أحمر الشفاه من ماركة كايلي جينر، الذي يبدو بالصور كأنه ماسح الأحزان! كثيف كحاجة المرأة إلى تعزيز الثقة بنفسها، وقوي كرغبتها في التجاوز وقدرتها عليه. شيء من هذا التأثير، جعل «تايم» تختارها وأخواتها على قائمة «أكثر المراهقين تأثيراً في العالم». الملايين من الشباب والمراهقين يرون فيهن «النموذج». ملايين مهووسون بالقوالب. بالمظاهر. بكل ما هو «مثالي» في الصور، ومُعاد «روتشته» والتحكم به.
نقاش آخر، مدى «خطورة» الوَقْع الكارداشياني في الجيل الشاب المنجذب إلى الظواهر برغبة معدومة في النقد. والشقيقات الخمس متصلات بإشكالية عميقة تتعلق بمواقع التواصل وضريبة عصر الفيديو والصور. ما نعرضه هو محطات الشابة الصغرى في العائلة. وفي الواقع، هي بقايا حسرات مُخبّأة في بعضنا ومسكوت عليها. يهرول العمر، ولا ثروات تحققت ولا شركات تأسست؛ وابنة جينر لم تبلغ الـ25 والأرباح بالملايين، ومن يتابعونها بالملايين وحارقة قلوب الملايين!
بـ600 مليون دولار، باعت كايلي 51 في المائة من علامتها التجارية «كايلي كوزمتيكس»؛ وبعد تسديد الضرائب، تحوّل إلى حساباتها نحو 340 مليون دولار، تضاعفت إلى 590 مليوناً، ثمرة الاجتهاد. فإذا بمالكة أسطول من السيارات الفارهة تتصدر قائمة «فوربس» السنوية لأعلى المشاهير أجراً للعام الماضي. المال يجرّ المال.
أنشأت مع شقيقتها كيندال علاقة أخوّة عزيزة. أمسكتا بيد بعضهما البعض منذ سن الخامسة عشرة عندما أسستا معاً خط ملابس خاصاً يحمل اسمهما. بدتا طموحتين، شغوفتين بالمال والضوء. ووسعّتا الأحلام، حتى بيعت العلامة التجارية في 390 نقطة بيع بالولايات المتحدة. ظلّت كيندال حاضرة في روح كايلي. ربما هي صلة الدم وربما تقارب السن. كانتا في السادسة عشرة حين أصدرتا رواية خيال علمي (Rebels: City of Indra)، ثم شقّت كل منهما طريق الحياة.
لم ترد لطفلتها سترومي أخاً أو أختاً يكبرانها كثيراً في السن. شاءت أن يعيد التاريخ نفسه، مكرراً ثنائية الشقيقتين، فتكون لطفلتها أختٌ كأختها. في تقرير لـ«يو إس ويكلي»، دار حديث حول شعور كايلي بأنها قريبة جداً من شقيقتها كيندال، وتريد الأمر نفسه لستورمي، فحاولت وحبيبها سكوت لأشهر إنجاب طفل ثانٍ لئلا تكبر صغيرتهما من دون رفقة. يشعران بأنهما أب وأم رائعان، مع تأكيد كايلي على حماسة الأمومة والرغبة في الإنجاب مرة أخرى.
أعادت كيم نشر فيديو إعلان حمل شقيقتها، مُظهرة فرحتها: «سنحظى بالمزيد من الأطفال!». تتأثّر الجدة كريس بالأحفاد من حولها، وتشعر أنها سعيدة. ثلاث بنات من زواج سابق (كورتني وكيم وكلوي كارداشيان) وابن (روبرت آرثر كارداشيان)، مع كيندال وكايلي ومجموع الأولاد، يُغنون حياة المذيعة الأميركية ويلوّنون زواياها المحايدة. تلفزيون الواقع ليس واقعياً دائماً. الحقيقة أحياناً تطمسها الكاميرا. فلاتر.


مقالات ذات صلة

العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
إعلام تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

أثار إعلان شركة «ميتا» تمديد فترة تقييد الإعلانات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية أو السياسية لما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، من دون أن تحدّد الشركة وقتاً ...

إيمان مبروك (القاهرة)
يوميات الشرق لوسائل التواصل دور محوري في تشكيل تجارب الشباب (جمعية علم النفس الأميركية)

«لايك» التواصل الاجتماعي يؤثر في مزاج الشباب

كشفت دراسة أن الشباب أكثر حساسية تجاه ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الإعجابات (لايك)، مقارنةً بالبالغين... ماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
مذاقات الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)

من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟

فوضى عارمة تجتاح وسائل التواصل التي تعجّ بأشخاصٍ يدّعون المعرفة من دون أسس علمية، فيطلّون عبر الـ«تيك توك» و«إنستغرام» في منشورات إلكترونية ينتقدون أو ينصحون...

فيفيان حداد (بيروت)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».