كنائس مصرية تعلق بعض أنشطتها تخوفاً مع «الموجة الرابعة»

مسؤول صحي يؤكد تلقي 8 ملايين مواطن لقاحات «كورونا»

موظف يشرف على إنتاج جرعات من لقاح «سينوفاك» في شركة «فاكسيرا» بالقاهرة (أ.ف.ب)
موظف يشرف على إنتاج جرعات من لقاح «سينوفاك» في شركة «فاكسيرا» بالقاهرة (أ.ف.ب)
TT

كنائس مصرية تعلق بعض أنشطتها تخوفاً مع «الموجة الرابعة»

موظف يشرف على إنتاج جرعات من لقاح «سينوفاك» في شركة «فاكسيرا» بالقاهرة (أ.ف.ب)
موظف يشرف على إنتاج جرعات من لقاح «سينوفاك» في شركة «فاكسيرا» بالقاهرة (أ.ف.ب)

أعلنت كنائس في مصر «تعليق بعض أنشطتها تخوفاً مع (الموجة الرابعة) لفيروس (كورونا)»، في حين أشار مسؤول صحي مصري إلى أن «8 ملايين مواطن قد تلقوا اللقاحات».
ووفق إفادة لوزارة الصحة المصرية، فإنه «تم تسجيل 303 حالات جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معملياً للفيروس، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تجريها الوزارة وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية، فضلاً عن 12 حالة وفاة جديدة». وتشير «الصحة المصرية» إلى أن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا، حتى مساء أول من أمس، هو 289035 من ضمنهم 240325 حالة تم شفاؤها، و16755 حالة وفاة».
وأكد الأسقف العام لكنائس عين شمس والمطرية وحلمية الزيتون (شرق القاهرة)، الأنبا ألسيوس، «تعليق خدمة القداسات، ومدارس التربية الكنيسة، وجميع الأنشطة، وقاعات العزاء، ضمن إجراءات احترازية جديدة لمنع انتشار الفيروس». وذكر الأسقف العام، في بيان له، أمس، أن «التعليق اعتباراً من أمس وحتى 17 سبتمبر (أيلول) الحالي، بالتزامن مع بدء (الموجة الرابعة) من فيروس كورونا، وحتى لا يسهم استمرار الفعاليات في زيادة أعداد الإصابات في محيط كنيسة السيدة مريم العذراء، والقديس يوحنا المعمدان بعين شمس الغربية».
كما قررت كنيسة مارمرقس بضاحية شبرا في مصر، «إيقاف خدمات التربية الكنسية، والاجتماعات، والكشافة، بعد تزايد إصابات الفيروس». وقال أسقف عام كنائس شبرا الشمالية، الأنبا أنجيلوس، إن «آباء كل كنيسة على حدة لهم الحرية في اتخاذ القرارات الخاصة بتدابير الإجراءات التي تحد من انتشار الوباء، حسب الحالة الصحية لهم ولشعب وخدام كل كنيسة، في هذه (الموجة الرابعة) من الوباء».
يأتي هذا في وقت قال مستشار الرئيس المصري للشؤون الصحية، محمد عوض تاج الدين، إن «مصر الآن دخلت في (موجة رابعة) من (كورونا)، طالما هناك زيادات يومية». وأضاف في تصريحات أمس، أن «8 ملايين مواطن مصري تلقوا اللقاحات على مستوى المحافظات المصرية»، موضحاً أن «الكمية تزداد، وأعداد متلقي اللقاح يزدادون، وهناك توجه رئاسي تم تنفيذه بالفعل لإعطاء اللقاح لكل العاملين بقطاع التعليم».
وحسب تاج الدين، فإن في «المراحل الأولى لحصول المواطنين على اللقاحات كان الإقبال قليلاً»، مضيفاً أن «السبب في ذلك كان للأحاديث الإعلامية الخارجية عن أمان تلك اللقاحات، مما أحدث نوعاً من الترقب والقلق»، مؤكداً أن «الدولة المصرية بذلت مجهوداً كبيراً جداً في الحصول على اللقاحات من مصادر متعددة»، موضحاً أنه «عندما قامت مصر بتلقيح مواطنيها باللقاح حدث نوع من الثقة في اللقاحات، إضافة إلى أنه تم تلقيح مليارات الأشخاص على مستوى العالم».
فيما قال عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا في مصر، محمد النادي، إن «مصر خالية تماماً من المتحور الجديد من فيروس كورونا (مو)». وأضاف في تصريحات أمس، أن «المعلومات حول هذا المتحور مستمدة من الخارج، وعلينا الانتظار للتقارير التي تصدر من هناك حول استجابة المتحور إلى اللقاحات»، موضحاً أنه «لا بد من الحذر بشكل كبير ومتابعة المطارات والموانئ لمنع انتشار تلك المتحورات». وأشار النادي إلى أنه «لا غنى عن الإجراءات الاحترازية في جميع الأحوال، سواء لمن حصل على اللقاح، أو لمن لم يتلقه بعد».


مقالات ذات صلة

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
TT

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)

قرب ركام مبنى ما زال الدخان يتصاعد منه في مدينة صور، تحمل عائلة حقائب وتصعد على سلم مظلم إلى شقة خُلعت أبوابها ونوافذها، ولا يوجد فيها ماء ولا كهرباء، بعد أن استهدف القصف الإسرائيلي البنى التحتية والطرق، إضافة إلى الأبنية والمنازل.

في اليوم الثاني من سريان وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، كانت مئات العائلات صباح الخميس تتفقّد منازلها في أحياء استهدفتها الغارات الإسرائيلية، وحوّلتها إلى منطقة منكوبة.

لم تسلم سوى غرفة الجلوس في شقة عائلة نجدة. تقول ربّة المنزل دنيا نجدة (33 عاماً)، وهي أم لطفلين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بينما تقف على شرفتها المطلة على دمار واسع: «لم نتوقّع دماراً إلى هذا الحدّ. رأينا الصور لكن وجدنا الواقع مغايراً وصعباً».

وغطّى الزجاج أسرّة أطفالها وألعابهم، في حين تناثرت قطع من إطارات النوافذ الحديدية في كل مكان. وتضيف دنيا نجدة: «عندما وصلنا، وجدنا الدخان يتصاعد من المكان، وبالكاد استطعنا معاينة المنزل».

على الشرفة ذاتها، يقف والد زوجها سليمان نجدة (60 عاماً)، ويقول: «نشكو من انقطاع المياه والكهرباء... حتى المولدات الخاصة لا تعمل بعد انقطاع خطوط الشبكات».

ويقول الرجل، الذي يملك استراحة على شاطئ صور، الوجهة السياحية التي تجذب السكان والأجانب: «صور ولبنان لا يستحقان ما حصل... لكن الله سيعوضنا، وستعود المدينة أفضل مما كانت عليه».

وتعرّضت صور خلال الشهرين الماضيين لضربات عدّة؛ دمّرت أو ألحقت أضراراً بمئات الوحدات السكنية والبنى التحتية، وقطعت أوصال المدينة.

وأنذرت إسرائيل، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مراراً سكان أحياء بأكملها بإخلائها، ما أثار الرعب وجعل المدينة تفرغ من قاطنيها، الذين كان عددهم يتجاوز 120 ألفاً.

لن يحصل بنقرة

خلال جولة في المدينة؛ حيث تعمل آليات على رفع الردم من الطرق الرئيسة، يحصي رئيس بلدية صور واتحاد بلدياتها، حسن دبوق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أكثر من 50 مبنى، مؤلفة من 3 إلى 12 طابقاً دُمّرت كلياً جراء الغارات الإسرائيلية»، غير تضرّر عشرات الأبنية في محيطها، بنسبة تصل إلى 60 في المائة. ويضيف: «يمكن القول إنه يكاد لم يبقَ أي منزل بمنأى عن الضرر».

وشهدت شوارع المدينة زحمة سير مع عودة المئات من السكان إلى أحيائهم، في حين أبقت المؤسسات والمحال التجارية والمطاعم أبوابها موصدة.

ويوضح دبوق: «يتفقّد السكان منازلهم خلال النهار، ثم يغادرون ليلاً بسبب انقطاع الماء عن أنحاء المدينة والكهرباء عن الأحياء التي تعرّضت لضربات إسرائيلية قاسية».

ويقول إن الأولوية اليوم «للإسراع في إعادة الخدمات إلى المدينة، وتأمين سُبل الحياة للمواطنين»، مقرّاً بأن ذلك «لن يحصل بنقرة، ويحتاج إلى تعاون» بين المؤسسات المعنية.

ويضيف: «من المهم أيضاً إزالة الردم لفتح الشوارع حتى يتمكّن الناس من العودة».

واستهدفت غارة إسرائيلية في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) شركة مياه صور، ما أسفر عن تدميرها، ومقتل موظفيْن، وانقطاع المياه عن 30 ألف مشترك في المدينة ومحيطها، وفق ما قال رئيس مصلحة مياه صور وليد بركات.

ودمّرت الغارة مضخّات المياه وشبكة الأنابيب المتفرّعة منها، وفق ما شاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس، في إطار جولة نظمها «حزب الله» للصحافيين في عدد من أحياء المدينة.

وتحتاج إعادة بنائها إلى فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، وفق بركات، الذي قال إن العمل جارٍ لتوفير خيار مؤقت يزوّد السكان العائدين بالمياه.

ويقول بركات: «لا صواريخ هنا، ولا منصات لإطلاقها، إنها منشأة عامة حيوية استهدفها العدوان الإسرائيلي».

قهر ومسكّنات

بحزن شديد، يعاين أنس مدللي (40 عاماً)، الخيّاط السوري المُقيم في صور منذ 10 سنوات، الأضرار التي لحقت بمنزله جراء استهداف مبنى مجاور قبل ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار. كانت أكوام من الركام تقفل مدخل المبنى الذي تقع فيه الشقة.

ويقول بأسى: «بكيت من القهر... منذ يوم أمس، وأنا أتناول المسكنات جراء الصدمة. أنظر إلى ألعاب أولادي والدمار وأبكي».

وغابت الزحمة، الخميس، عن سوق السمك في ميناء المدينة القديمة، الذي كان يعجّ بالزبائن قبل الحرب، بينما المراكب راسية في المكان منذ أكثر من شهرين، وينتظر الصيادون معجزة تعيدهم إلى البحر لتوفير قوتهم.

بين هؤلاء مهدي إسطنبولي (37 عاماً)، الذي يروي أنه ورفاقه لم يبحروا للصيد منذ أن حظر الجيش اللبناني في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حركة القوارب في المنطقة البحرية جنوب لبنان.

ويقول: «لم يسمح الجيش لنا بعد بالخروج إلى البحر حفاظاً على سلامتنا» باعتبار المنطقة «حدودية» مع إسرائيل.

ويقول إسطنبولي: «نراقب الوضع... وننتظر»، مضيفاً: «نحن خرجنا من أزمة، لكن الناس سيعانون الآن من أزمات نفسية» بعد توقف الحرب.

ويقول أب لأربعة أطفال: «أحياناً وأنا أجلس عند البحر، أسمع صوت الموج وأجفل... يتهيّأ لي أن الطيران يقصف. نعاني من الصدمة».