الصين تشدد قبضتها في «حرب البيانات»

تسعى الصين عبر عدد من المسارات المتوازية لتشديد قبضتها في خضم حرب البيانات المستعرة عالمياً (رويترز)
تسعى الصين عبر عدد من المسارات المتوازية لتشديد قبضتها في خضم حرب البيانات المستعرة عالمياً (رويترز)
TT

الصين تشدد قبضتها في «حرب البيانات»

تسعى الصين عبر عدد من المسارات المتوازية لتشديد قبضتها في خضم حرب البيانات المستعرة عالمياً (رويترز)
تسعى الصين عبر عدد من المسارات المتوازية لتشديد قبضتها في خضم حرب البيانات المستعرة عالمياً (رويترز)

تسعى الصين عبر عدد من المسارات المتوازية لتشديد قبضتها في خضم حرب البيانات المستعرة عالمياً. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلاً عن أشخاص مطلعين، أن الصين تخطط لاقتراح قواعد جديدة ستحظر على الشركات التي تحتفظ بقدر كبير من بيانات المستهلكين الحساسة طرح أسهمها في الولايات المتحدة.
وبحسب التقرير، فإن مسؤولين من هيئة معنية بتنظيم الأسهم في الصين أبلغوا بعض الشركات والمستثمرين العالميين في الأسابيع الأخيرة بأن القواعد الجديدة ستمنع شركات الإنترنت التي تملك قدراً كبيراً من البيانات المتعلقة بالمستخدمين من الإدراج في الخارج.
ومن جهة أخرى، تسعى الجهات الرقابية في الصين إلى تشديد القواعد المتعلقة بالخوارزميات التي تستخدمها شركات التكنولوجيا للتوصية بمقاطع الفيديو والمحتويات الأخرى، في خطوة قد تعزز من سيطرة الحكومة الصينية على خدمات الإنترنت التي كافحت حكومات، مثل الولايات المتحدة، لتنظيمها.
وكشفت إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية عن مسودة اقتراح مؤلف من 30 نقطة يتعلق بـ«قواعد إدارة خوارزميات التوصيات» التي ستؤثر بشكل مباشر على شركات من بينها شركات «بايت دانس» و«تينسنت» و«كويشو تكنولوجي». وترى وكالة «بلومبرغ» أن هذه القواعد ستحظر الممارسات التي «تشجع على الإدمان أو الاستهلاك العالي»، وكذلك حظر أي أنشطة تعرض الأمن القومي للخطر أو تعطل النظام الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.
وأثارت الخوارزميات التي تستخدمها شركات التكنولوجيا جدلاً سياسياً حول العالم، حيث تم اتهام شركتي «فيسبوك» و«غوغل» بتقديم قصص إخبارية ومقاطع فيديو ساهمت في تفاقم الاستقطاب السياسي وزيادة العنف.
وخلال جلسات استماع عقدها الكونغرس الأميركي في مارس (آذار) الماضي، واجهت شركات التكنولوجيا اتهامات باستخدام منصاتها لتعليق الأطفال بمنصات، مثل «يوتيوب» و«إنستغرام».
واتخذت الحكومة الصينية هذا العام سلسلة من الإجراءات الصارمة ضد الممارسات الاحتكارية والمنافسة غير العادلة في صناعة التكنولوجيا. وتسعى إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية لمعرفة تعليقات الجمهور على المسودة في غضون 30 يوماً، ولم تحدد موعد تطبيق هذه القواعد الجديدة بشأن الخوارزميات. وليس من الواضح كيف ستنفذ الإدارة تلك المقترحات أو الشركات التي ستتأثر بها.
ويمكن أن تؤثر القواعد المقترحة على شركات مثل «علي بابا»، التي تستخدم تقنيتها للتوصية بالمنتجات للمتسوقين، وكذلك الشركات الأجنبية، مثل شركة «آبل» الأميركية، التي توجه المستخدمين إلى منتجات معينة في متجر التطبيقات الخاص بها.
وفي سياق منفصل، أظهرت بيانات رسمية أصدرتها وزارة المالية في الصين، يوم الجمعة، ارتفاع الأرباح المجمعة للشركات المملوكة للدولة في البلاد بنسبة 92.1 في المائة على أساس سنوي، خلال الأشهر السبعة الأولى من العام، لتصل إلى نحو 2.79 تريليون يوان (نحو 430 مليار دولار).
وقالت «وكالة أنباء الصين الجديدة» (شينخوا) إن الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى نهاية يوليو (تموز) الماضيين، شهدت زيادة أرباح الشركات المملوكة للدولة، التي تدار بشكل مركزي بنسبة 88.8 في المائة على أساس سنوي، لتصل إلى أكثر من 1.85 تريليون يوان، وفقاً للوزارة. وسجلت الإيرادات الإجمالية للشركات المملوكة للدولة زيادة 26.6 في المائة على أساس سنوي، لتصل إلى نحو 41.44 تريليون يوان. كما ارتفعت إيرادات الشركات المملوكة للدولة والمدارة مركزياً بنسبة 24.9 في المائة على أساس سنوي، لتصل إلى ما يقرب من 23.28 تريليون يوان.
وفي نهاية شهر يوليو، بلغت نسبة الديون إلى الأصول للشركات المملوكة للدولة في البلاد 64.3 في المائة، بتراجع نسبته 0.2 نقطة مئوية عن المستوى المسجل في الفترة ذاتها من العام الماضي، بحسب البيانات.


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.