أنقرة تتوقع انعقاد اجتماعات اللجنة الدستورية السورية قريباً

دمار في عفرين (إ.ب.أ)
دمار في عفرين (إ.ب.أ)
TT

أنقرة تتوقع انعقاد اجتماعات اللجنة الدستورية السورية قريباً

دمار في عفرين (إ.ب.أ)
دمار في عفرين (إ.ب.أ)

توقّع مصدر تركي عقد الجولة السادسة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جنيف قريباً، في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع التركية مقتل عناصر من تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في هجوم على مواقعها في تل رفعت، بينما واصلت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها قصف مواقع «قسد» في عفرين.
ونقلت وكالة «تاس» الروسية، أمس (الجمعة)، عن «مصدر دبلوماسي تركي مسؤول» قوله إن الوفد التركي لاجتماعات مسار آستانة، التي عقدت مؤخراً، عبر عن أمل تركيا في انعقاد الجولة السادسة للجنة الدستورية في أسرع وقت ممكن، لدفع العملية السياسية في سوريا إلى الأمام.
كما عبر المصدر عن أمله في أن يعمل النظام السوري وفق قواعد ومبادئ اللجنة، مشيراً إلى أن العملية السياسية تمت مناقشتها في إطار اجتماعات مسار آستانة، وتم التشديد على أهمية زيادة المساعدات الإنسانية، وبيان انتهاكات وقف إطلاق النار في إدلب. وأكد المصدر ضرورة استمرار مسار آستانة في الإسهام بالحفاظ على الهدوء على الأرض، وتحقيق نتائج ملموسة للعملية السياسية.
في الوقت ذاته، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 7 من عناصر «قسد»، في رد على إطلاق نار تجاه قاعدة عسكرية تركية بمنطقة «درع الفرات» شمال سوريا.
وقالت الوزارة، في بيان أمس، إن عناصر «قسد» أطلقوا النار على قاعدة «باصلحاية» العسكرية، ولم يسفر الهجوم عن سقوط ضحايا، وإن القوات التركية وجهت فوراً ضربات عقابية في ردها على مصادر النيران في منطقة تل رفعت في ريف حلب الشمالي، حيث أصابت الأهداف بدقة.
وأضاف البيان أن القوات التركية قتلت 3 من عناصر «قسد» في تل رفعت، و4 في منطقتي شيخ عيسى وعين دقنة.
واستهدفت طائرة مسيرة تابعة للقوات التركية أطراف مدينة تل رفعت، حيث تنتشر قوات «قسد» في المنطقة، كما جددت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها قصفها المدفعي، ليل الخميس - الجمعة، على مناطق في منغ وعين دقنة وبيلونية ومرعناز وعلقمية الخاضعة لنفوذ «قسد» في شمال حلب.
بالتوازي، قال المتحدث باسم المنظمة، إبراهيم شيخو، أمس، إن المقبرة الجماعية التي أعلنت وزارة الدفاع التركية العثور عليها في عفرين، الأربعاء، «استحدثت قبل احتلال القوات التركية المدينة بخمسة أيام، في مارس (آذار) 2018، حين كانت المدينة شبه محاصرة من القوات التركية والفصائل الموالية لها».
وأضاف شيخو أن المقبرة خصصت لضحايا القصف التركي من مدنيين وعسكريين، بسبب عدم القدرة على دفنهم خارج المدينة آنذاك.
كانت وزارة الدفاع التركية أعلنت العثور على 71 جثة، داخل أكياس من الخيش في عفرين التي كانت تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات «قسد»، التي اتهمتها بالتورط في الملف، لكن الوحدات ردت بالنفي، واتهمت تركيا والمقاتلين السوريين المدعومين منها بارتكاب فظائع مختلفة في المنطقة.
من جانبها، أبلغت السلطات المحلية التابعة للمعارضة السورية في عفرين، التي تتولى إدارة المدينة بإشراف تركي، صحافيين محليين، بأن المقبرة تعود إلى قوات «قسد»، وأنه بسبب عدم وجود شواهد عليها، ظنوا أنها مقبرة جماعية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».