الحكومة الليبية تتصدى لـ«المتحور الهندي» برفع حالة الاستعداد

شددت على التدابير اللازمة في مراكز العزل والمنافذ الحدودية

ليبيون ينتظرون الحصول على لقاح «كورونا» في مركز ببنغازي أبريل الماضي (رويترز)
ليبيون ينتظرون الحصول على لقاح «كورونا» في مركز ببنغازي أبريل الماضي (رويترز)
TT

الحكومة الليبية تتصدى لـ«المتحور الهندي» برفع حالة الاستعداد

ليبيون ينتظرون الحصول على لقاح «كورونا» في مركز ببنغازي أبريل الماضي (رويترز)
ليبيون ينتظرون الحصول على لقاح «كورونا» في مركز ببنغازي أبريل الماضي (رويترز)

تسارع حكومة «الوحدة الوطنية» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، باتخاذ إجراءات وقائية لمجابهة السلالة المتحورة من فيروس كورونا «دلتا» الشهيرة بالسلالة «الهندية»، وذلك في جميع المنافذ الحدودية.
وعقد الدبيبة اجتماعاً مع بعض وزراء حكومته مساء أول من أمس، لمناقشة مستجدات أزمة جائحة «كورونا» في البلاد، ضم وزراء الصحة علي الزناتي، والداخلية خالد مازن، والاقتصاد والتجارة محمد الحويج، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ورئيسه عادل جمعة، وانتهى إلى رفع الاستعدادات على جميع المستويات الصحية لجهة التصدي للفيروس.
وأصدر الدبيبة قراراً عقب الاجتماع تضمن بعض الإجراءات المتعلقة بالمواطنين القادمين من الدول المصنفة من قبل منظمة الصحة العالمية عالية الخطورة «المناطق الحمراء»، على أن يقدموا بطاقة البيانات الصحية، وتحليل «PCR» لا تزيد مدته عن 48 ساعة، يكون صادراً من المراكز المعتمدة في البلاد التي أتوا منها، مع قياس درجة الحرارة لكافة القادمين إلى البلاد.
وشدد القرار على ضرورة إعلان وزارة الصحة للمراكز المعتمدة للتحاليل، وتسمية الدول المستهدفة من خلال نشرات دورية، كما تتخذ بالتنسيق مع وزارة الداخلية الإجراءات الخاصة بالحجر الصحي، إذا تطلب ذلك، وفقاً للبروتوكول المتبع، مؤكداً على اتخاذ التدابير اللازمة ورفع حالة الاستعداد في مراكز العزل والمنافذ الحدودية لمجابهة السلالة المتحورة.
واتفق الحاضرون على ضرورة تنسيق كافة الجهود بين الوزارات المختصة وهي الصحة، والداخلية والمواصلات بشأن الضوابط المقترحة بالمنافذ. وكان الزناتي اعتمد «الخطة الوطنية» المحدثة لإدخال ونشر الطعوم الخاصة بمكافحة فيروس «كورونا» وآلية توزيعها. كما أقر سياسات الرعاية الصحية الأولية، لأول مرة في ليبيا.
وفي إطار متابعة الوضع الوبائي لجائحة «كورونا» تفقد الزناتي برفقة مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض الدكتور بدر الدين النجار، مطار معيتيقة الدولي أمس، لمتابعة الإجراءات الاحترازية المتبعة، وحث المسافرين الذين تحدث مع بعضهم على أهمية اتباع الإجراءات الاحترازية.
وأظهرت إحصائيات المركز الوطني أمس، وجود 431 عينة إيجابية بالفيروس، بينهم 357 جديدة و74 لمخالطة، ليرتفع العداد التراكمي إلى 194 ألف إصابة تعافى منهم 178 ألفاً بينما توفي قرابة 3 آلاف حالة.


مقالات ذات صلة

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».