اضطرابات هرمون الحليب تؤدي إلى مشاكل جنسية

تحدث اختلالات لدى النساء والرجال

اضطرابات هرمون الحليب تؤدي إلى مشاكل جنسية
TT

اضطرابات هرمون الحليب تؤدي إلى مشاكل جنسية

اضطرابات هرمون الحليب تؤدي إلى مشاكل جنسية

هرمون الحليب، هرمون يتم إنتاجه وإفرازه من الخلايا اللبنية الموجودة في الفص الأمامي من الغدة النخامية (Pituitary gland)، وهي غدة صغيرة موجودة في قاعدة الدماغ. ويتم التحكم وتثبيط إنتاج هرمون الحليب عن طريق إفراز الدوبامين (Dopamine) من الغدة تحت المهاد (Hypothalamus)، وهي أيضاً غدة موجودة في قاعدة الدماغ، ويحافظ مستوى الدوبامين على مستوى هرمون الحليب ليبقى ضمن معدلاته الطبيعية، بينما يزيد هرمون الأستروجين من إفرازه.
دور هرمون الحليب
تحدثت إلى ملحق «صحتك» الدكتورة عبير محمد بن خميس استشارية باطنة وغدد صماء وسكري في جامعة الملك عبد العزيز – وأوضحت أن مستوى هرمون الحليب في الدم أو البرولاكتين (Prolactin)، في الحالات الطبيعية، يكون في كلا الجنسين (النساء والرجال) بنسب معتدلة وبسيطة تتفاوت خلال اليوم، ويكون تركيز البرولاكتين أعلى أثناء النوم وبعد وقت قصير من الاستيقاظ وأيضاً بعد أي إجهاد بدني أو ضغط نفسي. ويكون معدل الهرمون عند الذكور 2 - 15 نانوغرام /مل، وعند النساء غير الحوامل 3 - 27 نانوغرام / مل.
يساهم البرولاكتين في العديد من الوظائف الفسيولوجية في الجسم سواء للنساء أو الرجال. وأهم وظيفتين رئيسيتين هما: نمو الغدد الثديية داخل أنسجة الثدي حيث يحدث الإنتاج الفعلي للحليب، وتحفيز إنتاج الحليب في ثدي الأم بعد الولادة.
ومن الجدير بالذكر أن إفراز هرمون الحليب لا يقتصر فقط عند النساء بل يتم إفرازه أيضاً عند الرجال.
وما تزال وظائف البرولاكتين قيد الدراسات والأبحاث إلى الآن، وقد ثبت منها أن المستويات الطبيعية من البرولاكتين في الذكور تعزز من إفراز هرمون الذكورة، تستوستيرون (testosterone)، (وهو الهرمون المسؤول عن العلامات الجنسية الثانوية كتغير الصوت، كثرة الشعر، بناء الجسم الذكوري)، إضافة إلى إنتاج الحيوانات المنوية. ومن الوظائف الأخرى، إضافة إلى ما ذكر، فإن هرمون الحليب يعمل أيضاً على تعزيز الجهاز المناعي والحفاظ على الصحة الجنسية والإنجابية لكلا الجنسين.
مشاكل جنسية
تقول الدكتورة عبير بن خميس أن حدوث أي اختلال في نسب هرمون الحليب عن المعدل الطبيعي، عند الإناث أو الذكور، سواء كان ارتفاعا أو انخفاضاً، قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات عند كلا الجنسين.
إن فرط برولاكتين الدم (Hyperprolactinemia) هي حالة شائعة نسبيا عند النساء عن الرجال، وهي حالة تعني زيادة في إفراز هرمون البرولاكتين في دم النساء غير الحوامل أو الرجال. إن زيادة إفراز البرولاكتين يؤدي إلى خفض مستويات الهرمونات الجنسية (هرمون الأستروجين عند النساء والتستوستيرون عند الرجال) مما قد يؤدي إلى حدوث العقم أو ضعف في الرغبة الجنسية وانخفاض في كثافة العظم في كلا الجنسين.
نتيجة ذلك، قد تعاني المرأة على وجه الخصوص من بعض الأعراض مثل: حدوث انقطاع للدورة الشهرية أو عدم انتظامها، جفاف المهبل، وجود شعر زائد في الجسم، إفرازات حليبية من الثدي رغم عدم الحمل أو الإرضاع. وقد تعاني الفتيات المراهقات أيضاً من مشاكل في الدورة الشهرية وإفرازات من الثدي.
أما الرجل، فقد يعاني من ضعف الانتصاب، وقلة تصنيع الحيوانات المنوية مسببة العقم، بالإضافة إلى قلة شعر الجسم وقلة كتلة العضلات، وأيضاً من تضخم الثدي (التثدي gynecomastia) أو خروج إفرازات منه في بعض الأحيان.
وفي نفس الوقت، يجب أن نعلم أن بعض الأشخاص المصابين بفرط برولاكتين الدم قد لا تظهر عليهم أي أعراض. أما في حالة الشخص المصاب بورم برولاكتيني (prolactinoma) كبير، فإنه قد يشكو من صداع أو مشاكل في الرؤية وذلك لأن العصب البصري قريب من الغدة النخامية وقد يتأثر في حالة وجود ورم كبير.
أسباب ارتفاع الهرمون
> أولا: أسباب فسيولوجية، تؤدي عادة إلى ارتفاع هرمون الحليب منها الحمل والرضاعة الطبيعية، التوتر والضغط العصبي، وأيضاً الإجهاد البدني.
> ثانيا: أسباب مرضية، يمكن تلخيصها كما يلي:
- الورم البرولاكتيني في الغدة النخامية (Prolactinoma)، الذي ينتج مستويات عالية من هرمون البرولاكتين، قد يكون الورم صغير الحجم (أي أقل من 1سم) أو كبيرا (أكبر من 1سم). وعادة ما تكون هذه الأورام حميدة وهي أكثر شيوعا عند النساء عن الرجال ونادرا ما تحدث عند الأطفال.
- الأورام والأمراض الأخرى التي تصيب الغدة النخامية.
- خمول الغدة الدرقية.
- أمراض الكبد والكلى المزمنة.
- متلازمة تكيس المبايض.
> ثالثا: أسباب أخرى، منها:
- استخدام بعض الأدوية، مثل بعض أدوية ضغط الدم أو بعض الأدوية المضادة للاكتئاب أو أمراض الذهان.
- العلاج الإشعاعي للأورام الموجودة في الغدة النخامية أو بالقرب منها.
> رابعا: في بعض الأحيان لا يكون هناك سبب واضح لفرط برولاكتين الدم.
العلاج
> ما هو علاج ارتفاع هرمون الحليب؟ تقول الدكتورة عبير بن خميس أن العلاج يعتمد على السبب وراء ارتفاع الهرمون، ويكون كالتالي:
- إذا كان السبب خمول الغدة الدرقية، فيتم علاجه بالهرمون التعويضي (ثايروكسين Thyroxine) للغدة الدرقية وبالتالي يساعد على عودة هرمون البرولاكتين إلى مستواه الطبيعي.
- إذا كان السبب أدوية يستخدمها المريض، فبالإمكان استبدالها بأدوية أخرى بعد استشارة الطبيب أو إضافة دواء للمساعدة على خفض مستويات البرولاكتين.
- إذا كان السبب وجود الورم البرولاكتيني في الغدة النخامية، وكان حجم الورم البرولاكتيني أقل من 1 سم والمريض لا يشكو من أي أعراض فإنه لا يستدعي العلاج بالأدوية لكن يحتاج إلى متابعة. أما إذا كان المريض يشكو من أعراض أو كان حجم الورم أكبر من 1 سم فإنه يستلزم العلاج بالأدوية والتي تتضمن محفزات الدوبامين مثل (بروموكريبتين bromocriptine) أو (كابرغولين cabergoline). وهي أدوية فعالة جدا في خفض مستويات هرمون البرولاكتين وتصغير حجم معظم أورام البرولاكتين، فهي تعتبر من أكثر محفزات الدوبامين فعالية على خفض مستويات البرولاكتين بنسبة 90 في المائة تقريبا وأقلها آثاراً، جانبية وغالبا ما تصل إلى المستوى الطبيعي، كما أنها عادة ما تقلل من حجم الأورام البرولاكتينية إلى وضعها الطبيعي.
> متى يبدأ التحسن بعد العلاج؟ أوضحت الدكتورة عبير بأن مستوى هرمون البرولاكتين ينخفض عادة خلال أول أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من العلاج لكن انخفاض حجم الورم قد يستغرق وقتا أطولا.
إذا انخفض مستوى البرولاكتين إلى المعدل الطبيعي فإن الأعراض الناتجة عن ارتفاع البرولاكتين تزول. وفي النساء، تعود وظيفة المبيض ويرتفع هرمون الأستروجين وتعود الدورة الشهرية إلى طبيعتها وكذلك الخصوبة.
وفي الرجال، تعود وظيفة الخصية ويرتفع هرمون التستوستيرون مما يؤدي إلى زيادة الطاقة والرغبة الجنسية وتعود القدرة على الانتصاب والخصوبة وكذلك يتراجع تضخم الثدي.
> ما مدة استمرارية العلاج؟ إذا ظل مستوى البرولاكتين طبيعيا ولم يظهر أي ورم في أشعة الرنين المغناطيسي لمدة عامين على الأقل فمن الممكن تجربة إيقاف الدواء، لكن قد يعود ارتفاع البرولاكتين مرة أخرى بعد إيقاف العلاج لذلك فلا بد من متابعة مستوى هرمون الحليب بعد التوقف كل ثلاثة أشهر لمدة سنة ثم سنويا. وإذا بدأ مستوى الهرمون في الارتفاع فإنه يجب استئناف العلاج مرة أخرى.
في حال ما إذا كانت الأدوية المحفزة للدوبامين غير فعالة في خفض مستوى البرولاكتين أو إذا كان الشخص لا يستطيع تحمل الآثار الجانبية للعلاج فإن من الممكن اللجوء إلى استئصال الورم جراحيا.
> ماذا إن حدث الحمل أثناء العلاج؟ إذا كان لدى المرأة ورم برولاكتيني وحدث الحمل أثناء فترة العلاج فإننا غالبا ننصح بإيقاف الدواء المحفز للدوبامين نظرا لعدم وجود معلومات كافية حول سلامة هذه الأدوية أثناء الحمل. ويجب أن يتم ذلك باستشارة الطبيب لأنه في حالات أخرى قد تستدعي الاستمرار على العلاج حتى أثناء فترة الحمل خصوصاً إذا كان حجم الورم كبيرا. وخلال فترة الحمل، من الممكن أن يزداد حجم الورم البرولاكتيني لذلك لا بد من المتابعة المستمرة أثناء فترة الحمل.
نقص إفراز هرمون الحليب
توضح الدكتورة عبير بن خميس أن هذه الحالة تدعى بنقص برولاكتين الدم (Hypoprolactinemia) ومن أعراضها: عدم القدرة على إنتاج الحليب بعد الولادة، اضطرابات الدورة الشهرية، وكذلك العقم والضعف الجنسي. ومن أهم أسباب نقص هرمون البرولاكتين ما يلي:
- متلازمة شيهان (Sheehan›s syndrome) وهي حالة تحدث عندما تتضرر الغدة النخامية أثناء الولادة نتيجة فقدان الدم الشديد أو الانخفاض الشديد في ضغط الدم أثناء المخاض أو بعده مما يؤدي إلى نقص الأكسجين الواصل للغدة النخامية وبالتالي قصور ونقص في إفراز هرموناتها. وتبدأ الأعراض بالظهور أحيانا بعد الولادة مباشرة وأحيانا تظهر تدريجيا بعد أشهر أو حتى سنوات.
- قصور الغدة النخامية نتيجة التهاب أو ورم أو استئصال الغدة النخامية جراحيا لأسباب مرضية.
- الإفراط في علاج زيادة هرمون الحليب وتناول جرعات دوائية زائدة مما يؤدي إلى نتيجة عكسية ونقص مستوى هرمون الحليب.
أما عن علاج نقص هرمون الحليب، فإنه يعتمد على سبب نقص الهرمون، فإذا كان السبب جرعة زائدة من محفزات الدوبامين فيكون العلاج عن طريق تقليل الجرعات الدوائية المتناولة لعلاج زيادة هرمون الحليب، أما إذا كان السبب حالة متلازمة شيهان يكون العلاج بالهرمونات البديلة مدى الحياة.

متى يتم إجراء فحص هرمون البرولاكتين في الدم؟

تجيب الدكتورة عبير بن خميس بأن تحليل نسبة هرمون البرولاكتين في الدم يمكن عمله بطلب من الطبيب المعالج في الحالات التالية:
- ظهور بعض علامات وأعراض الورم البرولاكتيني مثل صداع غير مبرر وضعف البصر أو إفرازات غير مبررة من حلمة الثدي.
- إذا كانت المرأة تعاني من عدم انتظام في الدورة الشهرية أو تأخر الإنجاب.
- إذا كان الرجل يعاني من انخفاض الرغبة الجنسية أو العقم أو إفرازات من الحلمة أو انخفاض في مستوى هرمون التستوستيرون.
- في حالة الاشتباه بأمراض الغدة النخامية.
وتضيف الدكتورة بن خميس أنه في حال أن تحليل الدم كشف عن وجود ارتفاع في هرمون الحليب فإنه يكون مدعاة لأن يطلب الطبيب المعالج إجراء مزيد من التحاليل الأخرى لمعرفة السبب وذلك بعد استبعاد استخدام بعض الأدوية وكذلك الحمل في النساء. ويعتبر من أهم تلك التحاليل تحليل هرمونات الغدة الدرقية. أما في حالة الاشتباه بوجود ورم برولاكتيني، فغالبا ما يتم عمل تصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ والغدة النخامية كخطوة تأكيدية للتشخيص.

* استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

ما أفضل وقت لتناول القهوة لحياة أطول؟... دراسة تجيب

صحتك رجل يحضّر فنجانين من القهوة بمقهى في كولومبيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

ما أفضل وقت لتناول القهوة لحياة أطول؟... دراسة تجيب

أشارت دراسة جديدة إلى أن تحديد توقيت تناول القهوة يومياً قد يؤثر بشكل كبير على فوائدها الصحية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا طفل يضع كمامة وينتظر دوره مع أسرته داخل مستشفى في شرق الصين (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: فيروس «إتش إم بي في» في الصين شائع ولا يشكل تهديداً

قدمت منظمة الصحة العالمية، اليوم، تطمينات بشأن فيروس «إتش إم بي في»، وهو عدوى تنفسية تنتشر في الصين، مؤكدةً أن الفيروس ليس جديداً أو خطيراً بشكل خاص.

«الشرق الأوسط» (جنيف - بكين)
صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

اكتشف الباحثون وجود صلة بين عدوى الأمعاء المزمنة الناجمة عن فيروس شائع وتطور مرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)

3.4 مليون مريض سنوياً بسبب المشروبات السكرية

المشروبات المحلاة بالسكر تحتوي على سكريات مضافة تُستخدم لتحسين الطعم (جامعة تافتس)
المشروبات المحلاة بالسكر تحتوي على سكريات مضافة تُستخدم لتحسين الطعم (جامعة تافتس)
TT

3.4 مليون مريض سنوياً بسبب المشروبات السكرية

المشروبات المحلاة بالسكر تحتوي على سكريات مضافة تُستخدم لتحسين الطعم (جامعة تافتس)
المشروبات المحلاة بالسكر تحتوي على سكريات مضافة تُستخدم لتحسين الطعم (جامعة تافتس)

كشفت دراسة أميركية حديثة عن أن استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر يتسبب في 3.4 مليون حالة جديدة سنوياً من مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب على مستوى العالم.

وأوضح الباحثون من جامعة تافتس أن الدول النامية، مثل منطقة أفريقيا جنوب الصحراء والمكسيك وكولومبيا، تتحمل العبء الأكبر من هذا التأثير، ونشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Nature Medicine).

تُعرف المشروبات المحلاة بالسكر بأنها تلك التي تحتوي على سكريات مضافة تُستخدم لتحسين الطعم، مثل الصودا، والعصائر المصنعة، ومشروبات الطاقة، وبعض المشروبات الرياضية.

واعتمدت الدراسة على تحليل شامل لبيانات عالمية حول استهلاك هذه المشروبات وتأثيرها على الصحة العامة، باستخدام نماذج إحصائية متقدمة لتقدير نسبة حالات السكري وأمراض القلب المرتبطة بها.

وأظهرت النتائج أن استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر يؤدي إلى 2.2 مليون حالة جديدة من السكري من النوع الثاني و1.2 مليون حالة جديدة من أمراض القلب سنوياً على مستوى العالم.

وتُعد الدول النامية الأكثر تأثراً؛ حيث تسبب استهلاك المشروبات السكرية في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء في أكثر من 21 في المائة من جميع حالات السكري الجديدة. وفي أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، أسهمت هذه المشروبات فيما يقرب من 24 في المائة من حالات السكري الجديدة و11 في المائة من حالات أمراض القلب.

وكشفت الدراسة أيضاً عن أمثلة بارزة لتأثير هذه المشروبات، مثل كولومبيا؛ حيث يعود أكثر من 48 في المائة من حالات السكري الجديدة إلى استهلاك المشروبات السكرية. وفي المكسيك، يُعزى ثلث حالات السكري الجديدة إلى هذه المشروبات، بينما في جنوب أفريقيا تُسهم بنسبة 27.6 في المائة من حالات السكري و14.6 في المائة من حالات أمراض القلب الجديدة.

وأوضح الباحثون أن المشروبات المحلاة بالسكر تُهضم بسرعة في الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر في الدم دون تقديم أي قيمة غذائية تُذكر.

وأشاروا إلى أن الاستهلاك المستمر لهذه المشروبات يؤدي إلى زيادة الوزن، ومقاومة الإنسولين، ومشكلات أيضية تزيد من خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب، وهما من الأسباب الرئيسية للوفيات عالمياً.

وأوصى الباحثون بضرورة تطبيق سياسات شاملة للحد من استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر، تشمل حملات التوعية الصحية، وتنظيم الإعلانات، وفرض ضرائب على هذه المشروبات.

وقال الدكتور داريوش مزافاريان، الباحث الرئيسي للدراسة من جامعة تافتس: «تُسوّق المشروبات المحلاة بالسكر بشكل مكثف في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، مما يؤدي لتفاقم معاناة هذه المجتمعات التي غالباً ما تفتقر إلى الموارد اللازمة لمواجهة العواقب الصحية طويلة الأجل».

وأضاف، عبر موقع الجامعة، أن «هناك حاجة مُلحة لمواجهة هذه الظاهرة بشكل جاد، لا سيما في مناطق مثل أميركا اللاتينية وأفريقيا؛ حيث يظل الاستهلاك مرتفعاً وتكون العواقب الصحية وخيمة».