«العمل»: السعودية تراجع مفاوضاتها مع حكومة الهند لإلغاء الحد الأدنى للأجور

مصدر مسؤول لـ {الشرق الأوسط}: عودة العمالة البنغلاديشية تمثل ضغطًا على الهنود

ترفض {العمل} السعودية الحد الأدنى للعمالة الهندية البالغ 400 دولار شهريا («الشرق الأوسط»)
ترفض {العمل} السعودية الحد الأدنى للعمالة الهندية البالغ 400 دولار شهريا («الشرق الأوسط»)
TT

«العمل»: السعودية تراجع مفاوضاتها مع حكومة الهند لإلغاء الحد الأدنى للأجور

ترفض {العمل} السعودية الحد الأدنى للعمالة الهندية البالغ 400 دولار شهريا («الشرق الأوسط»)
ترفض {العمل} السعودية الحد الأدنى للعمالة الهندية البالغ 400 دولار شهريا («الشرق الأوسط»)

كشف مصدر مسؤول بوزارة العمل السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، أن وزارة العمل السعودية عاودت مفاوضاتها مع نظيرتها في الحكومة الهندية من أجل إلغاء شرط الحد الأدنى لرواتب العمالة الهندية في السعودية، والمحددة قبل بضعة أشهر بـ«400» دولار، باعتبار أن ذلك لم يحدث مع دول خليجية أخرى، مثل الإمارات والكويت، وراتب العامل الهندي فيها يكون بالتفاوض بين الكفيل المواطن والمستقدم لهذا العامل، دون أي تدخل من الجانب الرسمي الهندي.
يأتي ذلك في ظل نجاح وزارة العمل السعودية - أخيرا - في فرض شروطها على وزارة العمل البنغلاديشية ونجاحها في إلزام الجانب البنغلاديشي بتحقيق كثير من المتطلبات الأساسية، وفي مقدمتها ألا يكون العامل البنغلاديشي قد تعرض للسجن في بلاده أو أي دولة أخرى، نتيجة ارتكابه جريمة، وفرض البصمة، ورفض وضع حد أدني للراتب، حيث يمكن ألا يتجاوز راتب البنغلاديشي «200» دولار، حسب الاتفاق مع الكفيل الراغب في استقدامه لأي مهنة، سواء كان سائقا أو عاملا معماريا أو غير ذلك من المهن المسموح بها.
وبيّن المصدر الذي رفض ذكر اسمه، أن البدء فعليا وبشكل سريع في تفعيل اتفاقية استقطاب العمالة البنغلاديشية، وكذلك الاقتراب من توقيع اتفاقيات مع دول أخرى في شرق آسيا لجلب عمالتها من الرجال تحديدا إلى السعودية، يمثل ضغطا فعالا على الجانب الهندي للقبول بإلغاء شرط الحد الأدنى للراتب.
يأتي ذلك تزامنا مع وصول عشرات العاملات المنزليات من الهند براتب 320 دولارا، حيث إن هذا الراتب يأتي ضمن الاتفاقية الأخيرة بين الوزارتين الحكوميتين في السعودية والهند.
من جانبه، بيّن لـ«الشرق الأوسط» المهندس عبد الحكيم العمار، عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية ورئيس لجنة المقاولات، أن العمالة الهندية في السعودية تصل إلى مليوني عامل، وأن هناك أمرا ملحا بإلغاء فرض الحد الأدنى للأجور، لأن فرض الحد الأدنى يعني أن حوالات هذه العمالة إلى بلدانها ستكون باهظة جدا، خصوصا أن هذه العمالة تعتمد بشكل شبه كلي على صاحب العمل فيما يتعلق ببقية المصاريف الأخرى مثل السكن والطعام والمصاريف الأخرى عدا الإقامات وغيرها، بينما ترسل رواتبها في المجمل إلى بلادها عبر حوالات سريعة، مما سيكون له أثر سلبي كبير في الاقتصاد الوطني.
وشدد على أن فرض الحد الأدنى للعمالة الهندية شكّل صدمة كبيرة للمستثمرين في مجال المقاولات، خصوصا أن هذا القطاع يمر بتحديات متلاحقة، كما أنه ليس من مصلحة أي مواطن سعودي أن يفرض عليه حدا أدنى للراتب للعامل الذي تحت كفالته.
وبيّن أن دول خليجية أخرى مثل الإمارات والكويت لا تصل رواتب العمالة الهندية فيها إلى 200 دولار، رغم أن العمالة الهندية في السعودية والخليج بشكل عام تمثل ما نسبته 96 في المائة من العمالة المرسلة للخارج بغرض العمل.
وأشاد العمار بخطوة وزارة العمل بالتفعيل السريع لاتفاقية عودة العمالة البنغلاديشية، مؤكدا أن ذلك مطلب مهم سعت إليه لجان المقاولات وبعض القطاعات الأخرى في الغرف التجارية في السعودية كونها أكثر ما يقدر إيجابيات مثل هذه الخطوات التي تكسر الاحتكار في جانب حيوي ومهم يتمثل في العمالة القادمة من الخارج، مبينا أن ارتفاع الدولار - حاليا - جعل العمالة الهندية من أكثر الرابحين من ارتفاع عملتهم المحلية (الروبية).
من جانبه، بيّن لـ«الشرق الأوسط» المهندس هاني العفالق، رئيس مجلس إحدى الشركات الكبرى المتخصصة في جلب العمالة واستئجارها، أن تنويع دول الاستقدام عادة ما يكون له أثر في تخفيض أجور العمالة، مشيرا إلى أن هناك ضرورة لتوسيع قائمة الدول التي يُسمح بجلب عمالة منها، مؤكدا أن فرض الحد الأدنى للرواتب لا يمثل في كل الأحوال أمرا إيجابيا، بل إن الإيجابي هو أن يحدد ذلك الاتفاق المباشر بين العامل وكفيله أو بوساطة المكتب الذي ساهم في عقد الاتفاقية.



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».