تعهدت لجنة التنمية الوطنية والإصلاح الصينية، الثلاثاء، بتكثيف الجهود الرامية إلى الحد من التقلبات «غير الطبيعية» لأسعار السلع والمواد الخام مثل خام الحديد والنحاس والذرة كجزء من خطة خمسية أوسع نطاقا لإصلاح آليات التسعير المختلفة.
وستقدم اللجنة وهي أعلى هيئة للتخطيط الاقتصادي في الصين، اقتراحاتها بشأن سيطرة أكثر شمولا على الأسعار وتعزيز إدارة توقعات التسعير في الأسواق. ولم تكشف اللجنة عن تفاصيل أدوات التحكم المنتظر في الأسعار.
وتشهد أسعار النفط والمعادن والمحاصيل ارتفاعا نتيجة احتواء الجائحة، فقد ارتفعت أسعار النفط الخام بنسبة 75 في المائة منذ بداية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما بدأت الدول الكبرى تطعيم سكانها باللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد وتخفيف القيود المفروضة على الأنشطة الاقتصادية والسفر.
وارتفع سعر النحاس الذي يستخدم في كل شيء تقريبا من صناعة السيارات إلى الغسالات وتوربينات طاقة الرياح إلى أعلى مستوى له منذ حوالي عشر سنوات. كما ارتفعت أسعار الغذاء باطراد منذ مايو (أيار) الماضي.
وقد تراجعت حكومة بريطانيا عن زيادة ضريبة البنزين حتى لا تثير غضب السائقين المنهكين من إجراءات الإغلاق. وفي الولايات المتحدة، قد تستفيد شركات النفط في تكساس ومزارعو حزام الذرة من ارتفاعات الأسعار، رغم أن آخرين بما في ذلك المليارديرات في مجال التكنولوجيا يواجهون ضغوطا. وقد دعا إيلون ماسك مؤسس ومالك شركة صناعة السيارات الكهربائية الأميركية تسلا عمال المناجم لإنتاج المزيد من النيكل المطلوب لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية.
وأدت عمليات الإغلاق وتراجع أسعار السلع في العام الماضي إلى تعثر أستراليا، التي شهدت أول ركود لها منذ ما يقرب من ثلاثة عقود. لكن الحكومة يمكن أن تتوقع مكاسب غير متوقعة في عام 2021. وقد سجلت مبيعات أستراليا من خام الحديد، وهو أكبر صادراتها، رقما قياسيا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في حين تتجه أسعار القمح نحو المستوى القياسي نفسه.
كانت تشيلي وهي أكبر منتج للنحاس في العالم من بين الدول التي سجلت أداء قويا نسبيا في أسواق المال. وكان البيزو التشيلي الوحيد بين عملات أميركا اللاتينية الذي ارتفع أمام الدولار خلال الفترة الأخيرة. كما كانت بورصة الأوراق المالية التشيلية من بين البورصات الأفضل أداء في العالم.
وما يقال عن تشيلي يمكن أن يقال عن زامبيا في أفريقيا، والتي تعتمد على النحاس للحصول على حوالي 80 في المائة من حصيلة صادراتها. وتحتاج زامبيا إلى الأموال بشدة بعد أن أصبحت أول دولة أفريقية تتوقف عن سداد سنداتها الدولية في أعقاب تفشي جائحة كورونا.
ويواجه الرئيس الزامبي إدجار لونجو معركة انتخابات رئاسية في أغسطس (آب) المقبل، ويحاول الحصول على قروض إنقاذ من صندوق النقد الدولي وإعادة جدولة الديون الصينية والحد من ارتفاع أسعار الغذاء والتي أدت إلى ارتفاع معدل التضخم إلى 22 في المائة. ولكن زامبيا بدأت الآن الاستفادة من ارتفاع الأسعار العالمية للنحاس.
الصين لمواجهة تقلبات أسعار المواد الخام
الصين لمواجهة تقلبات أسعار المواد الخام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة