بعد أكثر من عام على العزلة... كيف نستعيد حياتنا الاجتماعية مجدداً؟

سكان يجلسون في احد مقاهي كرواتيا (إ.ب.أ)
سكان يجلسون في احد مقاهي كرواتيا (إ.ب.أ)
TT

بعد أكثر من عام على العزلة... كيف نستعيد حياتنا الاجتماعية مجدداً؟

سكان يجلسون في احد مقاهي كرواتيا (إ.ب.أ)
سكان يجلسون في احد مقاهي كرواتيا (إ.ب.أ)

قالت آدا وودز لشبكة «سي إن إن» إنها كانت ترغب في اصطحاب صديقتها إلى متجر الشاي المفضل لديها منذ مدة. ومنذ أن اضطررنا إلى التحول من تناول الشاي شخصيًا إلى التحدث عبر مكالمات الفيديو بسبب وباء «كورونا» منذ أكثر من عام، كانت تتطلع إلى انتهاء هذه الفترة واللقاء مع الأصدقاء وجهاً لوجه.
وقالت وودز: «لقد كانت سنة صعبة. أحاول أن أكون متفائلة حول فكرة أنه يمكننا إيجاد طريقة للاحتفال وأن لم الشمل ليس مجرد تذكير رسمي بجميع نزهات الشاي الشخصية التي فاتتنا. أتمنى أن تحب صديقتي المكان، لأنها لم تزره من قبل».
وأضحت وودز أنه إذا أرادت الجلوس مع صديقتها في الهواء الطلق، فهي تعلم أن هناك مساحة في الجزء الخلفي من المتجر، ولكن لا يوجد مكان للكثير من الناس في ظل إجراءات التباعد الاجتماعي. وأضافت: «لقد طلبت دائمًا إبريقًا واحدًا من الشاي لشخصين بهدف المشاركة - ولكن هل تعد المشاركة خيارًا بعد الآن؟».
وأشارت إلى أنه رغم أنهما سيحصلان على التطعيم الكامل بحلول الوقت الذي ستجتمعان فيه معًا، إلا أنها لم تشعر بالحرية في الاستمتاع بالأماكن العامة دون الخوف من المساهمة في نشر الفيروس منذ بدء الوباء. وقالت: «لا أستطيع أن أتخيل كيف سيكون شعور شرب الشاي مع صديقة قديمة».
وتعلم وودز أنها ليست الشخص الوحيد الذي يشعر بالقلق بشأن العودة إلى الحياة الاجتماعية بمجرد تلقي الناس اللقاحات المضادة للفيروس. لهذا السبب اتصلت بجين ويبر، أستاذة مساعدة في الاستشارات التربوية ومنسقة برنامج الدكتوراه في جامعة كين في نيو جيرسي. رغم أن الأمر قد يمثل تحديًا، إلا أن ويبر قالت إن هناك طرقًا يمكنك من خلالها أعداد نفسك للاندماج من جديد في العالم ككائن اجتماعي.
وعند سؤال ويبر حول ما إذا كان من الطبيعي أن تكون متوترًا بشأن الحياة الاجتماعية في هذه المرحلة، قالت إن ذلك يعتبر عادياً، لأن ما مررنا به للتو هو وضع غير مستقر تمامًا. وأوضحت: «تشبه الأوبئة شيئًا من عالم آخر، وليس من المهم بالنسبة لنا القلق بشأن ما إذا كان ذلك طبيعيًا أم لا. عندما نمر بمثل هذه التجربة غير الطبيعية لفترة طويلة، فإننا ننسى ما نعرفه بشكل طبيعي كبشر – فكرة أن الناس يتواصلون ويساعدون بعضهم البعض».
وتابعت: «مثل أي حدث صادم كنا نعيشه كل يوم، من المخيف الخروج والقول: هل أنا بأمان؟ هل أريد القيام بذلك؟ هل لدي الشجاعة للعودة إلى الحياة والتواصل اجتماعياً؟».
وقالت ويبر: «إلى أين يجب الذهاب أولا؟ بالنسبة لي، هناك مطعم رائع على بعد عدة بنايات مني يبيع المحار. أشعر بالراحة هناك... أنا أعرف الطاقم. سأذهب بأمان وراحة، لأن ذلك يخبرني أن الأمر على ما يرام».
وبالنسبة لشخص آخر، يمكنه الغوص في تجارب جديدة، ولكن ربما هذا الوقت لا يعتبر مناسباً للقيام بذلك.
وفيما يرتبط بأفضل الأشخاص الذين يمكنك التواصل معهم، أشارت ويبر إلى أنه من المهم إعادة التواصل مع بالأشخاص الذين تعرفهم أولاً - لأن لديك بالفعل هذا الإحساس بالصداقة.
وقالت: «قد نضطر إلى القول: هل أرغب حقًا في الانضمام إلى ناد جديد؟ أم سأبدأ مجدداً بأمان؟... وفي بعض الأحيان، يساعدنا الشعور بالأمان في بناء ثقتنا للمضي قدمًا».
وتعتبر العزلة صعبة في جميع الأحيان. ماذا يحدث إذا لم يكن لديك شخص يمكنك مقابلته؟ حاول العثور على مجموعة دعم صغيرة، مثل الأشخاص الذين يريدون جميعًا التحدث باللغة الإيطالية. قد يكون الأمر أقل إثارة للقلق بالنسبة لك لمقابلة مجموعة جديدة من الأشخاص ذوي الاهتمامات المشتركة، وفقاً لويبر.
ولا تزال رؤية أشخاص آخرين، حتى لو كنت بمفردك تقنيًا، أمرًا يستحق العناء.
وفيما يخص الأمور التي يمكننا القيام بها إذا شعرنا بالقلق أثناء محادثة، أوضحت ويبر أنه خلال ذلك السكون المفاجئ حيث لا تعرف ماذا تفعل، خذ نفساً عميقاً وهادئاً وحاول التخلص من القلق بداخلك.
وتطرقت ويبر إلى المواضيع الأكثر أمانا لمناقشتها، وقالت: «ربما سأتجنب أي شيء له علاقة بالوباء، باستثناء جملة (أتمنى أن ينتهي)... تخلص من الأشياء التي اعتدت التحدث عنها وفكر في بعض الأشياء لمناقشتها قبل الوصول إلى هناك أيضًا».
وتابعت: «بالنسبة للكثيرين منا، ربما لم نواكب الأشخاص من حولنا، أو أننا لم نراهم لفترة طويلة. قد نتساءل ماذا فعلوا في الوقت الذي مضى؟ كيف تغيروا؟».


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

آل الشيخ يتوج بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً»

تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (الشرق الأوسط)
تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

آل الشيخ يتوج بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً»

تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (الشرق الأوسط)
تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (الشرق الأوسط)

ملصق يحمل صورة تركي آل الشيخ بمناسبة فوزه

تُوّجَ تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير» خلالَ حفل جوائز «MENA Effie Awards»، ضمن فعاليات «موسم الرياض»، تقديراً لإسهاماته البارزة في دعم وتطوير قطاع الترفيه في المملكة.

وتعدُّ الجائزةُ من أبرز الجوائز في مجال تقييم التأثير والإنجازات الإبداعية على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تسلط الضوء على الشخصيات التي قدمت مساهمات استثنائية وذات تأثير عميق خلال العقد الأخير. ويُعد فوز آل الشيخ بالجائزة تأكيداً لمكانته بوصفه من أبرز القيادات المؤثرة عالمياً في قطاع الترفيه.