حفل توزيع جوائز الأوسكار اليوم يشبه عودة البطل

أنطوني هوبكنز وأوليفيا كولمن في فيلم «الأب»
أنطوني هوبكنز وأوليفيا كولمن في فيلم «الأب»
TT

حفل توزيع جوائز الأوسكار اليوم يشبه عودة البطل

أنطوني هوبكنز وأوليفيا كولمن في فيلم «الأب»
أنطوني هوبكنز وأوليفيا كولمن في فيلم «الأب»

هل هناك من فيلم من بين الثمانية المرشحة هذا العام يستحق الأوسكار كأفضل فيلم فعلاً؟ كل فيلم من تلك المتسابقة صوب جوائز اليوم، فيه عناصر جيدة. هذا مفهوم، لكن هل بينها فيلم من القوة بحيث يقلل من فرص الأفلام الأخرى ويخرج فائزاً؟
استنتاجاً، هل التوقعات مهمة؟ أليست هي المرة الثالثة والتسعين التي يتم فيها توزيع هذه الجوائز؟ ألم يحن الوقت لاعتبارها فعلاً تقليدياً؟ وهل صحيح ما يذهب إليه بعض النقاد والمتابعين من أن الأوسكار فقد قيمته وبالتالي لا أهمية للتوقعات؟
الحال أن التوقعات ليست لعبة تنبؤات يأمل عبرها الكاتب أن تفوز توقعاته أكثر مما يهمه الفائز فعلاً لكي يُشير إلى قرائه بأنه توقع ذلك وما توقعه تحقق. الأوسكار، لمن شاء أو أبى، هو أكبر جوائز العالم بالنسبة للسينما. هناك جوائز أخرى من «غويا» الإسبانية إلى الحصان الذهبي الصيني ومن «بافتا» البريطانية إلى «السيزار» الفرنسي، مروراً بجوائز «غولدن غلوبز» وحلقة نقاد لندن ونحو 70 مؤسسة نقدية حول العالم توزع جوائزها المشابهة، لكن متابعي المناسبات السنوية الأهم من بينها هم من مواطني البلاد التي تُقام فيها أولاً، ومن النقاد والصحافيين السينمائيين الذين يولون اهتماماً بهذا التقليد كما يولون اهتمامهم بالأفلام المتسابقة وصانعيها.
الأوسكار هو أكثرها شيوعاً وأكثرها انتشاراً والأفلام والشخصيات التي تربح الجائزة الشهيرة هي من بين أكثر الأفلام تعرضاً للمشاهدة سواء في صالات السينما (مع الأخذ بعين الاعتبار ما مرت به خلال الأشهر الاثنا عشر الماضية) أو غرف المنازل.
هذا لا يمكن تجاهله لمجرد أن البعض ينظر بفوقية إليها وبالقدر ذاته إلى التوقعات كما لو كانت لعبة زهر، بينما هي فرصة للنظر إلى الأفلام ذاتها والمواهب التي أنتجتها وحركتها وأوصلتها إلى ما وصلت عليه داخل وخارج حلقات الجوائز.

- وجهات نظر
شهدت حفلات الأوسكار في السنوات العشر الأخيرة تراجعاً في حجم المشاهدين. لا يزال يُقدر بعشرات الملايين في الولايات المتحدة وخارجها، لكن الاهتمام تبعثر خلال العقد الماضي على الأخص بعدما أخذت المناسبات الأخرى التي تسبق الأوسكار إعلان نتائجها مما يلبي الفضول ويسرق الاهتمام الذي عرفه الأوسكار من قبل.
هذا لجانب أن الأفلام لا تختلف بين ما هو متنافس منها على الـ«غولدن غلوبز» أو على الـ«بافتا» أو على أي من الجمعيات الأخرى. حين يصل الوقت للأوسكار الكامن في آخر الصف، فلا شيء يبقى، بالنسبة لقطاع كبير من المشاهدين، أكثر من الهالة التي صاحبته طوال تاريخه.
هذا العام كانت هناك مشكلة أخرى هي الوباء الذي تمدد حول العالم. والمناسبات السنوية جميعاً، من جوائز سيزار و«الاتحاد الأوروبي» و«بافتا» وسواها عانت انحساراً في حجم المتابعين كونها لم تعد الحفلات التي تثير الفرجة كما كان حالها من قبل. كل حفلة اعتادت على حشود الحاضرين والصالات الممتلئة عن آخرها بنجوم السينما وبأسماء الكبار من العاملين فيها، اكتفت باستعارة قنوات التكنولوجيا لإثبات أنها ما زالت حية. هذا ليس أمراً يُثير الفضول وحب المتابعة.
الأوسكار سيبقى الأوسكار رغم ذلك. إذا ما حدث تقلص في عدد المشاهدين هذا العام فإنه لن يكون مؤثراً، بل قابلاً للاستيعاب ومفهوم الأسباب. الأكثر من ذلك، هو أن هناك احتمالاً في أن يحافظ حجم المشاهدين على ما كان عليه سابقاً لذات الأسباب الداعية لترقب انحسار العدد بنسبة ما. لنقل إنها عودة البطل. شيء مثل انتصار مل غيبسون في الموقعة الأخيرة من «قلب شجاع».

- نوعان من الأفلام
يمكن تقسيم الأفلام الثمانية إلى نوعين هذه السنة: قسم يدور حول تجارب شخصية وقسم ما زال يدور حول تجارب شخصية إنما على خلفية نقد اجتماعي يتسلل عبر المفادات التي تحملها تلك الأفلام. على الصعيد الشخصي البحت هناك «الأب» لفلوريان زَلر و«امرأة شابة واعدة» لإميرلد فَنل و«صوت المعدن» لداريوس ماردر.
الأفلام الأخرى جميعاً وهي «جوداس والمسيح الأسود» لشاكا كينغ و«مانك» لديفيد فينشر، و«ميناري» للي أيزاك تشونغ و«نومادلاند» لكلووي زاو. و«محاكمة شيكاغو 7» لآرون سوركن. هي أفلام قضايا تتعلق بأميركا أولاً. بلد الحلم الكبير والواقع المعاكس له.
المشاكل الشخصية في الأفلام الثلاثة الأولى (وأفضلها إخراجاً هو «الأب» بلا ريب) تبحث في الفرد أمام أزمته الشخصية: رجل تلتبس الوقائع في باله فيلج الخيال أكثر مما يعيش في الواقع، امرأة تقرر الانتقام من الرجال بطريقتها الخاصة وموسيقي يفقد السمع ويواجه نوعاً جديداً من الحياة.
عادة ما يهتم أعضاء الأكاديمية بالشخصيات التي تُعاني عللاً وأمراض. ليس هذه المرة. الفيلم جيد وكفى. لا يتجاوز إمكانيات محدودة لمخرجه. لكن بسبب هذا المنحى ولأنه من بين أفضل الأفلام المرشحة فإن «الأب» يقف - قبل ساعات قليلة من إعلان النتائج - على بعد خمسة أمتار من المنصة.
لكي يفوز عليه أن يتجاوز عقبة اسمها «نومادلاند» الذي تلقي فيه بطلة الفيلم نظرة اتهامية على أميركا التي تعرفها وتلجأ إلى تلك المنفتحة على طبيعة هي ليست، باختيار المخرجة زاو، بديعة كفاية لكنها حرة أكثر مما هو متاح في المدن. «ميناري» يواكبه من باب خلفي. حكاية عائلة أميركية من أصول كورية تستجيب لرب الأسرة وتترك المدينة إلى مزارع في وسط أميركا. أول رد فعل من الزوجة هو خيبة أمل والفيلم يوازي بين أمل الأب في توطين نفسه ومستقبله في الزراعة والبقاء بعيداً عن المدينة، وبين الأم - الزوجة التي تحن إلى ما تحفل به المدن من أنواع حياة. في الفاصل الضيق بين هذين المفهومين نظرة على حلم أميركي لم يتحقق في المدن فلم سيتحقق في الأرياف؟
«جوداس والمسيح الأسود» هو أكثر الأفلام المذكورة حدة. مأخوذ مثل «محاكمة شيكاغو 7» عن أحداث حقيقية لكنه أقوى مضموناً وأكثر وضوحاً في هدفه: خطة الأف بي آي للنيل من ناشط أسود منتم إلى جماعة «الفهود السود» لإسكاته (سجناً في بادئ الأمر ثم قتلاً). في المقابل لعب على وتيرة دراما المحاكمات التي من بينها، كذلك، شخصية رجل أسود لا علاقة له بالمظاهرات التي شهدتها مدينة شيكاغو احتجاجاً على حرب فيتنام.
أما «مانك»، فهو يدلف من البحث في مرحلة من حياة كاتب السيناريو هرمان مانكويتز إلى محاولة تجريد هوليوود الأربعينات من بعض أنوارها. يتعاطى فيلم ديفيد فينشر مع المؤسسات السينمائية ومالكيها وسياساتها خلال سنوات البؤس الاقتصادي ومواقفها غير المتجانسة حيال النازية وما يقع لليهود من إجحاف في الوقت الذي يتبوأ اليهود في هوليوود قمم تلك المؤسسات.

- مسابقات أساسية
بناء على ما سبق يمكن وضع خريطة لما ستخرج به حفلة يوم غد من نتائج استناداً إلى تحليلات موضوعية مفادها أن العديد من الجوائز، في الإخراج أو الكتابة أو التمثيل، مرتبطة بعضها ببعض.
> أفضل فيلم:
- الأكثر ترجيحاً: «نومادلاند».
- المنافس الأول: «الأب».
- الحصان الأسود: «محاكمة شيكاغو 7» (احتمال ضئيل).
- لماذا؟: لكل ما سبق، يقف «نومادلاند» على أرض صلبة بالإضافة إلى أن مخرجته امرأة وستكون من المرات النادرة التي يفوز بها فيلم من إخراج أنثى بالأوسكار، آخر مرة كاثرين بيغلو عن The Hurt Locker في حفل 2009.
> أفضل فيلم عالمي (أجنبي):
- الأكثر ترجيحاً: «دورة أخرى» Another Round دنمارك»
- المنافس الأول: «كيو فاديس، عايدة Que Vadis Aida بوسنيا»
- الحصان الأسود: «الرجل الذي باع ظهره» (تونس)
- لماذا؟ نبدأ بالحلقة الأضعف: الفيلم الروماني «جمعي (Collective) «هو فيلم تسجيلي ولا أدري لماذا تم ترشيحه هنا، لكن المؤكد هو أنه لن يفوز على «دورة أخرى» الذي سبق وأن حاز جوائز عدة عن كل منافسة ظهر فيها. الفيلم الصيني «أيام أفضل» هو جيد إلى حد التنافس وليس لحد الفوز. حكاية بطلة الفيلم الشابة التي تستعين بشاب أكبر منها سناً للدفاع عنها ضد المتحرشات بها شبيه، من زاوية الوضع الإنساني البحث بالفيلم التونسي «الرجل الذي باع ظهره». فيلم كوثر بن هنية هذا وفيلم «كيو فاديس، عايدة» يشتركان في أنهما ثقيلا الوطأة. جيدان (وفيلم ياسميلا زبانيتش أفضل إخراجاً من الفيلم التونسي) لكن حظيهما في الفوز مضمحلة بوجود فيلم «دورة أخرى» لتوماس فنتربيرغ. هذا لا يتجاوزهما في إجادة التنفيذ لكنه أكثر جاذبية منهما.
> أفضل إخراج:
- الأكثر ترجيحاً: توماس ڤنتربيرغ عن «دورة أخرى».
- المنافس الأول: كلووي زاو عن «نومادلاند» (بفارق ضئيل)
- الحصان الأسود: ديڤيد فينشر عن «مانك».
- لماذا؟ برهنت المخرجة إميرالد فَنل عن أنها كاتبة أفضل منها مخرجة في «امرأة شابة واعدة». الكوري الأصل لي أيزاك تشونغ يشترك معها في أنه جديد وفيلمه الجيد ليس إعجازاً. فينشر هو الوحيد بين الجميع الذي صنع فيلماً بالتقاليد المتداولة وهو حصان أسود لأنه قريب من فيلمي زاو وفنتربيرغ تبعاً لتوقعات بعض أعضاء الأكاديمية أنفسهم. بالنسبة لزاو هي بالتأكيد ذات أسلوب (سبق لها وأن مارسته بنجاح أقل في أفلامها السابقة) لكن إدارة أربع شخصيات (يشتركون في الصداقة والزمالة ومهنة التعليم) لغاية الشرب فقط في موقع واحد هو المعاكس الصعب لكل ما هو معروض هنا. لكن هنا ما يجمع المخرجة زاو مع المخرج فنتربيرغ: قدرة كل منهما على خلق أهمية قصوى من المكان مغلقاً كان أم مفتوحاً. كذلك تبعية ما إذا كان فوز أحدهما بجائزة في مجال آخر (أفضل فيلم وأفضل فيلم أجنبي) سيُعتبر لدى المحكمين سبباً في الاختيار. هذا حدث سابقاً في مرات دون أخرى.
> أفضل تمثيل رجالي أول:
- الأكثر ترجيحاً: شادويك بوزمن عن «مؤخرة ما رايني السوداء” Ma Rainey’s Black Bottom
- المنافس الأول: أنطوني هوبكنز عن «الأب»
- الحصان الأسود: غاري أولدمن عن «مانك»
- لماذا؟ هناك سببان يوعزان بأن الأوسكار سيُمنح لممثل راحل وليس لممثل حي. هذا الممثل هو شادويك بوزمن. الأول أنه أداء رائع بمقاييس مهنية وإبداعية عدة. والثاني أنه قام بأداء دوره من دون أن يعلم أحد أنه مريض بالسرطان. هذه المعادلة بين الإجادة والتحية العاطفية لا يمكن ضحدهما في عمليات فرز الأصوات. لكن ربما كانت المفاجأة الكبيرة هي أن يجتاز أنطوني هوبكنز تلك الأمتار القليلة التي تفصله عن المنصة حاملاً معه خبرة رجل في الثالثة والثمانين سنة أدى دوراً صعباً بسهولة شرب كوب من الماء. غاري أولدمن جيد الأداء لكنه أكبر سناً مما كان عليه هرمان مانكويتز. قد يلعب هذا العنصر دوراً في إقصائه لكن الأساس هو أن القوة التي يجسدها كل من بوزمن وهوبكنز لا يمكن إغفالها. يبقى ريز أحمد عن «صوت المعدن» وستيفن يون عن «ميناري». لن يصلا.
> أفضل تمثيل نسائي أول:
- الأكثر ترجيحاً: فيولا ديفيز عن «مؤخرة ما رايني السوداء».
- المنافس الأول: فرنسيس مكدومند عن «نومادلاند».
- الحصان الأسود: كاري موليغن عن «امرأة شابة واعدة».
- لماذا؟ أندرا داي عن «الولايات المتحدة ضد بيلي هوليدا» و«فنيسا كيربي» عن «أجزاء امرأة» جيدتان طبعاً لكنهما لن يفوزا لأن المنافسة الشديدة خارج إطارهما. هي بين فيولا وفرنسيس بالدرجة الأولى وعلى نحو قريب كاري موليغن. أجازف هنا بالتوقع بأن تفوز فيولا وذلك بناء على قوة الحضور ودرجة التشخيص العليا لدور المغنية التي تبحث عن الاحترام وإثبات الوجود. لكن فرنسيس لا يستهان بها رغم أنها تتموضع في حالة واحدة طوال الفيلم.
كذلك من الدلائل المهمة أن فيولا ديفيز وليس فرنسيس مكدورمند هي من فازت قبل أسابيع قليلة بجائزة أفضل ممثلة من جمعية الممثلين الأميركية. معظم الأعضاء هناك أعضاء في أكاديمية العلوم والفنون السينمائية موزعة الأوسكار. والممثلون - عموماً - النسبة الغالبة من أعضاء الأكاديمية.
* أفضل تمثيل رجالي مساند:
- الأكثر ترجيحاً: دانيال كييويا عن «جوداس والمسيح الأسود».
- المنافس الأول: لاكيث ستانفيلد عن الفيلم ذاته.
- الحصان الأسود: حصانان: بول راسي عن «صوت المعدن» ولسلي أودوم جونيور عن «ليلة في ميامي» One Night in Miami
- لماذا؟ المفترض أن فيلم «جوداس والمسيح الأسود» مروي من وجهة نظر لاكيث ستانفيلد في دور عميل الـ«إف بي آي»، الذي صاحب رئيس الفرع المحلي للفهود السود وتسبب في اغتياله. لكن المخرج تجاوز هذا الافتراض عندما ركز (ومعه الحق) على الدور الذي لعبه كالييويا. بحسب عدد المشاهد فإن كالييويا يكاد أن يكون بطل الفيلم ومكانه المنافسة في سباق أفضل تمثيل رجالي أول. مهما يكن هذه المرة الأولى التي يتنافس فيها أفرو - أميركيان وجهاً لوجه. بول راسي له حظ وفير في أن يكون المفاجأة غير المتوقعة. لكنه حظ لا أكثر. الباقيان هما لسلي أودوم جونيور، وهو أفرو أميركي آخر (لأول مرة أيضاً ثلاثة أفرو - أميركيين في المنافسة معاً) وذلك عن دوره الجيد في «ليلة واحدة في ميامي». هناك فرصة تتراءى من احتمال التضحية بكل من كالييويا وستانفيلد مقابل دفع أودوم للفوز. المرشح الخامس، ساشا بارون كووَن عن دوره الصغير والخالي من الإبداع في «محاكمة شيكاغو 7» هو مزحة ثقيلة ستنتهي على أرض التاريخ.

أفضل تمثيل نسائي مساند:
- الأكثر ترجيحاً: أوليفيا كولمن عن «الأب» وغلن كلوز عن «مرثاة المتخلفين” Hillybilly Eleggy
- المنافس الأول: كولمن وكلوز أيضاً
- الحصان الأسود: يو - جونغ يون عن «ميناري»
- لماذا؟ ترشيحات هذه الفئة بصعوبة ترشيحات فئة الممثلات في أدوار أولى وصعوبة فئة الممثلين الرجال في الأدوار الأولى. أساساً لدينا ممثلة رُشحت سبع مرات سابقة (بدءاً من سنة 1983) ولم تفز بعد، هي غلن كلوز وهذا الدور الذي تؤديه بطلاقة في «مرثاة المتخلفين» لا يجب أن يمر عابراً بلا فوز وإن فعل فإن خسارته ستكون بحفنة أصوات. كولمن لعبت دوراً جيداً في «الأب» ولو أنها ربحت عن دورها في المسلسل التلفزيوني «التاج» أكثر مما نالته عن «الأب». يو - جونغ يون لديها مشهدان رائعان أو ثلاثة في «ميناري» تستعرض الموهبة المستوطنة في ذاتها. الحلقة الأضعف ماريا بكالوفا (وقد أكون مخطئاً في درجة الضعف) عن دورها في «مورات 2» وأماندا سيفرايد في «مانك».

مسابقات أساسية أخرى
* السيناريو المكتوب خصيصاً:
- الأكثر ترجيحاً: إميرالد فَنل عن «امرأة شابة واعدة»
- لماذا؟ ربحت قبل في مطلع هذا الشهر جائزة جمعية الكتاب الأميركية. هذا سيتكرر هنا ولو أن أصواتاً عديدة قد تتجه إلى «محاكمة شيكاغو 7» لكنها لن تتجاوز تلك التي ستذهب إلى تجربة فرد عوض عن تجارب مجموعة. الأفلام الأخرى: «يناري» خال من الحدث، «صوت المعدن» ضعيف الكتابة و«جوداس والمسيح الأسود» أفضلها لكن التوجه سيكون لدراما عاطفية وليس لفيلم سياسي.
* السيناريو المقتبس:
- الأكثر ترجيحاً: «نومادلاند»
- لماذا؟ مرة أخرى المنافسة هي بين هذا الفيلم وفيلم «الأب». إذا ما أخطأ ترجيحي هنا فسيكون ذلك بسبب «الأب»، خصوصاً إذا ما خسر هذا الفيلم في المسابقات الأخرى. هناك فيلمان مقتبسان عن مسرحيات هما «الأب» و«ليلة واحدة في ميامي» وكلاهما موجودان في هذه المسابقة، لكن إبداع الإخراج أعلى من إبداع الكتابة بقليل. «النمر الأبيض» هو حصان أسود في هذه المسابقة لكن الفيلم غير مرشح في أي مسابقة أخرى لذلك لن يفوز هنا. الفيل الخامس هو «بورات 2». تسعة كتاب شاركوا في وضع السيناريو. هذا كافٍ لاستبعادهم جميعاً.
* التصوير:
- الأكثر ترجيحاً: «مانك»
- لماذا؟ حظوظه الأخرى محدودة لكن أساساً بسبب تصويره البديع (بالأبيض والأسود) ووقوف «جمعية المصورين الأميركية» وراءه إذ منحته جائزتها. قام بتصويره إريك ميسرشميت وهناك مقال رائع في مجلة الجمعية (اسمها Aerican Cinematography) عما حاول مدير تصويره فعله وأنجزه. لا يمكن إغفال تصوير جوشوا جيمس رتشردس في «نومادلاند» والمنافسة هي بينهما في الأساس. الباقون شون بوبيت عن «جوداس...» جيد لكنه ليس منافساً صلباً، داريوش ولسكي عن «أخبار العالم»، مقبول فقط وفيدون بابامايكل عن «محاكمة شيكاغو 7» (عادي).
* الفيلم التسجيلي:
الأكثر ترجيحاً: «أستاذي الأخطبوط My Octopus Teacher
- لماذا؟ تمس كل الأفلام التسجيلية المشاركة هنا («تايم»، «جمعي»، «معسكر المعاقين»، «العميل المندس (The Mole Agent)» و«أستاذي الأخطبوط» القلوب بسبب مواضيعها الإنسانية المختلفة. لكن «أستاذي الأخطبوط» يختلف عن أترابه في أنه يتحدث عن علاقة غير متداولة بين غطاس وأخطبوط لجانب كونه جيد التنفيذ على نحو استثنائي.


مقالات ذات صلة

الوثائقي «ملفات بيبي» في مهرجان تورونتو يثير غضب نتنياهو

شؤون إقليمية الوثائقي «ملفات بيبي» في مهرجان تورونتو يثير غضب نتنياهو

الوثائقي «ملفات بيبي» في مهرجان تورونتو يثير غضب نتنياهو

يتناول الفيلم تأثير فساد نتنياهو على قراراته السياسية والاستراتيجية، بما في ذلك من تخريب عملية السلام، والمساس بحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
يوميات الشرق المخرج الإيراني أصغر فرهادي الحائز جائزتَي أوسكار عامَي 2012 و2017 (إدارة مهرجان عمّان السينمائي الدولي)

أصغر فرهادي... عن أسرار المهنة ومجد الأوسكار من تحت سماء عمّان

المخرج الإيراني الحائز جائزتَي أوسكار، أصغر فرهادي، يحلّ ضيفاً على مهرجان عمّان السينمائي، ويبوح بتفاصيل كثيرة عن رحلته السينمائية الحافلة.

كريستين حبيب (عمّان)
يوميات الشرق تمثال «الأوسكار» يظهر خارج مسرح في لوس أنجليس (أرشيفية - أ.ب)

«الأوسكار» تهدف لجمع تبرعات بقيمة 500 مليون دولار

أطلقت أكاديمية فنون السينما وعلومها الجمعة حملة واسعة لجمع تبرعات بقيمة 500 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (لوس انجليس)
يوميات الشرق الممثل الشهير ويل سميث وزوجته جادا (رويترز)

«صفعة الأوسكار» تلاحقهما... مؤسسة «ويل وجادا سميث» الخيرية تُغلق أبوابها

من المقرر إغلاق مؤسسة «ويل وجادا سميث» الخيرية بعدما شهدت انخفاضاً في التبرعات فيما يظهر أنه أحدث تداعيات «صفعة الأوسكار» الشهيرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق أبطال المنصات (مارتن سكورسيزي وبرادلي كوبر) يغادران «أوسكار» 2024 بوفاضٍ خالٍ

هل تخلّت «الأوسكار» عن أفلام «نتفليكس» وأخواتها؟

مع أنها حظيت بـ32 ترشيحاً إلى «أوسكار» 2024 فإن أفلام منصات البث العالمية مثل «نتفليكس» و«أبل» عادت أدراجها من دون جوائز... فما هي الأسباب؟

كريستين حبيب (بيروت)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».