«زيغازو»... تطبيق تواصل اجتماعي آمن للأطفال

تطبيق زيغازو يحتوي على فئات مختلفة مثل الفن والرياضيات والصحة واللياقة (سي إن إن)
تطبيق زيغازو يحتوي على فئات مختلفة مثل الفن والرياضيات والصحة واللياقة (سي إن إن)
TT

«زيغازو»... تطبيق تواصل اجتماعي آمن للأطفال

تطبيق زيغازو يحتوي على فئات مختلفة مثل الفن والرياضيات والصحة واللياقة (سي إن إن)
تطبيق زيغازو يحتوي على فئات مختلفة مثل الفن والرياضيات والصحة واللياقة (سي إن إن)

يتكئ صبي صغير يُدعى داوسون على كرسي هزاز أبيض، على شرفة منزله، ويقول: «اشتريتُ بعض الصخور، وقمنا بتلوينها للتو... دعني أُرِك هنا».
ويشير إلى مجموعته التي تحتوي على صخرة زرقاء تتضمن نجوماً برتقالية وأخرى بها أزهار. بعد بضع ثوانٍ، يتحول شريط الفيديو إلى مقطع آخر. هذه المرة تظهر فتاة تُدعى أفيري وهي تخبر المشتركين البالغ عددهم 97: «إنها زرقاء! توقعتُ ذلك»، في إشارة إلى الكرة التي أخرجتها من آلة تحتوي على كُرات ملوّنة عدة، وفقاً لتقرير لشبكة «سي إن إن».
ولو لم يكن الأمر يتعلق بالأصوات والوجوه الصغيرة، فستعتقد أنك دخلت عالم «تيك توك»، لكن هذا هو عالم «زيغازو»، تطبيق تواصل اجتماعي مخصص للأطفال من سن 3 إلى 12 عاماً.
تم إطلاق منصة الفيديو القصيرة الصيف الماضي بهدف تطوير وسائل التواصل الاجتماعي الصحية وعادات البث في سن مبكرة. يتيح للأطفال تصفح مقاطع الفيديو أو الأنشطة التي مدتها 30 ثانية أو المشاركة فيها، التي أنشأتها حدائق الحيوان والمتاحف والمعلمين والموسيقيين واستوديوهات التلفزيون. ويشجع المحتوى الأطفال على الإجابة عن أسئلة مثل «ما الذي يدور في ذهنك؟»، أو «ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟».
يمكن للأطفال بعد ذلك مشاركة الردود المسجلة مع أصدقائهم في «زيغازو» أو شبكتها التي تضم 120 ألف مشترك. هناك أنشطة، مثل الغناء والرقص وعروض للحيوانات الأليفة.
وفي الوقت الذي تواجه فيه شركة «فيسبوك» رد فعل عنيفاً، لأنها تعمل على نسخة للأطفال من «إنستغرام»، حيث أشارت مجموعات عدة إلى الوقت المفرط على الأجهزة ووسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها مصدر قلق رئيسياً، يجذب «زيغازو» اهتماماً إيجابياً. وقالت الشركة إن المنصة نمت بنحو 100 في المائة منذ بداية عام 2021، وشهدت 20 مليون مشاهدة فيديو حتى الآن.
أعلنت الشركة، أمس (الخميس)، عن جولة تمويل بقيمة 4 ملايين دولار بقيادة «ماك فانتشير كابيتال»، وحفنة من المستثمرين المشاهير، بما في ذلك جيمي كيميل، وسيرينا ويليامز، وماثيو روتلر.
وقالت ويليامز، وهي أم لأوليمبيا البالغة من العمر ثلاث سنوات، إنها انجذبت إلى «زيغازو»، لأنه مصمم خصيصاً للأطفال، بدلاً من تعديل منتج مصنوع للبالغين.
وأوضحت لشبكة «سي إن إن» في رسالة بريد إلكتروني: «لم يتم تصميم مواقع التواصل الاجتماعي الحالية بالضرورة مع وضع الأطفال الصغار في الاعتبار وتتطلب إشرافاً من الوالدين للتأكد من أنهم لا يستهلكون سوى المحتوى المخصص لفئتهم العمرية».
وتابعت: «تعتبر منصات مثل (زيغازو) مهمة لأن السلامة تكمن في بنيتها، ويتم تطوير المحتوى خصيصاً لتلبية الاحتياجات الاجتماعية والعاطفية للأطفال».
وأنشأ مؤسسو «زيغازو» زاك وليا رينغلشتاين، مدرسان سابقان في مدرسة ابتدائية، التطبيق في الأيام الأولى لوباء «كورونا»، بعد أن كافحا للعثور على محتوى تفاعلي وجذاب لأطفالهما الثلاثة الصغار.
وقال زاك: «نعلم أن أعلى مستوى من التفكير يحدث عند الإبداع، وكنا نشاهد أطفالنا ينغمسون على (يوتيوب)...لقد أدركنا أنه لم يكن هناك الكثير من المحتوى الذي قد نختاره لهم».
وتابع: «ولكن يمكن للأطفال فعل المزيد وهم يرغبون في ذلك...يريدون أن يكونوا مع الأصدقاء لإنشاء العلاقات والتفاعل».
ويحتوي التطبيق على فئات مختلفة - الفن والرياضيات والصحة واللياقة وغير ذلك.
ويتطلب التطبيق شخصاً بالغاً يزيد عمره على 18 عاماً للتسجيل عبر حساب «فيبسبوك» أو «غوغل» أو «آبل». يمكن للوالدين بعد ذلك تحديد ما إذا كانوا يريدون مشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة بأطفالهم على موجز «زيغازو» أو تعيينها على الوضع الخاص.


مقالات ذات صلة

العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
إعلام تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

أثار إعلان شركة «ميتا» تمديد فترة تقييد الإعلانات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية أو السياسية لما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، من دون أن تحدّد الشركة وقتاً ...

إيمان مبروك (القاهرة)
يوميات الشرق لوسائل التواصل دور محوري في تشكيل تجارب الشباب (جمعية علم النفس الأميركية)

«لايك» التواصل الاجتماعي يؤثر في مزاج الشباب

كشفت دراسة أن الشباب أكثر حساسية تجاه ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الإعجابات (لايك)، مقارنةً بالبالغين... ماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
مذاقات الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)

من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟

فوضى عارمة تجتاح وسائل التواصل التي تعجّ بأشخاصٍ يدّعون المعرفة من دون أسس علمية، فيطلّون عبر الـ«تيك توك» و«إنستغرام» في منشورات إلكترونية ينتقدون أو ينصحون...

فيفيان حداد (بيروت)

تانيا صالح تُغنّي للأطفال وترسم لُبنانَهم الأحلى

باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
TT

تانيا صالح تُغنّي للأطفال وترسم لُبنانَهم الأحلى

باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)

أمَّنت الإقامة في باريس للفنانة اللبنانية تانيا صالح «راحة بال» تُحرِّض على العطاء. تُصرُّ على المزدوجَين «...» لدى وصف الحالة، فـ«اللبناني» و«راحة البال» بمعناها الكلّي، نقيضان. تحطّ على أراضي بلادها لتُطلق ألبومها الجديد الموجَّه إلى الأطفال. موعد التوقيع الأول؛ الجمعة 6 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. والأحد (8 منه) تخصّصه لاستضافة أولاد للغناء والرسم. تريد من الفنّ أن يُهدّئ أنين أطفال الصدمة ويرأف بالبراءة المشلَّعة.

تريد من الفنّ أن يُهدّئ أنين أطفال الصدمة ويرأف بالبراءة المشلَّعة (صور تانيا صالح)

وطَّد كونها أُماً علاقتها بأوجاع الطفولة تحت النار؛ من فلسطين إلى لبنان. تُخبر «الشرق الأوسط» أنها اعتادت اختراع الأغنيات من أجل أن ينام أطفالها وهم يستدعون إلى مخيّلاتهم حلاوة الحلم. لطالما تمنّت الغناء للصغار، تشبُّعاً بأمومتها وإحساسها بالرغبة في مَنْح صوتها لمَن تُركوا في البرد واشتهوا دفء الأحضان. تقول: «أصبح الأمر مُلحّاً منذ تعرُّض أطفال غزة لاستباحة العصر. لمحتُ في عيون أهاليهم عدم القدرة على فعل شيء. منذ توحُّش الحرب هناك، وتمدُّد وحشيتها إلى لبنان، شعرتُ بأنّ المسألة طارئة. عليَّ أداء دوري. لن تنفع ذرائع من نوع (غداً سأبدأ)».

غلاف الألبوم المؤلَّف من 11 أغنية (صور تانيا صالح)

وفَّر الحبُّ القديم لأغنية الطفل، عليها، الكتابةَ من الصفر. ما في الألبوم، المؤلَّف من 11 أغنية، كُتب من قبل، أو على الأقل حَضَرت فكرته. تُكمل: «لملمتُ المجموع، فشكَّل ألبوماً. وكنتُ قد أنقذتُ بعض أموالي خشية أنْ تتطاير في المهبّ، كما هي الأقدار اللبنانية، فأمّنتُ الإنتاج. عملتُ على رسومه ودخلتُ الاستوديو مع الموسيقيين. بدل الـ(CD)؛ وقد لا يصل إلى أطفال في خيامهم وآخرين في الشوارع، فضَّلتُ دفتر التلوين وفي خلفيته رمز استجابة سريعة يخوّلهم مسحه الاستماع المجاني إلى الأغنيات ومشاهدتها مرسومة، فتنتشل خيالاتهم من الأيام الصعبة».

تُخطّط تانيا صالح لجولة في بعلبك وجنوب لبنان؛ «إنْ لم تحدُث مفاجآت تُبدِّل الخطط». وتشمل الجولة مناطق حيث الأغنية قد لا يطولها الأولاد، والرسوم ليست أولوية أمام جوع المعدة. تقول: «أتطلّع إلى الأطفال فأرى تلك السنّ التي تستحقّ الأفضل. لا تهمّ الجنسية ولا الانتماءات الأخرى. أريد لموسيقاي ورسومي الوصول إلى اللبناني وغيره. على هذا المستوى من العطف، لا فارق بين أصناف الألم. ليس للأطفال ذنب. ضآلة مدّهم بالعِلم والموسيقى والرسوم، تُوجِّه مساراتهم نحو احتمالات مُظلمة. الطفل اللبناني، كما السوري والفلسطيني، جدير بالحياة».

تعود إلى لبنان لتُطلق ألبومها الجديد الموجَّه للأطفال (صور تانيا صالح)

باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال، تشعر أنها تستريح: «الآن أدّيتُ دوري». الفعل الفنّي هنا، تُحرّكه مشهديات الذاكرة. تتساءل: «كم حرباً أمضينا وكم منزلاً استعرنا لننجو؟». ترى أولاداً يعيشون ما عاشت، فيتضاعف إحساس الأسى. تذكُر أنها كانت في نحو سنتها العشرين حين توقّفت معارك الحرب الأهلية، بعد أُلفة مريرة مع أصوات الرصاص والقذائف منذ سنّ السادسة. أصابها هدوء «اليوم التالي» بوجع: «آلمني أنني لستُ أتخبَّط بالأصوات الرهيبة! لقد اعتدْتُها. أصبحتُ كمَن يُدمن مخدِّراً. تطلَّب الأمر وقتاً لاستعادة إيقاعي الطبيعي. اليوم أتساءل: ماذا عن هؤلاء الأطفال؛ في غزة وفي لبنان، القابعين تحت النار... مَن يرمِّم ما تهشَّم؟».

تريد الموسيقى والرسوم الوصول إلى الجميع (صور تانيا صالح)

سهَّلت إقامُتها الباريسية ولادةَ الألبوم المُحتفَى به في «دار المنى» بمنطقة البترون الساحلية، الجمعة والأحد، بالتعاون مع شباب «مسرح تحفة»، وهم خلف نشاطات تُبهج المكان وزواره. تقول إنّ المسافة الفاصلة عن الوطن تُعمِّق حبَّه والشعور بالمسؤولية حياله. فمَن يحترق قد يغضب ويعتب. لذا؛ تحلَّت بشيء من «راحة البال» المحرِّضة على الإبداع، فصقلت ما كتبت، ورسمت، وسجَّلت الموسيقى؛ وإنْ أمضت الليالي تُشاهد الأخبار العاجلة وهي تفِد من أرضها النازفة.

في الألبوم المُسمَّى «لعب ولاد زغار»، تغنّي لزوال «الوحش الكبير»، مُختَزِل الحروب ومآسيها. إنها حكاية طفل يشاء التخلُّص من الحرب ليكون له وطن أحلى. تقول: «أريد للأطفال أن يعلموا ماذا تعني الحروب، عوض التعتيم عليها. في طفولتي، لم يُجب أحد عن أسئلتي. لم يُخبروني شيئاً. قالوا لي أنْ أُبقي ما أراه سراً، فلا أخبره للمسلِّح إنْ طرق بابنا. هنا أفعل العكس. أُخبر الأولاد بأنّ الحروب تتطلّب شجاعة لإنهائها من دون خضوع. وأُخبرهم أنّ الأرض تستحق التمسُّك بها».

وتُعلِّم الصغار الأبجدية العربية على ألحان مألوفة، فيسهُل تقبُّل لغتهم والتغنّي بها. وفي الألبوم، حكاية عن الزراعة وأخرى عن النوم، وثالثة عن اختراع طفل فكرة الإضاءة من عمق خيمته المُظلمة. تقول إنّ الأخيرة «حقيقية؛ وقد شاهدتُ عبر (تيك توك) طفلاً من غزة يُفكّر في كيفية دحض العتمة لاستدعاء النور، فألهمني الكتابة. هذه بطولة».

من القصص، تبرُز «الشختورة» (المركب)، فتروي تانيا صالح تاريخ لبنان بسلاسة الكلمة والصورة. تشاء من هذه الحديقة أن يدوم العطر: «الألبوم ليس لتحقيق ثروة، وربما ليس لاكتساح أرقام المشاهدة. إنه شعوري بتأدية الدور. أغنياته حُرّة من زمانها. لم أعدّها لليوم فقط. أريدها على نسق (هالصيصان شو حلوين)؛ لكلّ الأيام».